المثقف العضوي: عبد الخالق إلا كان يتقطع بقلم عبد الله علي إبراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 02:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-20-2018, 11:16 PM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 1956

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المثقف العضوي: عبد الخالق إلا كان يتقطع بقلم عبد الله علي إبراهيم

    11:16 PM May, 20 2018

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر




    استمعت إلى الدكتور خالد المبارك في حوار مع السفير خالد موسي على قناة "الشروق" وقرأت للأستاذ عثمان جعفر النصيري كلمة على "السودانفورأول" بما حفزني للعودة لمسألة الحزب الشيوعي والمثقف التي تعرضت لها في ر سالتي المرفوعة للمؤتمر السادس للحزب في يوليو 2016 (تجد الرابط إليها أدنى المقالة).
    وكنت حَمَلتُ في رسالتي للمؤتمر على تنكر الحزب لخطة أستاذنا عبد لخالق محجوب لتهيئة الحزب لحسن وفادة المثقف الذي تفرغ للعمل الفكري للحزب. فكان من رأيه أن يُكرم الحزب وفادة هذا الكادر بين ظهرانيه. وكان يخشى أن أعراف التفرغ في الحزب، التي تكونت من حول الكادر السياسي والتنظيمي والمنبري لوقت طويل، قد تضيق بالمثقف العضوي الذي كان يخطط هو في النصف الثاني من الستينات لزرعه في بيئة الحزب. أما ما سمعته من خالد وما قرأته للنصيري فقد حملني للتوقف عند دور مثقف الحزب نفسه في هدم هذه الخطة. فجاء عند كليهما أن أستاذنا عبد الخالق عرض عليهما التفرغ بالنظر إلى سابقتهما المميزة في العمل السياسي والثقافي في حركة الطلبة الشيوعيين. ولكنهما ردا الدعوة على أعقابها.
    فصّل خالد في دعوة أستاذنا بينما أجملها النصيري ولكن النتيجة واحدة: وهي أنهما لم يقبلا الدعوة. قال خالد إن عبد الخالق استدعاه لمقابلته في فترة هي نحو 1968. وحدد للقائه موضعاً في الشهداء الذي هو حي أستاذنا في أم درمان. وقال إنه أخذه بسيارته الفولكس الرمادية، وظل يدور به الطرقات، يدعوه للتفرغ للعمل بالحزب الشيوعي. وتمنى أستاذنا على خالد أن يفعل لأنه لم يتفرغ للحزب من جامعة الخرطوم (وهي الجامعة التي تخرج فيها خالد) أحد منذ محمد إبراهيم عبده (كبج) في أوائل الستينات مع الحاجة لهم لتطوير عمل الحزب. وقال خالد إنه قبل العرض ليأخذه أستاذنا بعد ذلك إلى غرفة بيت بها كراتين وقفاف ملئ بمطبوعات الحزب. وقال له هذا الذي أمامك هو أرشيف الحزب ونريد لك خلال تفرغك، وضمنه، أن تتولى أمره وتبوبه وتجعله ميسراً لراغب الاطلاع. وتفرغ خالد لشهر في مسؤولية الأرشيف ومساعدة الشهيد جوزيف قرنق في تحرير جريدة "أدفانس" الشيوعية الإنجليزية. واستلم بنهاية الشهر مرتبه وكان عشرة جنيهات. ولم يزد في المهمة عن ذلك الشهر فغادرها وطلب العمل في الجامعة. وقال السفير دفع الله، مقدم البرنامج، لخالد حين ذكر عشر جنيهاته إن ذلك كان مبلغاً كبيراً زمنها. ولم يكن. فكان مرتب مساعد التدريس بجامعة الخرطوم آنذاك نحو ستين جنيهاً. وكانت العشر جنيهات ليومها أقل من مرتب النفر بالسكة حديد الذي كان معيار أجر متفرغ الحزب منذ نشأ. وودت لو توقف السفير لاستجلاء ملابسات خروجه المعجل بعد شهر من الدوام. ولكن كان خالد قال في موضع آخر قال إنه استنكر حالة الأرشيف المبهدلة وكرهت نفسه ا مزاولة العمل فيه. وخرج ولم يعد للتفرغ ثم غادر الحزب نهائياً في 1971.
    أما النصيري فجاء بعرض أستاذنا له بالتفرغ في سيرة له عن المرحومة سعاد إبراهيم وزوجها المرحوم حامد الأنصاري. وزكى النصيري الأنصاري تزكية رائقة. وشهد الله أن الأنصاري لكذلك. شهد يوم الوقيعة في محاكم الشجرة في يوليو 1971 لصالح أستاذنا لم ترهبها المشانق المنصوبة. جاؤوا به كشاهد ملك فخرج لهم شاهداً عدائياً نبيلاً.وقال النصيري إن الأنصاري كان يسميه "الشاطر الشين". وقال إنه حضر في 1968 مناقشة طالت لساعات في بيته العامر بنمرة اتنين بينه وبين أستاذنا. وكان النصيري يوضح لأستاذنا دوافعه لترك موقعه كمسؤول عن دار الفكر الاشتراكي وكمحرر في "الضياء" صحيفة الحزب من وراء ستار بعد حل الحزب وإغلاق "الميدان" في نهاية 1965. ويُفهم من هذا أن النصيري كان قد قبل بالتفرغ للعمل الفكري بالحزب، ثم نكص. وقال إن الأنصاري شد على يده حين قدمه للباب مودعاً بعد نهاية المناقشة، وأثني على قوة حجته قبل أن يضيف: "ولكن احذر الغرور."
    بالطبع لخالد والنصيري حق ألا يستجيبا لدعوة التفرغ، بل وتركها متى شاءا حتى لو قبلاها، بل وترك جمل الحزب كله بما حمل. ولكن ما استوقفني في حديث خالد أكثر من قول النصيري خوضه في عيوب في قيادة أستاذنا للحزب. فقال إن المرحوم عوض عبد الرازق، السكرتير الثاني للحركة السودانية للتحرر الوطني (حستو، 1946)، والذي حل محله أستاذنا في القيادة في 1949، وخرج في انقسام 1951 المعروف، كان أحكم منه لأنه اعترض على قيام حزب شيوعي بينما كان ذلك رأي أستاذنا. وترتب على ذلك، في قول خالد، أن الحزب اختلف عن حركة الإخوان. فهو بدأ كحلقة ثم صار الجبهة المعادية للاستعمار الواسعة ثم عاد حزباً شيوعياً حلقياً. أما الحركة الإسلامية، من الجهة الأخرى، فبدأت كحلقة مثل الحزب ممثلة في الإخوان المسلمين ثم تفتحت على الجمهرة من خلال جبهة الميثاق الإسلامي (1964) والجبهة الإسلامية القومية (1985). ولم يأت خالد بالدقائق التي ذكرتها هنا لصالح القارئ. ولم يتطرق النصيري بعيب لأستاذنا لأن السياق لم يأذن. ولكن المعلوم أنه خرج على قيادته في 1970 حين ظاهر تيار المرحوم معاوية إبراهيم وأحمد سليمان.
    لا اتفق مع خالد في مآخذه على قيادة أستاذنا. ولا أريد مع ذلك أن انشغل بالرد عليها. وهي مآخذ تنتمي إلى ما سميته ب"العوضرازقية الجديدة" التي نَعَى بها شيوعيون تركوا الحزب بآخرة قيام الحزب الشيوعي ذاته على بينة من موقف عوض عبد الرازق التاريخي في أوائل الخمسينات. وهي ظاهرة أتفرغ للبحث فيه حالياً.
    ويستغرب المرء مع ذلك إن كان خالد سأل نفسه كيف وجد الحزب الخاطئ الذي أنشأه عبد لخالق، وأنتمى له لنحو عقدين، وضحى من أجله تضحيات مشهودة، ولم يجد حزب عوض عبد الرازق الصحيح؟ وكيف يُحاكم استاذنا بالوجود بينما لا يحاكم عوض عبد الرازق بالغياب؟
    ومن هنا جاء مأخذي على المثقف في الحزب. فقل أن تجد من خرج منه من جيلنا ولم يلق اللوم على أستاذنا. وهذا منهج في دراسة الحزب الشيوعي (بل والحركة الإسلامية) لا يأتي الخطأ فيه إلا من القائد. أما الحلقة القائدة أو المبادرة من حوله فبريئة تقطر براءة. وعليه قَلّت عندنا دراسة الحركة نفسها التي أوجدها القائد. ومتى خاضوا في أمرها قصروا قولهم على القائد. فليس تجد دراسة تأخذ الحركة من وجوه تكييفها الطبقي والثقافي. وعليه جعل هؤلاء الناقدون الحركة ملكية خاصة بالقائد وأنسلوا. بل ذاع بينهم أن قادة حركات حديثة مثل الشيوعيين والإسلاميين هم قادة طوائف مثل الأنصار والختمية لهم الأمر والنهي من وراء ستار. ولم يتوقف الناقدون ليحللوا "الخضوع للرؤساء" الذي ابتلى الله به الطاقم من حول قادة الحركات الديمقراطية الحديثة. فلا يكون خروجهم من حزبه إلا بانفجار أو بصمت مريب وبتبشيع له.
    أفضل هنا التوقف عند واقعة استاذنا وخالد والنصيري كمظهر من مظاهر الحنكة والسهر القياديين لأستاذنا لم يجدا أذناً صاغية من قيادات كان أحسن تقدير مساهمتها وملكاتها، وأراد لها الترقي في سلم القيادة في الحزب. بل وجدت خالد استنكر بدائية حفظ الأرشيف. وقد لا يدري أن شاغل أستاذنا آنذاك كان هذه البدائية في الأرشيف وفي سائر الحزب. وشخّص هذا الداء في "قضايا ما بعد المؤتمر الرابع"، الصادر في 1968 الموافق للقائه لنصيري وربما خالد، كواحدة من مقاتل الحزب التي تحول دونه ودون أن يصير قوة جماهيرية كبرى كما اتفق لمؤتمر الحزب الثالث في 1956. (أنظر الهامش تحت). ورأينا خالد يعيب على الحزب هذا الضمور بينما امتدت يد قائد الحزب له ليعينه على خروجنا من الضيق إلى الرحابة. وكان لينين قد سبقه للشكوى من داء البدائية العضال في العمل الثوري وقال إن الشعب الروسي لا يستحق ثوريين بادية بدائيتهم. لقد عرض أستاذنا على خالد، كما عرض على النصيري والخاتم عدلان وشخصي من نوارات حركة الطلبة الشيوعيين، التفرغ في نفس الفترة لكي نفتح جبهة متروكة في العمل الحزبي، هي العمل الفكري، لكسر حاجز الصوت في الحزب، وليبلغ مأموله في أن يصير قوة جماهيرية كبرى. ولا أدري بأي حق يصير أستاذنا الملام ونخرج جميعنا من محنة الحزب خروج الشعرة من العجين.
    من علامات النجاح في كل إدارة لشؤون الناس هو بناء التيم، وإزكاء روح المبادرة والمثابرة والزمالة بين أفراده. وكان بناء هذا التيم (وبين الكادر المثقف خاصة) على رأس أجندة أستاذنا لإعادة تأهيل الحزب بعد ثورة أكتوبر 1964 ليحسن التعاطي مع المنعطفات الحرجة التي اكتنفته مثل حله في 1965 وفشو روح الانهزام واليأس الذي أخذ بخناقه بعد "نكسة ثورة أكتوبر". فعرض على نفر منهم خالد والنصيري أن يكونوا من بين تيمه. ولم يعرض عليهم ما لم يجربه شخصياً من التفرغ للقضية لنحو عقدين منذ 1949 لم يخدم فيها لأجر سوى لشهر أو شهرين بعد وفوده من مصر. و"هيصت" الأسرة بالماهية ودفعتها لإدخال الكهرباء في البيت. فأستاذنا من رأي لينين من أن الثورة، لمن تملكت اقطار نفسه حقاً، لا يجري الإعداد لها في أوقات الفراغ. ومن حق من عرض لهم زمالة الفريق وصدت نفسه منها إلا يعود مثل خالد ويعيب أستاذنا في مثل ما رأينا. فعبد الخالق، رحمه الله، يتقطع.

    هوامش
    سيجد القارئ الراغب في الاستزادة الرابط لرسالتي لمؤتمر الحزب الشيوعي السادس عند:

    رسالة من عبد الله علي إبراهيم إلى المؤتمر السادس للحزب الشيوعي: المثقف والحزب

    ولمن أراد المتابعة سنحتفل على هذه الصفحة بمرور 50 عاماً على صدور "قضايا ما بعد المؤتمر الرابع" وهي وقائع دورة اللجنة المركزية للحزب الاستثنائية في منتصف يونيو 1968. وهي من وضع أستاذنا عبد الخالق محجوب. وسيجد القارئ فيها خلاصة أفكار أستاذنا حول تطوير الحزب الشيوعي بعد مؤتمره الخامس (1967).
    الصورة لعبد الخالق في مدينة الأبيض مع حسن سلامة مسؤول الحزب بغرب السودان وعبد الرحمن الوسيلة عضو اللجنة المركزية وسكرتير الجبهة المعادية للاستعمار.
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de