|
المبتور من التاريخ المسطور بقلم محمد ادم فاشر
|
بقلم محمد ادم فاشر mailto:[email protected]@hotmail.com mailto:[email protected][email protected]
نعم ان قضايا كثيرة في تاريخنا في حاجة الي نفض الغبار والنظر اليها من عدة زوايا ،أمامنا وقائع تاريخية باتت في حكم المسلمات . والجميع يعلم تماماً ان التاريخ المكتوب برؤية كاتب عاش الأحداث او جهد مورخ او روايات متناقلة ، وفي كل الأحوال لا يصلح الاعتماد عليها بشكل نهايء لان ذلك خروجا عن مبدأ البحث العلمي ، بل ان بعض الجوانب الكتابة التاريخية في السودان لم يبذل فيها سوي جهد متواضع وأحيانا اخري محاولات واضحة في تطويع الزمن والأحداث ليناسب مقاس زيد او عبيد . ومثال ذلك الزعم بان ما حدث عام and#1633;and#1640;and#1634;and#1633; كان فتحا تركيا للسودان حسبما جاءت في مناهج بخت الرضا الرسمية درسها جميع طلاب السودان ، ولا اعرف ان كانت مازالت قائمة ام لا ، وعلي كل ان اعتداء دولة إسلامية علي اخري إسلامية من المحال تسميتها الفتح ، حسب التعريف الإسلامى للفتوحات ، والغريب ليس في الذي يحاول تحسين صورته امام التاريخ عندما كان عونا للمستعمر ، بل الجيش الجرار من علماء التاريخ في السودان لم يتكرم منهم احدا برفض فكرة الفتح التي بنيت عليها كأساس متين لعملية تزوير التاريخ برمته ، وهم يعلمون المدلول التاريخي لكلمات مثل الفتح والغزو والاحتلال والمقاومة والانسحاب والطرد وغيرها . . فان استعمال الخاطئ قد يكون واردا بطبيعة الجهد الانسانى ولكن ليس في المنهج الذي تدرس كل تلاميذ الأمة ، عندها تصل مرحلة الجريمة بل لا يختلف من الذي يزور المستند ليحصل علي مكسب غير مشروعة وكم يصبح القبح عندما يكون المتهم سلطة البلاد . بالرغم من القناعة بان ما تم تدوينه فيه كثير ما يعيب الحقيقة كما سنرى في الحلقات القادمة الا ان الاأسوأ ان نعتبر ان ما هو مكتوب هو تاريخ لامة قامت علي ارضها اقدم وأعظم حضارة إنسانية ولا احد يجد الحرج في صناعة التاريخ مؤسس علي هجرة الرعاة قبل بضعة قرون أيا كانت مسمياتهم وأماكن إقامتهم ومنافذ التى دخلوا منها . ولياتى الجدل التبريرى المستمر عن شمال السودان وسكانه وأصولهم كان من الممكن ان تعالج بأدلة دامغة لو ان تاريخ المنطقة لم تزور ولم يخفوا حقيقة قيام مملكة المماليك في دنقلا استمرت حقبا من الزمن اثرت عمليا في البناء الاثني بشكل ملحوظ هو معنى ان النوبة في الجانب المصرى سود والجانب السوداني بملامح السامية وإذا كان السبب هجرات العربية كما يراه تاريخ السودان فان الجهه التى قدمت منها كانت أولي بالتأثير بعكس المماليك الذين عبروا هذه المنطقة وهم في حالة الهروب ولم يستقروا الا في دنقلا التي طردوا منها جنوبا بواسطة الحملة التى قادها ابن الخديوي and#1633;and#1640;and#1634;and#1633; فان اغلب الملامح السامية في مجري النيل ينتمون الي سلالات المماليك او الأتراك والألبان والارناوط الذي تم واد سيرة دخولهم السودان وهذا لا ينفي الوجود العربي بشكل او اخر الا ان شواطئ النيل لم تكن يوما الأماكن المحببة للرعاة . فان ادعاء انتماء الي النسب الرفيع او بالتحديد الي عباس عم الرسول ( صلعم) شان ليس مهين جداً للتاريخ فقط بالمنطق والحس السليم أيضاً اذاصدق كل الذين يدعون سلالة هذا العباسي في نقابتهم التي امتدت الي افريقيا فالكرة الأرضية كلها لم تسع نقابات بقية الصحابة ناهيك عن سلالات بقية العرب وبل العالم في حاجة الي عشرات مساحة الكرة الأرضية لتسع سلالات بقية البشر الذين عاصروا هذا لصحابي. والواقع ان هده الادعاءات ذات مردود سلبي في البناء الثقافي والاجتماعي الضروري في بناء الأمة هو معني ان نترك ثقافة وادي النيل والتى تعتبر أرقي ثقافة بشرية شارك جميع الجميع شعوب المنطقة علي مر العصور في إنتاجها ليأتي الزعم من البعض بأن هذه ثقافة عربية ويتوهم بأنها في خطر وهناك من يستهدفها ليستنفر العرب الاجمعين للدفاع عنها هو محاولة النزول الي أحط ثقافة بشرية هم أنفسهم لا يجدون ما يفتخرون بها سوي الكرم وقد بعث الله منهم نبيا لتهذيبها الي يومنا هذا لا يامن الرجل أخيه علي زوجته ولا جاره علي حرمة دمه ، فان القبح الذي نصنعه ان نترك ثقافتنا و نبحث عن ثقافات الامم الاخري لنستهلكها وهذا التيه ما سببه الا الخلط في تاريخ الأمة تأتي معه الخلط في كل شي لان تاريخ المماليك جزء من تاريخ السودان ليس هناك ما يعيبه سوي ما يشرفه عندما أنقذوا آلامه العربية والإسلامية من الاجتياح التتري المغولي ولا احد يمكن التصور مصير آلامه العربية وبلدانهم لولا هؤلاء المماليك وان ما قدموه للإسلام والعرب اكثر بكثير من مما قدمه عباس وليس هناك ما يمنع الفخر للأنساب اليهم . وهكذا يضيع مع اخفايءهم كل الحقائق التى تتعلق بالميراث الضخم للعبودية في السودان عندما كانت المماليك اكثر شعوب الدنيا ولعا لصناعة الحاشية من العبيد وفي الحلقة القادمة لماذا زار المهدي الأبيض قبل بدا الثور؟ كيف يبدأ الدعوة السرية في بلد لا يعرف أهله ولماذا لا يبدأ دعوته السرية وسط أهله؟ لماذا كان فتح الأبيض بذلك السهولة؟ ولماذا حسمت كل معارك الثورة بين النيل الأبيض والأبيض ؟ ما حقيقة العلاقة بين المهدي وممن عرفوا بالإشراف ؟ ما هو سر الخصومة بين اولاد البحر وأولاد الغرب ؟ هل بدأت بعد الثورة المهدية ام قبلها أيهما كان أفيد للسودان غردون الذي جاء لمهمة محاربة تجارة الرق ام المهدية التى لم تجرم الرق؟ لماذا بدا دفتردار حملته الانتقامية من الأبيض والنيل الابيض علي جريمة شندى؟ أين اصحاب الممالك المسيحية أين ذهبوا؟ من هم الذين خربوا سوبا ومن هم اهل سوبا؟
|
|
|
|
|
|