|
المؤتمر الوطني يطلق رصاصة الرحمة علي الحوار الوطني بقلم بارود صندل رجب - المحامي
|
لم يخيب المؤتمر الوطني ظن كثيرين من المتشككين في صدقيته في أدارة حوار حقيقي يفضي الي أخراج البلاد من أزماته ,فالحوار الذي بادر به المؤتمر الوطني منذ عام تقريبا ظل يراوح مكانه يتقدم خطوة ويتراجع خطوتين وأخيرا أصابه مرض عضال أدخل علي أثره الي غرفة العناية المكثفة وتبين أنه مصاب بمرض خطير لا يرجئ برئه بسهولة فقرر المؤتمر الوطني أن يطلق عليه رصاصة الرحمة لتخليصه من الأمه , وبهذا خيب أيضا أمال من تعلقوا بحبال الحوار لانقاذ البلاد وهي حبال صينية رديئة واهية أصلا لمن يتدبر ويحلل سياسة المؤتمر الوطني في العقد الأخير وهي واضحة تماما في أن لامجال للفكاك من الكرسي الي الا القبر !! فكل سياستهم تدور حول هذه الحلقة ,ولا يهم أن يذهب بعد ذلك البلاد والعباد الي الجحيم فمطلق الحوار في خطاب الوثبة الأول قبل عام قد حقق كثير من المنافع وأن الاوان أن يذهب الحوار الي مقابر الصحافة فقد أستنفد أغراضه فأطلق عليه رصاصة الرحمة برهنه المشاركة في الحكومة القادمة بعد الأنتخابات بخوضها فكل حزب أو مجموعة تقاطع الأنتخابات يحرم عليها دخول الحكومة قومية كانت أو عريضة !! وبهذه الرصاصة حقق المؤتمر الوطني هدفين قبر الحوار والفوز في الأنتخابات و لعل تصريح الرئيس يوضح بجلاء أن الأنتخابات مجرد ذريعة لأكتساب الشرعية ولكنها ليست أنتخابات بالمعني المتعارف عليها والأ لترك الرئيس مساحة ولو كانت ضئيلة للمنافسين الاخرين لاحتمال فوزهم !! ويقول لو فاز المؤتمر الوطني فأن تشكيل الحكومة يكون حصريا للذين خاضوا الأنتخابات أما وقد تحقق الفوز الكاسح فلا حاجة للحوار ولا يحزنون( وكل يغني علي ليلاه ). قد يذهب قائل الي القول ما علاقة تشكيل الحكومة بالحوار ؟ الحوار الوطني قائم أصلا وعماده الحكومة الانتقالية او القومية بحيث يشترك الجميع علي قدم المساواة في تشكيل الحكومة والتي مهمتها الاساسية أنفاذ مخرجات الحوار باعتبار أن المؤتمر الوطني قد فشل في ادارة البلاد بعد خمسة وعشرون عاما من الانفراد الكامل بالحكم وان أزمات البلاد لايمكن لتيار واحد أن يواجهها في حين أن البلاد مهددة في وحدتها وتماسكها ووجودها, وازاء هذا لم يكن أحدا ليتصور أن المؤتمر الوطني ما زال يمارس المناورات والتكتيكات وبقية الاعيبه بهدف الأستمرار في الحكم لربع قرن أخر ,وهو يري بأم عينيه ما ألت أليه الامور في البلاد !! حروبات طاحنة أكلت الاخضر واليابس في معظم أنحاء البلاد والحكومة غير قادرة علي وضع حد لهذا الأقتتال حربا فهي توعد الامة كل عام بان الحسم سيكون خلاله فيمضي العام ويرحل الوعد الي الذي يليه وهكذا لا ندري الي متي !! أما السلم فان الحكومة لا ترغب في الطريق الموصل الي الحل السلمي فلا هي نفذت الاتفاقيات السابقة بحسن نية ولا قدمت ما تقنع الحركات المسلحة للجنوح الي السلم , أما الاقتصاد المتهاوي والمنهار فحدث ولا حرج !! الفساد ..وما أدراكما الفساد الذي عم القري والحضر.. المؤتمر الوطني ماضي في غيه الي تشكيل الحكومة القادمة وستكون حكومة عريضة جدا فبجانب أحزاب حكومة الوحدة الوطنية والتي يرأس أمانتها العامة زميلنا عبود جابر وأحزاب أخري سوف يتم أستنساخها سريعا وحركات مسلحة موقعة علي أتفاقيات أنتهت أجلها من دون أن تحقق شيئا, أضافة الي من يلحق بتلك الحكومة من الشخصيات القومية ومن اهل الحل والعقد وهلمواجرا , وهكذا فأن المؤتمر الوطني لا يحتاج الي مزيد من الاحزاب لتشاركها السلطة . هذا فيما يتعلق بالحكومة أما القضايا المصيرية التي من المفترض أن يناقشه الحوار فقد أوكلت أمرها الي الحكومة القادمة والتي وصفناها أنفا هكذا قال الرئيس عندما تحدث عن ضرورة توسيع المشاركة في البرلمان القادم و الذي من أهدافه الرئيسية وضع الدستور الدائم للبلاد ,فوضع الدستور المسمي بالدائم والدوام لله وحده ليس من شأن الحوار بل مؤكول أمره الي الحكومة العريضة ,أذن ماذا بقي للحوار فلينفض سامره بعد قراءة الفاتحة علي المغفور له بأذن الله الحوار ... عزاؤنا لاحزاب المعارضة التي هرولت الي الحوار طمعا في أنقاذ البلاد أن لهم أجر المجتهد ولو كانو خاطئين والله لا يضيع أجر المجتهد أما وقد تبين الخيط الأبيض من الأسود فلا مناص من نفض اليد واللسان والفكر عن الملهاة المسمي زورا وبهتانا الحوار وأن من يستمر في هذه الملهاة يعد مخذلا ومخبلا للأمة , فقد أن الاوان أن يذهب المؤتمر الوطني الي حتف أنفه , فقد فات أوان حجزه عن مصيره المحتوم. بارود صندل رجب - المحامي
|
|
|
|
|
|