أخيراً أجاز المجلس الوطني (البرلمان) التعديلات الدستورية التي حملها رحم الحوار الوطني ثلاث سنوات حسوماً.. فإذا بها تتمخض عن (وزير بلا أعباء)!. في بعض الدول يتيح نظامها الدستوري أن يُعيِّن وزير في مجلس الوزراء دون تخصيص حقيبة بعينها له، فيطلق عليه (وزير بلا أعباء)، يشارك في اجتماعات مجلس الوزراء، ويبدي رأيه.. لكنه لا يباشر أي عمل تنفيذي مختص بقطاع محدد. (رئيس الوزراء) الجديد سيكون في مقام (وزير بلا أعباء)؛ فصلاحياته- التي أجازها الدستور أمس- تبدو (رمزية)، ليس فيها سلطة حقيقية.. بل ولا تمنح مجلس الوزراء كله (بصفة جَمَعية) أي تفويض مؤثر في القرار القومي. ورغم هذا؛ صدقوني ظللت أكتب هنا منذ فترة طويلة أن الأحزاب تصوّب في الاتجاه الخطأ.. السودان دولة تقوم على النظام "الرئاسي" قريب الشبه بما هو في الولايات المتحدة الأمريكية.. والوزراء في مثل هذا الوضع هم مجرد (سكرتارية) تنفيذية تعمل لمساعدة رئيس الجمهورية.. ولم يكن مفيداً من الأصل التفكير في استحداث منصب (رئيس الوزراء) إلا إذا تعدل النظام إلى (برلماني) كما في الهند.. أو رئاسي مختلط كما هو الحال في مصر وفرنسا.. والواقع الآن بالتعديلات التي أجيزت حصلنا على نظام (رئاسي+++).. لا يمكن أن يكون حلاً لأي من مشاكل البلاد المعقدة. إذا كان المتحاورون في مؤتمر الحوار الوطني يقصدون بهذا المنصب أن يتقاسم أعباء رئاسة الجمهورية، ويعيد توزيع السلطات، فإن الأمر لا يتم بمثل هذه الصورة السريالية العجيبة، نظرية تكافؤ السلطات Checks and balances مقصود منها توزيع القوة بين السلطات الثلاث.. التنفيذية والقضائية والتشريعية.. فكان الأجدر منح البرلمان والسلطة القضائية مزيداً من القوة بتعديلات دستورية وقانونية تعزز استقلال السلطتين القضائية والتشريعية.. هنا تتوزع السلطات، ويتحقق تكافؤ القوة. على كل حال، حزب المؤتمر الوطني لا يزال يحصد الجوائز حصرياً دون منازع، نجح في اختراع حوار استمر ثلاث سنوات ظلت فيها الأحزاب تنتظر على أحر من الجمر لحظة الوصول إلى الجلسة الختامية؛ لتحصد الأمنيات السندسية.. ثم انتظرت الأحزاب ثلاثة أشهر إضافية ليلد الجبل أربعة تعديلات هي أقصى ما استطاع المؤتمر الوطني المجاملة فيها.. وستنتظر الأحزاب صرخة ميلاد الحكومة الجديدة.. وباقة جوائز مقاعد البرلمان المخصصة للمحاورين.. أما حكاية تعديلات (الحريات).. فربما اقتنع المؤتمر الوطني بما كتبنا هنا- أن في الدستور الحالي ما يكفي، ويفيض من الحريات.. تاركاً "الشعبي" فاغراً فاه من الدهشة. و.. اللهم لا شماتة.. في "الشعبي"!. altayar
تحية نجح النظام عبر حيثيات الحوار المزعوم أن يجعل من منصب رئيس الوزراء قضية من قضايا الحوار الشائكة وانتهي الي ضرورة وجود هذا المنصب ليبدأ حوار اخر عمن ينال جائزة هذا المنصب من القوي الأخري(ان وجدت) ليتم لململة الأمر ويبدا (تشتيت) أخر (للكرة) عن صراع داخل المؤتمر الوطني عن الشخص الذي سيؤول اليه المنصب الجديد لتبدأ الصحافة في افتراع قضية عن اجنحة الصراع وعن مع او ضد وهلمجرا... وتصريحات أن التوزير الجديد لن يستوعب كل القوي (كذا)؟
يحدث ذلك ولازال النازحون في أمالهم عن قري جديدة واطفال يحلمون بالحليب والكتاب المدرسي...
سلام يا أستاذ عثمان، دعني! أكون في معيّتك والكثيرين، في دعواك العنوان: اللّهمّ لا شماتة..! لا سيما وأنّك توجّهها للؤتمر الشعبي، بشرط أن تكون - في رأيي- موجّهة خصِّيصاً وفي المقام الأول للأمين السياسي للشعبي، المحامي/ كمال عُمر، فهذا الرجل، قد كاد يقسر النُّظّارة على الفَـرّاجة من أمثالنا، على التسليم والإذعان له بـــــ (المَلَكية الفِكرية والبراءة الاختراعية) للقول النُّكُر: لا أُريكم إلّا ما أرى ..! يظنُّ، وأكثر ظنّه كان إثمٌ ظاهرا..! أنّ الحوار الوطني، هو الحوار الوطني الذي لا يُقدَع أنفه ..! فاللهم لا شماتة! وماذا تراه قائلا من بعدها ..؟!
ثم تقول يا أستاذ:/
Quote: ولم يكن مفيداً من الأصل التفكير في استحداث منصب (رئيس الوزراء) إلا إذا تعدل النظام إلى (برلماني) كما في الهند.. أو رئاسي مختلط كما هو الحال في مصر وفرنسا.. والواقع الآن بالتعديلات التي أجيزت حصلنا على نظام (رئاسي+++).. لا يمكن أن يكون حلاً لأي من مشاكل البلاد المعقدة.
وأقول، أراك فيها مُتَجَهِّماً كأن لم تغنَ فيها بالأمس ..! ويا أخي الكريم، قد جاء في الأثر: تفاءلوا بالخير، تجــدوه. وبمفهوم المقابلة التعبيرية: تشاءموا بالشــَّرِّ تقعوا في حُفَرِه ولا تسلموا من مطبّاتِه..! والشاهد (شاهدي غير النُّكُر!)، أنّ استحداث منصب رئيس الوزراء، هو استحداثٌ ينطوي على مِسْحَة تغييرية لا تخفى؛ ثم ألم ترَ إلى أمرٍ اقتضى حواراً لثلاثِ سنوات حسوم ( بمقدار ثلاثة أحمالٍ لناقة العشيرة) هو ناتج، بلا شكٍّ ثلاثي القوّة في إحداثيات التغيير المُرتَجى؟ ثم، ومن قال أن تعيين رئيس وزراء، سيكون بلا أعباءٍ البَتَّة..؟ ألا تحدس عبء الوصول للمُفاهَمة في حَدِّ ذاتها بعد هذا التجلّس والمكوث والترقّب والتوجّس والتوثّب والتّمقلُبِ!! بأنه في حَدِّ ذاتِه أيضا، عبءٌ جسيم! وسيكون فيه الظنّ الخَيِّر بأن (كل حَرَكة معاها بَرَكَة) ..! وسيكون في هذا العبء، لوعة ربما، تُخَزِّز نوم الحزب الحاكم في العسل! أو يكون هذا التنصيب كالشــّكّة تشُكّها للراديو القديم، فتستعدل موجاته ثم تهدأ الشخشخات..! وتلك قرينة ظرفية، مثبوتٌ نجاعها، فتأمّل خيراً، ولا تصمُتْ.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة