|
القيادة مواقف وثبات ..إبراهيم الشيخ يرفض تقديم مذكرة إعتذار للجنجويد عبدالغني بريش فيوف
|
بسم الله الرحمن الرحيم...
يُقال أن السياسة فن تحقيق الممكن في إطار الإمكانات المتاحة وفي إطار الواقع المرتبط بمجموعة من القيم مثل –الغاية تبرر الوسيلة ..الخ .. غير أن هذا لا يعني بأي شكل من الأشكال أن يفرط السياسي أو السياسي القائد في المباديء التي آمن بها وبموجبها بنى قاعدته الجماهيرية الشعبية ، ذلك أن هدف السياسيين –هكذا يقولون دائماً في كل مكان ، هو خدمة الشعب اجتماعياً واقتصادياً ..الخ .
صحيح هناك سياسيون عبر التأريخ السياسي البشري الطويل نجحوا في قيادة شعوبهم إلى بر الأمان دون مساومة ودون التفريط في المباديء التي اعتنقوها ، والشواهد على ذلك كثيرة جدا ( الزعيم جنوب أفريقي نيلسون مانديلا أنموذجاً )، والرجل كان يمكنه أن يقبل عفو النظام العنصري عنه ويخرج من السجن مبكراً ، لكنه رفض هذا العرض جملةً وتفصيلاً بإعتبار أنه يمس المباديء التي قام عليها " حزب المؤتمر الأفريقي " الذي ينتمي إليه ، ومن بينها تخليص البلاد من نظام الأقلية البيضاء لصالح الجميع .
عندما رفض مانديلا قرار العفو عنه ، فإنه لم يغفل عن أي جزئيات قد تكون قاتلة مستقبلا ، بل تناولها جزءا جزءا ، واضعا مصالح الشعب قبل مصلحته ، وبناءا فضل البقاء في السجن ، ومن هناك بحث عن مخرج وعن سبل ناجعة لإنهاء نظام التفرقة العنصرية حتى زهجت منه السلطات العنصرية في بريتوريا وإضطرت على إطلاق سراحه في صيف عام 1990 دون أي شرط أو قيد .
في الثامن من يونيو 2014 الجارى وبمدينة النهود غربي السودان ، اعتقل جهاز أمن عمر البشير رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ على خلفية إنتقادات وجهها في ندوة جماهرية لقوات “الدعم السريع” المعروفة شعبياً بالجنجويد . لكن في السادس عشر من يونيو 2014 طلبت لجنة تسمي نفسها " لجنة وساطة لإطلاق السجناء في السودان " من حزب المؤتمر السوداني بتقديم اعتذار مكتوب عن انتقاداته للجنجويد لوزير العدل السوداني حتى يقوم الأخير بإطلاق سراح رئيسهم ، لكن الحزب وبكل ثبات رفض هذا الطلب الإستفزازي والمقزز ليثبت بذلك موقفاً شعبياً مشرفاً أشبه بموقف الزعيم الأفريقي العظيم نيلسون مانديلا.
((( وأكد نائب الامين العام للحزب، مالك أبوالحسن، أن حزبه رفض جملة وتفصيلا تقديم أي مذكرة تتضمن إعتذار لاى جهة بإعتبار أن القضايا القومية لايمكن أن تحل عبر التسويات والجوديات .
وقال ابو الحسن في مؤتمر صحفي بدار حزبه اليوم الثلاثاء” ابلغت رئيس الحزب المعتقل بتحركات لجنة الوساطة.. واكد انه لن يعتذر أو يتراجع عن اي كلمة قالها”. وزاد ابو الحسن رئيس الحزب رد على اتصال لجنة الوساطة وشكرها..واكد على موقفه بعدم التراجع وسيظل بالسجن .
وإنتقد أبوالسحن، لجنة المبادرة، وأشار الى انها لم تخاطب القضية بالطريقة الصحيحة. وطالب بمحاكمة عادلة لإبراهيم الشيخ يراعى فيها إتباع الاجراءات المنصوص عليها في القانون .
في غضون ذلك، أكد رئيس هيئة الدفاع عن إبراهم الشيخ، المحامي ساطع الحاج، أن لجنة الشخصيات الوطنية إتصلت به وطلبت منه أن يكتب خطاب لوزير العدل يطلب فيه إطلاق سراح المتهم وإيقاف الدعوى بموجب المادة (58) التي تعطي الوزير هذا الحق .
وأوضح الحاج، أن اللجنة طلبت منه أن يكتب في الخطاب عبارات بالنص تتطابق مع مذكرة تم تداولها على نطاق واسع بعد إطلاق سراح المهدي. وأكد الحاج، أن اللجنة أستعجلت الأمر بشكل مريب وكانت تنوى تقديم الخطاب لوزير العدل اليوم الثلاثاء .
وقال الحاج ، ابلغت قيادات الحزب بطلب اللجنة.. ورفضت القيادات كتابة الخطاب..وبدورى ابغلت رئيس اللجنة وأخبرته بقرار حزب المؤتمر السوداني الرافض للمبادرة))) .
أننا نشيد بموقف حزب المؤتمر السوداني وبقراره الرافض للإعتذار عن جرائم مليشيات الجنجويد .. وأعضاء الحزب إذ يتخذون هذا القرار بغياب رئيسهم الموجود في سجن النهود ، إنما يؤكدون للآخرين أن قرارات حزبهم تقوم على المؤسسية ، وليس على القيادة الديكتاتورية التي تضع السلطة أو المسؤولية في يدها ، وتعطي الأوامر الى أجهزتها المختلفة ، وتتسم بالسيطرة والتحكم والإستبداد ( حزب الأمة جناح الصادق المهدي أنموذجاً ) .
من خلال قراءتنا للمواقف المختلفة لحزب المؤتمر السوداني السياسية على الأقل في السنتين الماضيتين ، وجدناها مواقفاً تصب لصالح المطالب المشروعة للسواد الأعظم من السودانيين ، ووجدنا قيادة الحزب متمتعاً بقدر عالي من الذكاء والحنكة والبصيرة ، لا تترك الأمور تجري على هواها ، ولا تطلق الحبل على الغارب دون ضوابط ... وهنيئاً لهم في الوقت الذي أصبحت فيه القيادة الذكية والجريئة منعدمة تماما عند رؤوساء الأحزاب السودانية الذين بقوا مجرد أبواق وتمومة لحزب المؤتمر الوطني الحاكم ، يرتبكون ويترددون في المواقف الصعبة ، فلا يستطيعون إعطاء القرار الملائم في الوقت المناسب ، يخافون من عصا البشير ومن أجهزته الأمنية الإرهابية .
موقف حزب المؤتمر السوداني من مليشيات الجنجويد هو موقف كل القوى السودانية الحرة..وهو أيضا موقف الأمين العام للأمم المتحدة السيد/ بان كي مون ، وهو موقف الإتحاد الأفريقي وموقف كل منظمات حقوق الإنسان المحلية والإقليمية والدولية والعالمية ..فلماذا يطالبون رئيس الحزب السيد إبراهيم الشيخ بالإعتذار !!؟ .
يطالبون حزب المؤتمر السوداني بالإعتذار على غرار الإعتذار الذي قدمه حزب الأمة في بيان صاغه ( جهاز أمن البشير) ، يؤكد فيه دعمه للجيش وللقوات النظامية الأخرى رغم أن الجنجويد مليشيات وليست قوات نظامية بشهادة " اليوناميد " والمنظمات الحقوقية الأخرى التي زارت دارفور . وكانت سفارات الدول الغربية في الخرطوم بعد اعتقال السلطات السودانية للمهدي مباشرةً قد أصدرت بياناً مشتركاً ترفض فيه مقابلة قائد الجنجويد العميد حميرتي حمدان محمد دقلو بإعتباره قائداً لمليشيات إرتكبت افظع انتهاكات حقوق الإنسان السوداني .
وقد جاء إعتذار حزب الأمة حسب ما أوردته (سونا) بتأريخ 15 يونيو 2014 كالتالي :
بسم الله الرحمن الرحيم...
حرصاً على روح الوفاق الوطني فإننا نؤكد دعمنا للقوات المسلحة والقوات النظامية ودورها في الوطني المقدر ونؤكد أن ما ذكره السيد الصادق المهدي رئيس الحزب عن قوة الدعم السريع مستمد من شكاوي وإدعاءات ليست بالضرورة صحيحة كلها .
ومعلوم ان القتال قد يرد فيه التجاوزات التي يجب أن تحصر في مرتكبيها وتبرئة الأخرين .
الحوار للإتفاق الوطني استراتيجي لا خلاف حوله وهناك ضرورة للاتصال بكافة الاطراف لبحث إحيائه.
إنطلاقا من التزامنا بالنهج السلمي والوفاق نرى تجاوز كل البيانات وردود الأفعال التي تمت في هذه المرحلة...
والله أكبر ولله الحمد
علي قيلوب
رئيس الهيئة المركزية لحزب الأمة ..!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
هذا هو البيان الخزي والعار الذي إعتذر فيه حزب الأمة لمليشيات الجنجويد أصالةً عن نفسه ونيابةً عن سيدهم ، وبناءاً على هذا الإعتذار أطلقت السلطات السودانية سراح المهدي . هذا الإعتذار حوّل الصادق المهدي إلى نكتة في مواقع التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك ، تويتر ، المنتديات ) ، وفي الشارع السوداني ، وأصبح موضوعاً طاذجاً للرسوم الكاركاتيرية الساخرة ، ويكتب إسمه على الجدران –######## ######## يا الصادق .. ضيعت الأنصار يا المهدي!!!! ، ووصل الأمر إلى حد تهديد البعض له بنتائج وخيمة جراء هذا الإعتذار .
نعم وكما أكد نائب الامين العام لحزب المؤتمر السوداني مالك أبوالحسن ، فالقضايا القومية لايمكن أن تحل عبر التسويات والجوديات ، فليمضي النظام في محاكمة القائد إبراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني ، وهو لا يخشى مثل هذه المحاكمة السياسية المهزلة ، بل يرحب بها اليوم قبل غد ، لأنه على يقين أن الشعب معه داخل السجن أو خارجه ، ولا يريد أن يعتذر كما فعل المهدي ويصبح موضوعاً للسخرية والضحك أمام الناس .
النظام حتماً سيضطر في نهاية المطاف إطلاق سراح إبراهيم الشيخ قبل تقديمه للمحاكمة ، فإن يك صدر هذا اليوم ولى .. فإن غدا لناظره قريب .
والسلام عليكم..
|
|
|
|
|
|