تناولت جريدة (الجريدة )..وبثتها بعض المواقع (الالكترونية)قبل ايام عدة ..موضوعا اثار حزمة من الشكاوي التي اندلقت من افواه بعض (المغتربين)في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية .. وكان فحوى هذه الشكاوى تدور في فلك القنصلية السودانية لانها وقبل سنين انتقلت من مبانيها القديمة ذات الموقع الجغرافي الفريد والتي تقع في الطرف الشرقي من المدينة الى مبانيها الحالية رغم ان الاخيرة تبعد تماما عن تلك الاحياء الشعبية التي يقطنها معظم المغتربين ..وفي نفس السياق ابدى الامين العام لجهاز شؤون العاملين بالخارج السفير حاج ماجد سوار عن دهشته الكبيرة وهو يتلقى هذه الشكاوى ..وتساءل عن المبررات التي قادت القنصلية الى مثل هذا الاجراء على الرغم من ان المباني القديمة تعود ملكيتها للاوقاف السودانية كما انها قريبة من كل الخدمات بينما المباني الحالية بجانب بعدها تستنزف اموالا في شكل ايجارات ..ولكنه استدرك قائلا بانه وحسب علمه فان وزارة الخارجية هي التي اصدرت تعليماتها في هذا الصدد !! الحقيقة ان هذه العملية جرت في عهد القنصل السابق وتحت حجج وذرائع لم تكن لها القدرة في اقناع معظم شرائح المغتربين لانها اتكأت على اسباب واهية حيث قال نائب القنصل في ذلك الوقت الاخ (صغيرون)ان هناك اسباب هي التي ادت الى هذا الانتقال من ضمنها ان المباني القديمة قد اصابها رهق شديد وتصدعت جدرانها وكاد عرشها ان يتهاوى على رؤوس العاملين ..الا ان هذه التبريرات لم تكن مقنعة ذلك لانه كان من السهل جدا ان تقوم القنصلية بعلاج تلك المشاكل بقليل من (الصيانة)حتى تعود المباني الى زهرة شبابها وتبدو مثل (وردة)نبتت وسط حقول مخضرة ومضى (صغيرون)يؤكد في حديثه بان مكوث القنصلية في مقرها الجديد سوف لا يستغرق اكثر من عامين لان هناك قطعة ارض اغتنمتها القنصلية في احد الاحياء الراقية بوسط مدينة جدة وهو حي (الحمرا)بغية تشييد مقرها الدائم ..الا ان السنين مضت تحبو وكانها طفل غرير دون ان تبدو في الافق اية بارقة امل ..وبعد مدة من الزمن جاءت افادات اخرى تؤكد ببزوغ مستجدات اخرى طرأت في الساحة لأيقاف عملية النقل الى حي (الحمرا) ذلك لان السلطات السعودية وعدت بتوزيع اراضي شاسعة على الخط السريع تكون بمثابة مدينة تضم كل القنصليات بغض النظر عن هذه الوعود التي ربما ولاسباب كثيرة سترقد طويلا في جوف الزمن كان من الاصوب والاجدر ان تبادر القنصلية بنقل مقرها الى منطقة اخرى تتلائم مع قدرات المواطنين في الارتياد السهل وتوفير كل تلك المعاناة عن كاهل الرواد حيث ان المقر الحالي يفتقر الى كثير من الخدمات مثل المواصلات ذات الاجر الزهيد ..بجانب الاكتظاظ الدائم للمنطقة ..ومناظر المرتادين وهم يملاون شوارع الحي في صفوف لا نرى مثلها الا في بلادنا ناهيك عن الصخب الشديد والضجيج من قبل الصغار الذين يرافقون الاباء والامهات في مثل هذا المشوار واذا كانت وزارة الخارجية كما افاد السفير (سوار)هي التي ابغت تلك التعليمات المثيرة للجدل من قبل المغتربين ..كان الاحرى بها ان تعمد القنصلية بأجراء دراسات ميدانية تقودها الى الاختيار الامثل للمقر الجديد بدلا من التعاطي مع مثل هذه الاجراءات بصورة عشوائية ليدفع ثمنها شرائح المغتربين ..وكان من الضروري ايضا اشراك هذه الشرائح في مثل هذه العملية عبر استبيانات يتم توزيعها لهذا الغرض ..لا سيما وان الدهشة قد غمرت الوجوه واخرست الالسن فكادت الدموع ان تقطر من العيون حينما انتقلت القنصلية لذلك المكان البعيد لقد برزت القييمة الحقيقية للمباني القديمة وتجلت اهميتها في هذه الايام التي تكتظ فيها القنصلية بأرتال من المراجعين الذين يودون استخراج وثيقتي (الرقم الوطني)..و(الجواز الالكتروني)ومن مناطق عدة غير مدينة جدة حيث امتلات الشوارع المحيطة بالقنصلية باعداد كبيرة من الرجال والنساء والاطفال ..ومع ان اللوم في حالاات كثيرة يقع على عاتق المراجعين الذين لا يحسنون التعامل مع الانظمة المرعية في مثل هذه الحالات فهناك ايضا تقصير من بعض الموظفين الذين لا يحبذون التعامل مع جهاز (الكمبيوتر)بصورة جيدة من اجل تسريع الخطى في ايجاز المعاملات ..خصوصا وان الموظف الذي يقبع خلف شباك ايرادات اموال الزكاة لا يعترف الا بالايصالات الورقية دون اللجوء الى الجهاز لمعرفة عملية التسديد فيما مضى ..مما دفع الكثيرون في تسديد القيمة مرة اخرى لعدم اصطحابهم لتلك الايصالات .ج 0501594307 أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة