حين تحدثت الدكتورة هدى حامد المدير العام لمستشفى أحمد قاسم.. في احتفال مؤسستها أمس الأول في حضرة السيد رئيس الجمهورية.. كانت تستعرض التطور الذي شهده مستشفى أحمد قاسم.. خاصة في العمليات النوعية مثل القلب.. وكأي صاحب طموح وثاب لا ترضى إلا بكمال الإنجاز.. لم تتردد الدكتورة هدى في المضي قدماً وهي تطرح أمام السيد الرئيس مطالبها بإكمال ما تبقى من منشآت داخل أحمد قاسم.. الذي أصبح صرحا علاجيا لا تخطئه العين.. ولعل السيدة المدير العام لم تكن تفكر في تلك اللحظة من أين سيأتيها ذلك الدعم.. ولا من أي بند سيصدر الأمر الرئاسي بالتخويل بالصرف.. ولكن.. آخر ما كانت تتوقعه مدير عام أحمد قاسم.. بل وربما كل الحضور الذي شهد ذلك اللقاء.. أن يحدد الرئيس مصادر تمويل ما تبقى من مشروعات في مستشفى أحمد قاسم.. تحدث الرئيس عن أن مشكلة الدكتورة هدى محلولة من أموال.. القطط السمان.. وعلى طريقته لم يفوت الرئيس فرصته في عرض عدة وجهات نظر.. في قالب يصعب توصيفه ما إذا كان جداً أو هزلاً.. أشار إلى أن القطط السمان كانت تعيش في المستشفيات.. ثم استدرك ليقول.. إن تلك القطط قد غادرت المستشفيات لأنها أصبحت نظيفة.. أي أنها ذهبت إلى منطقة قذرة.. حيث الكسب الحرام.. وضرب الاقتصاد تحت الحزام.. إلى آخر الكلام..! ضحك من ضحك.. ووجم من وجم.. ولكن.. وبعد نحو نصف يوم فقط.. كان ذات الرئيس يصعد درجات منصة البرلمان.. يحمل في يده عصاه.. يهش بها أمامه ذات القطط السمان.. ولكن ليقول بها كلاما جد مختلفا.. كلاما يستبطن غلظة وينضح شدة.. ولعل الملاحظة الجديرة بالتأمل في مشهد البرلمان بالأمس.. وغير بعيد عن عصا الرئيس وهش القطط السمان.. فقد كان انتقال الفريق أول صلاح عبد الله قوش من مقعد محض نائب برلماني.. إلى مقعد في صدر البرلمان.. قريباً من الرئيس.. في هكذا حال تقول العرب من باب المجاز.. صعد نجمه.. ولكن صعود صلاح تجسد حقيقة لا مجازاً.. ومن لا يزال يسأل عن دور (الفريق الغامض) بعيداً عن العصا والقطط السمان.. فلا شك أنه في حاجة إلى مراجعة كثير قد فاته إدراكه..! ووسائل الإعلام بالأمس تبرز من خطاب الرئيس أمام البرلمان أنه توعد بشن حرب على الفساد في كل مكامنه ومخابئه وبتر من أسماهم بـ(مضاربين ومتلاعبين بالاقتصاد) لديهم امتدادات داخل البنوك.. وأنه تعهد بتطبيق قانون الثراء الحرام ومن أين لك هذا؟ بصرامة للكشف عن المال الحرام والمشبوه وغسل الأموال، وأضاف “لذلك سنظل في متابعة إجراءاتنا لملاحقة المتلاعبين داخل وخارج البلاد حتى يسترد اقتصادنا الكلي عافيته تماماً”، واسترداد “أموال الشعب المنهوبة” من دون أن يفلت أحد من العقاب.. انتهى ما ورد في الخطاب.. وبَقي سؤالنا للرئيس قبل شهرين ما إذا كانوا بصدد اتخاذ إجراءات مثل (الريدز كارلتون) الرئيس لم ينفِ ولم يؤكد.. ولكنه قال.. ليس بالضبط.. وهذا تعبير يحتمل الكثير..! حين شاهدت لأول مرة على التلفاز حضور اجتماع إدارة النقد بالقصر الرئاسي.. قلت دون تردد.. هذا هو المحافظ القادم.. وبالأمس أعلن الرئيس.. بدء الخلخلة.. بدأت الخلخلة..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد لطيف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست