|
القصر المشيد و الملك الجديد.!! بقلم اسماعيل عبد الله
|
عندما آلت الخلافة الاسلامية الى بني امية ابتداءً من تولي معاوية بن ابي سفيان بن حرب بن امية الامارة تغير وجه الخلافة و الامارة الاسلامية رأساً على عقب , وظهر وجهاً مغايراً لعملية ممارسة الحكم حيث قام بنو امية بتأسيس امبراطوريتهم التي تعتمد الوراثة اساساً في تداول السلطة , مخالفين بذلك مبدأ اصيل في نظام الحكم في الاسلام الاوهو ممارسة الشورى في اختيار الحاكم , رسولنا الكريم محمد بن عبد الله عليه افضل الصلوات واتم التسليم لم يكن ليؤسس لديكتاتورية تسلطية عبر منهجه الرسالي القويم لان حرية الاختيار تعتبر من الاركان الاساسية في الدين الاسلامي بدءاً من الاعتقاد في الله تعالى و الايمان به وانتهاءً بابسط امور الفرد المسلم الحياتية , كانت الطريقة التي تم بها اختيار الخلفاء الاربعة الراشدين فيها شفافية و ديمقراطية حقيقية حيث لم يتدخل فيها عنصر التسلط و التجبر قط بل كان جل الامر تحكمه شورى واسعة فيها تداول وتفاكر و تمحيص وتدقيق , فكانت الآلية التي بها تم اختيار سيدنا ابوبكر الصديق للخلافة تختلف عن تلك التي طبقت في اختيار بقية الخلفاء الراشدين, اين الانقاذ من هذه المؤسسية الشورية ؟ عندما سطى الترابي وبشيره على سلطة الشعب المختارة ديمقراطياً في ليل بهيم في ذلك الزمان لم يكن البشير وآله من ذوي المال و الجاه و السلطان في بلاد السودان التي لايخفى فيها خافٍ , لم يكن العميد حينها ممن يشار اليهم بالبنان في اوساط المؤسسة العسكرية من امثال الشهيدين اللواء الكدرو و الفريق طيار خالد الزين اللذان تعرفهما الاوساط العسكرية بتميزهما و تفردهما البائنين, وكذلك لم يكن مثل الشهيد عميد طيار محمد عثمان كرار الذي حاز على وسام الشجاعة مرتين الامر الذي ادهش قيادات الجيش السوداني عندما اصر على اخلاء جرحى للعمليات العسكرية ابان الحرب اللعينة بين الجيش الشعبي و نظام حكم النميري , فقد كانت مروحيته مصابة و برغم ذلك اصر على اختراق سماء العمليات العسكرية على ارتفاع منخفض متساو مع ارتفاع اشجار غابات الجنوب الكثة في عملية فيها نسبة عالية من المخاطرة ليتمكن من اخلاء الجرحى الى بر آمن برغم العطب الذي اصاب المروحية , هؤلاء الشجعان هم اخر من قبرهم البشير من رجال المؤسسة العسكرية لانه يعلم تماما ان لا هناء له ومثل اولئك الاشاوس الثمانية والعشرون يظلوا باقون على قيد الحياة. الان البشير و اله يملكون كافوري وما حواها بتخطيط سكني اقطاعي سافر لم يسبق له مثيل , اشقائه متنفذون مسيطرون على المال و الاقتصاد و التجارة , حرمه تصول وتجول بين عواصم الدنيا بثروة تقدر بملايين الدولارات حسب ما رصده المراقبون , تلك الارملة السابقة للرائد ابراهيم شمس الدين التي كانت تعاني شظف العيش وزمهرير نيران صاج العواسة , لكن تبدل هذا الحال بين ليلة وضحاها بعد دخولها الى كنف امبراطورية كافوري , وبعد هذا الترف رأى الجنرال ان قصر غردون ليس على قدر المقام فبنى له قصراً منيفاً اخراً لعله يكون تمهيداً لفعاليات تنصيبه ملكاً على فقراء السودان الذين احرقتهم الحرب في اطراف البلاد وهوامشها , مسترسلاً في الامساك بتلابيب السلطة و معضداً مبدأ الانقاذيين القائل بان امر السلطة هذا محسوم و انهم سوف لن يسلموها الا لعيسى بن مريم عندما يهبط الى الارض مهدياً لا رسولا , وبتشييد هذا القصر المنيف تتأكد نبوءة منجم الانقاذ الشهير بلة الغائب بان الموعد قد حان لتنصيب الملك الجديد في القصر المشيد , وبذلك يتجاوز البشير صدعة متطلبات و استحقاقات الجمهورية الرئاسية من التزامات انتخابات رئاسية وبرلمانية و وميزانية صرف في عمليات الخج و تكرار ذات السيناريو المرهق كل خمس سنين , لكن المنجم بلة الغائب لم يكمل نبوءته التي كان يجب ان يكون ختامها ان يقوم البشير بتعيين شقيقه عبد الله ولياً للعهد , هذه النبوءات سبقتها اجراءات عملية قام بها الملك المرتقب من تعديلات دستورية جعلت تعيين الولاة من قبله امراً نافذاً ما ادى الى نسف المساحة الضئيلة من الشورى التي كانت ممارسة على استحياء في انتخاب الولاة , ومن الاجراءات التي كرست لصيرورة الملك العضود ايضاً ما تم تعديله بخصوص قانون جهاز الامن الوطني بحيث اصبحت له صلاحيات الجيش و الشرطة و كأنما يريد ان يجعل منه حرساً وطنياً على غرار ما هو جارٍ في الانظمة الملكية من حولنا . ان شعوب السودان المنهكة التي اعياها رهق العيش و الركض وراء متطلبات ما يسد الرمق , لم تعد قادرة على فعل شئ مقابل هذه التحولات الخطيرة في مسيرة الدولة السودانية , وهذا العنت الذي تعيشه شعوبنا نتيجة لعمليات الافقار المتعمد الذي تنتهجه المسماة الانقاذ تلك التي تناقض اسمها نسبة لقيامها بعمليات الاتلاف المستمر لممسكات لحمة الشعوب السودانية المحرومة من كريم العيش, اما المعارضة السودانية بشقيها العسكري و السياسي فهي تفتقر الى المواكبة لمناهضة ما يحدث في الداخل من خج لتسريع تعضيد ملك البشير , تتخلف المعارضة السودانية عن الاستجابة لمتطلبات المرحلة برغم تقدمها العسكري ميدانياً متناسية حقيقة ان العمل المسلح وحده لا يكفي في مناهضة الانقاذ من دون العمل المدني الاجتماعي الذي يستهدف الانسان بالداخل.
اسماعيل عبد الله mailto:[email protected]@hotmail.com
الحزب الإشتراكي الديمقراطي الوحدوي (حشد الوحدوي) ينعى سعودي دراج تشييع مهيب لسعودي دراج وبكي الرجال والنساء ( صور ) وداعا المناضل الجسور سعودي دراج الجبهة السودانية للتغيير تنعي المناضل العمالي سعودي دراج
الرفيق سعودي دراج: مناضل من موطن الانبياء الجبهة الوطنية العريضة تنعي المناضل النقابى سعودى دراج
|
|
|
|
|
|