لم يخف وزير الخارجية بروف غندور شيئاً حين سكت عن فضح دول الجوار التي قال إنها تسعى لاستبقاء العقوبات الأمريكية على السودان فقد كان كمن يقول - كما أشار البوني - (بضبحوهو في العيد وبيقول باع) ! الأمر لا يحتاج إلى (درس عصر) لمعرفة ما قصده غندور وهو يشير إلى الكيد المصري رغم تحركات وزير خارجية مصر المخادعة التي فشلت في إخفاء ما يقوم بها جهاز الأمن والجيش المصري اللذان يكنان عداء سافراً السودان ويشعلان حرباً شعواء عليه. نعم ، للأسف الشديد فإن مصر السيسي تشن الآن حرباً لا هوادة فيها على السودان ويشمل ذلك الدعم العسكري الذي تبذله لدولة جنوب السودان ولقطاع الشمال في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، أما التضييق على السودان من خلال استعداء الدنيا عليه بغرض الحيلولة دون رفع العقوبات الأمريكية عنه فهذا أمر لم يعد خافياً على أحد بعد أن ضجّت به الوسائط والأسافير . لقد ظلت مصر تسعى للالتفاف على السودان من خلال استعداء جيرانه عليه ولعل أوضح مثال ما تقدمه من دعم لدولة الجنوب التي أصبحت تجاهر بعلاقتها بقطاع الشمال الذي تحتل من خلاله بعض مناطق ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق عبر فرقتي الجيش الشعبي التاسعة والعاشرة التابعتين لدولة الجنوب فها هو سلفاكير رئيس دولة الجنوب يستدعي أطراف النزاع في قطاع الشمال لإنهاء الصراع المحتدم بين قيادات جيشه الشعبي في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق (وأعني الحلو وعقار وعرمان) ليحل المشكلة التي نشبت بينهم باعتبارهم من ضباطه وأتباع جيشه الشعبي. بالله عليكم هل من عبث أكبر من أن نظل ندعم سلفاكير بالغذاء ونستقبل مئات الآلاف من جوعى دولته الفارين من جحيم الحرب الأهلية ممن يزيدون من أزماتنا الاقتصادية ويشكلون عبئاً على الخدمات الشحيحة أصلاً سواء الصحية أو التعليمية أو مرافق المياه والكهرباء ؟. من المضحكات المبكيات أن جهاز أمننا أثبت أن سلفاكير ظل يرسل الأغذية والمؤن والدعم الذي يتبرع به السودان لإغاثة الجوعى في دولة الجنوب .. يرسله إلى متمردي قطاع الشمال بل أن الرجل لم يتوقف عن إرسال التجهيزات والأسلحة إلى قواته (قطاع الشمال) في المنطقتين. وهكذا تتآمر علينا مصر كما يتآمر سلفاكير رغم صبرنا على نزقه وخروقاته ورغم دعمنا له، أما مصر فإنها تشنها حرباً في كل الاتجاهات بل أن الطيران المصري ظل يشن غارات على قوات المعارضة الجنوبية كما ورد في الأخبار التي نشرت خلال الأيام القليلة الماضية. أود أن أسال : أما آن الأوان لنستخدم بعض الأوراق التي في أيدينا ضد مصر ودولة جنوب السودان؟ أعلم يقينا أن كلتا الدولتين ستجثوان على ركبتيهما لو استخدمنا جزءا يسيراً من تلك الأوراق فقد بلغ السيل الزبى والروح الحلقوم وأن للحكومة أن تنتصر لكرامة هذا الشعب الأبي. عرمان وفرفرة المذبوح! أعجب من تصريحات الوفد الحكومي الذي لا يزال يعتبر عرمان مفاوضاً عن الحركة الشعبية فقد دهشت والله للتصريح الذي أدلى به حسين كرشوم لوكالة (أس ام سي) والذي احتج فيه على طلب عرمان تأجيل استئناف المفاوضات إلى يوليو القادم بل أن الرجل قال إن التأجيل يزيد من معاناة أهل المنطقتين. لمصلحة من يا ترى يحاول الوفد الحكومي إحياء العظام وهي رميم بنفخ الروح في عرمان وعقار بعد أن شبعا موتاً وأزيحا من قيادة الحركة الشعبية وباتا لا يملكان سلطة على الأرض بعد الانقلاب الذي أطاحهما في جبال النوبة التي تدين بالولاء حتى الآن للحلو؟ هل يملك عرمان أن ينفذ أي قرار حول إيصال الإغاثة إلى المنطقتين بدون موافقة مجلس تحرير جبال النوبة الذي أطاحه من منصبه ومن وفد التفاوض؟. من الطبيعي ان تؤجل المفاوضات الى ان ينعقد مؤتمر الحركة الذي سيجيز قرارات مجلس تحرير جبال النوبة ومانفيستو الحركة ودستورها. يمكن ان نتوقع من آلية امبيكي ومكتبها في الخرطوم عدم الاعتراف بالحلو والاصرار على التعامل مع وليي نعمتها عقار وعرمان اللذين ظلت تدللهما رغم علمها بالتغيير الهائل الذي جرى على الارض بعد انقلاب الحلو ولكن اعجب ان تتعامل الحكومة مع عدوها اللدود عرمان الذي الحق من الاذى بالسودان وشعبه ما لا يعلم به الا الله تعالى. سيستمر عرمان عبر ناطقه مبارك اردول في اصدار البيانات بين الفينة والاخرى في محاولة لايهام السودان والاتحاد الافريقي والمجتمع الدولي انه لا يزال حيا يرزق ولكن من الغفلة ان تستجيب الحكومة لتلك الرسائل الفارغة وتتعامل معها بصورة جادة ورسمية. assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة