|
الفن أصدق : دولة حوار الملوص و قصور الجالوص! بقلم فيصل الباقر
|
10:56 AM Jul, 15 2015 سودانيز اون لاين فيصل الباقر -نيروبى-كينيا مكتبتى فى سودانيزاونلاين
ذاكرة الشُعوب، تبقى دوماً خضراء، وشعبنا الكريم ليس استثناء، فقد ظلّ يصبر على أذى ومكاره " العصبة المُنقذة"، ويُتابع الأحاديث والوعود (المليونية)، التى أطلقها الرئيس البشير فى مُناسبات مختلفة، حول مكافحة الفساد، وما أدراكما الفساد، قبل وبعد إنشاء آلية مكافحة الفساد، برئاسة (أبوقناية)، التى شكّلها البشير فى 2013، والتى ينطبق عليها المثل المصرى " فص ملح وداب"، وحتّى تكوين لجنة (قشى)، المُكلّفة بإعداد مشروع قانون مكافحة الفساد، هذه الأيّام، بينما شبّ الفساد عن الطوق، وأصبحت له أجنحة يطير بها، ويرك حيثما أراد وشاء، دون أن يجد من يهشّه، أو يقول له كفاية، وقد ثبت بالأدلّة القاطعة، أنّ هذه المؤسسات ليست سوى، آليات لبيع الكلام، صُمّمت لذر الرماد فوق العيون، ولتقنين الفساد، وفاقد الشىء لا يعطيه !. أمّا الحديث عن الحوار الوطنى، فحدّث ولا حرج، فقد ملّ الناس الحديث عن هذا الكائن الخرافى، ولم يعُد يُثير الإنتباه، ويستحق أن يُطلق عليه، حوار (الملوص)، ولمصلحة الأجيال الجديدة من القُرّاء والقارءات، نتطوّع لنشرح (الملوص)، وهى لعبة شرّيرة تعتمد على الإحتيال بإسلوب (خفّة اليد)، يتم فيها خداع اللاعبين، بإستدراجهم، بدعوى تحقيق الكسب السريع والربح المالى الساهل، ليخرجوا فى نهاية الطاف، من اللعبة بخسارة كبيرة، ماكانوا يتوقّعونها أبداً، فيصبحوا كمن"خرج من المولد بدون حُمُّص"، ولن نسهب فى شرح هذه المقولة المشهورة، لنترك المجال للباحثين والباحثات عن معناها ومغزاها، اللجوء لسيّد العارفين العم (قوقل)، وفى هذا فليتسابق المقوقلون !. ها قد بلغ سيل مُعاداة وقمع حريّة التعبير زباه، فتمدّدت دائرة الممنوعات والمحظورات "الأمنية "، التى غلّت يد الصحافة المطبوعة، وأقعدتها عن القيام بمهامها، ليصل مُسلسل المنع الأمنى، إيقاف بث مسلسل إذاعى يحمل إسم (بيت الجالوص) من الإذاعة القومية، بعد أن وافقت عليه، لجان من أهل الحل والعقد فى الإذاعة "القومية"، والغريبة، بل، والأغرب، أنّ من بين (المُحرِّضين)على الفن وحرية التعبير- بل طليعتهم - إتحاد الصحفيين السودانيين، وذلك، بإعتراف الأمين العام للإتحاد، وهذه لعمرى، سابقة تستحق أن تجد مكانها فى موسوعة " جينس" المعروفة..هذا المنع يؤكّد أنّ الدولة الأمنية، قد وصلت فى إهترائها وعدم قُدرتها على المُحافظة على بنائها الضعيف، مرحلة (بيت الجالوص)، وهو البيت المبنى من الطين، لا يستطيع الصُمود أمام السيول الهادرة والأمطار الغزيرة، فينهار البناء على رؤوس ساكنيه، وعلى القوى الحيّة فى حركة نضال شعبنا ضد الظلم والفساد والإستبداد، إستيعاب نظرية إنهيار قصور (الجالوص) الإنقاذى، والسعى لتطبيقها عبرتنظيم وتسليح الجماهير الشعبية بالثورة على المظالم، بمراكمة النضال من البسيط إلى المُعقّد، ومن الإحتجاج على سوء الخدمات، إلى العصيان المدنى، والإنتفاضة الشعبية، وهى أسلحة مُجرّبة سودانياً، لتخليص ( السودان الفضل) من حُكم الدولة الأمنية، التى تعجز عن توفير جرعة الماء، لسُكّان العاصمة والمُدن الكبرى، وفى ذات الوقت، تُمطر مواطنى دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، بوابلٍ من أمطار القتل الجماعى بأيدى المليشيات وعلى ((إيقاع الأنتينوف)) !. شعبنا العظيم والحليم، يرصد كُل هذا وذاك، وحتماً، سيدفع الظالمون الثمن..فنحن- الآن- نعيش مرحلة عشيّة انهيار دولة حوار الملوص وقصور الجالوص...فليحذر المجرمون وأولياء نعمتهم وسدنتهم من الفاسدين والمفسدين (غضبة الحليم)...ومع محجوب شريف، نُعوّل دوماً على شعبنا، فنُنشد:" يا شعباً، لهبك ثوريتّك، إنت تلقى مُرادك والفى نيتك/ وعمق إحساسك فى حُرّيتك/ يبقى ملامح فى ذُرّيتك "..وفى وجه من يسوقون وطننا إلى مقصلة التشرزم والدمار، نتغنّى مع الفيتورى:"أيّها السائق/ رفقاً بالخيول المُتعبة/ قف../ فقد أدمى حديد السرج لحم الرقبة". ونختم مُترنّمين مع حُمّيد فى تحدّى المراهنين على عُنف الدبابة:" إذا سدّيت دروب الأرض واتطامن على أبوابا / فكيف تضمن سما الخرطوم/ سماها الماها كضّابة "..وهكذا، وفى كُل مرّة، وكُل مُنعطفٍ تأريخى صعيب، يتأكّد أن الكلمة الحُرّة والفن والأدب والشعر والمسرح والسينما، أقوى، وأصدق أنباءً من السيف والكلاش والسوط والقمع والمنع الأمنى البغيض، فمتى يفهم هؤلاء، أنّ ذاكرة شعبنا مازالت خضراء !..ويا مُبدعى السودان(الفضل)، اتّحدوا !.
أحدث المقالات
- نقاط ثمينة وهدف رائع بقلم كمال الهِدي 07-15-15, 09:07 AM, كمال الهدي
- عاصفة اندثار المشروع الوطني بقلم سميح خلف 07-15-15, 09:04 AM, سميح خلف
- التحصيل غير القانوني يكسب!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 07-15-15, 08:59 AM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- ازمة الهويه وتعقيداتها في السودان بقلم فاروق عثمان كاتب وباحث سوداني 07-15-15, 08:56 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- تهديدات حماس والافق السياسي والامني بقلم سميح خلف 07-15-15, 08:53 AM, سميح خلف
- "صوت المرأة" (الاتحاد النسائي) في عامها الستين (يوليو 1955): بقلم عبد الله علي إبراهيم 07-15-15, 08:26 AM, عبدالله علي إبراهيم
- (هُس) !! بقلم صلاح الدين عووضة 07-15-15, 08:22 AM, صلاح الدين عووضة
- يا غندور.. حذار من الخديعة بقلم الطيب مصطفى 07-15-15, 08:16 AM, الطيب مصطفى
- ( نتحصن كلنا) بقلم الطاهر ساتي 07-15-15, 08:08 AM, الطاهر ساتي
|
|
|
|
|
|