الفنجان البائس: دراسة في نقد محمد المهدي المجذوب وعلاقته بشعره بقلم د. أحمد محمد البدوي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 05:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-02-2017, 09:38 PM

أحمد محمد البدوي
<aأحمد محمد البدوي
تاريخ التسجيل: 11-11-2014
مجموع المشاركات: 51

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الفنجان البائس: دراسة في نقد محمد المهدي المجذوب وعلاقته بشعره بقلم د. أحمد محمد البدوي

    08:38 PM October, 02 2017

    سودانيز اون لاين
    أحمد محمد البدوي-الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر


    الفنجان البائس
    حادثة عادية
    وعادية جدا
    عام1951
    سيدة لبنانية برزة، ترتشف فنجان قهوة في صالون أدب، وهي مسترخية، في حضور كوكبة من الشعراء.
    سقط الفنجان من يدها وتهشم أشلاء، فتبارى الشعراء زهوا في نظم تقاسيم على أبهاء الواقعة العادية.
    تولى الناقد الأدبي في مجلة الرسالة نشر المقطوعات في مجلة الرسالة، في بابه الأسبوعي، وجعل من المناسبة " مباراة في التذوق" بين قراء المجلة الثقافية الكبرى في ذلك الحين ، يبدون فيها آراءهم ويوازنون، ويبدون تجليات النصوص في مراياهم.
    يقول أنور المعداوي:
    " تدفقت رسائل القراء من هنا وهناك، حتى بلغ عددها خمسا وسبعين رسالة.. فأطلتُ الوقوف عند كل رسالة في المباراة النقدية، وأقمتُ الميزان لكل ملكة، لأقدِّم الفائز الأول من النقاد، وانتهيتُ إلى أن عدالة التقدير تفرض عليَّ اختيار هذه الرسالة للنشر، وجدارة صاحبها بالسبق، وهو الأستاذ محمد المهدي مجذوب.
    كانتْ هي خير رسالة بلا مراء، وكان هو خير ناقد بلا جدال." (باب تعقيبات، أنور المعداوي، مجلة الرسالة، القاهرة 1951)
    المقطوعات المنظومة ليست بذات قيمة كبيرة من حيث الفن، بيد أن صميم الدلالة يتبدى في دلالة القطعة النقدية التي كتبها المجذوب، على مفهوم الشعر المستقر عنده في واعيته، وصلة ذلك المفهوم بطريقة المجذوب في نسج الشعر. فالتذوق وجه مقابل لصنوه الآخر وقرينه،وهو نظم الشعر.
    من أول وهلة في البداية يكتب المجذوب:
    "" الشعر الأصيل" هو ما كان " معتقا في خلد الشاعر منذ أمد"، ما يمكن أن نطلق عليه " الكمون" الساكن الذي يتجمع في سراديب النفس وطياتها، حتى ينصقل ، وينمو حتى ينضج، مثل نمو قطرات اللؤلؤ الرطب في مشيمة الصدفة، بتراكم الخبرات حتى إذا ألمَّ بوجدان الشاعر ما يستثيره، انطلق الكمون المكنون من عقاله، في استجابة ناضجة، وهذا ما عبر عنه المجذوب:
    "فلما سنحتْ المناسبة سال وفاض، وهاج وماج، كما يشطح الصوفية في مرتبة الفناء".
    السيلان و الفيضان والموجان والاهتياج هي حركة " انثيال الكمون" وهي حركة موارة تدفقها سريع الإيقاع.
    استخدم المجذوب مصطلحات جدّ مهمة في دراسة مفهومه:
    أولها: إطلاق كلمة " معتّـق" وهي من معجم الخمر، فالخمر من خلال التعبير الشعري المتصل بها، إنما تعلو قيمتها بمقدار الوقت الذي تقضيه حبيسة قواريرها، كلما طال عمرها علا شأنها، فكبر السن في تذوق الخمر هو أوان الشباب وعنفوانه، ومنتهى الحسن.
    أما الثاني ، فهو استخدام مصطلحين من مصطلحات الصوفية هما : الشطح والفناء.
    والفناء مرحلة استغراق في وتلاش إلى حد الذوبان في المطلق. الشعر يقترن فيه مصطلح الخمر بالذوبان الصوفي "التعتق" في أصل البداية" والفناء والشطح في طرف النهاية، وبينهما : "التحفّـز والتأثر بالمفاجأة" إذ يقول المجذوب عن مقطوعة إن شاعرها:
    " نظر ونظر، فرأى الفنجان لم ينكسر، لقد مات التحفز والتأثر بالمفاجأة، ولا داعٍ للشعر بعد ذلك، وأظنه تعب أشد التعب في الجري وراء هذه الأبيات حتى تعطلت أنفاسه القصار."
    التحفز يشبه مفهوم " المراقبة" عند الصوفية، باستعداد العابد وتهيوئه لتلقي الواردات و" الأسرار" من حيث صيرورة الشاعر في حالة تيقظ دائم، وانتباه لا ينام له جفن،وبذلك ينفعل بالمؤثرات، ويستجيب على المكان لكل "مفاجأة". أما النظر بمعنى تقليب الأمر، واستطالة التأمل في الحادثة، فإنه ليفسد الشعر، بل إن الشعر يبوخ ولا يصلح بعدئذ، لأن أوان قطفه ولى وانصرم إلى غير رجعة. الشعر صدى سريع ورنان للمفاجأة، ويكاد يتطابق كل ذلك مع مفهوم الحال عند الصوفية. وهو أمر عابر يلمُّ بالنفس بغتة، وسرعان ما يغادرها، فهو مؤقت مثل اسمه كالبرق يناقض الثبات والاستقرار. الحال أصلح مصطلح معبر عن لحظة الشعور بالقصيدة وتدوينها.
    2:
    بعدان في نسج الكلمات داخل القصيدة:
    الأول أن يَـبين من السياق أن الكلمة مرصوفة في غير محلها، في غير موضعها، ويسميها المجذوب كلمة باردة.
    البعد الثاني: فبعلاقة التضاد نستشف معنى الحرارة والدفء . والحرارة في الكلمة المتساوقة مع سياقها، يطلق عليها المجذوب الشعور "المطلق".
    وقد يسميها " رقية الشعر".
    هذا ما تنبّه إليه المعداوي فعلق على ذلك:
    " رهافة إحساسه بظلال اللفظة الشعرية. فهو من هذه الناحية صاحب لفتة واعية. ولكن الذي لا يرضيني منه هو هذا المنظار الذي يركز "الرؤية النقدية" في لفظ بعينه أو مجموعة من الألفاظ تجتمع في كل مكان،.. أن تكون الصورة الفنية القريبة من العدسة واضحة لعينيه، وأن تبدو الصورة البعيدة من هذه العدسة مُغلّفة بطبقات من الضباب".
    مالا يرضي ذوق المعداوي إنما هو مزية إيجابية في منحى المجذوب.
    تتحرى استخدام الكلمة المناسبة، وتبيان مقدار مآلها من حيث الجمال العالي أو البرود، وربما بدت الكلمة زائدة. مثل تعليق المجذوب على هذا البيت:
    كل جزء طار من فنجانها كان ذكرى قبلة من فمها فقال: " القبلة لا تكون إلا من الفم، فلا داع لذكر أي فم هنا، أم لعلها قبلات طائرة كالأطباق الطائرة. إنه بركان ذو شظايا لا فم تعتز به النساء."
    كأن البيت تم عند كلمة قبلة! وأن العبارة التالية " من فمها: زائدة، حشو يخلع قدرا من التشويه على البيت، ونلحظ هنا بروز دعابته الساخرة، في تعليقه القبلات الطائرة.
    ومن هنا يبين نهجه إلى استبعاد الحشو والعبارة الفضلة التي لا تضيف إلى السياق " إضاءة" أو " لمحة جديدة". وأنه يؤثر أن يكون للكلمة وقعٌ يطرب له الذوق ويهشّ له، فما الشعر رصف عشوائي للكلمات بقدر ما هو تحرٍّ دقيق لجرس الكلمة ودلالتها وظلالها وعلاقتها بالسياق داخل تركيب الجملة الشعرية.
    عندما ننظر في معجم شعر المجذوب نجده يعلو من حيث الفصاحة والحرص على السلامة اللغوية وفق المعايير التقليدية الموروثة،على معجم نمط من الشعر المعاصر مقارب للغة الحياة اليومية في الصحف الموجهة إلى عامة المتعلمين،إنه شاعر متمكن من أدواته اللغوية تمكن العالم الماهر، ولكنه من حيث النظر يحاول أن يبدو في صورة المتمرد على التقليد، الذي لا يحجل في إسار اللغة، ولا يتعبد بها ضربة لاب. فيقول في نقده الذي هو موازنة بين شعراء ، حين يؤول إلى موازن بين شعرين خاصين ببلدين اثنين:
    " إن إخواننا الشوام شعراء. وهم عند العبد الضعيف أشعر من المصريين. الشوام يحلقون في خفة، والمصريون يجرّون أغلالهم ويحملون أوزارهم، وأقصد بذلك لغتنا الشريفة، في مصر الأزهر، وفي الشام الحدائق والينابيع والعرق."
    التفلت من قيد اللغة قرين التمرد الفكري والشعوري، مما يؤدي إلى سموق الإبداع، فقيد اللغة في مصر موصول بوتد الأزهر، وفي الشام ممارسة الحرية في الاستمتاع بمباهج الحياة : " الحدائق والينابيع والعرق"، هذه حرية اجتماعية مرتبطة بالطبيعة المزدهرة.
    أحسب أن المجذوب يعني المسيحية بمعنى شيوع التسامح، وأن وطأة المحظور أقل ضراوة.
    على أن المجذوب ظل داعية تفلت من إطار اللغة، ونصير الإبداع الذي يثري بتحديه لأنماطها ومواضعاتها وتقليديتها، فكأنه يدعو إلى لغة جديدة،وكان يدعو في مجالسه الخاصة إلى :" وضع أنف اللغة في التراب"( يستخدم كلمة : مرمطه) ويعني ترويضها على المغامرة بولوج آماد جديدة، ومجاهيل غير مطروقة، ويريد بذلك التمرد على ركود التقليد. وهو في رصيد شعره كله حريص على سلامة اللغة ممعن في الجزالة.

    3-
    راقتْه أبيات من شعر ميشال تقول:
    عاش يهواها ولكنْ في هواهُ يتكتّمْ
    كلّما أدنته منها لاصق الثغر وتمتم
    دأبه التقبيل لا ينفك حتى يتحطّم
    ثم كتب المجذوب:
    " إن كلمة (عاش) هنا تخلع الإحساس على هذا الفنجان الذي عاش فعلا في كنف هذه السيدة وبين أنفاسها، وهي قد خلعت عليه جوها الخاص، ثم ( يتكتم) وهذا الكتمان يصور حال هذا الفنجان وعشقه المكظوم، وإطراقه ووحدته ثم صمته الحزين،.. ثم يندفع الشاعر العملاق فيقول (كلما أدنته منها) ولا أملك أن أصيح: واغوثاه! إن الفنجان العاشق الكتوم لا يستطيع الدنو منها، فإذا (أدنته) منها في رفق ولطف ( لاصق الثغر وتمتم). و( لاصق) هذه ليست كلمة، ولكنها شعور مطلق و( تمتم) هذه رقية الشعر وتميمته في هذا البيت بل طلسم الشعر فيه، إن ذلك الفنجان العاشق الكتوم انتظر طويلا فلما أحس حرارة اللقاء، أدهشته المفاجأة ولم يصدقها، وأعجله الشعور الحارق العاصف فتمتم، وليسمح لي الأستاذ في صيحة أخرى: واغوثاه واغوثاه، ثم الخاتمة الطبيعية لهذا الامتاع الشعوري ( دأبه التقبيل) وهذا إصرار معذذب. و(لا ينفك) وكيف ينفك وقد وجد المورد العذب الوي الخفاق بعد ظمأ. (حتى) وهذه الغاية المطلوبة ( تحطم) وهذه نهاية القبلة الطبيعية ، ذلك الجيشان المسعور المتعجلـ ذلك الفتور- تلك الراحة- ذلك الخدر، ذلك التحطيم، وهكذا تمر العاصفة الشعرية بنفسي فتترك صدى من بعدها بعيد الرنين".
    هذا التذوق الفنّان الذي يفسح من آفاق النص بما يضفي عليه من شفافية الذات الشاعرة، لينتهي بالحكاية في موقف لحظة استمتاع شهواني.
    القبلة لحظة حبن والتحطّم بعد ان تصل القبلة مداها هو نهاية الجيشان،
    ومن ثم يمكن أن نختصر دلالة نقد المجذوب على ممنحاه:
    أنه يؤثر الدقة في التعبير الشعري، ويرفض التعبير الفضفاض والحشو المقحم، ويؤمن باستخدام الكلمة المناسبة في سياقها الملائم.
    أنه يميل إلى " التشخيص": المنحى المجازي الذي يمنح الكائنات الجامدة حياة ويعاملها باعتبارها بشرا، فالفنجان إنسان من لحم ودم. وهذا المنحى نفسه يشخصن ( من التشخيص) الأفكار المجردة فيمنح التجريد جسما، مثل " جناح الرحمة" في القرآن الكريم.
    ثم نضيف هنا أن المجذوب ربط المشهد الشعري كله بنفسه، فهو لا يتفرج على المشهد من الخارج بل هو جزء حميم من الأداء.!
    يقرن نفسه بالفنجان في معية التذوق:
    يقول " فنجان من خزف -مثلي- لا أمل فيه، له رنين مزعج".
    ثم يقول في موطن آخر مقتربا من الإفصاح عن حاله البائس الذي يعانيه:
    " فأنا أشبه هذا الفنجان البائس – كم في الناس من فناجين- ولكن ليس لي سيدة تعطف علي، أو أجد منها غفلة لأحسّ بها، فما أخبثه من فنجان سروق وما أظرفه".
    فالفنجان أحسن حالا منه. ثم ينتقل المجذوب إلى صميم القضية ليقول:
    " العبد الفقير لم يخاطب سيدة بالمعنى الصحيح أبدا".
    هنا كلام مقحم على النقد" ولكن دلالته خطيرة، إنه يبرز معاناة مؤرقة، الحرمان من المرأة الذي دفعه للتصريح بذلك، مما هو متاح في لبنان بفعل الحداثة الأوربية المتفرنسة، حيث صوالين الثقافة.
    وعندما نطلع على رسائل المجذوب إلى الشابة الإنجليزية المثقفة : روز، التي كتبها المجذوب بالإنجليزية عام 1966، نجده يقول:
    “I have not had found (a friend) since 1953؟ I loved a woman in that year. It was a tragic affair. It is over now."
    ترجمه علي أبو سن:
    " لم تكن لي صديقة منذ 1953. لأنني أحببت امرأة في ذلك العام.
    وكانت قصة مأساوية . لقد انتهت الآن".
    (علي أبو سن: المجذوب والذكريات، ج1، نشر خاص، القاهرة، 1997.
    ص: 184 وص:187)
    فهو في عام 1951، زمن نشر نقده يعترف بأن لا علاقة له بامرأة، ما سماه الحديث إلى امرأة "بالمعنى الصحيح"، وهو يعني نشوء علاقة عاطفية، وهو يو مئذ في الثلاثين، وكتب رسالته هذه عام 1966 وهو على مشارف الخمسين، ما يعني أن العلاقة بالمرأة جرتْ في مرة واحدة يتيمة في حياته كلها عام :1953 ، وانتهت في مهدها في ذلك العام، يكون لشعوره بالحرمان معناه وبعده المأساوي، ومن ثم يكون لتلك العبارة دلالتها وقيمتها، بل هي مفتاح لقراءة رسائله إلى الشابة الإنجليزية روز.
    سمعت المجذوب في مجالس خاصة يتحدث عن جيله ويصفه بأنه جيل بائس. ويروي عن أديب ماهروشاعر وصحفي وشخصية مرموقة ومن عائلة متعلمة، وحضري من أم درمان، ومُفرط في الأناقة، أن هذا الأديب في الأربعينات، كان يكتب رسائل حب إلى شخصه الكريم، ويرسلها إلى نفسه، فتصله وعليها خاتم البريد فيفتحها أمامه ويقرأها للمجذوب، أنها آتية من المحبوية.! ولا مناص من ان نذكر هنا أن رسائل المجذوب إلى الإنجليزية المثقفة، وقد أوردنا نموذجا منها، هي رسائل إلى امرأة لم يرها قبل أن يكتب إليها، وقد انتهت العلاقة إلى الأبد، بعد أسابيع وثلاث رسائل!
    في الجيل السابق لجيل المجذوب، نرى محمد أحمد محجوب، في كتاب: موت جيل، يروي معرفته لبعض النساء من الشام واليونان، في صوالين خاصة بالأجانب المقيمين في الخرطوم، وفي مقال نقدي لمحمد أحمد محجوب في كتابه :نحو الغد، تناول قصيدة لعلي محمود طه عن : قبلة ،يقول المحجوب عن القبلة : ليتني كنت صاحبها. وذلك في ختام مقال نقدي ركين.
    هذا الشعور نفسه وبحذافيره صدر عن المجذوب في نقده لشعر الفنجان المنحطم.
    بيد أن الصورة لا تكمل إلا بمعرفة خلفية محمد المهدي المجذوب، فهو حفظ القرآن على والده الشيخ مجذوب أستاذ اللغة العربية في كلية غردون التذكارية ( جامعة الخرطوم الآن) وشيخ الطريقة الصوفية في مدينة الدامر، وشيخ العربية، وقرأ عليه ألفية ابن ملك في النحو ومتون الفقه المالكي.
    و خنم القرآن مرة على جدته لأبيه.
    وتلقّى من والده العرفان ودرّبه على الذكر والتعبد فرديا وفي شعلئر جماعية.
    وهو تلقى التعليم الحديث في كلية غردون بنمطه الإنجليزي،
    حيث أتقن الإنجليزية وأتيح له أن يطلع على أدبها، وهو كاتب مفن مبدع في بيانها. وعمل من بعد محاسبا في الحكومة الاستعمارية.
    هنا نقف على صراع بين عالمين : بين تكوينه المكتسب من بيئته السودانية وبين معرفته بالحياة الحديثة التي يطّلع عليها في الكتب والمجلات ويراها عند غير السودانيين من الوافدين.
    وهو متمرد على الحياة التقليدية، همه الأول هو الثقافة ولا سيما الشعر.
    وهو مقاوم رافض للاستعمار ولكنه يستطيب لذائذ الحياة الحديثة، مثل التعامل الصحيح مع المرأة، ولا يجده ولا سبيل له إليه.
    هذا الجانب الشخصي وثيق الصلة بمنحاه في الشعر، لأنه لون ممازج لفنه، لا ينفصم ، هو من صميم النسيج الحيوي في تجربته.
    • ناقد وأكاديمي سوداني مقيم في لندن
    • * من كتاب: بديع وإلى درجة: دراسة في شعرمحمد المهدي المجذوب (قيد النشر)
    هذا هو الباب الأول من الكتاب.










































                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de