عبرنا أخيراً الحدود وهبطنا في مطار الدمام بالسعودية. تحركت الطائرة بعد ست ساعاتٍ إلى الكويت وكانت الطائرة مكتظة بالهنود العائدين للهند أو الذاهبين لعملهم في الكويت، وكانت معاملة موظفي المطار لكل الوافدين والترانزيت معاملة سيئة للغاية، فالمغادرون إلى مومباي بقوا في الطائرة، ولكن كان علينا النزول لمعاودة السفر من الكويت، لتأشير سفرنا إلى مومباي بحكم أننا أتينا للكويت بفيزا عمل، رغم أننا لم نقدمهما لاستعمالها إلا لترانزيت
هبطنا بعدها في مومباي حيث ينبغي علينا قضاء أربعة أيام حتى مغادرتنا إلى لندن
كانت الأيام الأربعة فترة صعبة، فكان في معيتنا أبناؤنا الأربعة بأعمارهم التسع والسبع والخمس سنوات، بينما كان الأخير في عمر الشهرين. كانت الوقاية من التلوث هي هاجسنا الأكبر، فإذا سقط شيء في الأرض من أحد الأولاد كقلمه أو لعبته مثلاً، نمنعهم من التقاطها. كذلك لا نتناول أي طعام أو مشروب جوز الهند الذي يثير الشهية وتجده في كل مكان يستخرجونه طازجاً من ثمرة جوز الهند، إذ ليس ما يطمئن أن تلك الثمرة او الكوب غير ملوث، كذلك عصير القصب والمشروبات الأخرى، كما وهنالك الحلويات البلدية معروضة في كل مكان، والأطعمة بأنواعها. كانت جوانب الشوارع كلها خلايا مساكن عشوائية مزدحمة للمشردين، فتجد نفسك تتجول في بيئة فقر وإدقاع وغياب كامل للسلامة الصحية
وأكثر ما يزعج الزائر هو التسول بسبب حالة الفقر المزرية، فتجد أفواجاً من الأطفال من كل الأعمار يطوقونك ويشدون برفقٍ على قميصك يتسولون بصوتٍ رقيق حزين، ويتبعونك حتى ييأسوا فيستلمك فوجٌ جديد. فإذا أخرجت مالاً لمنحه، يتشبث به الكل ولا يجدي الكلام شيئاً ولا يفهمون إلا اللغة المحلية، ولو تخليت من قبضتك للمال، استأثرت به شلة تتجادل فيه وأما البقية فيتبعونك وهم يبكون بكاءاً مراً، فتجد أنه لا يوجد حل محدد لمثل تلك المواقف، ولا تنسى أن أطفالك القصّر في معيتك، ولا تستطيع أن تتعامل مع مثل تلك الزحمة ولا مع الدراما التي تتولد خلالها تباعاً
مدير الفندق الذي كنا به، سأل في حديثٍ لنا معه عما نفعل، فقلت سياحة، فدار الحديث حول ما نرغب في زيارته، فسألته عن التاج محل فسألني إن كنا نرغب في الذهاب لزيارة التاج محل، وابديت حماستي وسألته فقط كم يكلف ذلك قال إنه سيدبر لنا أحد معارفه ليأخذنا إليه بما يعادل مائتي وخمسين جنيهاً إسترلينياً، فوافقت. وفي اليوم التالي جاءت عربة أجرة وأخذنا السائق إلى شاطئ البحر وأمرنا بالنزول، فلما سألناه وأين التاج محل، أشار إلى مطعم مطل على الشاطئ واسمه التاج محل ثم قفل راجعاً
صحت فيه أني سأخطر مدير الفندق بما جرى، وكان بالقرب منا شابٌ صغير يحمل كاميرا ويتابع الحديث، فقال لنا لا تتركوه هذه خدعة تمارس هنا، ولكن ما دمتم قد وصلتم هنا فهناك هذه الباخرة التي يمكنكم العبور بها إلى جزيرةٍ سياحية قريبة من هناك، والتذكرة تعادل في قيمتها العشرة جنيهات للفرد الواحد، والأطفال بنصف التذكرة، وكان هنالك السواح يتزاحمون للحجز على تلك الباخرة
قال لنا الشاب الصغير لو أننا نحتاج إلى صور فهو يمكنه الذهاب معنا لتصويرنا، فوافقنا وقررتُ أن أدفع له تذكرته
كانت باخرة صغيرة الحجم، تحركت بنا إلى امتداد المياه، وأخذ الشاطئ يشتطّ رويداً رويداً وبدأ يذوب في الأفق، ولا نرى أرضاً أخرى، البحر والسماء. كان سطح السفينة مستوياً ونثرت عليه كمية من كراسي وطاولات الحديد الخفيفة والسطح مسورٌ بسياجٍ من المواسير الضعيفة. تحركت الباخرة وابتعدت رويداً عن الشاطئ حتى لم نرّ غير الماء والسماء. طبعاً وضح أن أثاثات السطح غير ثابتة فبدأت أقلق، ونظرت حولي للسواح أحاول أن أفهم كيف تقبّلوا تلك المغامرة لداخل البحر على مثل ذلك السطح، وسرعان ما بدأ الضباب يخيم والرياح تشتد، ثم بدأت الأمطار تهطل، والرياح تقوى وصارت عنيفة، وأخذت الأمواج ترتفع شاهقة والسفينة تتأرجح في الأمواج كورقة شجر خفيفة. فجلسنا كل واحدٍ منا في مقعدٍ وتماسكنا بأيدينا وأرجلنا لنقيم دائرةً متماسكة، نتحرك بها سوياً ولكن في ثبات، ونقرأ في القرآن تحصناً
وهدأت العاصفة ووصلنا الجزيرة، فطلبنا العودة فوراً، ولكننا أخطرنا أن رحلتنا لا يمكن إبدالها وسيرجع بتلك الباخرة فوجٌ سبقنا وذاك دوره في الرجوع
كنا غاضبين ومنزعجين وبقينا في الشاطئ لا نرغب في التجول على الجزيرة وإنما ننتظر في رعب رحلة العودة والتي ستكون مسائية، يا للهول، كم سخطتُ على نفسي في الدخول في مثل تلك المصيبة ونحن في مهمة جلل في ذاتها – وهي رحلة لجوء... هه
رجعنا في المساء برحلة مخيفة مماثلة ولا زلنا نجتر تلك التجربة الخاطئة التي دخلناها بعقلية ومقاييس لم تصب صميم الواقع المخيف الذي اكتشفناه وبدأنا نكتشف مثله
وغني عن القول إننا حبسنا أنفسنا في الأيام المتبقية حتى يوم المغادرة
وفي الفندق قام مدير الفندق " بقلب ظهر المِجَن" علينا، ورفض رد المبلغ الذي أخذه لرحلة التاج محل. وكنت قد أخطرته أنني أرغب في يوم المغادرة بإبدال 250 جنيهاً استرلينياً إلى روبيات، واستلمت المعادل بالروبيات منه، فلما حاسبنا الحساب النهائي فات عليه خصم ال 250 جنيهاً إذ أنه اعتقد ما سجل من مبلغ التاج محل هو ذاك المبلغ، فلما لاحظت كان جل سروري فإنني أكبر مقولة "حق الناس كناس" وطبعاً لم أنبهه ثم شكرته ومنحته مبلغ عشرة جنيهات "بقشيش" للخدمات (وهي ما تغطي أجرة التاكسي الذي أخذنا للشاطئ)
وفي مطار مومباي عند المغادرة إلى لندن على طائرة الخطوط الهندية الجامبو (بوينج )747، كان مدير الفرع ومعه أحد الموظفين في الممر الطويل الذي يقود إلى صالة المغادرة يراجعان فوج الركاب بعد إكمالهم مرحلة إجراءات المغادرة، وكانا في ذلك يتفحصان جوازات المغادرين، ولما رأى الموظف جوازاتنا صاح للمدير "سيدي! هؤلاء من السودان" فأوقفنا. أخذ الموظف باستجوابي بينما قام المدير باستجواب زوجتي، وكانت معي بطاقة مطار الخرطوم ووثائق إجراءاتي المكتملة لباقي الرحلة: لندن القاهرة.
إلا أن طريق رجوعي للسودان الملتوي المطوّل، وعطلة السياحة البسيطة (أربعة أيام) التي ادعيت أنني قطعتها للرجوع للسودان لاستدعائي، لم تقنع الموظّف بمثل تلك السفرة الطويلة من أجل ذلك الاستدعاء العاجل، فحوّلني لمقابلة المدير والذي أجرى معي مقابلة ومساءلة تحولت بعدها امتحاناً صرفاً عن معرفتي بالخطوط الجوية السودانية وحجم أسطولها وسفرياتها، وكان واضحاً أنه يعلم كل شيء عن الخطوط الجوية السودانية، واجتزت الامتحان، وسُمح لنا بالمرور.
من شدة فرحتي اندفعت في توزيع كل ما معي من العملة الهندية التي بدلناها ولم نستعملها في مومباي شكراً لله تعالى
في مطار لندن استلمت ضابطة الوردية المسائية مهمتها الأولى للوردية بإجراءات الهجرة لدخولنا، وما أن سلمتها جوازاتنا وتذاكرنا الستة وطلبت لجوءنا سياسياً، حتى صاحت محبطةً "أووه! هذا يومي!". فانفجرتُ ضاحكاً ولم أتمالك نفسي وقلت لها "معليش"
تم نقلنا للاحتجاز بغرفة في المطار مع قسائم لمشروبات وحلويات للأولاد من ماكينات داخل الغرفة، وقامت الضابطة باستلام حقائبنا من الطائرة قبل سفرها للقاهرة ضمن خط رحلتنا المزعومة، ثم تساءلت عن كيف سمحت لنا الخطوط الهندية بسفرنا للندن بطائرتها وليس لدينا تأشيرة دخول، وقالت أن الخطوط الهندية ستواجه غرامة الفي جنيه عن كلٍ منا حسب القانون. ولكنني أعلمتها أن السودانيين وقتها كان مسموح لهم ترانزيت في لندن لمدة يوم كامل بدون تأشيرة إذا كان لديهم حجز مؤكد لدولةٍ أخرى خلال أربعة وعشرين ساعة، وكان لديّ حجز مؤكد للقاهرة – وكان ذلك مقنعاً لها
وفي الحاسوب ظهرت لها كل فترة إقامتي السابقة في السبعينات، واستخرجت منها الرقم القومي، ثم اتصلت بأختي في لندن لإحضار حفاظات لابني الأصغر الذي كان في الشهر الثاني من عمره. بعدها أجرت معي مقابلة استمرت ثلاث ساعات اطلعت خلالها على وثائقي، وناقشت بإسهاب تفاصيل معاناتنا واطّلعت على الوثائق التي كانت معي، ومن الطرائف أن كنتُ قد أشرتُ لها عن السفير عمر بريدو والذي كان سفيرنا في لندن حينما ورد اسمه في لجوئي إليه ونصحني بمقابلة الكابتن شيخ الدين لمساعدتي كما ورد ذكره آنفاً، بأنه صهري وأن منصبه ناله بعصامية وعلاقتي به طيبة واحترامي له كبير، فسألتني إن كان سعادة السفير يقبل بأن يشهد لي، فضحكت وقلت لها هذا طبعاً غير وارد، فكيف يقوم سفير الدولة بمساندة لاجئ من تلك الدولة؟ وضحكت هي على الزلة التي انفلتت منها، ثم صادقت على دخولنا وإقامتنا في نزل مؤقت، والذي منه بدأنا مسيرة اللجوء والتغرب
زار لندن عندها صديقاً لنا كان وزيراً مفوضاً، فحصل على رقم هاتفي وخابرني، فذهبت لزيارته في نزل استأجره بميدان هايد بارك، وبارك لي اللجوء "الاقتصادي"، فأخطرته بأنه ليس لجوءاً اقتصادياً وأنا الذي تعففت من الهجرة للخليج حتى لا أحرم بلادي من خدماتي، وحكيت له ما عانيت وما لديّ من الوثائق، فطلب مني أسماء من تسببوا لي في ذلك وأسماء من اكتشفت فسادهم فرفضت بحجة أنني لا أرغب في التعاون مع النظام لأنني لا أثق في ذلك، فسألني "ألهذا الحد تكرهنا؟" فقلت له "وهذا أضعف الإيمان"
وفي الشهور الأولى في قدومي إلى لندن التقيت ببعض موظفي أمن سودانير والذين استقبلوني بالأحضان واعتذروا لي عن ممارساتهم معي في السودان، بأنهم كانوا "عبد المأمور"، وحكوا لي عن استقبالهم لنبأ هروبي من السودان، وأنه كان لهم حافزاً تساءلوا بعده "ولم نقبل نحن بما لا يقبله الآخرون؟" وعزموا أمرهم وخرجوا من السودان
بالرغم من أن أسباب لجوئي هي حرب الفساد وتأزمها بحصانته بالقدسية الملازمة للتسييس الديني، وليست أسباباً سياسية، قام السودانيون هنا في لندن بنصحنا بضرورة الانخراط في عضوية أحد الأحزاب، وبما أن الأسرة كانت طوال عمرها منخرطة في الحزب الوطني الاتحادي، والذي قام وكسب اسمه لمناداته للاتحاد مع مصر، إلا أن اتحاد الحزب مع حزب الشعب الديمقراطي الطائفي لتكوين الحزب الاتحادي الديمقراطي برئاسة الشيخ محمد عثمان الميرغني، جعل بعض الاتحاديين الذين لا يقبلون الطائفية برفض الحزب الجديد وحافظوا على حزبهم القديم، فكان مناسباً انضمامنا له
ولكن عندما أعلن الشريف زين العابدين الهندي من دمشق موافقته لمصالحة الحكومة والعمل معها رفضنا ذلك فوراً بخطاب للحزب بقرارنا بمغادرة الحزب، وبخطاب للهوم اوفيس (وزارة الداخلية) بقرارنا بالتنصل عن علاقتنا بالحزب، حيث أن لجوءنا سببه محاربة الفساد والمفسدين لنا، وأن حزب الوطني الاتحادي اتخذ قراره سياسياً بفعل تحسن علاقة السودان وقتها مع مصر، ولكننا شخصياً ليس لنا في السياسة ولا مكاسبها، وإنما يؤرقنا غياب المبادئ الصافية في النموذج الحكمي وأرضية المبادئ العالية، وما تسبب فيه التسييس الديني إلى قدسية الفساد (بقدسية الهدف)، ونشأ بموجبه الفساد الذي صار أساساً للحكم (وهو ما أوضحته بإسهاب والأدلة في تجربتي في الخطوط الجوية السودانية ونظام حماية المفسدين من الكوادر الفنية والإدارية والتخلص من الإصلاحيين ومحاربتهم كعقد اجتماعي مع تلك الكوادر بديلاً لكوادر مجمل الأحزاب التي تم حظر ومحاصرة كوادرها أو لقيامها هي بالإحجام عن مشاركة النظام في تأسيس نظامه)، وهو ما يسمى منهجياً بنظام "الحكم باللصوصية، بالإنجليزي: كلِبتوكراسي"
ونحن ممنوعون من العمل خلال انتظار قرار لجوئنا بقينا نقضي أوقاتنا في تعلم الحاسوب ودراساتٍ في القانون والمبادئ وكذلك تفرغت لأبحاث الأديان والتأريخ والفلسفة لأتعلّم ما فاتني في انغماسي في خط دراساتي العلمي، ولأتمكن من الكتابة عن قضية الفساد وعما يفيد منه الناس فيما اتضح لي أن لهم فيه عجز ثقافي كبير عرّضهم لغسل الدماغ من وراء قناع القداسة وبالتهسيس الذي كُبّلوا به مع العزل من المعلومة وتطورها وتنوعها
وكانت مداركنا تتسع ونكتشف كم كنا غير ملمين وكم قومنا معزولون عن المعلومة وكم عقولهم تم غسلها وتضليلها بنفس الخدعة الأزلية للبشر من مرايا ودخان
وقدّمنا أحد معارفنا لمحرر قناة المستقلة التلفزيونية، ودعانا لتسجيل حوارٍ عن بعض المواضيع الاجتماعية التي يدعو العالم العربي لتناولها، ونجحت الحلقة، فدعانا لحلقةٍ أخرى لمناظرة بين الشيعة والسنة، ونجحت أيضاً وتنورنا كثيراً بالملابسات التي تعلق في مثل ذلك الخلاف وعدد الأفكار وتضاربها مع بعض داخل كل مذهب وبين المذاهب، والتقينا بعض من كان معتدلاً في كلٍ وناقشنا مشاكل المسلمين في بلاد المهجر واستضعاف بعضهم بعضاً، وقامت زوجتي معهم بعمل مجلسٍ إسلامي أخذ تصديقه من السلطات لمزاولة حل نزاعات الطلاق وحضانة الأطفال ومتأخرات الصداق بين المسلمين، خاصة وأنه اتضح أن هناك مجتمعات تسمح بشروطٍ مجحفة خاصةً في حق النساء، ونجحت اعمال تلك اللجنة في حل المشاكل التي كانت عالقة، وظلت قناة المستقلة تدعونا بانتظام لحلقات نقاش عن شتى مواضيع الساعة في شئون العرب والمسلمين
ثم تمت دعوة زوجتي لبثٍّ مباشر بالمستقلة لكل الدول العربية تتلقى فيه أي أسئلة واستشارات، وكان موضوع الندوة الارتفاع بالتكافل والتكاتف المجتمعي وإزالة سلبياته، فركزت على التكافل الموجه عبر معايير إنسانية متفق عليها، ومحاربة الفساد الذي يدفع ثمنه دوماً المعدمين والفقراء من المجتمع. كان البث لثلاث ساعاتٍ
أما إجراءات قضية لجوئنا، فقد اخترنا لها محامياً إنجليزياً مسلماً رشحته لنا سيدة مصرية مقيمة في لندن، ثم حوّلنا قضيتنا لمحامٍ انجليزيٍ آخر، والذي بعد دراستها وفحص الوثائق التي قدمتها عرض عليّ إن كنت واثقاً من صدق وثائقي أن هناك طريقٌ صعب ولكنه مؤكد لإثبات دعاواي، بالطلب من وزارة الداخلية تحويل طلبي لمختص عن دولة السودان، لإثبات الحقائق فيما أوردت في طلب اللجوء، فوافقت وقمت بإعداد كتيب باللغة الإنجليزية يحوي كل حالتنا مشفعةً بصور أصلية للوثائق مع ترجمة لها
وبعد بضعة أشهر أكمل المختص بحثه وأصدر كتيباً يحلل طلبي ووثائقه بأنها مائة بالمائة صحيحة، وبناءاً على ذلك تم قبول طلبي ومنحنا إقامة مستديمة باللجوء السياسي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة