الفديو كليب السودانى في الزمن الخائن

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 01:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-26-2014, 04:00 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الفديو كليب السودانى في الزمن الخائن

    ما الذي حدث؟ هل نَضِب الإبداع أم تدنت مقدراتنا الإنتاجية التقنية والفنية؟ أين نحن في زمنٍ أصبحت فيه المعلومة عن أي بلد في العالم في متناول اليد من خلال الإنترنت ومن خلال مقاطع الفيديوهات في مواقع التواصل الإجتماعي. أين كل ذلك الأرث الثقافي الفنى والذي كان يوما ما قبلة للأنظار والإعجاب لِجِيرانِنا وللعالم أجمع؟

    في زمن ليس ببعيد كان الغناء في بيوت الأعراس ينتهي بإنتهاء الحفل. لا توجد ذاكرة تقنية تحفظ ما حدث في الحفل سوي ما خزنته ذاكرة الذين حضروا الحفل. لذلك غابت التسجيلات المصورة التى توثق لغناء الحقيبة و التراث الغنائي القديم للمجموعات الأثنية السودانية المتنوعة. هذا أمر طبيعي كما نعلم يحكمه وجود وتطور آلات التسجيل والتصوير في نفس الفترة. دخل القراموفون مع الإستعمار المصري البريطانى وكان إستخدامه محدودا. إستخدمه وينجت باشا في في عام 1929 في رحلاته الإستعمارية في ربوع السودان (1). في ذلك الزمان ظهرت الأسطوانات التى تستخدم في أجهزة القراموفون ولكنها كانت محدودة وفي الغالب لفنانين أجانب وأن إنتاج أسطوانة غنائية كان يتطلب السفر الي مصر للتسجيل والإنتاج. من أوائل التسجيلات كانت للفنان عبدالله الماحي (2) في عام 1927 تلاه تسجيل للفنان الراحل سرور في عام 1931 ومن بعده كرومة بتسجيل لأسطوانة دمعة الشوق في عام 1934 (3). إنتاج الأسطوانة في حد ذاته كان حدثا تأريخيا مهما رغم محدودية إستعمال القراموفون. تم التسجيل في أستوديوهات أوديون وتكفل بالأنتاج التاجر محمد داؤد حسين وتم التوزيع بواسطة المكتبة المصرية في الخرطوم. في ذلك الزمن كان للفن مكانته وهي الفترة التى بنت كنز الغنائي السودان الذي ننهل منه حتى اليوم. من أوائل الإغانى السودانية المصورة هي شريط سينمائي تم إنتاجه في مصر سمى بالإسكيتش السودانى وتغنى فيه سرور وأحمد المصطفي. لكن أول إنتاج لفديو كليب سودانى هو للأستاذ الفنان حسن عطية تصوير وإنتاج السينمائي جادالله جبارة وسمي بإسيكتش الخرطوم. مع دخول التلفزيون للسودان أصبح بالإمكان مشاهدة وسماع الإغنية السودانية بعد أن كانت سماعا فقط إعتمادا علي الإذاعة والمسجلات. أنتج التلفزيون العديد من الأغانى والأناشيد المصورة بتقنية ذلك الزمان. وتوجد منها مواد (فديو كليب) في غاية الروعة والجودة. عندها كان السودان في موقع ريادي في مجال إنتاج الإغنية المصورة في المنطقة. ومع ظهور الشاشات الإليكترونية بكل أشكالها ومدي ذكائها تعددت خيارات سماع الأغانى صوت وصورة وإستقبال وإرسال وحفظ بمختلف الوسائل. في وسط كل هذا التطور التقنى وسرعة إرسال وإستقبال المادة الرقمية وتعدد وسائل إنتاج المادة المسموعة والمرئية أين يقف الفديو كليب السودانى؟ في بحثي الدائم عن إنتاج سودانى مبدع خلال علي شبكة الأنترنت وقع في يدي فديو كليب بعنوان (زمنى الخائن). نال الفديو إعجابي ودعونا نتخذه مثالا في محاولة للتمعن في واقع ومصير الإغنية السودانية ودور الفديو كليب في نشر الإرث السودانى.

    أحمد بركات، شاب فنان وموهوب وفي ذات الوقت مِثلُه ومثل الكثيرين في المهاجر يحمل هموم المساهمة في إنتاج مادة سودانية تعكس ولو جزء بسيط من الإرث الفنى وجمال الغناء السودانى دون إبتزال. شاهدت له عملا ناجحاً في فديو كليب للفنان الأستاذ يوسف الموصلي يظهر فيه مقدراته الإحترافية في العرض المتقن للصوت والصورة. فديو (زمنى الخائن) منتج بأقل تكلفة مالية وأكثر جمالا وإحترافية من العديد من الفيديوهات التى صرفت عليها أموالا طائلة. شاركه في إنتاج الفديو إثنان من الفنانين المحترفين؛ الفنان والموسيقار وليد عبدالحميد من تورنتو والذي ساهم في إعداد الماسترنج (4) للفيديو والموسيقي مؤمن عثمان علي الكيبورد. تم التصوير بكاميرا واحدة فقط. وضع أحمد بركات الفديو في الحقبة الزمانية التى تغنى فيها الفنان إبراهيم عبد الجليل بأغنيته زمنى الخائن والتى نظم كلماتها شاعر السودان الكبير علي المسّاح. ثم أضاف عليها تجربته الشخصية في الغربة في بريطانيا وعودته للسودان. سألت أحمد بركات ماذا يريد أن نشاهد ونسمع من خلال هذا الفديو؟ أتت إجابته سريعا أنه يتحسر علي ما أصاب السودان من تدهور في وقت كانت فيه الخرطوم لا تقل جمالا عن لندن. لذلك إستخدم مواد تعكس الأوضاع والأحوال في ذلك الزمان وهو يحاول فهم ماحدث حدث منذ 1956 حتى الآن. نقطة جوهرية سوف تساعدنا في محاولة معرفة ما حدث للفيديو كليب السودانى هو أن أحمد بركات أنتج هذا العمل وغيرهِ كهاويٍ دفعه حب المعرفة للتعرف علي العديد من البرامج والتقنيات الموجودة والمتاحة علي شبكة الانترنت.

    توجد في السودان خامة ممتازة من الأصوات الغنائية لكن فشل غالبيتها في عرض إنتاجها في فديو كليب. كل حيلتها عرض صورة ثابتة مع تسجيل صوتي متفاوت الجودة. لكن توجد أيضا أعمال ممتازة ولكنها قليلة جدا ولها خاصيتها الإنتاجية من جودة في الفكرة والتصوير والصوت والمونتاج. في أوج العصري الذهبي للأغنية السودانية، الثرة والغنية بإنتاج عصر الحقيبة ومن بعدها الغناء الحديث، إقتصرت الفيديوهات المنتجة في ذلك الزمان علي المناظر الطبيعية. أفضل مثال لها هي فديوهات الفنان الراحل حسن عطية و عثمان حسين علي ضفاف النيل وبجانبهم زهور الجهنمية. في وقتها كُنّا محطّ أنظار الأثيوبيين والصوماليين والعرب ودول شرق وغرب إفريقيا. واليوم تنتشر الأغنية الإثيوبية وغيرها ومعها إنتشرت ثقافاتهم بسرعة فائقة وبقيت الإغنية السودانية في محيطها الإقليمى السودانى. ماهي الأسباب التى أدت لهذا التأخر في مواكبة إنتاج الفديو كليب علي نطاق واسع. في إعتقادي هي ثلاث أسباب رئيسية:

    الأول سبب مُركّب أساسه هي الأمُّية الإليكترونية وسط قطاع كبير من الأجيال منذ منتصف التسعينيات بسبب سياسات التعليم العالي الخاطئة بتعريب المناهج الجامعية التى إنتهجتها الإنقاذ. اليوم تقف اللغة الإنجليزية معضلة أمام الكثيرين من الشباب للتعامل مع برامج الكمبيوتر في الكثير من المجالات. لذلك أصبح الشباب مُستهلكا ومُتلقيا لإنتاج خارجي عبر قنوات التواصل الإجتماعي. معضلة أخري هي إشكالية الحظر المفروض علي السودان وصعوبة الحصول علي بعض البرامج المجانية المتاحة علي الإنترنت.

    السبب الثانى هو العداء والهجوم تجاه الفديو كليب من جهتين. الأولي في إطار دولة الهوس الدينى وسياسة التمكين والتدجين التى تنتهجها الإنقاذ والثانى من بعض كبار الفنانين في الوسط الفنى. هجوم الانقاذ هجوم أجوف فارغ المضمون نتيجته التشرزم والإحتراب الذي نعيشه الآن. أما معاداة بعضا من كبار الفنانين فأسبابه مختلفة لكن أهمها عدم القدرة علي مواكبة التطور في مجال الفديو كليب، تكلفة الانتاج والمنافسة الشبابية التى وجدت في الإنترنت وسيلة للتواصل مع معجبيها. ففي سؤال للأستاذ الفنان عثمان مصطفي إن كان هو ضد الفديو كليب أجاب: أنا ضد الفديو كليب في تعبيره عن الفن لأنه لا يستطيع عكس وترجمة احساس الأغنية واعتقد انه يعبر عن سلوكيات لا تشبه المجتمع الذي ننتمي اليه وهذا ما يجعل أغلب الأغاني فاشلة (5). صيغة السؤال في حد ذاتها تقود إلي رأي معادي للفيديو كليب، أما الإجابة فقد جانبتها العلمية والنظرة الشاملة للفديو كليب وحصرها في مفهوم ضيق هو مفهوم السلوكيات التى لا تشبه المجتمع. أما فيما يخص السلوكيات والعادات والتقاليد فيجيب عليها المخرج شكر الله خلف الله قائلا: أن ذلك لا يمثل هاجساً لديه. فالعادات والتقاليد لا تشكل عقبة في خلق أفكار جديدة، لأن الجانب الفني والتعامل معه لا يحتم بالضرورة الخروج عن مألوف ثقافتنا، فيمكننا خلق الكثير من الجماليات دون أن نحيد قيد أنملة مما نعتقده ونؤمن به (6)..

    السبب الثالث هو التدهور الذي أصاب المعهد العالي للموسيقي والمسرح وكلية الفنون الجميلة. فقد توقفت عجلة الإبداع والإنتاج والتطور بعد العطاء الغير محدود للمعهد والكلية حتى منتصف التسعينيات. فهم الذين حملوا رايات الإبداع في كل ضروب الفنون والثقافة والغناء والمسرح وغيرها. ومع حالة البؤس السياسي والثقافي والإبداعي التى يعيشها السودان في زمن الأنقاذ وإنعدام الحريات وتغول السلطات الأمنية علي حرية التعبير، لا نتوقع مساهمات فاعلة ومتنوعة بسبب تدنى البحث والإنتاج والنقد لتقديم ماهو جيد وممتاز في مجال الفديو كليب السودانى.

    زمن خائن هذا الذي تدنى فيه العطاء الثقافي السودانى بعد كان في الريادة ينشر الفرحة والبسمة في قلوب وشفاه المعجبين داخل وخارج والسودان. زمن خائن الذي نري فيها التخلف والتأخر في اللحاق بركب التقدم التكنولوجي والتقنى في مجال إنتاج الفديو كليب كوسيلة لنشر إنتاجنا الفنى والغنائي والذي أصبح كسِيحاً بسبب هذه العُزلة والهوس والرجعية. زمن خائن وبائس الذي يطفحُ فيه الغثُّ علي شبكة الانترنت ومواقع التواصل الإجتماعي ليكون عنوانا لمنتوجنا الفنى. لكن حتى لا نظلم من يصارع في ظل هذه الظروف لتقديم الأفضل أمثال أحمد بركات ووليد عبد الحميد ومؤمن عثمان، أشيد أيضاً بمجهودات البعض القليل في هذا المجال. الإشادة بإنتاج فرقة الهيلاهوب والعديد من الفيديوهات التى أصبحت مدرسة للكوميديا في العديد من الدول، خاصة دول الخليج. إعجاب خاص بإنتاج الشابة شادن محمد حسين وعندليب الشرق سيدي دوشكا رغما عن التعسف الذي يجده في نشر أعماله التى يصرفُ عليها من ماله الخاص. الفنانة حواء رمضان مبروك فهي فنانة ذات رسالة لكن ضعف الإمكانيات التقنية التى ذكرناها أعلاه تحِدُّ من مقدراتها وإبداعتها كثيرا. عشمي كبير جدا في طيور السودان في المهاجر في مشارق الأرض ومغاربها بألا تدع الراية الثقافية تسقط. فالسودان يمر بظروف صعبة لا أريد تسميتها بإستثنائية وها قد مضي من هذا (الزمن الخائن) ربع قرن من السنوات العِجاف.

    سيف اليزل سعد عمر

    ————————————————————————————

    (1) قوردون توماس. عملية الهجرة: الرحلة الخطرة من معسكرات الموت النازية إلي الأرض الموعودة. طباعة ماكميلان.


    (2) هناك إختلاف في المصادر حول تاريخ تسجيلات الفنان الراحل عبدالله الماحي، فبعض المصادر التى لم أستوثق منها تذكر 1929.

    (3) الفاتح الطاهر: عبد الكريم عبد الله مختار (كرومة) 1910 - 1946. موقع د. الفاتح حسين علي الإنترنت


    (4) ماسترينج: عملية تقنية لرفع جودة الصوت وإزالة كل الشوائب الصوتية عند التسجيل

    (5) الصحافة: الفنان عثمان مصطفى : الفديو كليب ساهم في تدني مستوى الأغنية السودانية. 22 ديسمبر 2012 . نشر في الراكوبة

    (6) نشأت الإمام: أغنيات الفيديو كليب في الميزان. منتديات ودمدنى.

    رابط فديو كليب زمنى الخائن علي اليوتيوب.
    https://http://http://www.youtube.com/watch?v=FZhvZPGQmWUwww.youtube.com/watch?v=FZhvZPGQmWUhttp://http://www.youtube.com/watch?v=FZhvZPGQmWUwww.youtube.../watch?v=FZhvZPGQmWU

    (عدل بواسطة سيف اليزل سعد عمر on 12-26-2014, 04:02 PM)
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de