|
الفاتيات ..... جمع فاتية /هاشم محمد علي احمد
|
الفاتيات ..... جمع فاتية .... بسم الله الرحمن الرحيم ... الفاتية (شدة علي الياء ) هي عبارة تغوص في المحلية والعامية السودانية ولكن كثير من الناس تخجل أن تقولها في مواقف معينة حرجا من الطرف الآخر ، والفاتية بالعامية هو ذلك الشخص طويل اللسان وقليل الإحسان كما يقولون في المثل والفاتية إذا شاءت الأقدار وحصل بينك وبينه مشاددة وفي مكان عام سوف يقذفك بالأمثال والحكم والقذائف الصاروخية من الأحاديث التي تتجاوز العرف والمنطق ولو كنت من الذين يخجلون في الرد ستجد نفسك في موقف تحسد عليه إذ ليس أمامك إلآ الهروب من تلك المعركة الغير متكافئة ، وألأعظم لو سنحت لك الظروف أن تشاهد معركة كلامية بين فاتيتين متكافئتين في اللفظ والعبارة عندها سوف تري العجب والصيام في رجب ، وللعلم يطلق إسم الفاتية سواء للرجل أو المرأة سيان . الذي جعلني التطرق لهذه العبارة هو أحزابنا السودانية في الساحة السياسية الآن والتي تنطبق عليها تلك العبارة ولو أخذنا واحدا من هذه الأحزاب الأقدم والأكثر هرجا في الساحة هو الحزب ( الشيوعي ) السوداني ، يعتبر ذلك الحزب من أقدم الأحزاب السياسية في الساحة السودانية والأقل حظا في السلطة ، لأن المفهوم العام في الوسط السوداني والإسلامي عامة أن الحزب فكر ( كافر ) يخالف الشرع والدين في طرحه للقضايا والأفكار التي يؤمن بها ، تميزت ممارسات أعضاء الحزب الشيوعي بكثير من الأشياء التي تغضب العامة من مهاجمتهم للدين وأن الدين أفيون الشعوب بينما أغلب البلدان التي يحاول الحزب التواجد فيها بلدان مسلمة بالفطرة ، بينما ممارسات أعضاء الحزب لكثير من السلوكيات مثل شراب الخمر واللبس الغير لائق لبنات الحزب كلها سلوكيات كانت تضعف حظوظ الحزب في الحصول علي السلطة ولكن يتميز أعضاء الحزب الشيوعي بأنهم من أكبر ( الفاتيات ) في السودان ، عندما كنا في المرحلة الثانوية ووصلنا إلي قليل من النضج كان لنا أصدقاء وهم من أصغر الأسرة إلي أكبرها بنات ونساء ورجال كل تلك الأسرة هي أسرة شيوعية بإمتياز وكانت تلك الأسرة ترتبط بأسر كبيرة وذات نفوذ في الحزب الشيوعي ، من الغريب أن تلك الأسرة كانت تسكن في منطقة شعبية شعبية بكل ماتحمل تلك الكلمة وكانت تعتبر نفسها أنها رسول لينين في المنطقة ، زميلنا من تلك الأسرة كان متطلعا علي أدبيات الحزب مثل التقدمية وأمل الشعوب والدين أفيون الشعوب وأفكار كبيرة كبيرة كنا نستغربها في حينها ، وياويلك لو دخلت في نقاش مع هذا الصديق لقد كان ( فاتية ) كبيرة ويجعلك تفتح فمك ولا تستطيع الرد أبدا بحيث يبدأ الموضوع بكل أنواع الدراريب الكبيرة والحجارة وتتطور إلي وصفك بالرجعية وياويلك لو حاولت الرد أكثر ستجد مما يسر بالك وليس أمامك إلآ أن تسكت وتترك تلك الفاتية تكمل ماعندها من حديث ، ويصدف أحيانا أن نأتي المدرسة الصبح لنجد جريدة حائطية معلقة في السبورة فيها كلام لا يخرج إلآ من هؤلاء الفاتيات ، وعندما تتطور المناقشة بين شيوعي وإسلامي والذين كانوا في الساحة ذلك الزمان هم أنصار السنة وفي النهاية يجد أنصار السنة قد حشر في زاوية ضيقة وليس أمامه إلآ السواطير والعصي والضرب حتي لا يقال عنه هزم من تلك الفاتية الشيوعية . ولكن بعد ازمة الخليج ظهر أن هنالك أخطر فاتية في تاريخ السودان الحديث وهم الإسلاميين ، حقيقة لقد أظهر الإسلاميون قوة في الحجة ورفع الصوت ودق الطبول وفرش العلب وتوليع البخور ضد الطرف الآخر ، لقد بهت في تلك الفترة وأنا أستمع إلي الأحاديث التي قيلت في تلك المرحلة لقد أظهر الإسلاميون أنهم اكثر قوة من الحزب الشيوعي وإستطاع الإسلاميين أن يجلسوا الشيوعيين في مقاعدهم من قوة الحديث وحتي الدول العربية التي شاركت في تلك الحرب بهتت من قوة لسان الإسلاميين وإذا سألت السبب تجد أن جل الإسلاميين هم بواقي ( شربة ) ( ومحششين ) و( مجارمة ) تابوا أخيرا ولكن جينات تلك الفترة ظلت في الدم وأي محاولة لإثارتهم سوف تخرج ( الفاتية ) النائمة في الأعماق ، والمتابع للحملة الشرسة التي أديرت بعد ضرب مصنع الشفاء ، حقيقة كانت حملة مجموعة من الفاتيات التي جعلت الغرب يطالب بإسكاتهم مهما كان الثمن كانت حملة ضد امريكا جعلت كل العالم يلعن أمريكا واصبحت امريكا هي الشر الأكبر مما أخاف الغرب حقيقة ، وأقوي الحملات التي أدارها الإسلاميون هي الحملة التي كانت ضد ( أوكامبو ) والله إنني أشفقت علي الرجل من زلة اللسان التي وقع فيها وأوصلت الرجل إلي مذبلة التاريخ غير مأسوفا عليه ، والملاحظ بعد ظهور الإنقاذ إنزوت وتلاشت أقوي المجموعات الإسلامية في الظل بينما كانت الأقوي في تلك المرحلة التي سبقت الإنقاذ وهم ( أنصار السنة ) لأن هذه المجموعة تفتقد إلي الرأي والرأي الآخر وقصيرة النفس في النقاش وتتجه مجموعاتها مباشرة إلي الضرب والعصي لإنهاء النقاش فإن ( فاتيات ) ألإنقاذ قضوا عليها وأصبحت مجموعة متخلفة في الساحة السودانية مجموعات من العواجيز والنفعجية وتلاشي فكرهم وكاد أن ينتهي في الساحة ، أما دروايش الختمية وأصحاب الحوليات والمدائح إستطاعت الإنقاذ خلق مجموعات جديدة بوزارة سميت ب(الذكر والذاكرين ) وبذلك كسرت الدش في يد هذه المجموعة وتحولت إلي مجموعات هائمة في براري البلد وتخلفت نوعية مدائحهم التي تمجد السادة وظهر شباب في المحطات ينشد بأناشيد جديدة ومتطورة وموسيقي راقية وأما حزب الأمة جعلوه مثل المرأة الخرفانة كثيرة الحديث وبدون هدف أو موضوع . بذلك نستطيع القول أن أكبر الفاتيات اليوم في الساحة التي أسكتت كل المزامير هم الإسلاميين الذين أسكتوا أم الفاتيات في السودان الحزب الشيوعي حتي أصبح يخجل أن يقول أنه شيوعي ولله في أمره شئون ، أما أحزاب الثورية وماجاورها يمكن وصفها بشكل بسيط ( زي لبس ثوب هالة عبدالحليم ) يقولو زي اللبس دة البت دي ( شتراء ) مابتعرف ترمي ثوبها في رأسها إذا كل احزاب الثورية ( شترا وعويرة ) عشان كدة مهببة . هاشم محمد علي احمد
|
|
|
|
|
|