الفاتح عز الدين .... شن جاب لي جاب بقلم شوقي بدرى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 04:28 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-31-2016, 02:08 AM

شوقي بدرى
<aشوقي بدرى
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 975

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الفاتح عز الدين .... شن جاب لي جاب بقلم شوقي بدرى

    02:08 AM May, 31 2016

    سودانيز اون لاين
    شوقي بدرى-السويد
    مكتبتى
    رابط مختصر




    طحنني الألم اخيرا عندما علمت بأن المزكور اعلاه قد كان معتمد امدرمان. تلك كانت اول مرة اعرف اسمه . ومن الممكن انه اذا لم يتعلق الامر بامدرمان لما اهتميت به . فكل كوز يأتي ويغور. ويأتي كوز اكثر لؤما وحقدا .

    اقتباس من موضوع الانقاذ .. المتمحنين والممحنون .

    لقد قال العم حسن الكد وهو مع توأمه وآخرين من جمعية ابروف التي شملت بعض جهابذة الفكر والادب والسياسة ... ليس كل من شارك في العمل او النضال ضد سياسة الاستعمار يستحق العمل في حكومات الاستقلال .... ولكن مشكلة افريقيا والسودان ان من خرج في المظاهرات او تعرض لسجن بسيط، يعتبر ان السلطة هي ملك له بسب ما قدم ، وبدون التفكير في هل هو صالح ام مناسب وله المقدرة علي ان يملأ ذالك المنصب . والانقاذ منذ صافرة البداية قد طرحت جثة الوطن لكي تنهش . وبعقلية الطلاب والحاقدين ومن قالوا مفتخرين ... ليس منا من هو من العاصمة .. دلقوا حقدهم وجشعهم . وتلوث المجتمع . وصاروا مجموعة من الذئاب . وعندما لا تجد الذئاب ما تفترس فقد تفترس بعضها البعض . وهذا مايحدث الآن . واليوم لا يتحدثون عن الانقاذ بل حزب البشير.

    نهاية اقتباس

    قديما كان يدير الامور في امدرمان المفتش البريطاني . لم نكن مستعمرة ، بل كنا تحت ادارة وزارة الخارجية البريطانية وليس وزارة المستعمرات . وكان يأتينا الاوكسبريدج ... خريجي جامعة اكسفورد وكيمبريدج من خريجي الانثروبولوجي والعلوم السياسية والادارة والقانون والتعليم . وليسوا من الجيش غالبا كما في المستعمرات .

    البريطاني جاكسون باشا كان المسئول لفترة وهو جد الكابتن نصر الدين جكسا . والميدان في الخرطوم يحمل اسمه . برامبل احب امدرمان وسعى لخدمتها بتفان . ونجح في ان تختفظ امدرمان بالضرائب والعوائد والرسوم والعتب الخ . وهو من اقام الحدائق وغرس الاشجار، وحديقة الريفيرا عرفت بجنينة برمبل. كان يشارك في الزراعة بيده مع المساجين منهم كبس الجبة فتوة امدرمان الاكبر عندما كان مسجونا . وكانت الحديقة تروى بالشادوف . وعندما قرررحيله بعد 3 سنوات العادية رفض اهل امدرمان خروجه واستمر الي تقاعده . المفتش ريد اراد اخراج محلات المريسة والعسلية من وسط المورده الي خارج امدرمان كما حدد لها برامبل مباني واسعة لا تمنع الهواء وتقلل الزحام والاصابة بالسحائي . هاجم ستات الانادي ومساعدونهن وما عرف بالبابكول من الرجال المفتش ريد الذي كان يجوب امدرمان بدون حرس . فهرب وحمته وخبأته ام كدوية او,, الحاجة الصبر ,, فيما بعد وهي امراة لها بسطة في الجسم . واعطتها الحكومة محلا لبيع الخضار بدون رسوم مدى الحياة في سوق الموردة وقطعة ارض بنت عليها منزلها وتبنت مجموعة من الاطفال . وعرف الحي بفريق ريد .

    قام احد رجال امدرمان كما سمعنا بتقبيل زوجة برامبل في الشارع . وقدم الرجل لمحكمة حسب القانون بدون اعتداء او تعذيب. ودفاع الرجل انه شاهد الخواجية وهي اجمل امرأة تقع عليه عيناه وهي تسير في الطريق ولم يتمالك نفسه وقام بتقبيلها . فتنازلت السيدة عن حقها في القضية اعجابا بشجاعة الرجل والذي اشاد بجمالها. وغضب برامبل الي ان احمر وجهه . واطلق سراح الرجل .

    بابكر بدري الذي كان مشاكسا ويتمتع بلسان رباطابي اشتبك مع برامبل في مكتبه وعندما قال له برامبل ... اقيف عندك ! تقدم بابكر بدري وقال له انا مت في يوم كده ... وكدة وعدد له المعارك التي خاضها وانه لا يخاف منه. والسبب كما اورد بابكر بدري انه اغتاب برامبل وقام البعض بنقل الوشاية . ورفض برامبل اعطاء بابكر بدري ارضا لمدرسة الاحفاد كما وعده في البداية . ذهب بابكر بدري واشتكي برامبل لمفتش التعليم . واجبر برامبل لاعطاء الاحفاد الارض المواجهة لدار حزب الامة علي شارع العرضة . وهي مسجلة بإسم الشعب السوداني مثل جامعة الاحفاد . بابكر قال لمن اشاد ببرامبل وقيامه بكل شئ بنفسه ... اريتو ما عمل شئ خصى الرجال خلو كل حاجة لبرمبل ، وابلغ البعض برامبل .

    مفتش امدرمان قبل الاستقلال اخرج جريدة السودان الجديد من خزانته ، وكان مكتوب فيها ان المفتش اخذ رشوة لاعطاء العم قديس عبد السيد ارض سينما برامبل التي كانت في مكان بريد امدرمان الحالي . والارض كانت بالايجار لمدة 20 سنة فقط . فقال له بابكر بدري انهم يعرفونه منذ ان كان شابا يافعا في رفاعة ويعرفون نظافة يده . فقال المفتش ان شهادة كبار السودانيين تكفيه . ولم يقاضي الجريدة ... كما يحدث اليوم من الكيزان والامن .

    مكاوي سليمان اكرت هو اول ظابط وطني لبلدية امدرمان . وهذا هو الاسم الذي تغير لمعتمد . العم اكرت درس الادارة عندما كانت الادارة تدرس في الجامعات وهو رفيق الاداري خليفة محجوب واؤود عبد اللطيف والبقية من من خدموا الوطن . ولم ينس العم مكاوي اننا كنا جميعا احفاد الرعاة والترابلة ونسكن في بيوت الجالوص . ومكاوي طور نفسه وتعلم التنس والبولو وهي لعبة تمارس من علي ظهور الخيل . وهو ابن خالة عبقري السياسة عبد الرحمن الوسيلة . ونشا الاثنان في نفس الحوش في الركابية وتشبعا بروح امدرمان . ووالد عبد الرحمن الوسيلة كان غسال الحي . واستطاع ابنه ان يكون قاضي مديرية الذي كان احد 9 من القضاة . ومرتبه ثاني اعلىى مرتب في البلد وله ميكن ومخصصات وخدم وحشم . لان الدولة كانت تطبق الاشتراكية وتعطي فرص متكافئة للجميع والتعليم والعلاج كان مجانيا . وهذا ما استمتع به الكيزان . والآن يحرمون منه الآخرين . الحاقد نافع سكن عند اخيه بدوي وسكنا بدون اسرة في الخرطوم وهما يرتديان العراريق المتسخة ويعملان في الدكان . ونسي نافع الغداء بالطحنية ، والجبنة وحقد علي كل البشر . وساعده التعليم المجاني . ولكن بعض البطون والعيون الفارقة لا تمتلئ ابدا .

    العم اكرت عرف تحببا عند اسرته بعبد الكوشة ، لانه كانت ينبش المجلات الانجليزية من الكوشة ويكب علي قرائتها . وكان يمشي من امدرمان الي الخرطوم لكي يحضر المحاضرات في مجلس الثقافة البريطاني ويعود راجلا . واجتهد في دراسته . وكان مشتركا في الصندي تايمز و النيو ستيتمان . وعضوا في الجمعية الفابية لمحاربة الاستعمار . والفابيون هم اشتراكيون يؤمنون بالوصول الي السلطة عن طريق رضاء الشعب وصناديق الاقتراع . واكرت كلن مشاركا في الكثير من المشاريع التي تصلح المجتم وتسعد المواطن مثل ملجأ القرش الذي تكون بجمع القرش علي القرش . وكان ملجا لتعليم الاطفال الميكانيكة والنجارة والحدادة والاعمال الجلدية بجانب القرائ والكتابة والدين. ولهم فرقة للكشافة والموسيقية الجمباز وكرة القدم . كانوا من المميزين وسطنا ويافوقون علي الآخرين . و الامرليس نهب المال العام وتمكين الموتورين من البلاد والعباد .

    في بداية مايو كان النميري يطوف السودان . وكان يقول للناس في كردفان ان ثورة مايو ليست كالحكومات السابقة .... ويسـأل ... في مسئول زمان بيجيكم ؟ وكان الرد ان مدير المديرية مكاوي سايمان اكرت كان يطوف عليهم .

    كان يكفي في امدرمان ان يقول الانسان مامون ليعرف الناس ان المقصود هو مامون الامين من بيت المال

    في زمن مامون ادخلت الاضاءة الحديثة وقديما كنا نشاهد بعض الرجال علي اقدامهم او علي دراجات يطوفون كل امدرمان لفتح الاضاءة في الشوارع بواسطة ,,القنا ,, . وفي عهد مامون تغيرت عربات الزبالة التي تجرها البغال الي العربات الحديثة ونجلت الميادين وغرست الاشجار . وكانت الشتول توزع مجانا للبيوت لكي تغرس امام المنازل ومامون يطوف امدرمان ويتفقد كل كبيرة وصغيرة . وبابه مفتوح للجميع . اتاه رجل يحمل رسالة من الرئيس الازهري طالبا خدمة . فقام مامون بتمزيق الرسالة امام الرجل وافهمه بأنه لا يقبل الوساطات . وذهب الرجل الي الازهري وهو غير مصدق . وقال له الازهري انه كان يعرف ان مامون سيرفض . ولكن الرجل لم يكن ليصدق ان مامون الاتحادي سيرفض طلبا للأزهري. واراد الازهري ان يعرف الرجل البيان بالعمل .

    عندما بدا واضحا ان دائرة الازهري والتي هي اكبر دائرة في السودان قد يفوز بها الشيوعيون وحدث هذا في 1968 بواسطة عبد الخالق ارادوا اضافة جزء خاص من امدرمان للدائرة . فذهبوا الي مامون الذي اكتفي بأن قال لهم ,,طز ,, . فالرجل كان مثالا للأمانة والاعتدال . كان اسم مامون عنوانا لطهارة اليد . لقد عشنا رصف شارع الاربعين العرضة وزرع النجيل في وسطة والاشجار الظليلة التي كانت تروي بالفنطاز الذي يجرة البغال . وشاهدنا النوافير والحدائق مثل حديقة العمدة التي لم يكن من توقعها قديما وتوسيع حديقة الموردة ونافورة جميلة تتوسطها . ونطمت الجندول و انشأت حديقة النيلين . وتقول لي فاتح ولا قافل .

    محمد صالح عبد اللطيف وقيع الله رافق المحافظ شاش في الدراسة في كلية الادارة وكان معهم القاضي الاسطوري محمد يوسف وليس الكوز محمد يوسف . وبدأ شاش ومحمد صالح عملهما من بداية السلم الوظيفي كنواب مآ مير في رشاد في جبال النوبة . وانتهى الامر بشاش كمحافظ وسط اهله في شرق السودان . ولا يزال الناس تذكره بخير . كان بالرغم من تقدمه في السن والوظيفة يرافق الاوربيين الذين يحفرون الآبار ويبنون الحفائر لاهله تطوعا . ينام في الاحراش والصحراء حتي في الثمانينات. ترقوا بسبب جهدهم وعملهم وليس لان شقيقاتهم قد تزوجن بكوز مسيطر او لانهم قد مسحوا جوخا لانقاذي . في زمن محمد صالح عبد اللطيف ظابط بلدية امدرمان مسحت المهدية . وكان العم الزاكي من قدماء الانصار ، سكن في المهدية وكانت له بئر وعشة واغنام . وعندما جاء المساحون طردهم ، فاحضر المساحون البوليس . فجرد الزاكي سيفه . فتراجع البوليس ، وقديما كان حتي للشحادين والمجانين حقوق يحفظها لهم المجتمع , واتصلوا بالسيد عبد الرحمن الذي ارسل العم باب الله الذي كان يرافق السيد عبد الرحمن . وانتهت المشكلة ومن المؤكد ان السيد عبد الرحمن قد عوض العم الزاكي . وانتهت المشكلة بكل بساطة . وتكونت الثورة التي هي اكبر امتداد لامدرمان . والمحافظ الانقاذي وضع ريس البنطون وابنه في السجن لانه سمح للآخرين بدخول البنطون مع الوالي الذي كان في مهمة فاتحة ولا يعرف متي سيرجع . وليس الغريب ان المزكور اعلاه قد صار معتمدا للبقعة ... محن محن ... ثم محن .

    ويقول المزكور اعلاه في احدي عواصفه الذهنية ان المعارضين يجب ان يحرموا من الدفن في السودان . هذا نوع من اللؤم لم يبلغه حتى الشيخ النجدي ، الذي اشار بإحضار شاب من كل قبيلة لقتل النبي صلى الله عليه وسلم حتي يتفرق دمه علي كل القبائل . هل لبعض الامهات مقدرة لانتاج حليب غني بالحقد بدلا عن الانزيمات ؟

    محمد صالح هو من بدا التنجيل وكانت هنالك اربعة قطع منجلة في شارع المورده علي بعد خطوات جنوب المجلس . وحديقة صغيرة حول نصب سلاطين التذكاري المصنوع من القرانيت امام السردارية . واقترح محمد صالح ان تستلم البلديات المكتبات العامة . وهذا معمول به عالميا . ولم تنفذ الفكرة وماتت مكتبة امدرمان المركزية . ويجب ان تتكفل البلديات بالمكتبات بدلا عن وزارة المعارف التي لها الكثير من الاعباء والمشاغل . ولكن الوعي والمكتبات ليست من اوليات الانقاذ .

    بعد ان اكمل محمد صالح فترته صار مفتشا في مدينة الرنك . وتذوق الناس الديمقراطية والتعاون والصداقة . ووضعت تحت مسئوليته كمية ضخمة من العيش وارتفع ثمن العيش وكان الفرق20 الف جنيه . قام بتسليمها للدولة ووقتها كان المنزل الجيد في العاصمة في نهاية الخمسينات يباع بالف جنيه .
    يذكر اهل اعالي النيل عدل وصداقة محمد صالح . ولقد اطلق اخي السلطان يوسف نقور جوك طيب الله ثراه اسم محمد صالح علي احد ابنائه . ومنهم عمر ومصطفي والسفير فقوق او حسن . لقد توقف انتزاع الاراضي عن طريق الرشوة لعمل المشاريع الزراعية. وتوقف الصيد الجائر والاعتداء علي الغابات ، وتغول بعض رجال البوليس علي المواطنين . اين المزكور اعلاه من هذا . عندما رجع محمد صالح لقاضي جنايات امدرمان لم يكن له منزل او سيارة كانت سيارة الدولة تاخذه لعمله . وكان يسكن بالايجار الي فترة امتدت لنصف قرن . ولم يكون اي منهم ثروة تذكر .

    كما ذكرت في كتاب حكاوي امدرمان ان محمد صالح لانه زوج شقيقتي فقد سكن معنا في المنزل لسنين عديدة . واشتكينا له عن الكوشة التي امام منزلنا . وكانت تتواجد فيها دائما بعض الفطائس . فقال لنا ... انا بكرة ممكن انقل الكوشة دي .... لكن حيودوها وين ؟ مش حيختوها قدام بيت زول تاني وهو برضو حيضايق زينا كده ؟ ولم نتطرق للكوشة بعدها . كان ذالك درسا بليغا وعيناه . هل يستطيع المزكور اعلاه ان بفهم مثل هذه الرسالة ؟

    في 1982 دخلت مطار الدوحة وسمعت صوتا يقول .. يا شوقي الكرسي ده فاضي . فجلست بجانب الاخ عبد الله البشير بقامته الطويلة . وبدون ان نتصافح واصلنا ونسة بداية الستينات في فنقر والسروجية بعد فترة 18 عاما لم نتقابل فيها . وسألته عن البعاتي وبارود وراس خروف اولاد الطريفي طليق وكرك .وبعد ايام اخذني عبد الله لزيارة ظابط البوليس النبيل الذي حل له كثيرا من المشاكل عندما ضاع جوازه وجواز زوجته الاوربية . وكان يشيد بالظابط بطريقة تشوقت لرؤية ذلك الظابط . ولم استغرب قصة روعة ذلك الظابط عندما قابلته ، لانني اعرفه جيدا . انه العقيد وقتها ميرغني الحاج ابن رفاعة وقريب محمد صالح وبمثابة ابنه وصديقة . ذلك رجل خلق ليساعد ويخدم الناس . لم يكن يتأفف او يشتكي . له اخلاق الملائكة وكل افراد اسرته من النساء والرجال يوضعون في الجرح ليشفى .

    في سنة 1984 فكرت وانا في الامارات في شراء هدية لميرغني الحاج . ووقع اختياري علي تلفزيون للسيارة كان وقتها محبوبا عند اهل الحليج. وخوفا من رفض ميرغني تركت التلفزيون عند محمد صالح الذي كان يضحك . وعرفت منه ان السيد العقيد لم يمتلك سيارة . والمزكور اعلاه حيكون عنده اقل شئ ربع دستة .

    عندما كان محمد صالح قاضي جنايات امدرمان قدم له فاروق ابو عيسى واحمد سليمان . وكانا يدافعان عن كل الديمقراطيين . وكانا يتعرضا للحكومة العسكرية الاولى بالنقد والتشهير في مرافعاتهما . طلب من محمد صالح محاكمتهما . فاطلق سراحهما لانه ليس هنالك جريمة . فأرجعت له القضية مع امر باصدار حكم بالسجن . فقال محمد صالح في حيثياته ان تلك ستكون سابقة غير صحية تفرق بين القضاء الجالس والقضاء الواقف . وحكم عليهما بيوم واحد سجنا ، ينتهي بإنتهاء الجلسة .

    طرد محمد صالح من الجنايات . وارجع مولانا احمد العاقب من الاستيداع وحكم علي الاثنين بسته اشهر سجنا .

    بعد اكتوبر صار محمد صالح وكيلا لوزارة الاستعلامات والعمل او وزارة الاعلام . وكان الوزير ابو حسبو الذي ترك الشيوعيين وانضم الي الاتحادي . وفي مايو قدم ابو حسبو للمحاكمة بسبب الفساد والبلاغ كان كيديا من الشيوعيين . وكان محمد صالح شاهد الاتهام . وقال في المحكمة ان الوزير لا دخل له بسير الوزارة ، لان هذا مسئولية الوكيل ، واذا كان هنالك من يقدم للمحاكمة حسب القانون فهو محمد صالح عبد اللطيف الوكيل . وغضب ابو القاسم وزين العابدين . وقالوا له انهم كانوا يريدون ان يجعلوا منه وزيرا .

    عندما صودرت املاك الوطنيين وشرد الناس ومورس التطهير، تشارك الامميون والقوميون في اغرب زواج، وهو زواج الاضداد . سلم محمد صالح شركات مرهج التي كانت تمثل الكثير من الشركات وتمتلك العمارة الضخمة في شارع القصر . وانتزع منزلهم علي النيل واعطي كهدية للشيخ زايد . ولم يسترد البيت الي ان اتت الانقاذ كما اذكر وبعد تراجع النميري ارجعت الشركات لاصحابها . ولكن من استلموها كانوا قد نهبوها . شركة مرهج اذدهرت اعمالها وكانت كل الدفاتر محفوظة وزاد رأس المل واصر فؤاد مرهج علي مواصلة محمد صالح العمل في الشركة .

    لا ادري اذا كان الامر بسبب محمد صالح او لسبب آخرولكن فوآد مرهج اسلم علي يد محمد صالح . واذكر بعد سنين عديدة ونحن جلوس في مكاتب مرهج في شارع القصر عمارة الخطوط الجوية السودانية ان محمد صالح القانون يتذكر ان بول ابن فؤاد لا يمكن ان يرث والده لان الشرع لا يبيح للمسيحي ان يرث المسلم. وتبع بول والده وصار مسلما .

    امثال هولاء الرجال كانوا يجلسون في عرش البلدية وليس لهم حاجب او مانع من دخول الناس عليهم . كان لهم مكتب بثلاثة ادراج . كل ورقة تدخل عليهم تخرج في نفس اليوم .

    كانوا يؤمنون بأنه خدم لاهلهم .




    أحدث المقالات

  • حاكم إمارة دبي و (الحلم المستقبلي ) بقلم عواطف عبداللطيف
  • إسرائيل لا تريد دحلان رئيساً بقلم د. فايز أبو شمالة
  • إهداء للإعلام المصري: نقة يهودية..!! (5) / بقلم رندا عطية
  • للثورة أوان.. ياتو رصاص ما عقبو خلاص ياتو زمن دام للأنجاس بقلم الصادق حمدين
  • الى البرلمان العربي .. نعم السودان دولة ارهابية وراعية للارهاب . ونطالب بتصنيف الحزب الحاكم بانه من
  • الجالية السودانية بالدنمارك وحديث عن التبخيس ... بقلم الياس الغائب
  • ماهذا العبث ياشيخ العريفي ؟! بقلم أكرم محمد زكي
  • شكراً للسفارة ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • تحويل رصيد..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • الحب القاتل !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • بعيداً عن السياسة.. كتابات لاجئ سياسي بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • بين الحسن وديفيد كاميرون! بقلم الطيب مصطفى
  • صوت من المهجر .....!!!!! شهر رمضان ..!! الضيف الذي نحبه ويحبنا ...!!!!!؟؟؟ بقلم محمد فضل ........
  • الجلد للعمال و الطلبة و الناشطين بقلم فلاح هادي الجنابي
  • حرب على داعش في جغرافيا الفلوجة ام حرب طائفية ايرانية على الفلوجه الرمز السني العراقي العربي ؟؟
  • من شوَّه صورةَ المؤتمر الوطني غيرُ المؤتمر الوطني؟! بقلم عثمان محمد حسن
  • اقتربت الساعة ...!!(1) بقلم محمد علي خوجلي
  • النظام السوداني مرتاح لتمضية الوقت بالمفاوضات مع الحركة الشعبية بقلم عبدالغني بريش فيوف
  • مبادراتٌ عربيةٌ عاجزةٌ وأخرى دوليةٌ حائرةٌ بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي























                  

05-31-2016, 11:50 AM

ود العقاب


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفاتح عز الدين .... شن جاب لي جاب بقلم شوقي (Re: شوقي بدرى)

    يا عم شوقي فاقد الشيء لا يعطيه..
    الفاتح عز الدين من قرية ود نفيع ريفي المناقل .. و هي قرية غير مخططة و لا يوجد بها شوارع فكيف يكون معتمد مدينة ام درمان ؟؟
    ايضا الفاتح عز الدين من اكثر المستفيدين من الكيزان و اخر الاحصائيات تقول انه تزوج 13 مرة .. الله يدينا طاقة قدر دي :D D:
                  

06-06-2016, 08:50 AM

أبوبكر بشير الخليفة

تاريخ التسجيل: 01-07-2010
مجموع المشاركات: 282

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفاتح عز الدين .... شن جاب لي جاب بقلم شوقي (Re: ود العقاب)

    الاستاذ الفاضل شوقى بدرى

    مقالك هذا يندرج تحت باب معرفة الفضل لاهل الفضل

    ولقد احببت ان اضيف لاهل الفضل الذين لا يشبهون جماعة الانقاذ فى شى اسم الباشمهندس فيصل لطفى

    هو ايضا من ابناء امدرمان. درس فى جامعة الخرطوم ونال درجة الماجستير فى الهندسة المدنية من انجلترا، عمل فى السكة حديد، اشتهر بالاخلاص والتفانى والتواضع. كانت السكة حديد فى نهاية الستينيات وفترة السبعينات مدرسة قائمة بذاتها، وكانت تشمل عدد من المصالح الحكومية الاخرى، التى من بينها هيئة الموانى البحرية.

    فى اواسط السبعينات كان هناك مشروع كبير لتطوير ميناء بورتسودان لرفع طاقته للمناوله الى خمس اضعاف. وكان تمويله من البنك الدولى، واالمكتب الهندسى الذى صمم المشروع واشرف على تنفيذه، كان مكتب الكسندر جب الانجليزى، وكان من شروط المشروع ان يكون رئيس المهندسن ومدير المشروع مهندسا من السودان، فكان الباشمهندس فيصل لطفى هو ذلك المهندس الذى تراس عدد كبير من المهندسين الانجليز، ومعهم شاركات المقاولات التى كانت هى ايضا انجليزية، اسمها ماربلز، وبعدها جاءت شركة يوغسلافية، اسمها بومقراد، واستمر العمل فى المشروع حوالى ست سنوات، واكتمل بصورة اعجبت خبراء البنك الدولى وجاء فى تقريرهم بانه كان من انجح المشاريع التى مولها البنك فى القارة الافريقية. ولقد اكتمل هذا المشروع العملاق الذى كما قلنا قد رفع طاقة الميناء الى خمسة اضعاف، بميزانية اقل مما كان مقدر لها، ولذلك فقد وافق البنك الدولى على تحويل بقية القرض الى تطوير ميناء سواكن.

    عملت مع الباشمهندس فيصل لطفى فى المشروعين، وكنا كخريجين جدد نعمل كمهندسين مواقع تحت رئاسة المهندسين الانجليز، الذين يرأسهم الباشمهندس فيصل لطفى. ولقد رايت بعينى راسى كيف يكون الرجل النزيه والحازم والمتواضع، ورايت كيف كان المهندسين الانجليز يحترمونه ويهابونه، لدرجة ان الواحد منهم عندما يريد الدخول لمكتب الباشمهندس فيصل يغير ملابسه العادية التى يستعملها للعمل فى حر السودان. ورايت كيف تكون النزاهة والقوة فى مراجعة المواصفات وفى دفعات المقاولين. لقد علمنا الباشمهندس فيصل لطفى بجانب الهندسة ايضا الحزم واحترام العمل. لم نسمع منه تشدق بالاسلام، وانما كان رجلا نزيها وصادقا ومستقيما فى تواضع يصلى الظهر فى جماعة مع الموظفين خلف امام قد يكون خفير المكتب.

    لا استطيع وصف تفاصيل كفاءته ولكن سوف احكى قصة لاعطاء فكرة للجيل الجديد كيف كان السودانيين الموظفين قبل ان يبتلينا الله بالاخوان المسلمين.

    كان الباشمهندس فيصل لطفى اعلى موظفين هيئة الموانئ البحرية درجة وظيفية، وكان بالرغم من مشغولياته فى مشروع تطوير الميناء يقوم باعباء مدير عام هيئة الموانى بالانابة عند غياب المدير فى سفر، وكان فى ذلك الوقت منصب مدير عام هيئة الموانى كانه منصب امبراطور، وكان يشغله احد اعضاء حكومة اتنظيم الجماعة اياهم، كانت صلاحياته تفوق صلاحيات الكثير من المسئولين فى الحكومة، وكان بمكتبه عدد من موظفى الشئون العامة الذين يتفننون فى تسهيل حياة المير العام، ابتداء من السواقين والسكرتارية، والمساعدين، وموظفين لترتيب سفرياته واجتماعاته، وحتى مشتريات لوازم منزله. وكان الباشمهندس فيصل عندما يقوم باعباء المدير يطلب من الجميع الانصراف الى مكاتبهم ويعمل ليل نهار على انهاء كل الملفات التى امامه، ليتمكن من المجئ الينا فى مشروع تطوير الميناء. فى احد الايام فى عام 1985 كانت هناك ازمة لبن فلقد كانت فى ذلك الوقت الكثير من الازمات فى المواد الغذائية، وكان للمهندس فيصل اطفال فى المدارس، وكان بامكانه ان يكلف اى شخص ليتحصل له على علب لبن بدرة من البواخر الكثيرة التى تجى من جميع انحاء العالم، ولكن، كما قلت لك، كان المهندس فيصل نزيها لدرجة التعصب، فما كان منه الا ان قام بارسال احد ابناء بورتسودان الى سوق البهائم ليشترى له غنماية، واخرج القروش من جيبه واعطاها لذلك الشاب. تم هذا امام عينى وفى حضور عدد من الزملاء.

    اطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de