|
الفاتح سعد: يا حليف الود بقلم عبد الله علي إبراهيم
|
11:29 PM Jun, 28 2015 سودانيز اون لاين عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA مكتبتى فى سودانيزاونلاين
شق عليّ وعلى الجيل رحيل الفاتح سعد الفنان التشكيلي والأستاذ بالجامعة الأهلية سابقاً. وكنت عرفته في نحو 1969-1970 في رحاب أبادماك، تجمع الكتاب والفنانين التقدميين. وسرعان ما صار عضوا بسكرتارية التجمع من فرط حيويته وإخلاصه. انعقد عند الفاتح حلف من السجايا الأكابر. كان على الفطرة برئياً من الغرض عينه مليانة. لم يطرق باب العمل العام من وراء مأرب. وكان يقبل على أداء ما يليه من واجبات بدقة وحذاقة وبرحابة. فبعد سنوات من تفرق اباداماك جاءني بملف وثائقه حرص عليها في زمان لئيم من حرائق الأوراق. فأودعناه دار الوثائق للتاريخ. وكان سخياً. فتح بيته العامر بظهر مسجد بحري العتيق لنا فكان بمثابة دارنا. وكانت سيارته الفولكسواجن اللبنية تحت الخدمة. وأطعمتنا والدته شهي الطعام. واذكر وأنا قيد التخفي من الأمن أن جاءني بطبيب للكشف علىّ في ديوانه ليشفي سقمي. جاء للفنون التشكيلية من دكانة الصاغة التي كانت لوالده حاج سعد من عمّار مريوماب حلة حمد. وتخرج في كلية الفنون نحو 1969. وأشرف على معارض أبادماك في المدينة الثقافية (1969) وخلال قافلتنا في ريف الجزيرة في أغسطس 1969. وكان لا يستنكف العمل اليدوي ويتقنه. ثم سافر إلى الدنمارك في السبعينات والتحق بأكاديمية للفنون بها ليصقل ملكته في التشكيل. وعاد بخبرة معمارية اتصل بها بجامعة أم درمان الأهلية. وكان من وراء تقنيات بابها الأمدرماني العتيق الذي اتخذته رمزاً. ولم يقف عند هذا بل وجد في مناخ الجامعة الدسم بالعمل الطوعي ضالته فخدم في صلاحيات إنشائية وقيادية. وكان يغشاني بجامعة الخرطوم في النصف الثاني من الثمانينات وقد تعشق مفردات معمارية في مباني كلية القانون والآداب والاقتصاد والعلوم السيياسية يقضي الساعات الطوال يصورها بكاميرته. ويشركني في عجائبها. ثم هاجر إلى الأمارات ليشرف على إنشاءات مؤسسة للبناء.وعاد للسودان في الألفية الثانية ليعمر بيت الاسرة. فأنشأ فيه محلات للإيجار. ولم يغفل قيد أنملة عن إلحاق مرسم له ضمن تلك الإنشاءات. كان يودني وأوده. لا أعرف من مثله حفظ الزمالة. ما التفتُ إلا كان لي أقرب من حبل الوريد. لم تهزمه الهزائم التي ابتلانا الله بها ليكشر وينفض اليد. لم يغلظ بالعمر أو يتذرع به ليغلظ. واذكر أن اخذني يوماً ليريني مكتبة عامة يشرف عليها أخوه، منعم، في جزء من المنزل. واستغربت لشقيقين يقتطعان مرسماً ومكتبة من أرض عقار غالية لخاطر الفن ولإكرام الشباب بالقراءة والنور. يا لأولاد حاج سعد: اشرقتم بحمد وطلتم بخوجلي. عزائي للمريوماب جملة. ولسائر آل أبو اليسر مدني على رحيل حليف الود والزمالة.
أحدث المقالات
- ولاية الخرطوم مابين التطوير ومعاناة مواطنيها !!! بقلم بارود صندل رجب 06-27-15, 02:34 PM, بارود صندل رجب
- علي مصر الإعتزار للشعب السوداني.. بقلم خليل محمد سليمان 06-27-15, 02:32 PM, خليل محمد سليمان
- مين اختار... واليمين زي اليسار..؟!! بقلم توفيق الحاج 06-27-15, 02:28 PM, توفيق الحاج
- القدس في الواقع الذاتي والاقليمي ومعايير مفقودة..!! بقلم سميح خلف 06-27-15, 02:25 PM, سميح خلف
- المبادرة الفرنسية نكبة فلسطينية بقلم د. فايز أبو شمالة 06-27-15, 02:22 PM, فايز أبو شمالة
- فرنسا لن تنجح حيث فشلت الولايات المتحدة بقلم نقولا ناصر* 06-27-15, 02:21 PM, نقولا ناصر
- وتعقرب القعرب بقلم محمد الننقة 06-27-15, 01:54 PM, محمد الننقة
- حتى لا ننسى ما هو الإرهاب.. بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 06-27-15, 01:52 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- لا توجد مدينة فاضلة ياسعاد الفاتح.. بقلم جمال السراج 06-27-15, 01:48 PM, جمال السراج
- تطورات إعتقال رئيس الإستخبارات الرواندي في لندن بقلم مصعب المشرّف 06-27-15, 01:47 PM, مصعب المشـرّف
- صرخة آباء من المهجر للرئيس بقلم حيدر احمد خيرالله 06-27-15, 01:43 PM, حيدر احمد خيرالله
- حذار القتل ثانية!!! شعر نعيم حافظ 06-27-15, 01:52 AM, نعيم حافظ
- العُبطاء !!! بقلم صلاح الدين عووضة 06-27-15, 01:38 AM, صلاح الدين عووضة
- تفسير حديث (لا دينان) بقلم الطيب مصطفى 06-27-15, 01:33 AM, الطيب مصطفى
- ماهر جعوان /يكتب/ الميدان في رمضان 06-27-15, 01:29 AM, ماهر إبراهيم جعوان
- هل يوجد في الإسلام أوصياء على دينه ...؟ !!!بقلم محمد الحنفي 06-27-15, 01:25 AM, محمد الحنفي
- shoot to kill.. والمحاكم (الجايرة)..!! بقلم عبدالوهاب الأنصاري 06-27-15, 01:18 AM, عبد الوهاب الأنصاري
- نكتة سودانية جديدة لنج (الواتساب في رمضان) !! بقلم فيصل الدابي/المحامي 06-27-15, 01:13 AM, فيصل الدابي المحامي
- ألم تكن البت في تقرير مصير دارفور الإنهزام ؟ ! بقلم الحافظ قمبال 06-27-15, 00:24 AM, الحافظ قمبال - قمباري
- ليس دفاعاً عن البرنامج ... بقلم نورالدين مدني 06-27-15, 00:19 AM, نور الدين مدني
- الحوار والتوافق الوطني ... حاجته وما يجب فعله عندما يستكبر النظام ويصُم أُذنيه؟ بقلم مبارك أردول 06-27-15, 00:14 AM, مبارك عبدالرحمن أردول
- السجال الضار ..!! بقلم الطاهر ساتي 06-26-15, 11:54 PM, الطاهر ساتي
- ترانيم الوطن : دكان اليماني بقلم عواطف عبداللطيف 06-26-15, 11:11 PM, عواطف عبداللطيف
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفاتح سعد: يا حليف الود بقلم عبد الله علي (Re: عبدالله علي إبراهيم)
|
الفاتح سعد !! ""أهكذا تمضي السنون ويمزق القلب العذاب ونحن من منفى إلى منفى ومن باب لباب نذوي كما تذوي الزنابق في التراب!!!!؟؟؟"" (البياتي) في نهاية العرض الثالث والأخير، لمسرحية مأساة الحلاج في المسرح القومي بأم درمان ، صعد إلى الخشبة شاب أنيق وسيم ؛ أخذنا بالأحضان مردداً ..."عمل عظيم ... عمل عظيم.." لم يزد . وغادرنا . عندما ذهبنا إلى جوبا .... للتحضير للذكرى الأولى لبيان 9 يونيو ، وجدتهم يعدون مسرحيتين للعرض أثناء الاحتفال ، علمت أن الفاتح سعد كان قد بدأ في إخراجهما ثم غادرهم وهم في البداية فساعدت في إخراج العمل دون تدخل يذكر من جانبي في كثير من التفاصيل. عدت إلى التدريس في مدارس بيت الأمانة بأم درمان ، والتقينا ، الفاتح وأنا ، كان معلماً للفنون ، وبحكم عضويتنا في أبادامك ، فكرنا في القيام بنشاط فني وأدبي يجمع بين المسرح والموسيقي والفنون الجميلة والآداب ، ونشطنا في استقطاب الطلاب لذلك النشاط ، ولكن وكيل المدرسة ، الأستاذ ، والشيخ حالياً ، أخذ يبتز الطلاب بأن ذلك نشاط "شيوعيين" وأن ""الأمن "" يراقب ذلك النشاط !!! الفاتح سعد كان مربياً فاضلاً ، ومعلما ًعظيماً ، موجهاً ومرشداً لطلابه ، و فوق ذلك ، أخاً أكبر لهم. كان فناناً ومثقفاً بمعنى الكلمة ، ما سألت عن كتاب نادر ، إلا وكان إما أن يأتيني به أو يدلني على مكانه. كان يدرُس اللغة "اليونانية" ، مساءً في أحدى مدارس الخرطوم ، وكان يبذل جهداً كبيراً في المذاكرة ، ويرجع إلى كتابه ودفتره في الاستوديو ، أثناء خلوه من الطلاب. لاحظ أن سؤالاً ما يجول في خاطري بشأن تلك الدراسة...... فأخبرني ، ذات مساء جميل ، أنه يحلم ..... بل ويفكر جدياً ، في الذهاب إلى اليونان لدراسة فنون العمارة اليونانية القديمة ؛ وكان مساءً "مثقفاً" بحق ... أمتعني بمعارفه الفنية العميقة بالتراث الأثري اليوناني . كم هو مؤسف ومؤلم أن نتفرق ، في بواكير شبابنا عن بلادنا ، كل إلى غاية وكل في اتجاه !! شكراً د. عبد الله علي إبراهيم .شكراً على هذه الإضاءة عن حياة عزيزنا الراحل ، فأمثال الفاتح سعد هم من يحق أن تراق من أسف عليهم المحابر . شكراً . والعزاء الحار لزوجه ولأبنائه ؛ ولشقيقه ، الصديق وزميل الدراسة الثانوية ، عبد المنعم . فوداعاً الفاتح سعد ، وداعاً ، وسلاماً عليك ، سلاماً عليك في الخالدين ، في الخالدين عليك السلام ، عليك السلام.
درديري
| |
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|