أول حاجة يُمكن أن تُقال عن مأساة السودانيين في ليبيا، أن أولئك العالقين، قد تقطّعت بهم السبل بين قذائف القبائل الليبية..تاني حاجة، يمكن أن تقال عنهم، أنهم مساكين،"ما فِيهم كَدّة" بالنسبة لحكومة الدّباب ، مسئول شئون المغتربين..
وحاجة تالتة، تُقال عن أولئك الغلابة، أنّهم بالكاد ، يمكن تسميتهم بـ "المغتربين"..!
هم مثل "عضم أبْ قبيح"، ليس فيه ما يزيل "القَرَمْ"، بينما السئول عنهم ــ الدّباب ــ يعتنق عقيدةً أُمَمية، لا تؤمن بالوطن الجغرافي..
للدّباب دينه الكاسِح، الذي يحتوي بين ظهرانيه، شعوباً بعيدة وأُمماً أُخرى تليدة..!
و احسبوها بالعقل..حتى إذا تطوّعَ هذا الدّباب، وسعى حثيثاً إلى إنقاذ رعايانا من جحيم البارود في ليبيا ، كيف يستطيع أن يعود بهم، إلى أراضينا ، بعد أن باعت دولته الاسلامية المباركة، كافة البواخر، ومعها سودانير..!؟
احسبوها بالعقل، و شيلوا "الفاتحة" على السودانيين المقطوعين في ليبيا..!
عليهم الرحمة..عليهم الاستشهاد.. عليهم الصبر، حيث لا شفاء من هذا، إلا بشيء غير قليل من الألم..
لا يوجد في هذه الدنيا، نظيراً لهذا الدباب، الذي يُدرك أكثر من غيره ، عمق معاناة الضحايا السودانيين في ليبيا.. كيف لا وهو سفيرنا السابق هناك..كيف لا ، وهو القابض اسطورياً على شئون أمانة المغتربين في الخرطوم ، والداعية ذرب اللسان، من أجل ترقيم كافة شئونهم وأحوالهم..!
لا أحدَ في بهائه، يعلم بفواجِع الأطفال والأُسر في دويلات المجاهدين..
لا أحد في بهائه، يعلم بمرارات ضحايا الرق هناك..
الدّباب على عِلم تام أن أرواحهم بين يديه، وأنهم يختنقون بين الصحراء والبحر، وأن إشارة منه تحدد مصائرهم، بالعودة أو السفر الأبدي..!
لكن..لكل دبّاب أولويّات..!
شئون الحُكم، وأشياء أخرى تجعله مشغولاً عنهم بمجاهدات أكبر..مأساة ذوي الحظ العاثر في ليبيا تحت سيطرته الكامِلة بِحكم التقارب الفكري بينه و ثوار النّاتو..بحكم "جهوده الدبلوماسية" فأن للخرطوم علاقات متينة مع حكومة طرابلس الملتحية بالشرعية وبمباركة غربية..!
المسألة أولويات..!
هناك حرب دارفور، والدّباب كعهدنا به، في حرب انفصال الجنوب ، يشتهي المتحركات ،ويشتاق إلى العمليات و يناصر أُخوته في الدّين حيث كانوا،، في الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى، أو في الشيشان أو افغانستان..!
هذا الدّباب، لا يؤمن بالحدود الوهمية التي رسمتها أحذية الجنرالات..!
نِظامه، في هذه المرحلة، وبحُسن تدبير، لا يحتاج تدبيج المسيرات عند كل حادثة تمس الاخوان، مثلما كان يحدث على أيام زمان..هناك أولويات، بينها ــ بالطبع ــ ما يعتلج في دواخِل السوداني العادي..!
ايمانيات الدّباب تستدعيه لدور عالمي،لا يقل "مُناضَلةً" وكِفاحاً،عن مجاهدات القذافي، وتشي جيفارا، وماو تسي تونغ،و لذلك هو لا يلتفت إلى الصغائر، فينشغل عنها بمقارعة ما يحدث لأفراد من شعوب السودان في طرابلس أو تابت، أو جبال النوبة، أو غرب دارفور..!
الدّباب، صُنِع خصيصاً من أجل الحاجات الكبيرة، كالميل أربعين، وإنت طالع..!
طبيعته تفجيرية، و السياسة عنده، في أصالتها، هي داعش و النصرة وحماس وحزب الدعوة، فكيف ينشغل بأشياء طفيفة، بمثل هذا الذي يُقال،عن لواعِج ذوي الزُّرقة، الهائمين في البيداء الليبية..؟!
الدّباب، لم يفرغ بعد من القضايا الكبيرة.. لم يفرغ من مناصرة أخوة الاسلام في كل وطن، و هو مشغول كذلك، بالبحث في طرائق لتطبيق الشريعة، حتى يضمن لبني السودان دخول الجنّة، فكيف به يتلهّى عن ذلك بأمور دنيوية..!
أنّه وكيل المحجة البيضاء، وأولئك المقطوعين في ليبيا، أُناس عاديون، من غير المنتمين لجبهته النقيّة التقيّة..
وهل يغترِب إلى "الجماهيرية"، من ينضوي تحت لواء الدّباب حاج ماجد سُوار..؟!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة