|
الغلو في مامون حميدة /سارة عيسي
|
المكان : استاد جامعة الخرطوم الزمان : مستهل عام 92 المناسبة : متحرك الأهوال وهو يقصد الجنوب لدك قواعد الإستعمار والعملاء المتحدث الرسمي لكتيبة الأهوال يتحدث : نحن لا نقول البروفيسور مامون حميدة وهو أهلٌ لذلك ...ولا أقول الطبيب مامون حميدة وهو ابو الطب في السودان ..ولكنني اقول المجند والمجاهد في سبيل الله مامون حميدة هتف الجميع ...الله أكبر ..الله اكبر هتف ناجي الزيت : الله أكبر عاصفة ...للتمرد ناسفة المجند مامون حميدة يقف على رجليه وهو يربت بيده على كتفي إبنتيه كان مامون حميدة هو القائد المنتصر في حرب امتحانات جامعة الخرطوم عام 92 ، حيث تتحدث صحيفة الإنقاذ عن عزمه وشدته بعد أن خلف مدير الجامعة الضعيف مدثر التنقاري ، مامون حميدة الطبيب فصل 17 طالباً من كلية الطب بسبب النشاط الطلابي حتى قال الجميع : إنج سعد فقد هُلك سعيد لا يحب مامون حميدة بأن يصفه الناس بأنه طيب أو كريم ، هذا ذكرني بأحد البخلاء كان يتمنى بأن يكتب الادباء والشعراء والفقهاء عن بخله حتى لا يطمع الناس في ماله. من ضحايا مامون حميدة في تلك الفترة المئات من الذين رفضوا دخول امتحانات الذل والمهانة في عام 92 ، كانت خطة مامون حميدة تقوم على نظرية الكماشة حيث قامت قوات الأمن بتوجيهات منه بمهاجمة البركس وإخلائه من الطلاب ، تزامن ذلك مع نشر إعلان في الراديو والتلفزيون بأن الإمتحانات في مواعيدها ، لأول مرة تجري في جامعة الخرطوم الإمتحانات خارج اسوارها ، قامت قوات الأمن بتوزيع الطلاب على قاعات المركز الإسلامي الإفريقي ومعهد شرواني والجامعة الإسلامية ، كانت معركة كسر عظم بين الطلاب ومامون حميدة وقد كسبها الأخير وسط تهليل السلطة ، لم يتورط مامون حميدة في حرب الجنوب ، لا بماله ولا بنفسه ، لم يكن يملك قلب المرحوم احمد علي الريس ولا الدكتور محمود شريف ..فمن خاف سلم أو ربى عياله بمقولة أهل السودان ، لذلك من حق البعض الغلو في مامون حميدة ووضعه في مصاف القطبيين من أمثال دكتور عوض عمر السماني او محمد احمد عمر ، ليس ليس عليهم خداعنا وتزييف ماضي رجل هو معروف لدى الجميع ،مامون حميدة العابس الوجه ، الثابت السمات ، لا يستجيب للعاطفة ، فهو لا يحكي عن بطولاته في مجال الطب او حياته العملية ، لكنه ترك هذا الجانب من حياته لكتاب السير والاخبار على شاكلة صحيفة الإنتباهة ، لا أحد يجيد هذه المهنة سوى الصادق الرزيقي او الطيب مصطفى ، لكن القلم العنصري خانهما هذة المرة ، كان أعلام من النجباء السودان يتراوحون بين بديري دهمشي أو جعلي وشايقي لنجد ان سيرة مامون حميدة تخلو من عرقه الإثني وهو قبيلة الفلاتة ..قرأت كتاب حكاية بلا بداية او نهاية للراحل نجيب محفوظ ..وقد إستشاط الرئيس انور السادات غضباً لان القصة إنتهت بإنتحار الضابط فاستدعى الكاتب نجيب محفوظ وخاطبه بالقول : إنتا مش عارف الظابط دا إحنا ..دا يعمل ثورة مش ينتحر فرد عليه نجيب محفوظ بأدب الأدباء : سيدي الرئيس انا افضل بأن ينتحر عوضاً ان يحكمنا بأخطائه وعقده . سارة عيسي
|
|
|
|
|
|