تقديم : هذه السلسله من المقالات توثق لواحد من أحط عهود التاريخ العربى الحديث بداءً من الغزو العراقى الغاشم لدولة الكويت فى الثانى من أب أغسطس سنة 1990 وصولاً لإدانة المملكه العربيه السعوديه بإقرار قانون جاستا مروراً بإحداث الربيع العربى ـ وعودةً لكيفية نشوء تنظيم القاعده وإستنساخ داعش لاحقاً على أنقاضها وأثر كل تلك التداعيات المريعه على الشعوب العربيه والمسلمه ... وسوف تصدر كل هذه السلسله فى كتاب نخطط لرفد المكتبه العربيه به فى القريب العاجل بعون الله بصفتنا كشهود على الأحداث ... وينبع أصرارى على كتابة كل تلك الحقائق لقربى من الأحداث ولكونى كنت متهماُ من قِبل بعض أجهزة المخابرات العربيه كعضو ( إفتراضى ) فى تنظيم القاعده !! .... كدت أن أكون كبش فداء لتحقيق ربط إرهابى أرغمت حكومة الولايات المتحده المجرمه كل الأنظمه العربيه بالذات بتحقيقه لإعادة تأهيل معتقل غوانتنامو سيئ الصيت والسمعه ولذر الرماد فى عيون الشعب الأمريكى وشعوب العالم الحره بغية إيجاد ذرائع للهيمنه على مقدرات الدول ـ إرهابها وإبتزازها ونهب مواردها وشن حرب صليبيه على العالم الإسلامى كما أقر بذلك المجرم الأمريكى رقم واحد جورج بوش الأبن ، لذلك ألتمس من الساده القراء المتابعه لأننى سأورد حقائق صادمه للغايه ستقلب الطاوله على الكثير من الدول العربيه الذليله والخانعه تلك التى كانت مطيه مُذعنه أسرجتها الولايات المتحده الأمريكيه لتحقيق أهدافها المنحطه وذلك على حساب كل القيم والأعراف والأديان لتسود العالم معتليه أشلاء وجماجم الملايين من الضحايا الأبرياء فى صفعه قاسيه للضمير الإنسانى وفطرة الإنسان الربانيه التى تحرم عليه سفك الدماء وقتل الأنفس بغير الحق لقد أن الأوان لنقول كلمتنا بقوه ونمضى فالقيمه الحقيقيه للإنسان هى الصدق والمبادئ فقد وُلدنا وعشنا على ظهر هذا الكوكب ونحن نشبه الأموات ، لِما لا نموت لنشبه الأحياء . ياسر قطيه ......................... حسناً ، إستعرضنا فى باكورة هذه السلسله من المقالات تبرع الرئيس العراقى الراحل صدام حسين للولايات المتحده الأمريكيه وإعطاءها كل المبررات اللازمه لتحقيق أطماعها الإمبرياليه فى الشرق الأوسط وذلك بغزوه الأرعن لدولة الكويت ـ فى الثانى من أب أغسطس سنة 1990 م وبُعيد منتصف ليلة خميس تسللت القوات العراقيه مجتازةُ الحدود الكويتيه لتبلغ فى خلال ساعات قلائل العمق الكويتى وتحتل دولة الكويت بالكامل ، ما مكن الجيش العراقى من إحتلال الكويت فى زمن قياسى ودون أن يُواجه بأى نوع من أنواع المقاومه هو عنصرى التوقيت والمباغته وبحسب ما أدلى به الفريق رعد مجيد الحمدانى قائد فيلق الحرس الجمهورى العراقى الثانى لقناة ( RT ) الروسيه الناطقه بالعربيه برنامج ( رحلةٌ فى الذاكره ) الذى يقدمه نجم القناة اللامع الاستاذ ( خالد الرشد ) يقول الفريق رعد قائد القوات الغازيه وقتها إن عنصر المفاجأه هو الذى شل تفكير الجيش الكويتى الذى كانت الصدمه باديه على أفراده والناجمه عن عدم التصديق للخطوه العراقيه وإقدامها على غزو الكويت مهما كان سقف الخلافات بين البلدين ، الأمر لم يقف عند حدود الدهشه بالنسبه للجيش الكويتى الذى كان يستسلم على الفور فحسب بل الإحساس بالحياء وتأنيب الضمير الذى كان ينتاب أفراد القوات العراقيه الغازيه للدرجه التى كان لايقوى أحد من الجيش العراقى فى النظر الى أعين أفراد القوات الكويتيه كما يقول الفريق رعد الحمدانى . ما قدمته الكويت لشقيقتها وجارتها العراق طوال العهود المنصرمه لم تقدم عُشره الدول العربيه مجتمعه ـ وطوال سنوات الحرب العراقيه الإيرانيه والتى إستمرت لمدة ثمانيه سنوات من سبتمبر 1980 م وحتى أغسطس 1988 م تحملت الحكومه الكويتيه وقتها والشعب الكويتى أعباء إسناد العراق مادياً ومعنوياً وتكفلت الكويت بالصرف على الداخل العراقى بالكامل لما كانت الحرب تستنزف ثلاثة أرباع مدخولات العراق من موارده النفطيه الهائله التى وظف صدام حسين كامل ريعها لصالح ألته العسكريه فى مواجهة إيران . فرغ صدام حسين من حربه الخاسره مع إيران والتى بدد فيها ثروات الشعب العراقى الضخمه فى مغامره لا لزوم لها ومن ثم إنقلب على الكويت جارته التى كانت تحسبه شقيقاً ولم تبخل عليه بشئ ليكافئها على طريقة جزاء سنمار ! هذا هو صدام حسين وهذه هى النخوه العربيه المزعومه وهى أن تطعن أخاك فى ظهره وتصيبه فى مقتل . إستأسد صدام حسين على جارته الصغيره والشقيقه لينتهى به المطاف لاحقاً فى حُفره ! هكذا نحن العرب إن جازت الصفه ، أسودٌ على بعضنا البعض وفى المواجهه مع دول الصليب والغرب نعامةٌ ربداء تجفل من صفير الصافر . بدد صدام حسين كل ثروات الشعب العراقى الشقيق فى حروب عبثيه ليرضى غروره الشخصى ويظهر بمظهر البطل والفارس العربى الأصيل وبطل قادسية صدام والأب الروحى للقضيه العربيه المركزيه قضية فلسطين ومحرر الأقصى والرجل الذى سيزيل إسرائيل من الوجود وألقاب ونعوت وأوصاف ما أنزل الله بها من سلطان وبنفاق بطانته والملتفين من حوله من المنافقين الذين يزينون له الباطل وقمعه الرهيب للشعب العراقى فى الداخل تلبس الرجل جنون العظمه وكاد أن يقول أنا ربكم الأعلى ... من أوصل العراق للحال الكارثى الذى يكابده الأن هو صدام حسين . لولا صدام حسين لكانت العراق الأن هى جنة الله فى الأرض بفضل ما حباها به الله من موارد تلك الموارد التى بددها بطل أم المعارك !! ليدخل العراق من بعدها فى أم المهالك . وبغزوه للكويت وتحقيقه مجاناً لأغلى الأمانى الأمريكيه التى كانت تقف دونها الكويت بشموخ وعزه وإباء لم يدق صدام حسين أخر مسمار فى نعش التأخى العربى والمحبه بين الشعوب ويصيب الكبرياء العربى فى مقتل ويمسح باماء وجوه العرب والمسلمين الأرض بل فتح على كل الدول العربيه والإسلاميه أبواب جهنم . بغزوه الأحمق للكويت أخرج بطل أم المهازل الذى قُبض عليه فى جحر الشيطان الأكبر من الجره وفيما أنجز هذا الرجل مهمته على أكمل وجه وإنغرز فى عمق التراب الكويتى إنتهت هنا مهمته ـ وجدت الولايات المتحده الأمريكيه الذريعه وبات الطريق أمامها سالكاً لإحتلال المنطقه فجهزت طلائع قواتها فى أقل من 48 ساعه بيد أنها كانت تحتاج لبوق وسمسار يسوقها لدول الخليج بتخويفها من تمدد الغزو العراقى للكويت ليشمل السعوديه فكان عميلها الإنتهازى المُرجف حسنى مبارك حاضراً وهو أفضل من يقوم بدور الدليل السياحى للقوات الأمريكيه والقواد الأكبر للعهر العربى والدعاره التى جرت وقائعها فى ماخور ما سُمى بمؤتمر القمه العربى الطارئ ـ بهذا ينزاح مؤقتاً والى حين المغفل الأعظم الراحل صدام حسين ليلتقط القفاز الإنتهازى حسنى مبارك . فى المقال القادم بإذن الله نستعرض معاً وقائع ماخور القمه العربيه الطارئه تلك التى قسمت العرب الى فسطاطين ـ فسطات مع وفسطات ضد وهذا هو حال العرب .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة