سلام يا ..وطن*تكاد الأوضاع تتطابق بين الأمس واليوم ، فحين تحدث بيان الإنقاذ الأول عن معاناة الناس وفقرهم واقتصاد الشح الذى تحول للندرة ، قبل أكثر من ربع قرن ، كانت السمة الغالبة وقتها الصفوف المتراصة امام المخابز بانتظار الخبز والماء ، ومعاناة المواطن منذ صباحه وحتى مسائه ، واليوم تعود ذات المعزوفة والبداية هى الغاز ، الذى لايتوفر فى وقتنا الراهن بديلاً عنه ، فالمعالجات التى وضعتها الحكومة تؤكد بؤس التخطيط الإستراتيجي الذى يعمل على تعميق المشكلة بأكثر مما يعالج جذور المشكلة ، هذا ان كان فى الأصل هنالك ثمة مشكلة .*فالشماعة الأساسية التى علقت عليها الحكومة خيبتها ، وهى تعمل على طريقة رزق اليوم باليوم .. فإن أول تفسيراتها أن هنالك صيانة لمصفاة الجيلي ، فلو قبلنا هذا العذر جدلاً ، فهل كانت هذه الصيانة أمراً مفاجئاً ؟ حتى يفلقونا بهذه الصيانة ؟ وكم تغطي إنتاجية الجيلي من حاجة المستهلك ؟ لندرك كم هى الحاجة للاستيراد ؟ وأين هو المخزون الإستراتيجي من كل هذا ؟ ولو كان له دورا فاعلا هل كان من الممكن حدوث هذه الفجوة المرعبة ؟ والسؤال الرئيسي هل هو شح ام ندرة ؟ والسودانيون الذين تستمتع الحكومة بعذابهم وهم يزحمون الميادين فى إنتظار أنبوبة غاز الطهي ، وتتعلل بأن المشكلة هى مشكلة موزعين ثم يظهر على السطح السماسرة وتظل الأزمة تراوح مكانها بين الشح والندرة ..*يرى ابن مسعود رضي الله عنه: أن البخل هو البخل بما في اليد من مال، أما الشح فهو أن يأكل المرء مال الآخرين بغير حقٍّ، فقد (قال له رجل: إني أخاف أن أكون قد هلكت قال: وما ذاك قال: إني سمعت الله يقول: وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[الحشر: 9]. وأنا رجل شحيح، لا يكاد يخرج مني شيء، فقال له ابن مسعود رضي الله عنه: ليس ذاك بالشحِّ، ولكنه البخل، ولا خير في البخل، وإنَّ الشحَّ الذي ذكره الله في القرآن أن تأكل مال أخيك ظلمًا( أما عقلية الندرة والشح: هو أن تؤمن أن الخير والفرص محدودة (اللقمة واحدة إما أن تأكلها أنت أو يأتي احد غيرك يأكلها )؛ لابد أن يكون هناك واحد خسران.. الحياة كلها صراع وتنافس. إن من يفكر بعقلية الوفرة تجد الحياة والعمل معه متعة وطمأنينة فهو يسعى لمنفعة الجميع.. بينما صاحب الندرة تجده يسعى لصالح نفسه وحسب، إنه أناني الطباع بخيل العواطف والعطايا..فمتى تتجاوز عقلية التخطيط الإقتصادي منهج الندرة والشح الى اقتصاد الوفرة ؟ متى يحدث هذا؟!وسلام ياااااااااوطن..سلام ياأحر التهانى ارسلها للابن احمد الواثق محجوب على فرج الله بمناسبة اجتيازه للمعادلة ووالده ووالدته الاستاذ عوضية المحاميان نتمنى لهما دوام الافراح وهما يحصدان خير ماغرسا .. كل الأمنيات احمد الواثق بحياة عملية موفقة ..وسلام يا..الجريدة الثلاثاء 8/12/2015أحدث المقالات
منذ الاستقلال والشعب الشعب السوداني يفقد الحقوق بسبب التهاون والاستهتار والبلادة والغباوة الزائدة عن حدها ،، شعب يتساهل ويتنازل عن حقوقه بمنتهى السذاجة والبدائية في المفاهيم ،، فذاك صاحب المتجر يزيد أسعار السلع المتواجدة في الأرفف حسب المزاج عند طلوع كل فجر ،، وعندها قد يحتج أحد المواطنين الغلابة على تلك الزيادات ،، ثم فجأة بنبري أحد المواطنين ليدافع عن ذلك التاجر الجشع ،، وذلك فقط حتى يظهر أنه ذلك السوداني الفاهم الواعي !! .. وهو بغباء شديد يدافع عن التاجر ولا يدافع عن ذلك المستهلك التعبان ،، وكذلك الحال في وسائل المواصلات العامة والخاصة فبرغم تلك التسعيرة التي حددتها الدولة نجد أن أصحاب تلك الوسائل تطمع ويأخذها الجشع عند ذروة الحاجة من الركاب فيفرضون تسعيرة جديدة على الركاب المضطرين ،، وعندها قد يحتج البعض من الركاب على ذلك الإجحاف والظلم الكبير ولكن من العجيب أن السواد الأعظم من الركاب يقف بجانب صاحب الوسيلة مدافعاَ ويقول ( يا جماعة بطلوا النقـة وخلونا نصل أهلنا بسلامة !!) ،، ( مش الكويس لقينا لينا شخص يوصلنا !! ) ،، هكذا بمنتهى البلادة الفطرية السودانية ،، وبمنتهى الحماقة الجماهيرية الغير مسئولة !! ،، والصورة تتكرر في كل المواقف التي تجمع الجمهور السوداني ،، وذلك الجزار يبيع اللحوم بأسعار خيالية وبزيادة يومية حسب المزاج وحسب علمه لنفسية المستهلك السوداني ،، وعندها نجد الغالبية من الشعب تقف عاجزة عن شراء اللحوم ،، ثم فجأة تطل تلك الفئات المستبدة من الشعب السوداني والتي لا تبالي كثيراَ بارتفاع الأسعار ثم تشتري ما يلزمها من اللحوم دون أية مساومة أو احتجاج !! .. تلك الفئات التي تفتقد الضمائر الإنسانية الواعية ،، وهي فئات بمنتهى الأنانية المفرطة ،، وما كان يضيرها لو أنها تعاطفت وتعاضدت وتكاتفت مع الغلابة من الشعب السوداني وامتنعت عن شراء اللحوم ،، وعندها لبارت تلك اللحوم ولا تجد من يشتريها ،، ولتراجعت الأسعار وتوفرت اللحوم للجميع بالأسعار المعقولة ،، والحكاية تجري في كل أسعار السلع الاستهلاكية .. ومحلات الغاز رغم تلك التسعيرة الغير فعالة من الدولة نجد أن أصحابها يستغلون غباوة المستهلك السوداني ويفرضون الأسعار الخيالية ،، حيث تلك الندرة المفتعلة في الغاز ،، ومع ذلك نجد المستهلك السوداني يتهافت للحصول على طلبه بأي سعر متاح ،، ففي هذا السودان لا نجد إطلاقاَ ذلك التكاتف وذلك الاتحاد وتلك الوقفة الواحدة من الشعب السوداني في مقاومة ومحاربة الغلاء ،، تلك الصورة والوقفة المعروفة لدى الشعب المصري ،، وقد عشنا في مصر وشاهدنا كيف أن الشعب المصري يتكاتف مع البعض ( الغني والفقير ) ( الوزير والخفير ) ( القادر والعاجز ) ،، وكل فرد في المجتمع المصري يقاوم الابتزاز والجشع والاستغلال من التجار ،، والمحلات التجارية والمخابز ومحلات اللحوم في مصر تخاف من الجمهور المصري أكثر من خوفها من السلطات ،، أما هنا في السودان فكالعادة فهو ذلك الشعب السوداني المتهاون المتخاذل دائماَ وأبدا ،، المتهرب عن حقوقه إفراطاَ وبلادة وغباءَ ،، فهو دائما وأبداَ يظن أن السلطات هي التي يجب أن تكفل له الحقوق .. وحتى إذا تكفلت السلطات بتحديد الأسعار كما هو الحال في تسعيرة المواصلات العامة والخاصة نجد ذلك الجمهور السوداني المتهاون يتنازل عن حقه بمنتهى السهولة تحت مبررات ومقولة قبيحة للغاية وهي مقولة ( باركوها يا جماعة وخلونا نصل بسلامة !!!) ،، وعندها تتمثل في الأذهان صورة أغبى وأبلد شعب عرف فوق وجه الأرض !! .
الأخت الفاضلة رويدة أثابكم الله أجراَ جاءت حروفك تضع الأنامل في مواضع الحقيقة ، وتلك العواطف الجياشة هي التي أهلكت الشعب السوداني ليعيش أبد الأعمار في المحنة والويلات ، تسامح أطمع الطامعين من الخارج كما أطمع الطامعين من الداخل ، تسامح مقرون بغفلة وبراءة لا معنى لها ، شعب يظلمه القريب طمعا وجشعا ومع ذلك يغفر ، ويظلمه البعيد استغلالاَ وتحقيراَ ومع ذلك يغفر ، وذاك غفران بلادة لا معنى له إطلاقاَ ، مجرد غفران عاجز يجلب لنفسه السخرية والضحك ، نعم فإن ذلك التاجر هو أخ في هذا المجتمع ولكن لا يحق له أن يستغل الطيبة ، ونعم ذلك الجزار هو أخ وابن عم ولكن لا يجوز له أن يستغل دموع الحيارى والمساكين ، ونعم ذلك صاحب حافلة المواصلات هو كادح وصاحب أسرة ولكن يجب أن لا يستغل الآخرين عند الحاجة ، فإذن هنا نجد أن الشعب السوداني يتنازل عن حقوقه من أجل الخاصة شفقة وتعاونا وتعاضداَ ، ولكن مع الأسف الشديد لا نجد الخاصة تعمل من أجل العامة إطلاقاَ ، فالشعب السوداني يشفق على ذلك التاجر وعلى ذلك الجزار وعلى صاحب الحافلة .. ولكن ذلك الجزار لا يملك مثقال ذرة من الشفقة على المستهلك حتى ولو مات جوعاَ .. وذلك التاجر لا يملك مثقال ذرة من الشفقة على الشعب السوداني حتى ولو تسول الشعب في الشوارع ، وهكذا نجد الاستغلالية من الأفراد والتجار الذين يتلاعبون بدموع الشعب السوداني ، ويا حسرة على أخلاقيات التجار وأصحاب المحلات في هذا البلد .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة