|
العيد.. و(كليشيات) النفاق الإجتماعي..!! بقلم عبدالوهاب الأنصاري
|
01:48 AM Jul, 19 2015 سودانيز اون لاين عبد الوهاب الأنصاري- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
نعيش أيام العيد (السعيد)، لا طعم، ولا لون، ولا (رايحه) والمدن مطفيه (مصابيحها)..وتنداح قوالب عبارات النفاق الإجتماعي عند الغلبة من القوم مُزينه بالورود، والزهور، والأهلة والبخور، في اللقاءات الشخصية، وعبر رسائل الميديا على (النت) وتطبيقات المحمول على الهواتف الذكية، من فصيلة (الواتساب، والميمو، والفايبر، وأخواتها..(بأكلشيهات) وقوالب مستهلكة ومعادة، محمله ومرفوعة على شاكلة.. أجمل التحيات، وأضخم التبريكات، وأعظم التهاني، (وكل عام وأنتم بخير) ما(القديمة)!؟ وغيرها من عبارات ممضوغة ومستهلكة ومسهوكة، تحسها باردة لا روح فيها ولا نبض حياة.. وقد نتبادل الزيارات، ونرسم الإبتسامات المُصطنعة الثعلبية.. التي لا تترك اثراً لأنها جبراً لا إختياراً، و خارجة من اللِسان للآذان.. وليست من موضع الإيمان القلب لتبقى ناقوساً يدق في عالم النسيان ، وورد الصانعون حتماً لا يضارع ورد الحقول شكلا.
وتُوزع الحلويات، وتمنح العيديات، والدعوات ريائاً وشوفينيات، والسواد المأساوي يتوشحنا، والحزنا يتوسدنا، بسبب سوء وضعنا الإقتصادي وجور حكامنا، الذي ساهم في تفشي أزمة أخلاقنا.. وخنجرنا المسنون في ظهور بعضنا غدراً وغيلة
إنطفأ بريق الصدق عند أغلب السودانين، رغم التراث الثري، الذي ندعي و وبعضه (معاش) من الإفطارات التكافلية، في الطريق والجامع والمسّيد، ومساعدة الضعيف، والفقير،والمسكين، والمريض والمسن والمُئن.. وممارسة طقوس صلوات التراويح المُشعرة، بالدعاء، والتسابيح، والصيام، والقيام، والهيام، وقراءة القرآن، تِسّتشّعر القوم من أفعالهم، أنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، ويهيمون.. ويرددون قولاً مالا يفعلون. المفارقة الملفته للنظر، إمتلاء المساجد، والخلاوي، والزوايا.. بالمصلين والعابدين، طقوساً، من أول شهر رمضان الكريم إلى نهايته، ويزداد الأشياخ ومدعي العِلم وحماية بيضة الإسلام، صراخاً وهياج.. من أول شهر الصوم إلى نهايته، لتصفو على صفين أو ثلاثة من بعده، خلف الإمام.
أو ليس هذا هو النفاق بأم عينه، الذي هو سيد الموقف، وصاحب البيت المُقيم يتلبسنا؟
ثم نُبذل دموع التماسيح،قائمين، راكعين، ساجدين، وعلى أجنابنا.. عاكفين، مُستغفرين، مُتحرين ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر، تتنزل الملائكة والروح فيها سلام..!!؟؟
ونحن نعلم يقناً أننا "قاتلين لأتفه الأسباب بإعتراف (أميرنا) وخليفتنا الذي أنطقه الله غصباً..المُبايع والمُعاضد والمُفدى.. إلي أصغر (جندي) عسكري نفر ينفذ أوامر القتل" و سراقين، ومرتشين، ويصمت من سموا أنفسهم علماءنا، وشيوخنا، كهنة وسدنة كراسي عروش الملوك والسلاطين.. من النطق بقول كلمة حق أمام الإمام الجائر، بإجماع سكوتي، كأن على رؤوسهم الطير، خوفاً وطمعاً.
نكذب في صلاتنا، و نكذب في صيامنا، ونكذب في حجنا ونكذب في عمرتنا، ونكذب في علاقتنا الإجتماعية، ونكذب في عملنا، ونكذب في قضاينا، ونكذب في طرح مشاكلنا، ونزور في كل شيء، ونكذب لنتكسب على حساب غيرنا، ونُكذب ونُكذب.. إنها أزمة أخلاق بإمتياز، في الدنيا ثم نتظر المغفرة ودخول الجنان في الآخرة..!!؟
الأنفس مشحونه على أشدها، بالتباغض والتباعد و التغاضب، والحسد والحقد، والكراهية والنميمة والرياء.. حتى بين الأشقاء (الأخوة الأعداء) والأصدقاء الأخلاء، وإنعدم الوفاء.. وبين الجيران الجُنب، غاب الصفاء.. وبين الحواريين الأنصار، عّز الأخاء، وشحت المودة والرحمة بين الأزواج.. فلا صلاة نهت عن فحشاء.. ولا إيمان، وقر قلب، ولا صّدق فٍعل.
الأخ يصعد على كتفك ثم يركلك برجله لتغرق.. والصديق تمد له يد العون لتنقذه يأخذ منك ما ينفعه ثم يعضك، ومن تسلمه سِلمك ليصعد به، ويعيده إليك لتصعد، يسحبه معه لأعلى لكي لا تصعد، وأنت صاحبه المؤثر على نفسك.
ماذا أصابنا، أم نحن أصلاً (كِدا).. وكل التراث الأدبي كاذب عن "أخو الأخوان، وعشا الضيفان، ومدرج العاطلات، وفارس الحوبات"، كذب ونفاق.. يبحث ويحث مؤلفيه وصانعيه عن جميل الخصال وكريم القيم. في الصلاة نحدق لبعضنا شذراً وحقداً.. للمختلف منا فكراً ومذهباً، ونُحملق لبعضنا شططا، إلا من رحم ربي، وإداء العبادات أضحت للغلبه من القوم، كأنها طقوساً سحرية..أو تمارين رياضية ..وليست نُسكاً تعبدياً نؤديها بقلب سليم ونيه سويه، خالصة للواحد الأحد تضرعاً وخفية، لتنهينا عن الفحشاء والمنكر والبغي، وتقربنا إلى الله زلفي، وتجعلنا سواسية كأسنان المشط.. وأخوة كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ماذا دهانا؟. أحدث المقالات
- في نعي د. الفاتح عمر مهدي: دمعة نقد اللؤلؤة بقلم عبد الله علي إبراهيم 07-18-15, 04:28 AM, عبدالله علي إبراهيم
- يا دكتور حسن الترابى ـ نطرح الكتلة التاريخية لتكون النظام الخالف للإنقاذ والبديل لوحدة المؤتمرين 07-18-15, 04:15 AM, صلاح جلال
- ولاية غرب دارفور ومتلازمة الفشل الاداري! بقلم عبد العزيز التوم ابراهيم 07-18-15, 04:09 AM, عبد العزيز التوم ابراهيم
- رحـــلة وعي..! بقلم محمد ادم جاكات 07-18-15, 04:06 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- أكوت دوت بقلم ياسر عرمان 07-18-15, 04:00 AM, ياسر عرمان
- الإنقاذ عليها الرحمه بقلم عاطف ابوعوف.....الخرطوم 07-18-15, 03:56 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- ليلة القدر ربما الليلة وفقا فلا تنام لتجد ثواب أكثر من الف شهر في اقل من بقلم حيدر محمد احمد النور 07-18-15, 03:53 AM, حيدر محمد احمد النور
- ما يعانيه المواطن و بعيدا عن هم اي مسئول بقلم عمر عثمان-Omer Gibreal 07-18-15, 03:48 AM, عمر عثمان-Omer Gibreal
- مسمار جديد يُدق في نعش الأسرة التقليدية ،، إنجاب أطفال لزوجين من الجنس عينه "خلاص باظت" ..!!؟؟ - 07-18-15, 03:46 AM, عثمان الوجيه
- مصعب المشرف و بلة الغائب و الترابي و العميد البشير بقلم جبريل حسن احمد 07-18-15, 02:38 AM, جبريل حسن احمد
- قسمة ضيزى!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 07-18-15, 02:35 AM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- القدس تناديكم بقلم المحامي عمر زين 07-18-15, 02:32 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- من الرابح في اتفاق ايران والسداسيه ؟؟ بقلم صافي الياسري 07-18-15, 02:29 AM, صافي الياسري
- «المطبخ» بقلم معتصم حمادة 07-18-15, 02:28 AM, معتصم حمادة
- القِرْدُ لمَدِّ اليَدِ يُجِيدُ بقلم مصطفى منيغ 07-18-15, 02:25 AM, مصطفى منيغ
- رأس المال العالمى: وضع اليونان تحت الوصاية ! بقلم محمود محمد ياسين 07-18-15, 02:23 AM, محمود محمد ياسين
- التغلّب على الحاجز النفسي- الإجتماعي بين الإسرائيليين والفلسطينيين بقلم مصطفى منيغ 07-18-15, 02:21 AM, ألون بن مئير
- الحمار يفهم أنه حمار بقلم مصطفى منيغ 07-18-15, 02:18 AM, مصطفى منيغ
- الدين/الماركسية من أجل منظور جديد للعلاقة نحو أفق بلا إرهاب الجزء الأول بقلم محمد الحنفي 07-18-15, 02:15 AM, محمد الحنفي
- أمريكا وإيران يتفقان بقلم فادي أبوبكر 07-18-15, 02:12 AM, فادي أبوبكر
- إسرائيل يرق قلبها على غزة وأهلها بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 07-18-15, 02:09 AM, مصطفى يوسف اللداوي
|
|
|
|
|
|