دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
العنصرية والأنانية هما أسُ الدَاء(3) نماذج للعنصرية والأنانية فى السودان بقلم عبد العزيز سام
|
10:08 PM Aug, 16 2015 سودانيز اون لاين عبد العزيز عثمان سام- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
- 15 أغسطس 2015م : ملخص ما جاء فى الجزئين السابقين هو أنه، من العيب ثم الفضيحة أن يستأثر أبناء إقليم واحد من أقاليم السودان المتعددة، أو جهة واحدة من جهات السودان، بفرضِ هويتهم الآحادية المزيَّفة على عموم أقاليم وشعوب السودان. والهيمنة على حكم كل السودان، على مستوى السلطة، والإنفراد بأكل موارده المادية على مستوى الثروة، والسيطرة على مُجْمَل جهاز الدولة دون أبناء الأقاليم الأخرى. هذه عيوب جوهرية إرتكزت على العنصرية الجهوية / الإقليمية، وأنانية عمياء هيمنت على إرادة اولئك النفر من أبناء مركز السودان. وبإطلاعى على تعليقات وردود فعل القراء، وأشكرهم على التكرم بالإطلاع، والتعليق سلباً أو إيجاباً. وجدت أن الذين يناهضون ما نكتب إنما يغالطون وينكرون حقائق واضحة لا يجوز بذل أى جهد لإنكارها، وعيب الإنكار المطلق من أهل المركز قديم قِدَم تاريخ السودان الحديث. ونحن لم نكتب لنثبت هذه الحقائق، فهى ثابتة وراسِخة وراكِزة. ولكن نكتب فى إطار البحث عن أمكانية علاج جمْعِى ومشترك لهذه الأخطاء. ولا نملّ تكرار سؤالنا "الوتِد" الذى يلف ويدور حوله هذا العمل وهو: هل أبناء المركز السودانى مستعدون ليعترفوا بهذه الأخطاء الكبيرة التى ارتكبوها فى حق إخوتهم من أبناء الجهات والأقاليم الأخرى؟ هل أبناء المركز الذين ظلموا بقية إخوتهم عبر التاريخ مستعدون لوقف ذلك الظلم وفوراً؟ والجلوس مع جميع السودانيين للاتفاق على قواعد وأسس جديدة لبناء دولة حقيقية حُرَّة وعادلة، يتساوى فيها الجميع فى المواطنة والحقوق والواجبات؟ أم أنهم إذا فعلوا ذلك سيخسرون هويتهم الزيف المفروضة! وإمتيازاتهم التى رفلوا فى نعيمها الحرام والباطل أباً عن جِدْ؟ هذا هو محور فكرة هذه المادة. وليس هذا تهديداً ولا ضغطاً كما قال البعض، ولكنه الحلقة الأخيرة لصحبةٍ غير ماجِدة بين سكان السودان، صحبة سيئة الذكر قامت على أسس ظالمة ومُدمِّرَة للكرامة الإنسانية لغالبية شعوب السودان. ولا أعتقد أنَّ الحديث لأماطة اللِثام عن الخطأ يشكلُ ظلماً!، ولكنه واجب علينا جميعاً، ولا ضير أن يقوم به بعضنا! وهو قِمَّة العدل والقِسطاطِ المستقيم.. وليس هو الإحتجاج الأول على الظلم فى السودان ولكنه خاتمة المطاف، ويتبعها الرَّادِفة! وهنا يكون الفراق بإحسان بلا مزيد من سفك الدماء والإهلاك "سَمْبَلَة". وبالعكس، كلَّما مال المركز نحو الحلول القمعية كلما سَهَّل لهوامش السودان، وقَوَّى حُجَّتِها للفِراق وفض شراكة وطنية معِيبَة، وقِسمة ضِيزَىَ! ومثال عدالة هذا النوع من الفراق بمعروف، أنَّ له أصلٌ فى الدين، وأهل المركز رغم ظلمِهم البيِّن، يُحبِّون الإستشهاد بالقرآن والسُنَّة! فقد جاء فى القرآن الكريم فى سورة الكهف، قِصَّة رائعة عندما إلتقى سيدنا نبى الله موسى عليه السلام بعبدٍ من عباد الله آتاه رحمة من عنده، وعَلّمَهُ من لدنه علماً، وكان موسى "كليم الله" عليه السلام قد نَسِيَ حوته فإتخذ سبيله فى البحر سرباً وما أنساه إلا الشيطان أن يذكره! ولنترك القرآن الكريم يروى تلك القصة ومن ثم نورد وجه الإستدلال بها. وذلك فى قوله تعالى:(فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65)قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ۖ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا(72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73) فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75) قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي ۖ قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76) فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ ۖ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا(78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81)وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82)) صدق الله العظيم. ووجه الإستدلال بهذه القصة الواردة فى هذه الآيات القاعدة الفقهية"مفهوم المخالفة"، بمعنى، القصة تعلمنا أن لا نسأل ما ليس لنا به علم أو حاجة، قال إن اتبعتنى فلا تسألنى عن شيء حتى أحدث لك منه ذكراً! ولما فشل نبي الله موسى فى الكَفِّ عن السؤال مما يرى من مهام العبد الرحيم العادل، ماذا قال لنبى الله موسى الذى كلم ربه فى الوادى المقدَّسِ طوى؟ هذا فراق بينى وبينك! وبمفهوم المخالفة لهذه القصة: أهل السودان من غير المركز ظلُّوا يشكون ظلم المركز عُقُودَ عدداً، والمركز سادر فى غيِّه، ناكراً لحقوق أهل بقية السودان التى قضمَها دهراً، فحق لأهل هوامش السودان أن يفِضّوا هذه الشراكة العليلة، التى لا تُرْضِى الله ورسوله. حُقَّ لأهل الهامش أن يقولوا للمركز الظالم بإستمرار رغم إنذاره، وتنبيهه للكف عن الظلم: هذا فِرَاقٌ بيننا وبينك أيها المركز. لا تستقيم الحياة وأحد شركاء الوطن يظلم ويظلم ويظلم الآخرين، بينما الشركاء الآخرون يجأرون بالشكوى من ذلك الظلم المستمر. فالحياة لا تحلو للطرفين مع الظلم. وأهل المركز ذات نفسهم لا بُدَّ أنهم قد ملَّوُا ممارسة الظلم ضد بقية السودانيين، وصَمَّت آذانهم شكاوى وأنين ضحاياهم ليل نهار. ولا بُدَّ أنهم يحلمون باليوم الذى يقف هذا السيل العرمْرَمْ من الشكوى والتظلم ضدَّهم من أبناء بقية أقاليم السودان. أتتِ اللحظة التى يجب أنْ يستجيب فيها أهل المركز الظالم إلى طلب أبناء أقاليم السودان الأخرى مجتمعين، بضرورة وحتمية عتقِهِم من هيمنة المركز وظُلمِه.. وأنْ يا مركز السودان لّمْلِم أطرافك وحِلْ عَنَّا! وهِيِم على وَجْهِكَ فى الأرض أيها المركز، كـ"السامِرِى" تقول لا مَسَاس!. نريد أن نعيش أحراراً وكُرَمَاء فى بلدِنا السودان، وهذا يتم عبر آليات كونية حديثة لممارسة الشعوب حقها فى تقرير مصيرها، يمارسونه بالتصويت عادةً لإختيار خيارين. فماذا يكون خيارىّ أهل السودان ضد المركز؟ وأى الخياريِّن سيختارون ؟ أنماط عنصرية وأنانية أهل المركز ضد بقية السكان كثيرة ولكن افظعها وأفضحها هى: 1) العاصمة الوطنية (القومية) القديمة، والخطط الإسكانية اللاحقة: ولاية الخرطوم، أو مديرية الخرطوم سابقاً هى "خاصرة" المركز التى يُحكَم منها السودان بالظلم، وإعادة الإنتاج، والإستغلال، والذل، وهدر الكرامة الإنسانية. الخرطوم هى العاصمة "المثلثة"، الخرطوم والخرطوم بحرى وأم درمان العاصمة الوطنية للسودان فى خواتيم القرن التاسع عشر الميلادى عندما تم توحيد السودان لأول مَرَّة على يدِ الإمام المهدى وخليفته عبد الله التعايشى. ومدينة الخرطوم، دون الأخريات هى العاصمة الرسمية للسودان حيث القصر الجمهورى، وجامعة الخرطوم، والوزارت، والمطار الدولى، وكل السفارات، والشركات الحكومية الكبيرة. ويمتدحه أهل المركز بأنها، أى الخرطوم: محل الرئيس بنوم، والطيَّارة تقوم. ومن مظاهر الظلم والعنصرية والأنانية فى مدينة الخرطوم التى مركزها "عمارة أبو العِلا" المملوكة لتاجر أجنبى، أنّه من هذه العمارة، وأذهب ثلاثة كيلومترات فى كل الإتجاهات، لن تجد "سنتمتر مربع" أو كشك لبيع الجرائد يملكه مواطن سودانى من شرق السودان، أو كردفان الكبرى، أو دارفور الكبرى، أو النيل الأزرق أو القضارف وسنار، ناهيك عن عمارة أو منزل أو متْجَر! ومدينة الخرطوم القديمة التى تبدأ من شارع النيل (شمالاً) وتنتهى بالخرطوم (3) والسكة حديد والمنطقة الصناعية ومقابر فاروق جنوباً، وإمتداد الدرجة الثالثة وبرى شرقاً، والمقرن حتى فندق الهلتون و"المنتزه" العائلى غرباً.. هذه الأرض الواسعة التى تتكون من عشرات الكيلومترات المربعة، لا يملك فيها سودانى من خارج المركز "سنتمتر" مربع. ثم إلى الدائرة الخارجية الأولى لمركز مدينة الخرطوم، التى تشمل أحياء العمال الذين قدِمُوا مبكِّراً، من الأقاليم لخدمة أهل المركز. وهى أحياء شعبية بائسة أتذكَّر منها: الديم، الحلة الجديدة، والسجانة، والقوز، وديم التعايشة، والرميلة.. إلخ، وتنتهى هذه الأحياء الشعبية عند تخُوم مدينة الخرطوم القديمة مع أحياء المرحلة الثالثة من التخطيط العمرانى مثل: جبرة والصحافة شمالاً وأركويت شرقاً، و"العزوزاب والشجرة جنوباً.. هذه الأحياء التى ذكرتُ بعضها وتقع فى تخوم المدينة القديمة مساحة القطعة فيها أقل من (200) متر مربع! وشوارعها ضيقة، وخدماتها من مدارس وطرق وصرف صحى بائسة. لماذا لم تخطيط هذه الأحياء (المتاخمة) مثل الخرطوم القديمة، أو أقلَّ منها قليلاً؟ لماذا هذا الفرق الكبير فى مساحة القطعة السكنية؟ ولماذا الفرق شاسع بينها وبين الأحياء القديمة مثل نمرة (2) وبُرِّى والمُقرَن حيث يبلغ مساحة المنزل الواحد أكثر من ألف متر مربع؟ لماذا خُطِطَت أحياء مثل الديوم (الخرطوم وبحرى) والحلة الجديدة والرميلة والسجَّانة بخفض غير مبرر لمساحة القطعة السكنية إلى أقل من (200م.م) لماذا؟ خاصةً وأن سكان هذه الأحياء قَدِمُوا لخدمة سكان العاصمة من خارج نطاق المركز وشغلوا وظائف عُمَّالِية صغيرة، فنفث فيهم أهل المركز سموم عنصريتهم وأنانيتهم وحقدهم بزجِّهم فى هذه "الزنزانات" الضيقة فى أرض المليون ميل مربع. الدائرة السكنية الثالثة لمدينة الخرطوم تم فيها تخطيط وتوزيع الأحياء الحديثة نسبياً مثل: جبْرَة والصحافة وأركويت وأمتداد الدرجة الثالثة، تم تخطيطها لإسكان الموظفين والعمال المَهَرَة ذوى الدخل المتوسط "الدرجة الوسطى" وهم مزيج يغلب عليه أهل المركز وقليل من مظاليم الهامش، لذلك جاءت مساحات القطع السكنية متوسطة "300- 400 م.م" ولكن القسمة الضِيزى ما زالت مصاحبة لسياسة المركز فمعظم سكان هذه الأحياء 90% منهم من أبناء المركز المهيمن على الدولة. ثم جاءت المرحلة الرابعة من التخطيط العمرانى فى بداية ثمانينات القرن الماضى، ويجدُر الوضع فى الإعتبار فى هذه المرحلة أن المدينة القديمة الخالصة لأهل المركز قد نمت سكانياً وحان الوقت أنْ تجِدَ لها أمتداداً لأجل الأجيال الجديدة التى بلغت الرشد وتحتاج إلى مساكن منفصلة ومُرِيحة تتناسب مع وضعهم كأبناء وبنات المركز المُتَحكِّم فى سلطة وثروة السودان. لذلك عرِفت الخرطوم السكن الفاخر والراقى فى الأحياء التى تم تخطيطها فى المرحلة الرابعة، وهى أحياء حديثة التخطيط والبناء ومن كل الجوانب. وفسيحة المساحات تتمثل فى احياء: العمارات، الرياض، الطائف، والجريف.. إلخ. قلنا أن هذه المرحلة الرابعة من التخطيط العمرانى جاءت لأغراض تنفيس وإمتداد وتوسعة لمدينة الخرطوم القديمة الأولى (قلب المدينة) التى لا يملك فيها أى سودانى من خارج المركز "سنتميتر مربع" أو "طبلية" مشروبات باردة أو كشك لبيع الصحف. ثم أنَّ مركز المدينة القديم قد زحف عليه السوق. فعاد أهل المركز، مرَّة أخرى، يطبِّقُون سياسات إنتقائية تعَبِّر عن عنصريتهم وأنانيتهم البغيضة. هل يعلم الناس فى هوامش السودان أنَّ المخطط السكنى المعروف بـ "حىِّ العمارات" الممتد من شارع (1) جنوب غرب مطار الخرطوم، حتى شارع (61) على مشارف حى "أركويت" مساحة القطعة الواحدة فيه ألف متر مربع؟ ويُمنَح الشخص الواحد قطعتين، لتمكينه من بيع واحدة وبناء الأخرى بقيمتها؟؟!! وقد مُنِحَت مساكن هذا الحى بالكامِلِ لأهل المركز بنسبة 100% ؟ ويظل حى العمارات هو الحى الكبير، فسيح المساكن وحديث البنيان والإستثمارى الذى يملكه أهل المركز ويتفوقون به على الآخرين غنىً وثراء. وأنَّ كل السفارات والدبلوماسيين والشركات الأجنبية والوطنية الثرية يستأجرون مبانى فى هذا الحى؟ كما أنّه لا يبعُد كثيراً من مركز المدينة. وكانت السلطة الانتقالية الإقليمية لدارفور تستأجر فى هذا الحى عدداً من العقارات فى الأعوام 2006-2010م بمبالغ طائلة تعود لهؤلاء بسبب سياسات حكومات المركز العنصرية الظالمة التى مكنتهم من السيطرة على موارد السلطة والثروة وجهاز الدولة فى السودان. لذلك، الخرطوم عبارة عن تجمّع حضرِى مُهَيْمَن عليه من أقلية ظالِمة سخَّرَت كافة موارد الدولة لمصلحتِها الخاصة، وهى بالتالى لا تصلح عاصمة لدولة متعددة ومتنوعة كالسودان. والحل يكمن فى تركِها لهؤلاء، والبحث عن أرضٍ "فضاء" فسيحة ومناسبة، تتوفر فيها مقومات عاصمة لدولة متعددة ومتنوعة كالسودان ورصد ميزانيات لبناءها منذ الآن خصماً على ميزانية الدفاع التى تُصرَف للقتل والدمار. وأعتقد أنَّ جنوب مدينة كوستى، على ضفاف النيل الأبيض هى أنسب منطقة لبناء عاصمة جديدة لدولة السودان. وحقيقة الأمر أنَّ ميزانية الدفاع تذهب إلى بطون كبار ضباط الجيش. وملاحظة نبَّهنِى لها صديق، أنَّ ضبَّاط الجيش فى عموم الدنيا أناس يتميزون بالرشاقة وخفة الوزن وقوة البدن، ولكن ضباط الجيش السودانى الحاليين"بُدَنَاء" بدانة مفرطة لدرجة القُبح، وبطونهم منتفخة بشكل قبيح ومُلفِت! هل هذا لأنهم ياكلون "السُحت" والمال الحرام؟ فتتدلى كروشهم كالأزيار الكبيرة Potbellied .. وهذا عيب كبير يجب تفاديه فى جيش السودان المتنوع "الهجين" القادم، وأن يكون "الكرْش" وكبرِه سبباً للإحالة إلى التقاعُد. أمّا المرحلة الخامسة من الإمتداد السكنى أو "الأحزمة" التى تلت الأحياء الراقية فى المدن الثلاث ممثلة فى:"العمارات، الرياض، الطائف، المنشية- محافظة الخرطوم"، و" الصافية، إمتداد شمبات- محافظة بحرى"، ثم "المهندسين، إمتداد بيت المال، مدينة النيل- محافظة أم درمان"، عاد المركز إلى سياسات الفرز والحقد والعنصرية والأنانية فى مشكلة السكن فى عاصمة السودان! ولكن كيف؟ لأسباب تتعلق بالبحث عن العمل والخدمات، ونسبة للظروف المناخية التى أدت إلى تصحر ومجاعات فى هوامش السودان، بالإضافة إلى حرب الإبادة الجماعية لأهل جنوب السودان المشتعلة منذ خروج الإنجليز، وما نتج عن ذلك من نضوب موارد الحياة فى الريف السودانى ما اجبر الناس إلى النزوح والزحف الإضطرارى إلى العاصمة وسكنوا فى أطرافها فيما عرف بتجمعات السكن العشوائى فى تخوم العاصمةSuburbs/ outskirts ذاق فيها النازحون أمَرَّ أيام حياتهم مهانة، وعنف لفظى يومى يميِّز ضدهم كأنهم قادِمُون من "زُحَّل". وعزوف مُتعمَّد عن تخطيط مناطق سكنهم العشوائى وإدخال خدمات المياه والكهرباء فيها، وتعبٍيد الطرق لإلحاقهم بمستوى سكان المدن العادية ناهيك عن العاصمة.. ظلَّت تجمّعَات سكنية كبيرة مثل: أم بدّة والثورة والفتيحات، والصحافة ومايو والسلمة والمعمورة، الدروشاب والحاج يوسف والسامراب.. إلخ، ترزح تحت نيِّر ومذلّة السكن العشوائى (Ghettos’) وخدمات أساسية معدومة حتى منتصف الثمانينيات من القرن الماضى، تسرَّب فيها معظم أطفال تلك العشوائيات من التعليم. هذا، وكنت اتابع أبناء أهلنا الذى قدموا من كردفان ودارفور وجبال النوبة وشرق السودان وقطنوا أم بَدَّة، وكنتُ شاهد عَيَان على ما أقول: من شارع أم بَدَّة "الردمية" شمالاً وحتى نهاية "البحيرة" و"أم نيران"، ثم جميع "مربعات" الفتيحاب جنوباً. ومن محطة "الطاحونة فى شارع السبيل شرقاً وحتى حدود سوق ليبيا غرباً، وهذه المنطقة تشكِّل الدائرة الجغرافية رقم (50) المقفولة تماماً لحزبِ الأمَّة، التى فاز فيها المرحوم شقيق الإمام الصادق المهدى وخَلَفهُ بالفوز بنفس النسبة الكاسحة قيادى أخر من الحزب اظنه الأمير نقد الله فى انتخابات 86، هذه المساحة الجغرافية التى هى دائرة جغرافية مقفولة لحزب الأمة، لم يدخل منها طالب/ة جامعة الخرطوم طوال الفترة من 1983- 1987م سِوَى بنت واحدة كان خبر دخولها كلية الآداب جامعة الخرطوم حدثاً مفاجئاً وساراً لأهلِ تلك المنطقة! والسبب فى ذلك إنعدام البيئة المدرسية المناسبة التى تتوفر بوجود خدمات الماء والكهرباء والتهوية والطرق الضرورية للعملية التعليمية فى تلك الأحياء أسوةً ببقية أحياء ولاية الخرطوم.. والنتيجة الطبيعية هى التسرّب المبكِّر لبنات وأبناء تلك المنطقة من العملية التعليمية. ويجدر ذِكر أنَّ تلك الأحياء العشوائية يسكنها عادة النوبة وأهل كردفان ودارفور وبعض الدناقلة، ومؤخراً جدَّاً بعض أهل الشرق. أمّا الدائرة السُكانية السادسة والأخيرة فى تخوم العاصمة الوطنية فأمرها عجب. وضع أهل المركز سياسات تمنع الإمتداد الطبيعى للمحافظات الثلاث، ففى أم درمان مثلاً مُنِعَ التطور الطبيعى لمدن "الثورة" و"أم بدة" و"الفتيحاب" عند حدود معينة، وذلك بإيجاد مناطق عازلة بعد المدن Buffer Zones وسُمِحَ من طرفٍ خفِى بالحيازات السكنية العشوائية بعد تلك المناطق العازلة للمدن. ونتيجة لتلك السياسة الجديدة: بالنسبة لمدينة أم درمان من ناحية الغرب نشأت مدينة "دار السلام" على بُعدِ حوالى (خمسة كيلومترات) من سوق ليبيا، وقطنها نازحون قادمون من كردفان ودارفور. وعلى مستوى مدينة الخرطوم تم السماح للجنوبيين الهاربين من أتونِ الحرب اللعينة فى الجنوب بالسكن فى "عشوائيات" بائسة على مشارف "جبل الأولياء". وفى هذا الوقت بالذات بدأ الحديث جهراً فى وسائل إعلام المركز/ الخرطوم عن خطر الزحف "الأسود" نحو العاصمة القادم من أقاليم السودان وأريافه، والذى طفق يطوِّق العاصمة كالسوار بالمِعصَمْ!. تلك الكتابات بدأت خجولة وغير مباشرة إلى أن توَّجَها عالِمِهم المتخصص فى العلوم السياسية دكتور/ حسن مكى الذى كتب سلسلة مقالات عن "الحزام الأسود" الذى طوَّقَ العاصمة "القومية" وضغَطَ على خصرها.. وأنَّ ذلك يشكل مُهدِدَاً خطيراً للأمن القومى!. تخطيط المجمَّعات السكنية العشوائية فى المرحلة السادسة صاحَبَها أحداث دامية وحالات قتل مواطنين أبرياء داخل تلك التجمعات نفذها الجيش والشرطة ضد الذين يقاومون بأفواههم عمليات الإزالة والترحيل القسرى التعسُفِية، وقعت فى كلٍ من: دار السلام والجخيس/ أم درمان، وجبل الأولياء ومايو والسَلَمَة/ الخرطوم. وعند تخطيط تلك العشوائيات قررت سلطات المركز أن تكون مساحة قطعة الأرض السكنية أقل من (200م.م) وأهل المركز يعلمون أن هذه الشعوب السودانية من الهامش تتكون من أسَرْ كبيرة وممتدة، خلافاً لأهل المركز. فالدارفورين والنوبة وبقية أهل كردفان الغَرَّة، عادة ما يتزوج الرجال مثنى وثلاث ورُبَاع، فيهِبَهُم الله ذرِّية وآفِرة من البنات والأولاد فتمتد الأسرة، ثمَّ يتزوج الأبناء والبنات وينسلون بدورِهم وهكذا. والظروف القاسية التى أتت بهؤلاء الكرام إلى تخومٍ العاصمة، تجعل الأسَرْ الكبيرة تلك تتشارك فى المساكن ذات الـ(200 م.م) مثابة لهم جميعاً!.. وسلطات المركز تعلم يقيناً حجم الأسرة ومتوسطها عند تلك الشعوب لكنهم يمنحونهم قطع سكنية صغيرة للتضييق عليهم وجعل حياتهم غير ممكِنة. أهل المركز قصدوا وضع تلك الأسر الكبيرة والممتدة فى ظروف حياتية يستحيل معها العيش الكريم، ويعلمون حتمية فشل أبناءهم فى التعليم فى تلك الظروف غير الملائمة، وتنعدم بالتالى فرص المنافسة لدخول الجامعة، فيتسرَّبون باكراً من التعليم للبحث عن فرص عيش أفضل، فيكونون لقمة سائغة للمركز يجنِّدَهم فى جيشه فى الرُتبِ الدُنيا Foot soldiers. ثم يقود ملازمٍ فاشل من أبناء المركز الآلاف من أولئك الجنود، ويذهب بهم إلى حجيم الحرب فى جنوب السودان، ويأمرهم مشدداً بقتل شعب الجنوب الآمن فى دياره، وحرقِ قرَاهم ومزارعهم وأبقارهم! لا لسببٍ جنوه سوى أنهم جنوبيون سود خلقهم الله فى أرض غنية بالموارد. ويعتقد أهل المركز أنَّ الجنوبيون لا يستحقون تلك الأرض الغنية!!، فقرروا منذ خروج المستعمر الأجنبى قتلهم وإبادتهم ليخلو لهم أرض الجنوب بعد ذلك!. أليست هذه هى رؤية ومقترح أحد الضباط "الكبار" فى الجيش من أبناء المركز فى حقِ الجنوبيين؟ أنْ يُحرَقَ أرض الجنوب بأهله ليخلو الأرض خالصاً لأهلِ المركز؟ ولكن هيهات للحقد والكراهية أن تثمر خيراً. ومن الظواهر السيئة التى مارسها المركز ضد أبناء الهامش، حملات إصطياد أبناء الهامش فى شوارع العاصمة/ الخرطوم، نهاراً جِهاراً، فيما عُرِفَ بظاهرة "الكشَّة" التى تشبه إلى حدِ كبير حملات الغدر التى قادها آباء وأجداد هؤلاء بالوكالة عن تجار الرقيق الأجانب لصيد أبناء السودان فى الأقاليم المختلفة. كانت حملات "الكَشَّة" هذه تشن بواسطة قوة مشتركة من الجيش والشرطة والأمن، وتستهدِف بدقَّة أبناء الهامش ويتم تجميعهم كالأنعام فى مراكز تجميع مُذِلّة، يمارَس فيها عنف مادى ولفظى رهيب.. ثم تُخلَع ملابسهم ويتركوا باللباس الداخلى فقط، ثم يتم ترحيلهم فى خاتمة المطاف بتلك الحالة السيئة، بالقطار، إلى دارفور وكردفان وجبال النوبة، وآخرين إلى شرق السودان. (نواصل فى جزءٍ رابع سرد نماذج لنعصرية وأنانية أهل المركز.)
أحدث المقالات
- أتبيع السمك فى البحر يا بن الكارورى؟ .. بقلم لبنى احمد حسين 08-15-15, 04:02 PM, لبنى أحمد حسين
- صُحف الخرطوم والترويج للسراب الضائع ! بقلم الحافظ قمبال 08-15-15, 03:55 PM, الحافظ قمبال - قمباري
- هل هو زواج المُتعة أم بغاء وزٍنا المُتعة؟؟ بقلم محمد أسعد بيوض التميمي 08-15-15, 03:53 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- اتفاقية فينا للعلاقات القنصلية بقلم شوقي بدرى 08-15-15, 03:51 PM, شوقي بدرى
- رواية على قرن وحيد القرن حكاية الثورة التونسية بعيون إيطالية بقلم عزالدين عناية∗ 08-15-15, 03:49 PM, عزالدين عناية
- علي عثمان .. هو السبب الرئيس في فساد الدولة ،، وفخامة الرئيس بكري هو من سيعيدها لسيرتها الأولى 08-15-15, 03:18 PM, جمال السراج
- مكافحة (الحديث عن الفساد)! بقلم عثمان ميرغني 08-15-15, 03:14 PM, عثمان ميرغني
- بالمناسبة...!! بقلم صلاح الدين عووضة 08-15-15, 03:11 PM, صلاح الدين عووضة
- ليتنا نرتكب بعض حماقات أردوغان في حق الأمة والإسلام! بقلم الطيب مصطفى 08-15-15, 03:09 PM, الطيب مصطفى
- و الرعاية أيضاً..!! بقلم الطاهر ساتي 08-15-15, 03:06 PM, الطاهر ساتي
- المغتربون : وجرجير حسين خوجلي!!1/2 بقلم حيدر احمد خيرالله 08-15-15, 07:06 AM, حيدر احمد خيرالله
- أخطاء ومسلمات في تاريخ السودان تتطلب ضرورة المراجعة 3 08-15-15, 07:00 AM, احمد الياس حسين
- الأمم المتحدة مسؤولة عن تمويل الأونروا بقلم نقولا ناصر* 08-15-15, 06:56 AM, نقولا ناصر
- رسالة كندا دونالد ترامب هل هو رئيس أمريكا القادم ؟ بقلم بدرالدين حسن علي 08-15-15, 06:50 AM, بدرالدين حسن علي
- كم أنت بئيس.. أيها الوطن بقلم مبارك أباعزي 08-14-15, 11:05 PM, مبارك أباعزي
- ليلة إغتيال الرئيس البشير !! بقلم أحمد قارديا خميس 08-14-15, 11:02 PM, أحمد قارديا خميس
- لا يحتمل المغامرة ولا الخضوع لحكم الحاجة بقلم نورالدين مدني 08-14-15, 10:59 PM, نور الدين مدني
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العنصرية والأنانية هما أسُ الدَاء(3) نماذج (Re: عبد العزيز عثمان سام)
|
يا سام، أ،ت إنسان جهوي وقبلي مؤدلج .. حديثك عن سكان مدينة الخرطوم يخلو من أي نوع من المنطق .. أنت فقط تنظر إلي حاضر مدينة الخرطوم دون تاريخيها العريق .. أنا بقاري وغرابي مثلك .. لكننى أقرأ تأريخ مدينة الخرطوم بشيئ الأعجاب ..
هنا الأخ طه جعفر، عضو منبر سودانيزأونلاين كتب بوست عن مدينة الخرطوم ما بين 1820 - 1885م وعليك مقتطفات منه ..
مجتمع الخرطوم في الفترة من 1830 الي 1885
Quote: هذه المساهمة نقلا( بتصرف محدود و غير مخل ) عن كتاب تاريخ مدينة الخرطوم تحت الحكم المصري 1820 – 1885 تاليف الدكتور محمد احمد سيداحمد. وهي رسالة دكتوراة نال بها الاخير هذه الاجازة من جامعة جامعة القاهرة تحت اشراف الدكتورين محمد فؤاد شكري و الدكتور محمد انيس في عام 1963 هذا الكتاب من سلسلة تاريخ المصربن الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب و هو الكتاب رقم 185 . مجتمع الخرطوم هو الفصل الخامس . سيشتمل هذا البوست علي معلومات حول الحياة الاجتماعية في تلك الحقبة من تاريخ المدينة و ساقوم بتويبها علي هذا النحو. اولا الجذور القبلية للسكان ثانيا الرق في تلك الفترة – الجذور العرقية للرقيق . الصيادون . التجار . الملاك . استخدام الرقيق ثالثا الافراح و الماتم رابعا البغاء و اللواط خامسا النشاط الاجتماعي العام و هذا سيشتمل علي النشاط الصوفي في تلك الفترة ستكون هذه الدراسة مفيدة في ايجاد الاجابات حول اسئلة كثيرة متعلقة بالثورة المهدية وربما توفر بعض الاجابات حول بعض عقد الحاضر المستعصية . لن يكتب النجاح لهذا البوست الا عبر اسهاماتكم الثرة في الحوار . المبحث الاول : الجذور القبلية للسكان يقترح المؤلف هذا التصنيف . ص244 فاهل البلاد اما عرب و هم سكان الشمال و اما عبيد و هم الزنوج سكان الجنوب عبيدا (رقيقا) كانو ام احرار. الاجانب البيض اما ترك اذا كانوا مسلمين و هؤلاء هم الترك و المصريين و غيرهم من المسلمين البيض و سائر رعايا لالمبراطورية العثمانية و اما النصاري اذا كانو غير مسلمين و هم القبط المصريون و الاوربيون علي وجه العموم . علي اساس هذا التصنيف يكون العرب من سكان الخرطوم هم السودانيون الشماليون و المولدون من من ام سودانية و اب غير سوداني. وهذا الصنف من سكان الخرطوم يضم خليط من قبائل السودان المختلفة و ان كان معظمه من من الدناقلة و الجعليين و الشايقية و المحس و المغاربة( المغاربة الموجودون في السودان منذ مدة طويلة قبل الفتح المصري ) و يضاف الي هذا الصنف الدراويش من اصحاب الطرق الصوفية و المشليخ المعروفين بالفقرا. ص 245 الدناقلة و الجعليون يشكلون ثلثي السكان تقريبا. في . ص 247 الجعليون في هذا التنصيف هم الذين كانت مشيختهم قوية قبل الفتح المصري في المتمة و شندي الذين غادرو بلادهم منذ ان حطم الدفتردار شندي حيث كان يعمل معظمهم كمسببين ( الباعة الصغار المتجولون) السبابة . استنتاج 1 : كان الدخول في الاسلام او انتهاج الدروشة هو احد الوسائل للافلات من حبائل الاسترقاق او الحط من قدر الفرد علي اساس عرقي |
Quote: بعض الاشارات التفصيلية حول انشطة المجموعات العرقية في تلك الفترة : الدناقلة: عند اول نزول الدناقلة بالخرطوم علي عهد خورشيد باشا عملو بالتجارة و سكنوا حول منطقة القلب في المدينة متجمعين في حلة المراكبية. وما لبث عددهم ان ازداد و يرتبط ذلك بقصة قنص الرقيق و تجارته في البلاد فقد كانوا يشتركون في رحلات الجنوب التجارية كحراس من قبل الحكومة في الفترة ما بين 1945 – 1852 و قد سمحت لهم الحكومة بالقنص لحسابهم لتغطية تكاليف الرحلات الحكومية . و لقد استفادوا من اعلان عباس باشا بالغاء الاحتكار في تجارة الصمغ من قبل الحكومة لذلك انتقلوا الي كردفان . ازداد عددهم في الخرطوم و عملوا بمجموعات كبيرة مع مع محمد خير الارجاوي تاجر الرقيق في مهاجمة الرقيق في بالد الشلك لصالح سوق الرقيق في الخرطوم . من قراءة الكتاب تكون لي رأي حول المقولة الدنقلاوي حلاب التيس ليس المقصود بالمقولة الحط من القدر و الاهانة بل المقصود انه كان قادرا علي فعل المستحيل لكسب المال الجعليون: هم الباعة الصغار المتجولون يشترون بضاعتهم في معظم الاحيان بالاجل و هي الاقمشة و الكحل و العطور العربية و الخضاب و التوابل و ربح الجعليون عادة قليل و هم اشراف امناء . و اذا تيسر حال احدهم افتتح محلا بالخرطوم و اعطي ابناء جلدته البضاعة بالاجل و قد ترك خلقهم التجاري اثرا طيبا في العلاقة بينهم و بين باقي سكان الخرطوم المحس: من عرب الخرطوم يسكنون شاطيء النيل الازرق . بقيت لهم حرفتهم كفقهاء يعلمون القران و ظهر بينهم بعض الموظفين في الادارات الحكومية . الدراويش الفقرا كانوا كثيري العدد يوازي عددهم عدد الاوربيين و المصريين . معظمهم من خارج السودان من السودان الاوسط( تشاد و النيجر و نيجيريا و مراكش و تونس و ليبيا و الجزيرة العربية وايران. ينتمي الدراويش الي اكثر من 44 طريقة دينية . تباينت ملابسهم لتباين اجناسهم . كانوا يمتهنون التقوي و تقاس بمدي اهمالهم لمظهرهم و يقومون بمعالجة الامراض المستعصية عن طريق الحجاب و المحاية . المغاربة : كان جيش الفتح يضم عددا من المغاربة و عملوا في الشرطة الموالية للنظام . المغربة القدامي كانوا بالاساس تجارا . الاتين مع الغزو كسبوا عداء الاهالي لارتباطهم بقنص الرقيق و عمل مع الجيش و الشرطة . لم يكن للمغاربة مكان خاص بالخرطوم كانو ينتشرون في كل الاحياء اعلاه ملخص للصفحات من 244 الي 251 |
وهنا مداخلة للأخ سيف الدين جبريل
Quote: الأخ طه موضوع جميل اذ ما نظرنا للبحوث التى تطرقت لنشأة مدينة الخرطوم وهنالك بعض الجهل بتاريخ الخرطوم فهنالك من يعتقد أن الخرطوم ماهية الأ خليط من القبائل,وهنالك من يؤرخ للخرطوم بالثورة المهدية والبعض الأخر بالعهد التركى. أنا من منطقة الجريف التى ترتبط أجتماعيا وثقافيا وتاريخيا مع مناطق توتى وام دوم والعيلفون وهذه المناطق لها تاريخ عريق يرجع الى الأف السنين وترتبط هذه المناطق ارتاط وسيق بدولة علوة وسوبا التى نشأة فى هذه المنطقة وبالتحديد فى منطقة سوبا شرق مرورا بالشيخ يعقوب ابن مجلى ولقد تطرق الدكتور محمد ابراهيم ابو سليم فى كتابه القيم(تاريخ مدينة الخرطوم)ففى صفحة رقم 5 بعنوان(من القديم الى العهد التركى) يقول"الخرطوم عاصمة السودان،وريث مجد سوبا عاصمة مملكة علوة المسيحية وقرى عاصمة مشيخة العبدلاب،عندها يلتقى النيل الأبيض والنيل الأزرق ومنها يبدأ النيل الكبير مجراه المبارك الى الشمال.وفد اليهامع غروب شمس سوبا جماعة من المحس فعمروا توتى ومن توتى عبر ولى من اوليائهم النهر ونزل الخرطوم ليبنى فيها منزلا وخلوة يرتادها الصبيان،ومع نار العلم التى اوقدها هذا الولي بدأ عمران الخرطوم". والولى الذى تحدث عنه ابوسليم هو الشيخ أرباب العقائد وله الكثير من الأحفاد فى توتى والجريف غرب والبشاقرة فى الجزيرة. الموضوع شيق وسوف أعود فى الغد بأستفاضة فى هذا الشأن. سيف الدين محمد جبريل |
Quote: اجتماعيات و احزان : العرب( الشماليون) من سكان الخرطوم يسكنون كل احياء المدينة. الاثرياء منهم يقيمون في قسم الجامع مع الترك ( وهم كل الحماريت من اعراق عربية و اخري متوسطية). السودانيون طيبون و اذا تعكر صفوهم فقلما يزيد الحال عن المسك بالتلابيب و ينتهي الشجار بتدخل الكبار . شجار الشباب كان عادة ما يكون بسبب الحب حيث يكون التنافس علي لقب ( اخو البنات ) و ربمل يصل الامر الي البطان علي رؤوس الاشهاد ( الجلد بالسياط المصنوعة من جلد فرس النهر -الكرباج -و كانت هذه العادة اكثر شيوعا بين فتيان الدناقلة . الشجار بين الشبان من الجعليين و العرب الاخرين تكون وسيلة المبارزة فيه هي السكين . جنود الحكم التركي كانوا يقومون بشراء حاجاتهم بابخس الاثمان تحت تهديد السلاح . و كانوا يستخدمون حمير الاهالي مجانا لنقل الحاجات من المجزر في اقصي الجنوب الي (حي العرضي )- يبدو انه محل سكن الجنود و ضباط الجيش -في اقصي الشرق و كان الجنود يقومون بتسخير السكان لتفريغ حمولة السفن الواصلة الي ميناء الخرطوم الطبفة الغنية من العرب السودانيين هم تجار العاج و الرقيق حيث كان لاحدهم عدد من الاتباع و تعتبرجماعة كبار الموظفين التي خلقها الحكم التركي من ضمن هذه الصفوة . من بينهم الشيخ عبد القادر ود الزين الذي عينه خورشيد باشا شيخا لمشايخ الخرطوم . كان معظم الموظفين يمتلكون بيوتا او لهم اهل في جزيرة توتي و حلة خوجلي لذلك نشطت المعدية ( البنطون) بين الخرطوم و هاتين الجهتين . كان موظفو الدولة يعملون منذ الصباح ختي غروب الشمس . كانوا يتناولون غداءهم في مكان العمل الذي يشتمل ايضا علي منبر و مؤذن للصلاة و كانت فسحة الغداء تمتد الي صلاة العصر !!!! من بين كبار سيدات المجتمع السلطانة نصرة بنت اخر ملوك سنار كانت تقيم حفلات استقبال لضيوف المدينة امثال الرحالة الامريكي بايارد تيلر و كان يؤم هذه الحفلات قناصل الدول المختلفة كالنمسا مثلا تكونت رابطة حب العلم و الاطلاع و كانت تهتم بالنشاط الفكري و الثقافي بين الموظفين السودانيين و كان في عضوية هذه الرابطة بعض الاجانب من بين اعضاء هذه الجماعة الشيخ الامين الضرير المعروف بشيخ الاسلام معظم عضوية هذه الجماعة من توتي و حلة خوجلي
طه جعفر |
Quote: التاريخ المخزي للمدينة : الرقيق : العبيد يشكلون نصف السكان تقريبا طوال تاريخ المدينة و لقد بلغ عددهم في عام 1883 ثلثي السكان . في الخرطوم يملك الفرد رقيقا واحدا علي الاقل و ليس من منزل و ليس في عتبته جارية زنجية جالسة تطحن الحب . و العبيد من اجناس شتي من الحبشة و جميع جهات السودان ووسط افريقيا . العبيد ثلاث اصناف علي اساس نوع المالك و هم( اولا )عبيد الاهالي ( ثانيا) عبيد الحكومة ( ثالثا) العبيد المحررون !!؟. عبيد الاهالي : الجارية لازمة في خدمة البيت لان الفتيات و النساء من العرب لا يخدمن في البيوت. و حتي الجارية التي يتم تحريرها تعمل كخادمة منزل بالاجر . يقوم سكان الخرطوم الشماليين بتأجير غبيدهم الذكور للعرب خارج الخرطوم للعمل في الحقول نظير اجرة مالية تعود لمالك العبد . كان الاهالي من سودانيين و ترك و اوربيين يقومون باتخاذ السراري و هن بهذا التنصنيف الحبشيات عند الترك و المصريين و الاوربيين و الزنجيات غير الاحباش عند الشماليين . عبيد الحكومة : تحصل عليهم الحكومة عن طربق الحملات ( الغزوات – الاصطياد) او الرقيق الذي تتم مصادرته عن التجار او الاهالي و كانت الحكومة تشغلهم في الجيش او المعامل والاشغال العامة كنظافة المدينة او الخدمة في بيوت كبار الموظفين . العبيد المحررون فهم اما عبيد حررهم اسيادهم او (زنوج مرافيت ) حررتهم الحكومية لعدم الصلاحية الذكور يعملون في خدمة البيوت او تراجمة هم الوسطاء بين الرقيق و اسيادهم الجدد كانت الحكومة تؤيهم في (فريق نوبا) و معظمهم من النوبا و الشلوك و الدينكا و كان هذ الحي في ازدياد سكاني مطرد لان المحررون لا يعودون الي اوطانهم . الجواري الاتي يتم تحريرهن من قبل الاسياد يتم اجبارهن للعمل في الدعارة حيث يقتسم الاسياد السابقون معهن الاجر !!!؟ |
Quote: اسعار الرقيق و درجاتهم ص 255 نفس المصدر يختلف سعر الرقيق باختلاف السن و الصحة و الجمال و الجنس اثمن الذكور جميعا هم الخصيان المخصصون لخدمة السيدات التركيات . و اغلي الجواري هم الحبشيات و يتم تقسيم البنات الي المجموعات التالية الخماسي و هن البنات دون الحادية عشرة السداسي اين 11-15 و هن الاغلي ثمنا البالغ و هي فتاة العشرين العجز و هن من في العقدين الثاني و الثالث . جري العرف عند بيع العبد او الجارية ان يتم تدوين وثيقة تسجل فيه الاوصاف و الجنس و اسم البائع و المشتري . كانت الجواري مرغوبات عند سكان المدن اكثر من عبيد الذكور و يشتر الشيوخ عادة الزنجيات اليافعات للتسري لكن اولادهن من السريات لا يتمتعون بنفس وق اولادهم من العربيات . لا تصبح الجارية حرة الا اذا انجبت و هنالك من يتم تحريرهن بالزواج خاصة في العائلات العربية التي ليس من اعضاءها نساء في سن الزواج و هؤلاء ينال اولادهن حقوق كاملة . المصريون و الترك كانوا يفضلون بنات جالا الحبشيات . الذكور الين يتم شراءهم من قبل الترك و المصريين يتم ختانهم و اعطاءهم اسماء غريبة . كان العبيد يلبسون قطعة من القماش تغطي و سطهم و الفتيات يلبسن الرحط . نادرا ما يسيء الاهالي و الترك معاملة العبيد كما هو الحال عند الاوبيين حيث كانت القسوة في المعاملة هي الصفة السائدة وسط الملاك الاوربيين .الرقيق الهارب لسوء المعاملة يتم ردهم الي اسيادهم بعض اسداء النصح لهم بضرورة احترام المالك و يتم توضيح رأي الشرع في ذلك من قبل القضاة !!!!!؟ كان الرقيق الهارب هدفا لمطاردة الاهالي لن من يقوم باعادة رقيق هارب ينال ريالا جزاء بطولته (الخائبة هذه ) يلجأ بعض الرقيق الهارب الي الفقر لحرزهم بالتمائم و الحجبات التي عادة لا تغني امام اغراء الريال . الي ص 261 طه جعفر |
Quote: الاخ ايمن اولا كان احد اهداف حملة اسماعيل باشا بعد لقاء الاهالي هو التخلص من من هيمنة الشايقية علي الاقاليم الشمالية و المؤسف ان مصادري في هذا الامر غير متوفرة الان و لكن اعدكم بمدكم بالمصادر متي ما توفر ذلك . لكن تقف واقعة كرري كاكبر شاهد علي مقاومة الشايقية للغزو بالطبع ليس لامر يتعلق بمفهومنا الحالي للوطنية لكن دفاعا عن مصالحهم الناتجة من فرض نفوذهم علي الشمال الذي كانت سيطرة الفونج عليه غاية في الضعف في تلك الفترة . كان الدناقلة في الشمال هم اول حلفاء الغزو التركي لانهم رأول فيهم المخلص من عدلء الشايقية و محاولة سيطرتهم علي كل موارد الثروة في تلك الانحاء . اجراءات الاتراك اللاحقة ضد الشايقية مثل تهجير المك عبود و العبوداب لاحقا الي كبوشية عكست روح العداء التي لاقاها الشايقية من الادارة التركية . لذلك لو لاحظت ان التكوين السكاني للخرطوم لم يشتمل علي الشايقية الخرطوم في الفيرة مابين 1830 الي 1885 كانت اساسا مأهولة بالدناقلة و الجعليون و المحس بصور اساية (كشماليين ) بالنسبة للاسم كرتوتي يحاول الكتاب الذي بين يدي تفسير الاسم الخرطوم و هناك عدد من الاتجاهات لايجاد مصدر الاسم و احد الاسماء المقترحة قبل الخرطوم محل ارباب او خرطوم توتي اي الامتداد لتوتي الذي استخدمه سكان توتي للزراعة و و هنا ياتي المعني كر توتي اي البر المقابل لتوتي . و كاتب يبدو اكثر قبولا الي ان الاسم من مقطعين نقطة التقاء مجريين مائيين . وهو نفس المصدر لمعظم المعلومات اعلاه . كان سكان الخرطوم قبل الغزو التركي من المحس و الجعليين الفتيحاب الجموعية و الجعياب و ارتبطت هجرات الدناقلة الي الخرطوم
بالفتح التركي طه جعفر |
Quote: البغاء و اللواط في الخرطوم : ص293 الي 295و من مظاهر حياة الانطلاق ازدحام البيوت بالجواري و انتشار البغاء بشكل لا مثيل له في مكان اخر علي سطح الارض . فتجارة البغاء تجارة رائجة و هي تقوم علي شراء بعض ذوي المال من جميع الطبقات للجواريس و حملهن علي البغاء او الرقص علي تؤدي الجارية الي سيدها مبلغا معلوما في الشهر الي جانب قيامها بشئونها المعيشية و معظم اقامة هؤلاء المومسات في سلامة الباشا و فريق الترس و تعرف بيوتهن بالاندايات او بيوت المريسة حيث تسير التجارة جنبا الي جنب مع الرقص و الشرب و لبعضهن رواكيب في سوق الشمس او حجرات خاصة افردها لهن اسيادهن في منازلهم كما يشاهد بعضهن و هن يتجولن طوال النهار في الاسواق و المقاهي . و هن من الحبشيات و الزنجيات و قليل منهمن من المصريات و اقل القليل من بنات العرب ( الكتاب يقول السودانيات فعلي الارجح انه يقصد بنات العرب و الا دلت كلمة زنجيات علي الرقيق المستجلب من دول الجوار الافريقي ) و هن في العادة صغار سن ذوات جمال ملحوظ . اللواط في الخرطوم اكثر رواجا من البغاء علي حد قول ليجان . (المرجع Power,F: letters from Khartoum written during the Siege London1885) ) ففي السوق و الميادين العامة تشاهد الجماعة من اللواطيين في ملابس النساء و الكحل في عيونهم و الخضاب في اكغخم يقودهم رئيس منهم بلا لحية و هم يصوبون نظراتهم السافلة هنا و هناك بحثا عن صيد. لم يكن المال في كثير من الاحيان الدافع الي اتخاذ تلك الصناعة ففي سنة 1860 كان رئيس اللواطيين شابا قويا في العشرين من العمر من اسرة طيبة يمكن اعتبارها من احسن العائلات البرجوازية في المدينة و هي من …… ملوك صناعة الذهب و الفضة ( امتنعت عن ذكر الاسم منعا للحرج ) . و من ملامح مجتمع الخرطوم ان ليلة من لياليه لا يمكن ان تمر دون ان تحييها جماعة من العوالم و قد زاد عددهم في عهد عباس باشا .و تدعي هذه الجماعات لاحياء حفلات الزواج و الولادة و الطهور او الترحيب بضيف عزيز و كذلك في المناسبات القومية ( لم اعرف ما هي ؟ )و تعمل هذه الجماعات تحت امرة متعهدين ينظمون الشئون المالية للجماعة . و كانت الغوازي الزنجيات يرقصن مرتديات الرحط و المصريات فيرتدين السترات الحريرية ة البنطلونات الوردية الواسعة انواع الرقص التي تقدم منها المصري و الاسباني و الاثيوبي و الاغاني كانت مصرية او سودانية او حبشية . و تقام هذه الحفلات في افنية البيوت او الساحات امامها و في مكان الحفل توضع العناقريب التي يضجع عليها المدعوون في ثلاث جوانب و في الجانب الرابع مسرع الغناء و الرقص . و المدينة رغم هذا الضجيج كانت خالية من الفنادق . الفقراء غير ذوي صلات القربي بسكان الخرطوم كانوا ينزلون في بيت الاضياف المعروف بسبيل عبده افندي الذي كان فناء كبيرا به بئر و بعض الحجرات . |
Quote: عدد السكان و الخدمات الصحية ص 297 - 300 من الصعب تحديد عدد السكان لانه لم يحدث ان تم تعداد لهم طوال الحكم المصري الا عام 1884 . كان قدر الرحالة ( بثرك) عدد السكان بستين الفا عام 1849 و بعد عام من ذلك قدرهم الرحالة ( مللي) بثلاثين الفا بينهم اثنا عشر افا من الجنود .التعداد الوحيد للسكان كان عام 1884 ووجد عدد السكان اربعة و ثلاثين الفا و خلال هذه الفترة الذات كان عددا كبيرا من السكان قد غادر المدينة للانضمام الي الامام المهدي . العامل الرئيسي في تذبذب عدد السكان هو تعرض المدينة لهجمات الاوبئة و الامراض و قد قيل ان ان امراض الصيف كانت تقضي بشكل منتظم علي نصف سكان المدينة من البيض ( الاوربيين و المتوسطيين ). المياه الراكدة و البعوض و الذباب طلاء المنازل بالزبالة قبل موسم الامراض و اهمال نظافة المدينة و خلوها من من وسائل تصريف المخلفات البشرية . لم يكن هناك أي نظام للحجر الصحي . تعرضت الخرطوم لوباء الجدري و الكوليرا في عام 1858 ووباء التيفوس عام 1864 و كانت هذه الاوبئة اكثر فتكا بجنود الحامية حيث انخفض العدد الكلي للجنود مرة من اربعة الالاف الي ثلاثمائة جندي فقط . كانت اكثر الامراض انتشارا هي الحميات و الدوسنتاريا و الجدري و كان الاهالي يستعينون بالفقرا و العارفين بالاعشاب الطبية لماومة هذه الامراض . لم يكن بالمدينة غير مستشفي واحد لعلاج الجنود . كان ان فكر الحكمدار جعفر مظهر بنقل المشفي العسكري الي توتي و لكنه عاد و صرف النظر عن ذلك قام بزيادة عدد الاطباء و لكن لم يوسع نطاق خدمة المشفي العسكري ليشمل الاهالي . و لقد عني المسئو ل الحكومي اسماعيل ايوب بنظافة المدينة حيث انحصر هذا الجهد في كنس و رش الشوارع الرئيسية و كان مهتما بفتح المجاري . |
Quote: التعليم في تلك الفترة : قبل الحكم التركي لم تكن هنالك الا مؤسسات التعليم الاهلي . المسجد ، الخلوة ، الجامع ،المدرسة ،المكتب و اسم الخلوة هو الاكثر شيوعا . الخلوة كانت عبارة عن سور من القصب و فروع الشجر او الطين يضم مربعا او مستطيلا به حجرات جانبية من القصب و الاغصان و رواكيب هي خلوات للحيرانو كان الشيخ يجلس علي العنقريب او علي فروة او برش و يجلس التلاميذ حوله في حلقة علي ارض مفروشة او جرداء . كان يتم تحفيظ القرآن بشكل رئيسي في هذه الخلوات . الخلوة كانت مكانا للتعبد او تسليك المريدين كما كانت مكانا للضيافة و محطا لرحال المارة و العابرين و الطالبين للطعام والمنام . كان التعليم في الخلوة مجانا . كثير من المشايخ كانوا اغنياء يملكون البهائم و الاراضي الزراعية . كان الحيران يخدمونهم في الخلوة و خارجها . كان الحيران يقدمون للمشايج الشرلفة و هي جعل من المال او عينا يقدم للشيخ عند اتمام سورة خاصة و كان ايضا هناك ما يعرف بحق الاربعاء و كان اما مالا او اكلا يقدم للحيران فيما يعرف بكرامة الاربعاء كانت بعض الخلوات مملوكة للمشايخ المقتدرين الذين يكلفون فقيها براتب شهري قدره ثلاثون قرشا لتعليم الاطفال .. اهم خلاوي الخرطوم هي خلوة صباحيو هذا الشيخ من الجعلية الفتيحاب و خلوة الفكي علي ود ادريس و الخلوة الملحقة بمسجد ارباب العقائد. جامع الخرطوم في عهد اسماعيل كان به مدرسون من الازهر و السودانيين كانوا يتناولون رواتب من الحكومة .و كا القضاة يعطون دروسا للجمهور . و كان شيخ فقهاء الخرطوم يقبض راتبا من الحكومة و يعقد خلواته امام بيته . (1)المدارس النظامية : مدرسة البعثة الكاثوليكية سنة 1843 افتتجها الاب لويجي منتوري كان لهذه المدرسة داخلية ( سكن طلاب ) كان الطلاب الاوائل فتيان تم شراءهم من سوق الرقيق في عام 1853 بلغ عدد الطلاب اربعون طالبا و كانت المواد التي تدرس هي الحساب و الموسيقي و الاشغال اليدوية و اللغات العربية و الفرنسية و الايطالية في عام 1855 تم افتتاح قسم خارجي لابناء الاهالي . كان ان حضر نائب قنصل النمسا الامتحانات و كتب يقول ان الاطفال الزنوج كانو يكتبون باللغتين العربية و الايطالية و كانوا يحلون بعض يمارين الحساب علي السبورة . اوصي رئيس البعثة بارسال المتفوقين الي اوربا . توسعت هذه المدرسة كثيرا في السنوات التالية و ادخلت المواد المهنية (النجارة و الحدادة و الحياكة و صناعة الاحذية ) و الحق بها قسم تجاري كان يمد المصالح الحكومية بخريجيه كما اضيفت مواد الرياضة البدنية و الرسم و الغناء . كان المدرس (سبادا) مدير الترسانة يدرس الميكانيكا للتلاميذ حيث كان يقوم بالحاق المتفوقين بالعمل معه .في عام 1878 بلغ عدد الاولاد ثلاثمائة و البنات مائتين (2) المدارس الاهلية: هذه المدارس تديرها نساء متعلمات مصريات و مولدات في بيوتهن يتعلم بنات الاهالي التطريز و الطبخ بالاضافة للمعارف المنزلية و كانت هذه المدارس بالاجر (3) المدرسة الحكومية : مدرسة الخرطوم الابتدائية عينت السلطات التركية رفاعة بك( الطهطاوي ) ناظرا في عام . غادر رفاعة و صحبه مصر في عام 1850 و لم تفتتح المدرسة الا في عام 1853. هذه المدرسة قاكمت فقط بخدمة ابناء المصريين و عملت لمدة تسعة اشهر فقط . عادت و استأنفت العمل بعد مغادرة الطهطاوي للسودان و كانت المدرسة من قسمين (البراني) الخارجي بالمصروفات و الداخلي بالمجان . المواد الدراسية هي اللغتان العربية و التركية و الحساب و العلوم و الهندسة اغلب طلاب المدرسة من المصريين .بلغ عدد الطلاب نحو خمسائة من الجنسيين في عام 1880 اصدر غردون باشا قرارا بأغلاق المدارس الاميرية بدعوي انها تجهد الخزينة العامة (و هذا يعكس انها اكثر من واحدة لكن الكتاب لم يورد أي معلومة عن هذه المدارس الاميرية |
Quote: مابين اولاد الريف و الاوربيين ص 263 الي 272 اكبر عدد من الترك من غير الترك الاصليين هم المصريون ( اولاد الريف كما يسيميهم الاهالي ) هم في السودان تجار و موظفين و ضباط في الجيش و اصحاب مهمن و حرف في السوق و عمال في مصالح الحكومة و بعض نسائهم من المتعلمات يعملن كمربيات في بيوت الميسورين . كان اولاد الريف يسكنون معظم احياء المدينة عدا التجار و كبار الموظفين فهم يسكنون قسم الجامع . احمد العقاد هو احد تجار العاج و الرقيق . كان ايضا هناك وكلاء البيوت التجاريه بالقاهرة يعيشون في رغد بالجرطوم لكنهم يسرعون في العودة الي مصر . النوبيون المصريون كانت الجماعة منهم تنشيء شركة برأسمال يتراوح بين الالف الي ثلاثة الف قرش من اموال جمعوها عن طريق الخدمة في بيوت القاهرة و يقومون بتجارة بسيطة عن طريق القوافل المنسوجات القطنية من مصر و الصمغ و الجمال من السودان . من اهم تأثيرات المصريين علي الحياة في الخرطوم : اولا المنتديات مثل منتدي ابراهيم بك مرزوق و منتدي الطهطاوي و منتديات الحكمداريين و الاخيرة يؤمها الاوربين و القادرين علي التخاطب بالتركية . ثانيا ادخال بعض التنوع علي المأكولات و المشروبات في المائدة السودانية ثالثا ادخال بعض الحرف و الصناعات الصغيرة الاثار الاجتماعية : كان الميسورون يتركون زوجاتهم من السودانيات ورائهم تحت رحمة الاقدار او في كنف عائلات الزوجات( اللائبي يرفضن الانضمام الي ازواجهم في العودة الي مصر ) و يهتمون بارجاع نسائهم المصريات و الجواري . يعتقد الكاتب ان من هولاء المتروكين بدأت نعرات الكراهيية تجاه المصريين و سط الشبان السودانيين !!!!؟ . الفقراء و العمال و الجند كانوا اكثر التصاقا بزوجاتهم السودانيات النصاري : و هم كل البيض من غير المسلمين كان اكثرهم ارتباطا بالسودانيين الاقباط علي قلتهم بالخرطوم فقد كان عددهم في عام 1834 حوالي المائتين . الاوربيين لم يزدد عددهم الا عندما افتتح النيل الابيض للتجارة الحرة ( الرقيق اساسا و العاج ) كان عددهم في عام 1883 حوالي المائة يعملون في مجالي الطب و الصيدلة الي جانب عملهم كتجار رقيق حيث كان رحلة الجنوب تأخذ حوالي الخمسة اشهر من عامهم و بقية العام في تطبيب الترك و كبار الموظفين . و منهم Vissiere فرنسي Brun Rollet ايطالي من سردينا و كذلك Vaudy و مؤسس مدينة رمبيك في بحر الغرال Malzac ثم La’Fargue and Ambroisse and Alexander معظم المذكورين سالفا من اليونان و ايطاليا و الفرنسي Albert Marquit و الانكليزي Petherick . كان الاوربيين بجانب هذه الاعمال يقومون بانشطة التمويل مثل التحويلات المالية من الخرطوم الي القاهرة برسوم تتراوح مابين 5% -7% و كان التسليف اكثر قسوة حيث يجب اعادة 400% من اصل القرض . مقارنة بين مدرسة البعثة الكاثوليكية و المدرسة الاميرية المدرسة عدد البنات عدد البنين تاريخ الافتتاح البعثة الكاثوليكية 250 سودانيين 300 سودانيين 1843 الاميرية - الطهطاوي 200 ترك و مصريين 300 ترك و مصريين 1854 |
Quote: في وصف مدينة الخرطوم تحت هذا العنوان في كتابه الصادر عن مركز الدراسات السودانية 1995 كتب الدكتور نسيم مقار ملخصا افادة الرحالة جورج ميللي . الكتاب بعنوان الرحالة الاجانب في السودان 1730 الي1851 الرحالة انجليزي و لقد سجل افاداته في كتاب بعنوان Khartoum and the Blue and White Nile يقول الرحالة تقع الخرطوم علي بعد ثلاث اميال من المقرن و في منتصف المسافة توجد قريتان يشتغل سكانها . بالخرطوم عدة منازل اشهرها مقر الحاكم بمكاتبه و بيت الحكومة القديم و كنيسة و ارسالية للكاثوليك . عدد المنازل التي تشتمل عليها الخرطوم فتبلغ حوالي 3 الالاف منزل و فن البناء في هذه المدينة علي درجة كبيرة من البدائية . الشوارع ليس بينها طرق عمومية . و احسن المساكن هي التي يمتلكها موظفو الحكومة او الاوربييون . علي ان بعض المساكن لا تخلو من مظاهر الرفاهية و الراحة و بالاضافة الي الحدائق الجميلة و المناخ السار. فانه من الصعب ان يوفق المرء في معيشته داخل بيت جدارانه من الطمي . عدد السكان يبلغ حوالي الثلاثين الفا . ينقسم السكان الي مسلمين و مسيحيين و يهود . يبلغ عدد المسيحيين حوالي ال50 و لهم كنيسة يؤدون فيها فروض عبادتهم و الي جانب مدرسة لنشر تعاليم دينهم و تعليم الجيل الجديد من المعتنقين لمذهبهم. اما اليهود فيصل عددهم ال12 نسمة و الجميع يعيشون في تحاب و ان كان يحدث ان يتبدل هذا الوفاق بتعصب اعمي . الجميع تفرض عليهم الضرائب مع قليل جدا من التحيز و المحاباة و الحكومة غير مكترثة بمصالحهم علي حد السواء . يسود كثير من النشاط في منطقة بناء السفن التي تصنع طويلة بوجه خاص . كما تصنع قوارب مكشوفة تستخدم للملاحة في النيل . جميعها تصنع عادة من خشب النخيل و لكنها صناعة رديئة . ان النصيب الاكبر من تجارتهم (أي سكان الخرطوم) يتمثل في منتجات حدائقهم و حقولهم التي يحصلون منها علي انتاج وفير .الاسواق تتكون من اربعة شوارع مسقوفة و اربعة شوارع مكشوفة و الشوارع الاولي عبارة عن الحوانيت المنظمة و هي مملوءة بمختلف البضائع من بينها السكاكين و المقصات من مانشيستر و شيفلد و اوان فخارية من اسانفورد شير . اما الشوارع المكشوفة فاغلبها عبارة عن خيام تباع فيها السنمكة و حشائش البحر و مختلف انواع العشب و الحشيش . التجار هنا يصدرون الضمع و السنمكة و زيت الخروع و كميات وفيرة من العاج الي كورسكو بعد شحنها بطريق النيل الي بربر. انه بالمكان ان تقوم تجارة اوسع في البضائع الانجليزية و هذه التجارة يجب ان تتوغل . للحصول علي العاج بتكلفة اقل و كذلك الصمغ . لقد قال عبد اللطيف باشا (الحاكم) انه يدفع جميع نفقات مديرية الخرطوم و يرسل سنويا الي القاهرة ما قيمته 90 الي 100 الف جنيه من كلام الرحالة ندرك الاتي : لم يكن علي علم بالتنوع القبلي للسكان و لم يعلم كثيرا عن عادات الاكل و الشرب عند الاهالي حيث نجده يصف الخضروات بانها اعشاب و ربما اعشاب بحر . كان ايضا يعتقد ان مساكن الطمي (الجالوص غير امنة علي حسب تقديراته ) ايضا لم يشر الي نشاط المدرسة الكاثوليلكية و وصفه بانه شرح لمذهبهم ربما يعود ذلك الي انه من البروتستانت . في ذلك الحين كان بالخرطوم مصنع للزخيرة و بها ايضا معدية بخارية تنقل الناس من توتي الي الخرطوم . كلامه عن لطف الجو يعكس انه زار المدينة لمدة قصيرة ربما خلال الشتاء . و هذا بالتأكيد لا ينفي ان الافادة جيدة جدا . اهتمامه بأمكانية توسع التجارية الانجليزية كان واضحا و هذا يوضح الاثر الهام للرحالة لتسويق فكرة الاحتلال . عندما اقارن جهد هذا الرجالة بالرحالة لويس يركهارد او وادنجتون الذين زارا السودان قبله اجدها اقل غنا و موضوعية و ربما سطحية تماما . طه جعفر |
وهنا البوست لو فتح معاك .. http://sudaneseonline.com/board/93/msg/-%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B1%D8%B7%D9%88%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%...1885-1136849866.html
سوف أتي راجع للتعليق ..
بريمة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العنصرية والأنانية هما أسُ الدَاء(3) نماذج (Re: عبد العزيز عثمان سام)
|
الأخ الفاضل / عبد العزيز عثمان التحيات لكم وللقراء الكرام تتبعنا مقالاتكم تلك المستوفية لشرح واقع معاش ،، ولا يجادلك أحد في تلك الحقائق بأنها ليست كذلك ،، وقد يتواجد الكثير من النقاط التي تقبل الطعن وعدم الصحة ،، كما يتواجد الكثير من النقاط التي تقبل الأخذ والرد ،، ولكن لا جدوى من كل ذلك إطلاقاَ ،، لأن الموضوع برمته يدخل في مفهوم ( إهدار الوقت في مستحيل لن يحدث في أرض الواقع حتى قيام الساعة ) ،، ولا يتوقع أحد في يوم من الأيام أن الناس سوف تجلس على الأرض لإعادة الحسابات وتصفية الفوارق بالقسط والميزان ،، وذلك هو الوهم الكبير الذي يظنه البعض ،، فمن هو ذلك الواهم الكبير الذي يتوقع في يوم من الأيام أن يعاد تخطيط مدينة الخرطوم من جديد بذلك القدر الذي يعادل وينصف بين سكان الأطراف وسكان مدينة الخرطوم ؟؟ .. ما ذلك الكلام العجيب ،، ذلك الأمر لا يحدث في أي مكان في العالم ولن يحدث في هذا السودان ،، فلماذا نهدر الأوقات فيما لا يجدي من الثرثرة والكلام لمجرد الكلام ؟؟ !! ،، هل يعقل في يوم من الأيام أن تتبدل التركيبة العمرانية والمناطقية في عاصمة من عواصم العالم من أجل عيون المتهمشين في الأطراف ؟؟ ،، ومن المضحك جداََ أن يحلم البعض بأن مجرد سرد الحقائق يكفي لإعادة الحسابات !! ،، من قال ذلك ؟؟؟ ،، ثم من الذي يملك المقدرة في تحويل عاصمة دولة من مكان لمكان لمجرد أحلام الحالمين في الأطراف ؟؟؟ ،، والذي يحلم بذلك يجب أن يفكر ألف وألف مرة قبل أن يتحرك بالحرف ،، فما هو الثقل الذي يملكه في تحقيق ذلك ؟؟؟ ،، فمثل ذلك الإنسان يجب عليه أن يعيد الإحصائيات قبل يفرض الإملاءات ،، والإحصائيات تؤكد بغير شكوك أن المركز السوداني اليوم يمثل الثقل السكاني للسودان ،، ومعظم أطراف السودان هاجر وتوطن المركز ،، وتلك حالة طبيعية تحدث في كل انحناء العالم .
أقسم بالله العظيم بأنني من أبناء أحد الأقاليم المهمشة في السودان وأسكن حاليا في ( أمبدة ) ،، وأمبدة تعتبر موطن الفقراء والمتواضعين في العاصمة السودانية ،، ومع ذلك لم أفكر يوماَ في تلك الخزعبلات التي يحلم بها البعض ،، لأن العقل والمنطق يفرض الإذعان ويطرد الأحلام الغبية ،، وقد تجولت وعشت في الكثير من دول العالم ،، ووجدت الأحوال هنالك بنفس الحال كما هو الحال في السودان ،، وفي جميع بلاد العالم أهل المركز هم أهل المركز ،، وأهل الأطراف هم أهل الأطراف ،، الأغنياء هم الأغنياء ،، والفقراء هم الفقراء ،، المحتكرون للمزايا هم المحتكرون ،، المتواضعون تحت ويلات الظروف هم المتواضعون ،، فمن الذي يعطي الحق للأطراف السودانية أن تنادي بتصفية الحسابات من جديد ،، وما هي تلك الكينونة التي يملكونها للتهديد وتحويل العواصم من مكان لمكان ،، وما هو الثقل الذي يرونه في تبديل الخرائط ؟؟ ،، وعندها يتضح الأمور أنها مجرد أحلام لبعض أصحاب الأقلام ،، دعونا من تلك الثرثرة الفارغة ،، والنصيحة الغالية لهؤلاء أن يتركوا الكلام الفارغ وأن يركزوا في تنمية تلك الأقاليم بالتخطيط والإنتاج حتى يتفوقوا على المركز ،، وتلك هي الخطوات العملية السائدة التي تتم في جميع دول العالم .
الكلام عن العنصرية والمركزية أصبح ذلك الحائط الذي يتكئ عليه العاجزون والضعفاء في هذا البلد ،، وهم يفنون الأعمار في تلك الفارغة ويظنون أنهم يأتون بالكبيرة وهم أضعف خلق الله في إيجاد الكبيرة ،، فتلك هي المجريات جارية ،، وتلك هي الحروب جارية ،، ولا يملكون من عدة التخويف أكثر من تلك الحروب .. وها نحن في ساحات الحروب ،، فلما التطويل بالشكوى والثرثرة ،، ولما أحلام الصغار في فرض الشروط وتغير العواصم ؟؟ ،، وما هي موجبات القوة التي تفرض تلك التنازلات ؟؟ ،، فالقوة ما زالت تميل لكفة الأقوياء .. والعددية مازالت تتفوق بمئات المرات عندما يكون الحديث عن الأغلبية ،، ومن العجيب أن الشراذم تظن أنها قادرة على فرض الواقع وذ لك من سابع المستحيلات .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العنصرية والأنانية هما أسُ الدَاء(3) نماذج (Re: المختصــر المفيـد)
|
نواصل يا مولانا عبد العزيز سام، فى الفترة حتى عام 1885م .. لم يكن هناك تزاوج ومصاهرة .. وأرتباطات أسرية أو عشائرية بين أهل الغرب والخرطوم .. فقد كانت مجتمعات السودان وقبائله وأقوامه تعيش فى حيز قبائلها وفى حيز أمتداداتها الجغرافية .. ولو قارنا تلك الفترة التى تفوق أعمارنا أنا وأنت بأكثر من 50 سنة قليلاً .. تجد أن التكوينن الحديث للخرطوم وللأمتزاج والتزاوج والتصاهر بين سكان السودان فى العصر الحالي تخطي كثيراً من الموروثات والمتراريس الأجتماعية والحيز الجغرافى .. لتك الفترة .. نما السودان أجتماعياً فى أتجاه غاية الروعة فى زمن قياسي ..
نعم أنا أصدقك القول أن النمو السياسيى مازال متأخراً جداً .. أضف إلي ذلك أجتماع أهل الوسط والخرطوم تحديداً ضد أهل الغرب تشوبه شوائب العنصرية وعدم الحساسية lack of sensitivity تجاه مشاعر أهل الغرب ..
لكن كل ذلك ليس مبرر لأن تقوم أنت وترايو أحمد علي .. كقيادات فى حركة مناوي بالمطالبة بفصل أقليم دارفور وكأنه ضيعة خاصة بالحركة أو بقبيلتكم دون أهل سكان الأقليم .. أو السودان أجمع.
بريمة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العنصرية والأنانية هما أسُ الدَاء(3) نماذج (Re: عبد العزيز عثمان سام)
|
أنت تتكلم عن أمور بديهية .. الناس ديل سكنوا في الأماكن دي لأنهم هم اللي جوا بالأول، يعني انت لو خشيت السينما متأخر ح تلقى الصفوف الأولى اتملت وح تقعد محل ما تلقى كرسي فاضي .. يعنى عايز يخلو ليك كرسي فاضي قدام لي غاية ما تجي من (الهامش !!). الناس اللي بتقول عليهم أنهم قاعدين في الحتات (السمحة) جوا مع التركية السابقة، وناسك أول مرة يشوفوا النيل في المهدية، وبعد المهدية (هاجروا!!) مع الخليفة ورجعوا محلهم . بعدين عشان تبنى عمارة لازم تشتغل، مش تنوم !!!
| |
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|