01:47 PM March, 04 2016 سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر
عزيت سائق تاكسي المطار في وفاة محمد حسنين هيكل فإذا به يخفض صوت المذياع ليسألني ببراءة (مين يا فندم ؟!) ..
* فطلبت منه رفع الصوت مرة أخرى لتجلجل أغنية لم أفهم منها سوى كلمة (مهلبية) ..
* زوج صاحبة العمارة التي استأجرت فيها شقة تحدثت معه عن فقد مصر لأنيس منصور ..
* فأجابني قائلاً (بس أنيس منصور ما متش يا باشا، هو حي ) ..
* فعلمت أن الذي مات هو انطباعي عن مصر كما كنت أعرفها ..
*وازداد يقيني بهذا حين أشار ثالث إلى مجاورة دولة جنوب السودان لمنطقة النوبة ..
* وهو كان يتحدث عن النوبيين النيليين لا نوبة غرب السودان في الجبال ..
* وفي أيام دراستنا الجامعية كان أستاذ الفلسفة عاطف عراقي يتخوف من انهيار ثقافي بمصر ..
* وسبب تخوفه هذا ذيوع شهرة أحمد عدوية في أعقاب عبد الحليم حافظ ..
* لم يكن يستوعب هبوط الذائقة الغنائية من علو ( بتلوموني ليه ) إلى حضيض (سلامتها أم حسن) ..
* ولم يكن يعلم أن عدوية سيكون قياساً" لآخرين يأتون من بعده (سيد درويش ) ..
* ومن الآخرين هؤلاء ذاك الذي لم استوعب من صخب غنائه سوى كلمة (مهلبية) ..
* أما أغرب ما سمعته بالقاهرة إلى الآن أغنية كلها (عنب) ..
* فمقدمتها عنب، ووسطها عنب، وخاتمتها عنب ..
* وكلمة العنب تتردد فيها بقدر أعداد السيارات التي تزحف كما النمل على الشوارع ..
* وربما تعجل قليلاً أحمد عدوية وهو يتذمر - لحناً- مما سماه (زحمة يا دنيا زحمة) ..
* فالقاهرة آنذاك - مقارنة باليوم- هي أفرغ من فؤاد أم موسى ..
* أما التي تستحق أغنية (سلامتها) فهي أم الدنيا الآن وليست أم حسن ..
* وإن كانت القاهرة صنفت - قبل أعوام- خامس أكثر عاصمة ضجيجاً" فلا أدري ما هو ترتيبها الآن..
* فالتلوث السمعي فيها بلغ حداً" لا ينقصه الصياح بـ (العنب) بين جنباتها ..
* والبارحة طلبت من سائق أجرة توصيلي إلى مكتبة (مدبولي) ..
* فلما نظر إلي ببلاهة تركته وطلبت من ثانٍ ، ثم ثالث ، ثم رابع ..
* وكلهم -والله العظيم- لم يعلموا موقع مكتبة مدبولي هذه ..
* أما أنا فقد علمت ما آل إليه (موقع) مصر الثقافي مصداقاً لنبوءة عاطف العراقي ..
* فقد كان يكثر من ترديد عبارة (على الله توقف عند حد انسح اندح امبو) ..
* وعلى الله -الآن- (توقف عند حد القشطة والمهلبية والعنب) ..
* وعودة إلى مكتبة مدبولي أقول إن سائق التاكسي الخامس كانت إجابته (ماشي يا باشا)..
* فلما جلست بجواره وانطلقت السيارة عرفت أنه يريد أن (يمشي) أمره فقط ..
* فما أن (مشينا خطوتين) حتى دمدم قائلاً (بص يافندم، أنا ح أوديك مكان المكتبات وانت تدور على راحتك هناك بقى) ..
* ومشى معنا (العنب العنب العنب) !!!
http://www.assayha.net/play.php؟catsmktba=10221http://www.assayha.net/play.php؟catsmktba=10221
أحدث المقالات
نداء إلي الحكومة الاتحادية بقلم الامين اوهاج اسامة بن لادن يطالب بنصيبه من مال النبي المنهوب بقلم محمد فضل علي..كندانأكل مما (نقلع) أو حكاية الزعيم والتلفزيون والكهرباء ! بقلم أحمد الملكحلايب سودانية..!؟ بقلم حامد جربومواطنو البحر الأحمر يدعمون ( فزعه الأهل بمدني من أجل الإصلاح بالبلادالماركسية ومسألة اللغة في السودان تلخيص وتقرير جعفر خضربرنامج الرئيس وروابط القرى .نظرة استقرائية تحليلية بقلم سميح خلفأضان الحكومة.. جلد فروة..!! بقلم نور الدين عثمانيوم فى حمدنالله وطريق فى المتاهة!! بقلم حيدر احمد خيراللهالهروب بقلم صلاح الدين عووضةيا أمريكا ارحميني بقلم عبد الباقى الظافراستغاثة التجار الشماليين في الجنوب بقلم الطيب مصطفى