أما المؤسف حقآ هو أننا نتعامل مع بلد يتبنى ثلاثة محاور في علاقته معنا ، فنجد انهم يوجهون الإعلام ليبث وينشر كل ما يسيئ للسودان ، وكذلك محور المخابرات والأيادي الخفية التي تترك حلقة مفرغة وتساؤلات في كثير من الأمور التي تحدث ومنذ سنوات بعيدة ، واما المحور الأخير هو السياسيين ومكرمهم ، وتصريحاتهم التي ربما يُخيل إليهم أنها تنطلي على السودان فعلى سبيل المثال ، هل أراد السيد سامح شكري إقناعنا أننا دولة مهمة لمصر ويكنون لنا محبة صادقة بقوله : نحنا عَندنا بوزارة الخارجية إدارة خاصة بالسودان " ؟؟!! – طيب فلنفترض أن الحكومة المصرية أنشأت وزارة خاصة وأسمتها " وزارة العلاقة مع السودان " فهل يسعدنا ذلك مثلآ ؟؟!! ... وكما ذكرت بالأمس أن مصر تخصص جيشآ من عناصر المخابرات للسودان صالوا وجالوا في طول البلاد وعرضها مستفيدين من إتفاق الحريات ، بل ودخلوا البيوت ومؤسسات الدولة ( المدنية والعسكرية ) كفنيين وعمال وبائعين ...الخ ، وبالمقابل الأشياء التي قٌدمت لمصر ربما يصعب حصرها ، وكذلك مُنحوا الثقة ، في الوقت الذي ينصب فيه المصريين أبراج مراقبة عليها جنود مسلحين ورشاشات موجهة على السودان وخلفها أفراد مستعدون دائمآ لإطلاق النار ، ولا أريد بحديثي هذا منع مصر من حماية نفسها لكن على الأقل إزالة مظاهر مثل هذه في المعابر البرية والتي هي للمسافرين ونقل البضائع وليكن التأمين بأساليبِ أُخرى ، وكيفما إتفق على بقية الشريط الحدودي . وفيما يتعلق بالمصالح التجارية فيكفي أن تقف بأحد المعابر البرية بالسودان وسرعان ما يلفت إنتباهك المئات من الشاحنات المصرية التي تدخل البلاد ملئى وتخرج فارغة ! ، بل كل المعابر البرية ( الثمانية ) بين السودان ومصر ، بالإضافة لميناء الزبير محمد صالح بحلفا ، ومطار الخرطوم كلها تعمل لأجل مصر ، ومصر التي تذهب إليها الأسر والعوائل في الإجازات الصيفية ، ويسافر إليها السودانيين للعلاج ، ويقيم فيها أعداد مقدرة ومنذ عشرات السنين لمختلف الأسباب ( كسائحين مقيمين ) ، وكل ما سبق يعتبر دخل مقدر لمصر وبالعملة الصعبة ، ويظهر كأرقام ضخمة في السياحة والتجارة ، لكن للأسف لايقدرون ذلك ، وربما يعتقدون أننا قد لا نعيه !! وهذا ليس حسدآ من عند نفسي ؛ بل هو عُرف العلاقات التجارية بين الدول وهو ، السعي لميزان تجاري مرضِ بين أي دولة وأخرى ، وإن تعذر وأصبح هنالك عجزآ متصل فيلزم تعويضه في مجالات أخرى ربما تتعلق بالتدريب والمشروعات والمنح والتعاون في أمور شتى تحقق المصلحة . وشئ آخر لابد أن أتوقف عنده وهو أن كثير من المسؤولين والإعلاميين المصريين يتحدثون بصورة غريبة عن السودان وبكل سهولة يرددون أن السوداني يشعر في ما معناه بالدونية وأنه دائم الحديث عن أن المصري يتعالى عليه !!! ( بمعنى أنه كل ما تقود المخابرات المصرية حملة إعلاميه على السودان ويقوم بعض المواطنين المصريين بتوجيه الشتائم للسودان وأهله وما أن يعْبِر السودانيين بعدم الرضا وإدانه سلوك مثل هذا حتى يخرج علينا من يحدثنا أن " السوداني يشعر بالدونيه ! " ... دونية مِن مَنْ بالله عليكم ؟؟! ) . وعلى سبيل المثال ما حدث بعد مباراة مصر والجزائر ، وزيارة الشيخة موزا ، وموضوع سد النهضة . قبل أيام وفي نقاش بأحد مواقع التواصل مع مصريين قال لي أحدهم ، وبكل ثقة أنه يريدني أن أعلم أنهم من أكبر المستوردين للسمسم ، والثروة الحيوانية ! نعم الثروة الحيوانية ، وصادر اللحوم يصل لمصر بمبلغ مدعوم بسبب التسهيلات التي قٌدمتها الحكومة السودانية منذ سنوات " لمواطنين ضد الغلاء المصرية " ، ولكن كيف يكون هم من أكبر مستوردي الثروة الحيوانية واللحوم وفي الوقت نفسة أكثر من 95% من الشعب المصري لايشتريها ! ( اللحوم الحمراء ) ، وأما السمسم فمعروف أنه يُصدر لمصر لكن هنالك أسواق عربية معروفة قديمآ وتستورده من السودان بكميات أكبر بالاضافة لأسواق في آسيا .. ومهم هنا أيضآ أن المركزي المصري كان قد منع التحويلات المالية بين مصر وعدة دول بينها السودان بدعوى غسيل الأموال ؛ لكن الحقيقة أن مصر بذلك تريد أن تخرج اموال الشركات التجارية والأرصدة الضخمة في شكل سلع مصرية لتلك الدول ! أخيرآ . حان الوقت لتصحيح المسار في العلاقة بين السودان ومصر ( من الجانب السوداني ) . وغلاء المعيشة للتذكير !
* قالوا على الحدود حشود.. أي زعموا بأن قوات دولتين جارتين تضمران للسودان شراً.. فقلتُ: أين هو السودان المختطَف من جبل عامر حتى جبال البحر الأحمر؟! وتساءلتُ: هل احتلت هذه الحشود مدينة سودانية جديدة؟! وإذا احتلت القوات (المزعومة) مكاناً شرقياً لا قدر الله فحدثونا عن (حلايب) التي لفظتموها من قبل وكأنها أرض ملعونة؛ ماذا فعلتَ لها أيها الحاكم الخبيث الجبان؛ وماذا فعَلتْ كتائبك من (الهَمَل) الفالحين فقط في قمع الشعب الباحث عن كرامته بالمظاهرات (ضد الغلاء)..! (2) تخطِئ العصابة الحاكمة للسودان مهما تفننت في تكثيف المُلهِيات؛ إذا ظنت أنها تزيغ قلوبنا عن مكروهٍ سِواها.. ولو كل بلدان الدنيا غزت السودان فلن نجد العصابة المعنية بعيدة عن (مقدمة الغزاة)..! السودان بالنسبة للتنظيم الإخواني الذي يديره بالوكالة اليوم ليس وطن؛ إنما هو (شركة أرباح) مقسمة ما بين قلة الطفيليين في الداخل وبين أسيادهم في الخارج..! البشير وزمرته يديرون بلادنا بذاكرة العبيد الباحثين فقط عن مأكلتهم؛ ولتذهب الحدود إلى الجحيم..! ماذا يريد منا المرتزقة في الخرطوم عندما يحدثوننا عن دول مجاورة تنوي الانقضاض على السودان؟! هل ترك المرتزقة للغزاة سوى انقاض؟! هل سننسى المعلوم من غزو البشير وجماعته للسودان منذ العام 1989م لنلتفت إلى غزو آخر مجهول؟! ثم.. ماذا يفيد حديث الغزاة عن الغزاة؟! (3) من يريد أن يبتكر لنا خطراً أشد من المتأسلمين ومأفونهم في القصر الجمهوري؛ لن يفلح.. لقد وعينا حتى (تنقـَّط) الوعي من رؤوسنا المتعبة.. وعِينا بأن كل ما يطلقه برابرة الخرطوم المتسلطين (مدفوع) بشراهتهم نحو الأرباح الشخصية.. فإذا عطس أحدهم حسب العائد من عطسته.. كم سيجني؟! (4) يا أيها الناس: لكل فعل أو حركة أو اختيار ثمن.. وحين ندفع الثمن بمقاومة الاستبداد المفضي لامتهان الإنسان والموت في سبيل دحر هذا الاستبداد؛ فإن خسارتنا أقل بكثير من خسارة (الساكت ــ المختبيء) وبئس المقارنة.. فإما أن ننتمي للسودان بجد فننقذه بصدورنا أو يطول صبرنا المُر إزاء (تنظيم البشير الإجرامي) يمزق شعبنا بعمالته وجشعه وفشله (أمامكم سعر الرغيفة وطيران الدولار؛ وقد حطم أنذال النظام أجنحة الجنيه بفسادهم المطلق).. إما أن نحب السودان بحق أو نحب أنفسنا لا غير؛ بائعين أعز ما نملك (الهوية ــ الكرامة ــ الحرية) والأخيرة نصنعها نحن؛ لا يمنحها لنا من يفتقدونها.. أعني حكامنا الذين اختاروا أن يكونوا عبيداً للثراء الحرام وليسوا خـُـدَّاماً للوطن..! فأي غزو أكبر من هذا؟! (5) يا أيها الذين أعنيهم: دعوا سفاسف الأمور ولا تنظروا باتجاه غير ثكنة العدو الواضح الذي جرّب فيكم كافة وسائل الإذلال وصولاً (للغلاء)..! (6) * أيها الفاسدون أذناب التنظيم العالمي للإخوان المتأسلمين: حين نستعيد السودان منكم؛ سنستعيد حدودنا بلا شك.. لا قوة ستهزم السودان (القومي) الديمقراطي الحر.. فالعبوا إلى حين داخل سودان المليشيات المأجورة والإرهاب..! خروج: * الغازي الداخلي يخيفنا من غزاة خارجيين لنلتف حوله؛ وهو الذي يقتلنا فحسب.. يا للمفارقة.. هل أغمضنا أعيننا لنفكر عميقاً في السؤال البسيط: لماذا آلاف المرتزقة في السودان يحمون (لصاً) ومجرم حرب واحد؟! لقد اختارهم من بين أجهل خلق الله؛ يربطون زوال نعمتهم بزوال اللص.. أي كالذين (نسوا الله فأنساهم أنفسهم)..! هل في تاريخ السودان غزاة أبشع من هؤلاء؟! أعوذ بالله الجريدة الالكترونية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة