في سبتمبر من العام 2012 ناقشت " بنصف الكوب " هنا ( بصحيفة الجريدة ) موضوع العلاقات السودانية المصرية في ضوء متغيرات السياسية الدولية في المنطقة ، وبروز قوى إقتصادية في الخليج تم تسخيرها في صُنع نفوذ، مع الأخذ في الإعتبار أفول نجم مصر وغيابها كدولة مؤثرة وإنتهيت فيه لحقيقتين ( حسب رأيي ) وهي أن أوباما في ولايته الأولى قال في خطابه الشهير بجامعة القاهرة في زيارته لمصر في العام 2009 : " لسنا أعداء ولسنا حلفاء " وهذا القول يُحدث عن أن أميركا لا تعتبر مصر دولة بالنفوذ والقوة التي تسعى أميركا لبناء شراكات وتحالفات معها ! ، أما الثانية فهي أن قطر قد إجتهدت في التواصل مع المحيط وأثبتت وجودها في العديد من القضايا والأحداث الدولية ؛ بل حتى في الكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية ولذلك ربما تعتبر الدولة المحور .. لذا جاء العنوان " وداعآ مصر ، مرحبآ قطر " ، وكما رأيت فيه أيضآ ضرورة إعادة صياغة العلاقة مع مصر ، وهذا ربما سيحدث هذه الأيام ، وهو ضرورة إقتضتها مواقف عديدة ليس أولها حلايب وشلاتين ، ولا مساعي الراحل عمر سليمان في جعل السودان دائمآ البلد المضطرب المأزوم ، وأن يظل محاصر إقتصاديآ ، وبالطبع تم تنفيذ ذلك بصورة سهلة مع النظام القائم لمصالح آنية تتعلق ببقاءه مهما كان الثمن وهذا مؤسف ، ومعروف للقاصي والداني أن مصر تدير علاقتها مع السوداني مخابراتيآ بغطاء دوبلوماسي وهذا بإعتراف أحد الدوبلوماسيين المصريين ، وكان هنالك إحتجاج شفهي لهذا الأمر ، والذي أزعج نظام الرئيس الراحل جعفر محمد نميري . اذا قمنا بعمل جرد حساب أو تقييم العلاقة مع مصر منذ العام 1956 الى الآن لن نتفاجأ بأننا الخاسر الأكبر على كافة الأصعدة في السياسة والاقتصاد وكل شئ ، لأن موقفنا في السودان دائمآ موقف الرجل الفاضل ، والمسامح أبدآ ، وعلى مر الزمان لم يخضع الأمر (من الجانب السوداني ) لحساب الربح أوالخسارة ، أو ما يجب ان تكون علية العلاقات بين الدول في العُرْفين الدوبلوماسي والتجاري ، وأجدني أستغرب جدآ للمعلومات غير الصحيحة التي يرددها المصريين عن السودان وهل ان التاريخ عندهم مزيف وغير حقيقي أم أن الأمر جهل به ؟! أو على الأقل لم تكن القاهرة في يوم من الأيام وسيط حقيقي وصادق ، حريص على مصلحة السودان وشعبة بين أطراف الصراع على مر الحِقب ، آخرها ذلك الإتفاق - لازم الفائدة - بين الميرغني ، قرنق ، طه بالقاهرة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة