|
العقل "الإصلاحي" مكوناته ومآلاته حوار مع صديقي "الإصلاحي"
|
بسم الله الرحمن الرحيم العقل "الإصلاحي" مكوناته ومآلاته حوار مع صديقي "الإصلاحي"
أبوهريرة زين العابدين عبدالحليم لقد كتبت سابقاً مقالاً بعنوان "وحدة الأمة ووحدة حزب الأمة" فرد علي الأخ صديق مساعد بكتاب مغالاطات واحاجي وسكب مداد الحقد والشتم كله ولم يرد حتى على الموضوع الأساسي المطروح الا وهو وحدة حزب الأمة والنقاط الخمسة المطروحة من قبلهم. واحاول هنا أن القي نظرة على العقل الإصلاحي اذا كان هناك عقل فعلاً وابحث في مكوناته ومآلاته في اسلوب حوار "ديالوج" مع صديقي الإصلاحي وليس "منولوج" ومعروف الفرق ما بين الاثنين. لقد آن الاوان أن يترجلوا من عرجاء السلاحف التي تسمى الإصلاح وفي محاولتهم الدؤوبة في الإصلاح بهذه الطريقة الانقلابية الفوقية ليس سوى تتبع ريح وبدون فكر يرشدهم او كما قال برهان غليون "إذا كان الفكر لا يستطيع ان يغير الواقع بذاته، فإنه قادر على تأمين الشروط الفكرية الضرورية لتوحيد القوى الإجتماعية الكفيلة بتغييره" أي بتغيير الواقع لذلك فلا يمكن الأصلاح والتجديد بلا فكر. ألم تر كيف فعل الإصلاح بصديقي وفعل صديقي بالإصلاح في علاقة جدلية غريبة الاطوار، كثيرة البوار، شديدة التهكم، كثيرة التهجم، على الأخرين، وكنت اعرفه الخل الوفي الذي يحترم الناس ومهما كانت درجة خلافه معهم، فتعجبت في الأمر وقلت ربما تكون السلطة التي يتبعها التسلط قد غيرت صديقي حيث ادخل نفسه في سياج الإصلاح الدوغمائي ويحاول معهم وبكل جهده الفكري في استنساخ حزب أمة "دوللي" كشاة البريطانين والتي ماتت في ريعان شبابها من كثرة الهورمانات والسموم التي في جسدها ولم يبق منها إلا صورتها الجميلة تلك وهي تأكل اخضر البرسيم. لقد كنا حيناً من الدهر سويا كنا نفترش "البروش" ونلتحف راكوبة ترى الشمس تجري لمستقر لها من تحتها بل ترى القمر بازغاً إلى أن يعود كالعرجون القديم، وتسمع للريح ازيز تقهقه خلف راكبوتنا كصوت نأي بعيد، كنا نتسامر ونتبادل الافكار والكتب تحت الاشجار والرمال وسوف لن يغير من ذلك شيء من علاقتي به ومهما كان الخلاف على الاقل من جانبي. هذه العلاقة التي تربط صديقي بالاصلاح جعلتني اتدبر وابحث في المكتوب عندهم فوجدت المكبوت، وجدت أن صديقي يملأ صفحتهم في الانترنت باكثر من بضعة عشرة مقالة بينما هناك بضع حوارات لزعيم الاصلاح السيد مبارك، حينها ايقنت أن صديقي اصبح المفكر الأوحد و "لينين" الإصلاح وكان قد ذكر في مقال سابق له ورداً علي أيضاً بعد ان قال انهم حضروا من اجتماع مع قيادات الداخل وقال انها قيادات تفكر بعقلية شيوخ القبائل وقال وهو يخاطب السيد مبارك "ابحثوا لنا عن طريق آخر" . إذن فبداية الاصلاح كفكرة وطريق آخر ولدت من عقل صديقي وعلى ما حسب ما ادعى. وإنني في غاية السعادة بأن وجد صديقي ساحة بتول يفعل فيها وبها ما هضم من فكر يصول ويجول ويشتم يمنةً ويسرة. قال غاندي قديماً: "إن فلسفة الحياة ترى أن الغاية والوسائل حدود وعكوس... وإن قيمة الغاية هي قيمة الوسائل، والوسائل كالبذور والغاية كالشجرة والمرء انما يحصد ما زرع، ولذا فإننا إذا انتبهنا إلى الوسائل وثقنا من بلوغ الغايات" لقد ذكرت سابقاً إن مكونات العقل الإصلاحي وغايته تعتمد على اثنين لا ثالث لهم، المشاركة في السلطة والتسلط، والشتم، أي الإساءة لكل من يعارض فكرتهم ومحاولة التخويف واشانة السمعة حتى لا ينتقدهم الناس، أي انها حقاً ايديولوجية الشتم والسلطان، وكما قال معاوية بن ابي سفيان "لا اضع سيفي حيث يكفيني صوتي ولا اضع صوتي حيث يكفيني لساني، واني لا احول بين الناس وبين السنتهم ما لم يحولوا بيننا وبين سلطاننا" ولذلك كل من انتقدهم في سلطانهم تهجموا عليه ورحم الله معاوية. وهم يتبعون نظرية قديمة في العمل السياسي او ما يسمى بالانجليزية "Blackmailing"، وقد عجز فكر ميكافيلي ان يجاريهم في ما يفعلون. وحتى لا اطلق الكلام على عواهنه بحثت في عواهنهم فوجدت ان هناك اكثر من ثلاثة عشرة اساءة وشتيمة في مقال واحد وذلك غير بعض عنوانين مقالاتهم والتي كنت اظن نفسي وانا اطلع على نافذتهم في الانترنت وكأنني في سوق يتنادى فيها الباعة لتسويق بائر بضاعتهم التي ردت اليهم جملة وهم يعمهون. وهذه بعض الامثلة من المقال "انك من حواري الإمام" الخبل" "انكم من اهل الوسواس" "الفجاجة" وغيرها من شاتم القول. فلقد اتهمني بما كتبت بأنني من حواري الإمام وإذا كان ذلك كذلك فهل يصح ان اتهمك بأنك من حواري زعيم الإصلاح مع العلم انك تسكن في داره وانت مدير مكتبه ومن المقربين عنده ويمليء عليك بكرة وعشيا، ولا ادري من منا "الحوري" وبيني ما بين امام الانصار بحار وراءها بحار وانا اكتب بشكل مستقل واعبر عن وجهة نظري الشخصية والتي لا يشاركني فيه الكثيرين من اعضاء حزب الامة القومي، وانا لست بعضو مكتب سياسي ولا لجنة مركزية ولا استشير اي احد فيما اكتب فقط اعبر عن حق الروح الإنسانية في الحقيقة و "ارفع علم الحق يتبعك أهله" وهذه قناعتي. ولقد ذكر ايضا وفي اطار الإساءة والإشانة بأنني وليت يوم الزحف وتركتهم تحت السلاح ولا ادري اي زحف هذا الذي وليت منه ربما يقصد وليت من زحف الإصلاح على الباطل، واي سلاح وربما يقصد سلاح الحقيقة المرة التي جعلتهم يفترون على خلق الله، والحقيقة لقد حضرت الى امريكا في فبراير عام 2000م بعد ان جمعنا اوراقنا وكنت في مكتب الامين العام في اسمرا ورجعت القيادات وكل الافراد في مارس وآخر دفعة من القيادات في 6 ابريل 2000م مع العلم بانه بعد اتفاق "نداء الوطن" في جيبوتي لم يكن هناك اي سلاح مرفوع على النظام، بل صادر الارتريون كل سيارات حزب الأمة المحملة بالسلاح منها والغير محملة، لذلك فالحديث هنا من باب المزايدة والعنتريات وادعاء البطولات الزائفة فلم اكن انا ولا انت من قادة الكتائب بل كنا نعمل اكثر في مجال العمل السياسي والتعبوي الاستقطابي. بعد ذلك عاب علي الاخ صديق وجودي في بلاد العم سام ولا ادري لماذا يضيره هذا فقد حكى لي الأخ الزين الصادق بأنه في مؤتمر الحزب في أسمرا في فبراير عام 98 أن الاخ صديق قد اعطاه صور فوتغرافية لكي يقدم له للوتري وكان ايضا ارسل لي صور وانا اقدم له كل عام، لذلك فاذا نجح الامر كان سوف يكون قابعاً في بلاد العم سام منذ العام 98 اي قبلي بكثير وذا كان حضر منذ ذاك التاريخ هل يعقل أن آتي واشتمه واقول انه رضي بأن يكون مع الخوالف مثلاً. وذكر في آخر اساءة في مقاله يتمنى بأن اكون عند حسن ظن من اسماني أبوهريرة وقال يبدوا أنني صاحب أغنام، ويبدو أن اغنام أبوهريرة أكلت يابس نبت فكرهم وتركتها كالصريم واوضحت مدى الخواء والافلاس الذي جعلهم يشتمون بلا وازع. وفي الحقيقة أنا اربأ بصديقي العزيز أن يكون مخلب قط يخربش الكبير والصغير وهو يذكرني بالرائد يونس والذي ظهر في الايام الاولي لما يسمى بثورة الانقاذ، ولقد ابعد بعد ذلك بعد ان ادرك اهل الانقاذ خطورة مثل هذه الاساليب. وكما نعلم فإن السياسة تعتمد على المتغيرات ويمكن ان تتغير الاوضاع في اي لحظة لذلك لا داعي للباس وجه القباحة ومسؤولية المثقف هي رفع وعي الناس والارتقاء بالحوار لا بالانحطاط به الى درك سفيل من الاساءة. وحالي اليوم كحال سيدنا علي ابن ابي طالب في الدعوة لوحدة حزب الأمة عندما قال للخوارج الذين ابو العودة اليه "كونوا حيث شئتم وبيننا وبينكم ألا تسفكوا دماً حراماً ولا تقطعوا سبيلا، ولا تظلموا أحد. فإن فعلتم نبذت الحرب معكم، قال: لا نبدأ بقتال ما لم تحدثوا فساداً" رحم الله ابن ابي طالب. لقد قال الحكيم "بوغو" "لقد تقابلنا مع العدو ألا وهو نحن" "We have met the enemy and he is us" والكلمات الشكسبيرية الرائعة "الخطأ عزيزي بروتوس ليس في النجوم ولكن في انفسنا" "The fault, dear Brutus, is not in the stars but in ourselves" والمشكلة كما قال شكسبير ليست في النجوم بل في انفسنا وفي تعاملنا مع بعضنا البعض وكلمات الحكيم هذه في اننا تقابلنا مع العدو ألا وهو نحن اي اننا نقوم بممارسات تسيء إلى قضيتنا قبل الآخرين. تعالوا ننظر إلى ما كتب الأخ صديق في مقارنة مع بيان النقاط الخمسة لنرى حرب الاصلاح على الاصلاح. لقد ورد في البيان الموقع باسم السيد مبارك المهدي "إنه في حالة الاتفاق على الخط السياسي وتعثر الاتفاق على الاسس اعلاه يمكن التفكير في الدخول في تحالف أو ائتلاف سياسي مع تأجيل مشروع التوحد إلى حين أن تتهيأ له الاسس التنظيمية المطلوبة"، كنت اتمنى أن يكون البيان كله هذه النقطة وكفى والكلام واضح من ان زعيم الاصلاح السيد مبارك وصل الى قناعة من انه لابد من ايجاد صيغة ما للبدء في التوحد او التوحيد واذا تعثر الامر لا مانع لديهم من التحالف او حتى الدخول في ائتلاف سياسي بعد ذكر الآية التي تدعو إلى الإعتصام بحبل الله المتين وهذا خير القول، أما ما قاله الاخ صديق بأن البيان جاء كرد على مساعي مبرورة والبيان فقط رد على هذه المساعي ولا يرغبوا في الوحدة ولا في اي ائتلاف سياسي ولا غيره ولا ادري الآن ما هو خط الاصلاح الرسمي وايهما نصدق، صديق ام بيان رئيس الحزب والامر يحتاج الي بيان، لأن مقال الاخ صديق منشور في الصفحة الرئيسية في نافذتهم مما يجعلني اقول انه يعبر عن خطهم الرسمي وفي نفس الوقت بيان النقاط الخمسة يقول على عكس قول الاخ صديق والواضح ان المقال يعبر عن الحالة النفسية للاخ صديق وما كنت اريده ان يضع اسقاطاته النفسية والشخصية في المقال بدلاً من الرد على الموضوع الاساسي المطروح الا وهو وحدة حزب الأمة، ولكن كما قال فولتير "عندما يفسد العقل يتحول الإنسان إلى حيوان والمجتمع إلى خليط من العجماوات تفترس بعضها البعض، إلى قردة تحاكم ذئاب وثعالب. هل نريد أن نجعل من تلك العجماوات رجالاً؟ علينا أن نقبل أولاً أن يكونوا عقلاء". ومن بعض المغالطات الكثيرة في مقاله عندما تحدثت عن التوقيت السياسي فرد علي بأن البيانات ليس لها مواقيت وقال ان هذا "وايم الله اول الخبل" ونقول نعم ان البيانات لها مواقيت سياسية ومناسبات وتعبر عن وجهة نظر محددة في موضوع محدد مطروح في وقت محدد وقولهم ان موضوع الوحدة حيث بدأ الناس يسألوهم عنه لذلك اصدروا البيان ولماذا لم يصدروا البيان مثلا بعد انشقاقهم مباشرة وذلك لان هناك مستجدات وظروف استجدت دعتهم لاصدار بيانهم. ومقال الاخ صديق مليء بالمغالطات والاحاجي كما ذكرت ولا ادري ان كانت كل تلك الاحاجي والمغالطات جزء من فكر الاصلاح الببغائي ام ماذا فمثلاً انكر الاخ صديق على ابن البتول مقولته المشهورة "ما لله لله وما لقيصر لقيصر" وادعى ان المسيح لم يلتقي قيصر في حياته وكل هذه المغالطة باسم الاصلاح والتجديد ونصب نفسه مفسراً وشارحاً لاقوال السيد المسيح وبدون حياء فقلت مرحباً بالقديس يوحنا الجديد في انجيل الاصلاح الجديد وكلام الاخ صديق بالنص "أعلم أخي ان السيد المسيح لم يلتقي قيصر في حياته ولم يكن له وجودا في فلسطين ام اصبحت اسما على مسمى تروي احاديث ليس لها اساس من الصحة" وهي محاولة لتجهيل الناس واظهار نفسه بالعارف لكل شيء ربما ظن نفسه انه يخطب في تلامذته من اهل الاصلاح. وادعوه ان يرجع الى انجيل متى الجزء 22 صفحة 16إلى 22 ربما يذكره بما انساه الشيطان من ان يذكره في غياهب ليل الاصلاح البهيم وليعلم اني اسماً على مسمى وفي كلامه ان سيدنا ابوهريرة يروي احاديث ليس لها اساس من الصحة وحتى يسيء إلي، فصدق ابوهريرة وكذب صديق: "...فأرسلوا نحوه تلامذتهم مع اليهوديين الذين قالوا له: أيها المعلم، اننا نعلم انك على حق وأنك تهدي إلى سبيل الله بحسب الحق ودون اهتمام بأحد، لأنك أنت لا تؤخذ بمظاهر البشر، قل لنا إذاً ما هي هذه المظاهر هل يجوز ان ندفع الضريبة لقيصر؟ وكان يسوع عارفاً بخبثهم فأجاب: أيها المنافقون لماذا تغونني، اظهروا لي النقود التي بها تدفعون الضريبة فقدموا له قطعة نقد وسألهم: عن هذه الصورة وعن هذه الكتابة، فأجابوا، إنها لقيصر فقال لهم أعيدوا إذن لقيصر ما هو لقيصر ولله ما هو لله. ايضاً لاحظت ان هناك هجوم شديد على الامام الصادق المهدي، لقد حدد اخوان الصفا وخلان الوفا الرجل المسلم الكامل في انه ينبغي أن يكون "عربي الدين، عراقي الآداب، عبراني المخبر، مسيحي المنهج، شامي النسك، يوناني العلم، هندي البصيرة، صوفي السيرة، ملكي الأخلاق، رباني الرأي، آلهي المعارف" ويخاطبه ب"لقد قام امامكم" يا أخي نحن نشأنا في بيوت ومجتمع يحترم الصغير الكبير ويوقر الصغير الكبير وهناك احترام للمعلم والعمدة والشيخ والفكي والاب والاخ الاكبر مع وجود الخلاف السياسي، فالامام الصادق المهدي هو نفس الشخص الذي كان يرأسنا ويرأسكم وكنتم تقفون في المنابر وتتغنون بكلامه والماضي الذي ذكرته ايام نميري وغيرها كنتم جزء منه، وكما قيل "الماضي أشبه بالآتي، من الماء بالماء"، لماذا لم تقل هذا الكلام طوال الفترة الماضية قبل الانشقاق حتى نصدق انكم من اهل المباديء في نقدكم ولكن الامر يعبر عن انتهازية سياسية لم اجد لها مثيل في التاريخ الحديث. وكنت قد ذكرت في المقال السابق ينبغي ان نضع سلاح الكلمات جانباً ونبدأ في الحوار بشكل عقلاني وجاد والعمل السياسي يعتمد على الحوار والتفاوض لا الشتائم وقلت ينبغي ان نسمو فوق جراحاتنا ونفكر في جماهير حزب الأمة وكيان الأنصار وقلت بالحرف ان هناك بعض التيارات في الاتجاهين والتي ليست لديها مصلحة في وحدة حزب الامة سوف تقاوم اي خطوة من هذا القبيل بشده، وقبل ان يجف مداد مقالي سكب الاخ صديق مداد الحقد والشتم كله وحتى يشغل الناس بمعركة جانبية تصرفهم عن الموضوع الأساسي ألا وهو موضوع وحدة حزب الأمة وقد رد علي بكتاب كامل ولم يرد موضوع الوحدة في مقاله الكتاب إلا في بضع سطور وهذا يعبر عن مدى الهلع الذي انتابه عندما بدأ الحديث عن الوحدة ونباح الكلب خوفاً على ذيله كما يقال في المثل. ثم عاب علي بعد ذلك دفاعي عن حزب الأمة القومي وقال انني اتحدث عن جمل بازل واشار الى بيان شباب وطلاب حزب الأمة القومي وفات على الاخ صديق ان هذا البيان الذي ذكره خير دليل على عافية حزب الامة القومي وديمقراطيته على الاقل افضل من الاصلاح واذا كان شباب حزبنا وطلابه يقدمون رؤية نقدية موضوعية وبدون أن يتعرض لهم احد او يفصلهم او يشتمهم كما حدث للدكتور نهار امينهم العام الذي راح في خبر كان وطلبوا من الحكومة ان تفصله لهم ومازال في منصبه باسم الاصلاح والتجديد وهو مفصول من الحزب ولا ادري ان هناك اي جماعة سياسية تحترم نفسها يمكن ان تقبل بمثل هذه الإساءة ولكن طبعاً السلطة اهم من الإساءة التي وجهها لهم المؤتمر الوطني وهي كما قلت اولاً واحدة من اهم ركائز فكرهم فلا يمكن التضحية بهذه الركيزة الاساسية في ايديولوجية الإصلاح، لذلك فالأفضل ان ترجعوا الى حزبكم والمؤتمر الوطني ليس باقرب لكم من حزب الأمة القومي لانكم تجدون الفكر الذي يعوزكم أو كما قال خالد الحسن في كتابه إشكالية الديمقراطية والبديل الإسلامي في الوطن العربي "وذات المشكلة تنطبق على الحزب السياسي، فإنه عندما يعمل في المجتمع لصالح فكره المجتمعي، لتطوير ما هو قائم إلى الأفضل، أو تغيير ما هو قائم جذراً إلى شيء جديد افضل، فإن برامجه السياسية لابد أن تكون محكومة بفكر مجتمعي، محكوم بدوره بفلسفة كلية لهذا الفكر، تكون دليله في وضع برامجه السياسية واطروحاته الفكرية، فإذا فقد الحزب ذلك اصبحت التجربة هي مصدر التقليد فيفقد بذلك قدرته الشمولية والكمية والنوعية ليفقد قدرته الذاتية على الاستمرار والتطور إلى الأفضل في فكره ويصاب بالارتباك والشلل في ممارساته، يسقط في الفشل أو ليلجأ إلى التآمر للوصول إلى السلطة أو للقمع للبقاء فيها" وصدق خالد الحسن. وعرج بعد ذلك على قضية دارفور وقال إن حزب الأمة القومي صامت والدليل ما يدور في دارفور من مشاكل، وفات على الأخ صديق إنه وحزبه جزء من النظام ولديهم سبعة وزراء ومساعد رئيس ومستشار اقسموا بالله العظيم وعلى كتابه الكريم على حماية الدستور والنظام نعم ليس جزء من المؤتمر الوطني كما قال الاخ صديق ولكن جزء من النظام، لذلك وهم جزء من جهاز الحكومة لماذا لا يخبرنا عن دورهم في حل ازمة دارفور وكانوا قد ادعو انهم يمثلون حزب الأمة وهم امتداد للحزب منذ عام 45 وجاءوا لحماية مصالح الانصار ولخدمتهم وبالفعل ما يدور في دارفور هو اكبر خدمة قدموها لجماهير الانصار وحزب الأمة، والواضح انهم يخدموا قضية غير قضية حزب الامة وجماهير الانصار ودارفور خير شاهد على ذلك، ولم نسمع بأن احد منهم قدم استقالته احتجاجاً على سياسة الحكومة في دارفور والتي تقوم بغزو القرى الآمنة وتشرد اهلنا في دارفور ووصل عدد النازحين واللاجئين الى المليون كل ذلك وجماعة الإصلاح والتجديد في السلطة، وإذا كان هنالك جرم في دارفور فانكم جزء منه، وهو يتحدث هنا عن الذي يحدث في دارفور كأنما حزب الأمة القومي في السلطة وينتظرون حزب الأمة القومي كي يحل المشكلة، نسوا انفسهم وانساهم الشيطان دارفور وما ادراك ما دارفور وهم في سلطتهم يعمهون. واذكر ان الفرد الوحيد الذي قام بدور ما الا وهو الدكتور نهار لقد قاموا بطرده كما قلت ونسوا درافور من بعده ويتهموننا بدارفور بالله عليكم خبرونني اي منطق هذا. ذكر الاخ صديق ايضاً أن الصحف خرجت بتصريحات من "بنت الإمام" ولا يريد أن يذكر اسمها ويقصد الدكتورة مريم الصادق المهدي ولا ادري لماذا لا تخاطب الناس بأسماهم "ادعوهم باسماءهم هو اقسط عند الله" ، يا اخي من الاحترام ان نخاطب الناس بما يحبوا ان يخاطبوا به برغم الخلاف السياسي واختلاف الرأي لا ينبغي أن يفسد للود قضية ولا أدرى كيف يتم الإصلاح بدون أن يصلح أهل الإصلاح انفسهم ويخلصوها من الاحقاد والشرور. ثم اورد الاخ صديق "من قال لك اننا يشدنا حنين عودة وعودة إلى ماذا بعدما رأينا" وقال اننا نحتاج الى عشرة الف سنة من النقاش والحوار. ولكن السؤال لماذا البيان اذن من الاول فهل الامر مناورة وحتى قد ذكر في البيان اذا لم تكن وحدة فليكن تحالف او ائتلاف سياسي ولكن الواضح ان هذه رغبة صديقي كما قلت سابقا في أن يبقى الحال كما هو عليه أو انهم مختلفين في رؤيتهم للأمر. أكون بذلك قد غطيت على مكونات العقل الإصلاحي الا وهي المشاركة في السلطة أولاً ومن ثم الإساءة وشتم كل من يخالفهم وحتى يضمنوا البقاء في السلطة لأطول مدة ممكنة برغم ما يدور في دارفور من سياسة عرجاء من قبل الحكومة وبرغم عدم استجابة الحكومة لطلبهم في فصل اعضاء حزب الاصلاح المغضوب عليهم من جانب حزبهم وغيرها من اشياء، وما زالوا متشبثين بالسلطة وكما قلت فهي اهم مكونات فكرهم وسوف يتمسكوا بتلابيبها الى ان يأتي طوفان السلام والديمقراطية والأفضل من ذلك كله أن يتحاوروا مع الناس من اجل الوصول إلى رؤية لتوحيد الحزب والكيان وهذه قناعتي ومهما كان ومهما كانت درجة الاساءات فهذا لا يثنيني عن رأيي في أن الوحدة تابو. بالإضافة إلى ذلك هذه دعوة لحوار بناء مع صديقي ومع اهل الاصلاح نتناول فيها اوجه الخلاف الفكرية والسياسية ونرد عليها بكل موضوعية مع بعضنا البعض بدلاً من الشتم ويمكن أن نشتم بعضنا البعض ولكن هذا سوف لن يحل الموضوع. أما مآلات العقل الإصلاحي فالواضح ان فكر بمكوناته تلك التي ذكرتها انه فكر سديم كما اوضحت وسوف يؤول الى العدم وبدل العدم فالرجوع الى حزبهم اكرم واشرف ولعلي اكون بذلك قد ساعدت في التاريخ لفكرهم اللافكر والسلام على من اتبع الاصلاح.
|
|
|
|
|
|