تداعيات العصيان المدني والأزمة السودانية والوضع الحالي في السودان يصف بأنه كارثي ومنهار في كل النواحي اقتصاديا و سياسيا واجتماعيا والشعب قد نفد صبرة من حكومة الإنقاذ ويريد الخلاص لكن عن طريق وسائل تعد أكثر تحضر وأقل تكلفة تفاديا لحقن دماء أبنائه والاتعاظ مما حدث فى تجربة سبتمبر 2013. التي راح ضحيتها 200 شهيد أثناء المظاهرات التي خرجت الشارع للمطالبة بإسقاط النظام. فيما يخص العصيان لقد تباينت الآراء حول نجاح أو فشل تجربة العصيان . لكن النجاح الحقيقي يكمن في التفاف الشعب حول الفكرة والاتفاق على مبدأ ضرورة التغيير يعد ذلك نجاح فى حد ذاته ، وخطوة تعتبر فى الاتجاه الصحيح .ومشوار الميل يبداء بخطوة. الإجماع الوطني مهم جدا وتوحيد الصف الداخلي لدعم العصيان ومن المعروف بأن التغيير دعت إليه قيادات شابه فى وسائل التواصل الاجتماعي . وجدت الفكرة ترحيب ومساندة من القوي السياسية السودانية و لإنجاح هذا العمل لابد من اتفاق شامل وارداة قوية منفتحة على مكونات المجتمع بمختلف الاتجاهات لكى يسهم الجميع في التغيير و كيفية إقامة دولة المواطنة التى تقبل التنوع الثقافي والجغرافي للسودان. دون استثناء أو عزل اى طرف ، هذه المرحلة تحتاج تكاتف الجهود وتوحيد الرؤي والأهداف والاتفاق على الحد الأدني من الأهداف. اى محاولة تشكيك سوف تضعف التغيير المنشود، ليس من حق اى انسان ان يوزع صكوك الوطنية علي الناس في الوقت الراهن طالما هناك إجماع علي التغيير والهدف واحد ومتفق عليه. والوطن ملك الجميع ليس أما أنا أو انت الوطن نحن جميعنا نملك نفس الحق فيه رغم اختلاف الايدولجيات التى تصنف البعض سياسيا .و الاختلاف سنة الله في خلقه. لابد من التأسيس لوطن يسع الجميع دون استثناء مع الأخذ فى الاعتبار بضرورة تفعيل نظام المحاسبة لكل من ساهم في قتل او تبديد مال عام وارجاع الحقوق الي أصحابها. وعندما يتم الاتفاق على الأساسيات يصبح المتبقي من خلافات ممكن الالتقاء حوله بالتفاهم. أيضا المجتمع محتاج إعادة بناء من جديد حتي يتعافى اجتماعيا قبل ان يتعافي سياسيا والسياسية أفسدت كل جميل فى الحياة وطفت العنصرية والجهوية فى أقبح وجه فى عهد الإنقاذ التي مزقت النسيج الاجتماعي للوطن وشتت شمله، وانفرط عقدة بسبب الصراعات السياسية. السودان محتاج إعادة بناء من جديد . المدهش فى تجربة العصيان المدني هو المطالبة بالحقوق بطريقة سلمية مختلفة وتمثل ذلك الاحتجاج فى صورة العصيان المدني الذي مضى لمدة ثلاثة أيام من الشهر الماضي ، بعيدا عن الخراب والدمار تحاشي للصدام مع الشرطة وحقنا للدماء من بطش الأجهزة الأمنية. درس جديد يلقنه الشعب للنظام بأن هناك مطالب مشروعة ومظالم تتم المطالبة بهاعبر وسائل الإعلام الاجتماعي عبر مواقع التواصل الاجتماعي بصورة راقية. وهى حق مشروع قانونا التعبير عن رفض تلك السياسة التي افقرت الشعب وسلبت منه كل وسائل الدعم من الخدمات الصحية وغيرها والتي تعتبر أبسط مقومات الحياة الكريمة. الشعب على موعد آخر مع العصيان المدني يوم 19 ديسمبر الذي يصادف يوم اعلان استغلال السودان من داخل البرلمان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة