|
Re: العصيان..الظروف الموضوعية والذاتية..وسؤال (Re: محمود محمد ياسين)
|
لقد هدأت العواصف المصطنعة أخيراَ ،، ويا زيد لا رحنا ولا جئنا . المخترعين لتلك العواصف قد فشلوا في دراسة الجدوى . والإقرار بالفشل ضرورة تؤكد قمة العقل والتعقل . والإصرار في مواصلة نفس مشاوير الفشل يمثل قمة الحماقة . ومن العبث أن يكرر البعض مقولة تأثيرات تلك الأحداث الوهمية على النظام . والنظام يضحك من ضآلة المواقف وفخامة الإشاعات . والشعب ليس مع ذلك النظام وليس مع هؤلاء البسطاء . ولا يهم الشعب من هو القابض كما لا يهمه من هو ذلك المتربص المترصد . ولا يهمه كثيرا ذلك الإسهاب بالحروف والكلمات . ولا تهمه تلك المقالات التي تجلب الغثيان من كثرتها وكثرة عناوينها . ولا تهمه تلك الفلسفات العشوائية التي تملأ الساحات والصفحات . ولا تهمه تلك الأفكار السياسية القديمة البالية أو الحديثة الخادعة . يهمه فقط أولا وأخيرا ذلك البديل المفيد الذي يزيل عن كواهله الأثقال . يهمه فقط ذلك الإنسان صاحب الضمير الحي الذي يشاركه البكاء والنحيب . يهمه ذلك الإنسان الذي يتحسر على قطعة الخبز التي أصبحت كالألماس في الندرة . يهمه ذلك الإنسان الذي يتألم لأنين الشاكين والباكين في أروقة المساجد والطرقات . يهمه ذلك الإنسان الذي يتألم بآلام المرضى العاجزين عن المعالجة وشراء الدواء . يهمه ذلك الإنسان الذي يتواجد في وسط معمعة الأحوال القاسية في السودان . أما غير ذلك من كتابات المهابيل فذاك مجرد عواء كعواء الذئاب والكلاب . مجرد حروف وكتابات لاستهلاك ضعاف البشر ،، لا تسمن ولا تقني من الجوع . فهؤلاء جعلوها معركة وهمية ثم هم أنفسهم قد نالوا صفعة الهزيمة في نهاية المطاف . النظام القابض للسلطة في رأي الشعب هو ذلك النظام الظالم المجحف ،، الفاسد المفسد . والبديل المتربص في رأي الشعب هو ذلك المرفوض بالفطرة جملة وتفصيلاَ . حقيقة يكررها الشعب منذ سنوات وسنوات . ولكن ما زال البعض يتعمد أن يتجاهل تلك الحقائق . وهنالك من لا يريد أن يسمع صرخات الشعب , وبالرغم من ذلك التجاهل فإن التجارب في أرض الواقع تؤكد مواقف الشعب الثابتة . وهو ذلك الشعب الذي أخرس التوقعات مرارا وتكراراَ . وفي نهاية المطاف لن يكون إلا ما يريده الشعب السوداني .
| |

|
|
|
|