|
العدل أساس الحكم / حسن الطيب
|
بسم الله الرحمن الرحيم قبل توجهه إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، كشف الرئيس عمر البشير عن إكمال الترتيب لرحلته؛ وأعلن أنه جاهز للذهاب إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبار أنه حق أصيل لا يمكن التنازل عنه، وقال «الأمم المتحدة حقَّتنا وقمنا بأخذ أذونات الطيران وكمان حجزنا فنادق في نيويورك» ورغم ذلك رفضت أمريكا منحه التأشيرة.. وللتستر علي الفساد الذي دمر الاقتصاد، أكد أن قادة المؤتمر الوطني جاهزون للمحاسبة، إن وُجد الدليل القاطع على فسادنا، وقال: نحن حريصون أن نقيم دولة إسلامية عادلة وحق علينا أن نحاسب كل متجاوز، لأن المجتمع السوداني أصبح في طريقه ليبقى طبقتين وقال: «طبقة أولى لا تخشى الفقر تصرف صرفًا عاليًا ومستمتعة بالدعم والأموال، وطبقة أخرى محرومة تمامًا هي فئة المرتبات». يأتي ذلك في وقت كشفت فيه نيابة المال العام عن استرداد مبلغ (and#1637;and#1632;) مليون و(and#1640;and#1634;and#1633;) ألف جنيه إلى الخزينة العامة خلال الفترة من and#1633; يناير وحتى and#1635;and#1633; أغسطس من العام الجاري ، وتردد الولايات المتحدة في منحه تاشيرة دخول لأنه "متهم بجرائم حرب".. ورغم ذلك ، فصفة الحاكم حسب شرع الله لا تنطبق عليه، وهي أن يرعى الحاكم حقوق رعيّته؛ لأنه المستخلف في إقامة شرع الله ومنهجه بكافّة صوره وتشريعاته، وأصل الشريعة وعمودها: إرساء قواعد العدل، ولذلك كان الإمام العامل بمقتضى العدل في رعيّته أحد السبعة الذين يُظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه . ويُقال أيضاً: إن الظلم صفةٌ ذميمة لا يُجْتنى منها سوى الفساد والفتن ، والبلايا والمحن، والشرور والسيئات، وهي ظلماتٌ يوم القيامة، وما كان هلاك الأمم والقرى إلا لأجله، فإذا كان هذا حال ظلم الأخ لأخيه، فكيف إذا كان الظلم واقعاً على أمّةٍ بأسرها، وشعبٍ بأكمله؟ وكيف يستحقّ التجاوز والشفاعة من كان هذا حاله مع رعيّته؟ فالظلم منافٍ للأخوّة الإسلاميّة، كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره) رواه مسلم، ولا شك أن الغلو في الدين مذموم والتشديد فيه غير محمود، لأنّه خروجٌ عن منهج الاعتدال الذي اتصفت به الشريعة الربّانية، وقد نهى الله سبحانه وتعالى وحذّر أهل الكتاب من الغلو في أي ناحية من نواحي الدين العقائدية والتشريعية فقال: {يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق} (النساء:and#1633;and#1639;and#1633;) واخيراً.، يقول الائمة الصالحين الرجوع إلى الحق فضيلة، فالإنسان بشر، يعتريه الخطأ والنسيان، والضعف والقوة، ويقع منه الخطأ والمعصية، وليس ذلك عيبا، ولكن العيب هو التمادي فيه، ياراعي الرعيّه السودانيه.
|
|
|
|
|
|