العدالة العاجزة- أو الحكومة خصم غير نزيه ( 1-3) بقلم عثمان محمد حسن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 10:56 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-15-2015, 11:36 PM

عثمان محمد حسن
<aعثمان محمد حسن
تاريخ التسجيل: 12-30-2014
مجموع المشاركات: 1052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العدالة العاجزة- أو الحكومة خصم غير نزيه ( 1-3) بقلم عثمان محمد حسن



    " ربنا لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك و لا يرحم"! صدق الله العظيم

    العدالة في أمريكا ناجزة و هي أقرب إلى النهج الاسلامي غير ( المدغمس) ب(التمكين)..

    أما في السودان فالعدالة عاجزة جداً.. و أعجز عن وصف الفساد و الظلم اللذين شاعا و عما البلد، بما يشي بغياب نهج الدين الحنيف في ممارسة جماعة ( الانقاذ) للحكم.. و لم أكن لأصدق ما يجري لولا أنني تعاقدت مع وزارة الاستثمار عقداً ( خاصاً) عقب عودتي مع " بلادك حلوة أرجع ليها.. دار الغربة ما بترحم!".. و رأيت الفساد يمشي على استحياء في البدء.. لكنه صار يمشي عارياً متبختراً بكل فجور داخل أروقة الوزارة بعد ثلاث سنة و نيف.. ما دعاني لإرسال مقال من ثلاث حلقات عن الفساد لصحيفة ( الانتباهة).. نشرت الصحيفة الحلقة الأولى يوم 4\4\2011 .. و فوراً- في صباح نفس اليوم- تسلمت خطاب إيقاف عن العمل في الوزارة.. و تم نشر الحلقة الثانية في الصحيفة.. و أُوقفت الحلقة الثالثة بقدرة ( قادرين)..

    و لم أتسلم ( حقوق) ما بعد الخدمة.. حسب ( العقد)..

    و بدأ مشواري الطويل ضد ( الظلم) الواضح.. فأنا من أولئك الذين لا يكلون عن المطالبة بحقوقهم حتى و لو كانت في ( بحر الظلمات)..

    نعم، بدأت البحث الطويل.. و تحصلت على ( حقوقي) بعد ثلاثة سنوات و 7 أشهر فقط لا غير! و حالتي أفضل من حالات معاشيي البنوك الواقفين على الرصيف في انتظار العدالة الناجزة.. و هي عاجزة كسيحة في أضابير وزارة العدل.. على بعد خطوات من القصر الجمهوري..

    (1 ) العدالة مشرئبة العنق في أمريكا



    تقدمت باستقالتي من عملي بفندق ( هيلتون هاي تاوار) بمدينة أتلانتا بأمريكا.. التحقت بالعمل فيه عقب حصولي على ( إذن العمل).. و قد تم قبولي للعمل بإحدى المنظمات الكنسية الشهيرة.. لم ( أطالب بحقوق) لي على الفندق.. إلا أنهم بعثوا إلي بخطاب يشكرونني فيه على الفترة التي قضيتها بين ظهرانيهم.. و أعلموني بأنهم قد بعثوا بحقوقي عليهم في حسابي بالبنك المعروف لديهم.. و تمنوا لي مستقبلاً أفضل في وظيفتي الجديدة..

    و يبدو أن الوظيفة الجديدة تحمل الكثير من اللامتوقع- من- منظمة- ( خيرية).. إذ كان ضمن عملي ترتيب أوضاع اللاجئين إلى الدنيا الجديدة.. و تعريفهم بما ينبغي أن تكون عليه حياتهم الجديدة بغرض التأقلم مع البيئة.. ( Orientation)..

    و وصل إلى مطار المدينة صبية سودانيون جنوبيون قادمين من منطقة يقال لها ( كاكوما) بكينيا.. و استُقبِلوا في المطار استقبال الفاتحين.. فقبل وصولهم كانت قنوات التلفزيون تبث روايات مطولة عن مآسيهم - تتخللها أراجيف ذات غرض واضح.. و امتلأ المطار بالكاميرات.. و الكل في حركة و نشاط مبالغ فيهما بالنسبة إلي..

    إذن ها هم الأطفال (المُضَاعُون\ المفقودون) ( The Lost Boys) كما أسماهم الاعلام الأمريكي.. و عرفت أن رئيسهم صبي من منطقة ( يارقوت) ببحر الغزال.. تقرَّبت إليه و بدأت أسأله عن الأحوال هناك.. و جرَّنا الحديث إلى ذكريات عن مدينة أويل و ( ودويل) و عن مدينة واو التي وُلِدتُ و ترعرعت فيها.. كما تحدثت بعد ذلك مع صبية آخرين باللغة العربية ( اللهجة السودانية)..

    استدعتني مديرة المنظمة في اليوم التالي لتوَّبِّخني بشأن حديثي مع الصِبية باللغة العربية لأن اللغة العربية- حسب قولها- سوف تثير الكثير من الذكريات المؤلمة و العذاب النفسي لدى الصبية.. ذكريات عن فتك العرب بأهاليهم.. و ما عاناه الصبية أنفسهم من تشرد في الأدغال قبل أن يصلوا إلى مرفأ الأمان في ( كاكوما).. و تحدثت عن بلاوي كثيرة أخرى و أنا أصغي إليها..

    حين جاء دوري في الحديث، حاولت تصحيح مفهومها عن مجريات الأمور في السودان وقتها.. و دحض (معظم) ما قالته من ( بعض) ما اعتقدتُ أنها افتراءات.. و أحطتها علماً بأن بعض الصبية هم الذين يأتونني مبادرين بالتحدث بالعربية.. و أنني سألت أحدهم ذات مرة عن وجهته بعد التخرج في إحدى الجامعات الأمريكية التي علمت أنه عقد العزم على دخولها.. فكان رده أن الخرطوم سوف تكون وجهته التالية.. و قلت لها أن أحد الصبية ترجانيً:- " سوق يا عمي عثمان بالراحة عشان نصل قوام!) .. كان ذلك أثناء قيادتي السيارة بسرعة شديدة بعد منتصف الليل في طريقنا إلى ( جُبيلي) حيث مقرهم المؤقت بغرض التأقلم.. و قلت لها أنني أوقفت السيارة من شدة المفاجأة.. لأسأله عن من أين أتى بتلك العبارة التي لا يعرفها سوى عدد قليل من النخبة في السودان.. و أن العبارة تُرجع إلى أحد قدامى الوزراء في البلد الأدباء هنالك .. و أن رد الصبي كان أنه سمع العبارة في الخرطوم حيث كان والده يعمل سائق تاكسي.. و يسكنون أم درمان.. و قلت لها بأن قلب ذلك الصبي معلق بالحياة مع العرب و غير العرب في أم درمان التي هي سودان مصغَّر.. و الصبي ليس كارهاً لأحد.. فلا مشكلة بينه و بين العرب.. و لا مشكلة ( حقيقية) بين المسلمين و المسيحيين.. و أن أصل المشكلة يكمن في هيمنة قلة من السودانيين على مقدرات البلد و تهميش أغلبية السودانيين الآخرين..

    و لكم- أيها القراء- أن تعلموا بأن الصبية كانوا كلهم ( أولاد قرنق).. أي أنهم غير انفصاليين.. و الانفصال لم يكن ليقع لولا تعاطي المؤتمر الوطني غير العادل مع الاتفاقية الشاملة بكثير تغوله على مواصفات و مهام الوزراء الجنوبيين استمراراً للعدالة العاجزة في السودان.. و لولا ( تذاكيه و فهلوته) المكشوفان عليهم.. و تلك قصة أخرى.. تحتاج إلى كتاب..



    لم يرق حديثي للمديرة.. لكنها لم تقل شيئاً.. سوى:-

    “ This is our policy anyhow, you can go back to your office"

    هذه سياستنا على أي حال، و بإمكانك العودة إلى مكتبك.. فانصرفتُ دون أن أعدها بعدم التحدث بالعربية مع الصبية.... و استدعتني بعد فترة لتبلغني باستغناء المنظمة عن خدماتي.. و أن علي الذهاب لتسلم ( مستحقاتي) من الصراف.. و فارقت المنظمة..

    و تقدمت فيما بعد لوظيفة معلن عنها بمكتب العمل.. طلب المسئول مني الذهاب إلى حاسوب كي أملأ استمارة- أشبه بالسيرة الذاتية- خاصة بموضوع الوظيفة.. ملأت البيانات المطلوبة.. و عدت إليه.. فقال لي:-

    “ You will hear from us within a week”

    أي سوف نوافيك بالنتيجة خلال اسبوع.. و ظللت أتابع صندوق البريد الخاص بي منذ ذلك اليوم على أمل دعوتي للمعاينة.. فإذا بي أجد خطاباً من مكتب العمل يفيد بأن لي على المنظمة مبلغاً مالياً محترماً.. و أن المنظمة سوف تقدم لي بطاقة تأمين لمدة ستة أشهر.. و قد وصل الاثنان- البطاقة و الشيك- في نفس الاسبوع.. كما وصل خطاب آخر من مكتب العمل يحدد لي موعداً للمعاينة للوظيفة التي تقدمت إليها.. تملكني شعور أقرب إلى شعور من خرج من ظلام حالك إلى ضوء فاقع.. شيئ لا يُصدّق لدرجة توقف العقل عن الادراك.. خاصة بالنسبة لشخص قادم من العالم الثالث!

    تذكر- أيها القارئ- أنني لم أذهب إلى مكتب العمل لأشكو المنظمة.. لكن ( المؤسسية) المرتبطة ب( الحقوق) في ( داخل) أمريكا جعلت ( العدالة) تصل إلى حقوقٍ لي و ترسلها إلي.. حقوقاً كنت لا علم لي بوجودها لذلك لم أطالب بها.. فالعدالة ناجزة بحق هناك..



    ( 2) لكن العدالة منتكسة الرأس مكسورة الجناح في السودان



    و عدت إلى السودان لأصطدم بكارثة الإخوان الذين وصفهم مؤسس حركتهم بأنهم " لا إخوان و لا مسلمون!".. و العدالة تنتحب حيثما توجهت..! و ذلك موضوع الحلقة التالية بإذن الله..

    مكتبة شوقى بدرى(shawgi badri)























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de