العجلات و عجلاتية أمدرمان

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 06:30 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-25-2004, 11:35 AM

هلال زاهرالساداتي-القاهرة


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العجلات و عجلاتية أمدرمان

    هلال زاهر الساداتي – القاهرة

    لا زلت أتجول في شوارع أمدرمان مأوي أقوام و شعوب السودان و الذين امتزجوا فيها كنيلينا العظيمين الأبيض و الأزرق اللذين اجتازاها في ربطة واحدة ليكونا نهر النيل العظيم , ومدينة أمدرمان لها طعم خاص أو إن شئت نكهة خاصة فهي كالشوق لا يحسه إلا من يكابده , و أتناول اليوم لونا واحدا من الأنشطة العديدة التي يتخذها بعض أهلها لكسب الرزق , فقد كان هناك في الأربعينات و الخمسينات من القرن العشرين دكاكين لتأجير الدراجات و التي تعارفنا علي تسميتها بالعجلة أو البسكليت , و كان للعجلة شأن كبير كوسيلة للمواصلات و قد كان جل العمال إن لم يكن كلهم في مصلحة المخازن و المهمات و مصلحة الوابورات في الخرطوم بحري يمتلكون عجلات يذهبون بها إلى عملهم و يقضون بها مشاويرهم الخاصة , و لقد كتبت في مقال سابق عن العجلات في عطبرة و التي أطلقت عليها وصف مدينة الدراجات فهي في كثرتها كالحمير و الجمال في البادية .. أما في العاصمة و أمدرمان تحديدا لم تكن هناك سيارات خاصة إلا القليل منها لدي الأثرياء و الذين كانوا يعدون علي الأصابع , و كانت سيارات التاكسي قليلة و كان الترام أو الترماي أو الترماج كما يسميه العامة هو وسيلة المواصلات الوحيدة بين أمدرمان و الخرطوم يسير في الشارع الرئيسي الذي يشق المدينة وهو شارع الموردة الحالي و كان الشارع ضيقا يحتل الترام جانبا منه و الجانب الآخر للسيارات , ولم يكن يوجد بصات ركوب , ولم تكن المدينة بهذا الاتساع فكانت شمالا تنتهي بحي ود نوباوي و الكبجاب و تنتهي جنوبا بحي الموردة و غربا بحي العرضة ولم تكن أحياء الثورات وأم بدة قد شيدت بعد , و كان الناس يتنقلون في أحيائها علي أقدامهم و يقول الواحد انه جاء ممتطيا (2خ) يعني علي قدميه الاثنين فقد كانت لوحات العربات التابعة للخرطوم ولا زالت يرمز إليها بالحرف (خ) , و لنرجع إلى العجلات و العجلاتية , فقد كانت أقصى متعة للأولاد هي تأجير العجلات أيام العطلات و السير بها إلى أماكن بعيدة و كان تؤجر بالساعة و يتراوح إيجار الساعة من قرش ونصف إلى قرشين , وكنا كأولاد نكتفي بالإيجار لمدة ساعة – علي قدر قروشنا – و ربما غالطنا العجلاتي في بضعة دقائق زيادة فقد كانت المسألة تقديرية فلا نحن أو العجلاتي يمتلك ساعة .

    كان اشهر عجلاتي في أمدرمان هو عوض كوج و كان دكانه ملاصقا لنادي الخريجين بامدرمان بشارع المهاتما غاندي أو شارع الدكاترة نسبة إلى عيادات الأطباء علي جانبيه بطول الشارع , وعجلات عوض كوج جيدة و يعتني بصيانتها , وكنت فيما بعد عندما اقتنيت عجلة جديدة اشتريتها بالتقسيط من محل حسن صالح خضر بامدرمان و كان ثمنها عشرة جنيهات و ماركتها (رالي) , وكان للجنيه و الذي مات بالسكتة القلبية في عهد الإنقاذ شأن و أي شأن فهو يساوي مائة قرشا و ألف مليما و يمكن أن تشتري بنصفه جلابية من قماش فاخر بخياطتها و تشتري (وقة) اللحم الضاني وهي اكثر من الكيلو بستة قروش و تشتري تسالي أو تمرا بمليم ورغيف خبز ضخم بخمسة مليمات ! كما أن مهر العروس يتراوح بين ثلاثين و خمسين جنيها !

    و كانت شركتا دراجات رالي و فليبس يحتكران سوق الدراجات و تتخصص الثانية في الدراجات ذات الإطارات العريضة و التي يمكنها السير في الرمال , وكنت ادفع بعجلتي إلى عوض كوج ليعمل لها عمرة في كل شهر نظير خمسة و عشرين قرشا أو (طرادة) كما كان يقال لها , و استلمها منه كأنها جديدة ..

    أما في سوق الموردة فقد كان هناك صدّيق العجلاتي و كنا نتعامل معه لانه ارخص و متساهل ولكن عجلاته عتيقة أكل الدهر عليها و شرب , ونجد العم صّديق ينفق معظم وقته في شد الفرامل ورتق ولحام الأنابيب الداخلية للإطارات و التي صار الكفر الداخلي منها من كثرة الرقع كجبة الدرويش , وكان من النادر أن نكمل الجولة بالعجلة دون أن ينفس الإطار و نضطر لسحبها و نحن راجلين لنستمع إلى تأنيب غاضب من العم صديق و نحن ندفع عن أنفسنا بالإيمان المغلظة أن العتب ليس علينا ولكن علي الدراجات الهالكة ! و برغم ذلك لا نرتدع عن تأجير عجلات العم صديق ولا يفتر هو عن صب غضبه و سخطه علينا ..

    وكان غير المستطيعين من الأولاد علي إيجار العجلات يطلبون أن نعطيهم (سحبة) و معناها أن نجعله يركب العجلة لعدة دقائق وربما نرفض و نكتفي بإردافه أمامنا علي ماسورة العجلة ..

    أما العجلاتي الثاني في السوق فهو العم مقبل وهو رجل جسيم طويل عريض و شديد الصرامة و لديه مسبحة كبيرة في مثل جسمه , ولكن عجلاته جيدة و نطلق عليها اسم (دبل) وهذه إطاراتها عريضة و يمكن أن تسير فوق التراب و الرمل بسهولة , ولكن كان إيجار العجلة لمدة ساعة بقرشين كما انه لم يكن يتسامح في التأخير و كنا نخشاه ولا نتعامل معه خوفا منه و من اجل القرشين , وكان الكبار الذين تضطرهم بعض المشاوير البعيدة يستأجرون منه العجلات . واجد نفسي احصر هذا المقال في عجلاتية اشهر سوقين في أمدرمان و هما السوق الكبير و سوق الموردة , و هناك سوق الشجرة الصغير الذي لا اعلم عنه شيئا .

    و احسب أن العجلاتية قد اندثروا , ولكن شاهدت واحدا منهم مؤخرا في سوق الموردة لا زال يصارع للبقاء .


    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de