يقيني الراسخ أن الدول المتقدمة لا تقدم على شئ إلّا وفيه مصلحة، ويضعون مصلحتهم الاقتصادية أو المادية فوق أي مصلحة، ويغامرون في سبيلها ويقدمون التضحيات، فيم ظل العالم النامي مجرد متلقي ومستهلك لما تنتجه تلك الدول، وتهمل تماماً منتجاتها وإن كانت أولية أو تقليدية فهي منتوجات قيمتها أكبر مما يستوردون، من سلع وخدمات، وخبرات، ومن مستحداث الدول المتقدمة، الصحافة، وما تبعها من تطور حتى عصر المعلومات وانفتاح الفضاء الذي نعيشه، لتولد الصحافة الالكترونية أو الصحافة الرقمية، بعد اختراع الإنترنت، وتطوير وسائل الاتصال المذهل، والذي جعل العالم كله في كف يدك. فقد اثارت ورشة عمل نظمتها دائرة الثقافة والإعلام باتحاد المصارف الخميس المنصرم، عن الصحافة الالكترونية، ومستقبل الصحافة الورقية، قدمت فيها ورقة باسمها، نقاشاً وجدالاً واسعا بين الصحفيين، واساتذة الإعلام، ومديري الإعلام والعلاقات العامة بالبنوك السودانية، وانقسم المشاركون إلى فريقين، فريق يرى أن الصحافة الورقية باقية وتتطور مجاراة للواقع التي هي فيه، وفريق آخر يرى أنها منقرضة، وتحل محلها الصحافة الالكترونية، وكان نقاشاً قيماً، وهو ذات النقاش الدائر في العالم بأثره. وكانت الخلاصة التي استنتجتها، أن الصحافة الالكترونية هي بنت بيئتها وعصرها، ولكن لم ولن تكون مختلفة عن وسائل الاعلام التي سبقتها، تتكامل وتعمل معها جنباً إلى جنب، ولا تحل محلها كليةً، خاصة وأن هناك اختلافات تنموية، واقتصادية وبيئية في العالم نفسه، ولها تأثيرها فما يمكن يختفي في جزء من العالم يزدهر في جزء آخر فالدول النامية ومنها السودان ما زالت لم تغط كل مساحاتها بالصحف الورقية، ناهيك عن الالكترونية. وإن الصحافة الورقة لم تزل محتفظة بمصداقية أكبر من الصحافة الالكترونية. ويمثل الصحفيون في هذه الحلقة الريادة والمبادرة بحكم مهنيتهم، رغم أن الصحافة الالكترونية فتحت المجال للآخرين العمل كصحفيين (صحافة المواطن)، ولكن ريادتهم تتطلب تطوير أنفسهم، وامتلاك أدوات المهنة العصرية، واستخدام التقنية في الاخراج التصميم، والترويج لمنتجاتهم الصحفية. فإذا كانت الصحافة الورقية باقية حتى الآن في دول المنتج الجديد فكيف لها تنقرض في دول لم تحدد بعد أين تكمن أولويات مصالحها؟! [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة