|
الظافر بيت الزجاج (2-8) بقلم ضياء الدين بلال
|
ضياء الدين بلال mailto:[email protected]@gmail.com مشهد أول: الساعة تقترب من الرابعة عصرًا.
في مكتب بروفسير محمدعبد الله النقرابي بالصندوق القومي لدعم الطلاب، في اجتماع المجلس الاستشاري للصندوق، كان صوت عبد الباقي الظافر يرتفع وهو يعترض على وجبة غداء قدمت أثناء الاجتماع! هاج وماج الظافر: (كيف نأكل هذا الطعام والطلاب جوعى في الداخليات، من أي بند تم شراء هذا الغداء). رفع المجتمعون حاجب الدهشة إلى فوق مستوى التعجب والحاجب الآخر هبط إلى أدنى مستويات الاستياء. النقرابي ببرود أكاديمي مثلج رد على الظافر قائلاً : (بإمكانك ألا تأكل الطعام إذا وقع لديك في موضع اشتباه). -حالة صمت- مضى الاجتماع إلى مناقشة الأجندة.
بعد ساعتين إلى نهاية الاجتماع، فوجئ المجتمعون بطبق الظافر ليس فيه سوى المنديل المتسخ! هكذا هو.. كل ما جاع أكل من مبادئه...!
مشهد ثاني: عقب انتهاء مؤتمر صحفي بإحدى الوزارات قام وكيل الوزارة بتوزيع ظروف تحفيزية للصحفيين! أغلب الصحفيين احتجوا على تصرف الوكيل، انتهز الظافر الفرصة، قاد المحتجين لتصعيد الأمر وهتف فيهم: (دي محاولة رشوة دا إفساد لذمم الصحفيين واك واك واك)! ملحوظة: الجدير بالذكر، الظرف من أنواع الظروف خفيفة الوزن والقيمة. مشهد ثالث: في الحي الأمدرماني الجديد على مائدة عشاء رباعية الأضلاع صاحب المنزل ومسؤول كبير والظافر وفي معيته صحفي قادم من إحدى الدول الأوربية ..صاحب المنزل شعر بالحرج عندما أصبح الظافر يلح على المسؤول –بطريقة فجة- في طلب منحه قطعة أرض: ( يا في كافوري أو الراقي، أسوة بآخرين). شهران والظافر يطارد المسؤول بالاتصالات والواسطات. مع الإلحاح والمطاردة تحرك المسؤول من مكتبه إلى جهة الاختصاص وتم تمليك الظافر قطعة أرض في حي )الراقي( وهو من أغلى أحياء العاصمة الخرطوم، يقطنه الكبار من رجالات السلطة وأثرياء المدينة، نال الظافر القطعة الاستثمارية بتخفيض كبير مع التقسيط المريح! ملحوظة أخرى: المتر في الراقي بأربعة ملايين جنيه، هناك لا توجد قطعة سعرها أقل من مليارين! سؤال بريء: ترى بأي فقه رفض الظافر طعام النقرابي وظرف الوكيل وأقبل بحماس على تخفيضات وتقسيطات لا تخلو من الشبهة؟! (الزول زول تقيلة). مشهد رابع: حينما تفجرت قضية مكتب والي الخرطوم أثبتت التحقيقات أن المدخل لنهب المليارات تم عبر بيع الأراضي الاستثمارية في (كافوري والراقي) وأحياء أخرى على ذات الشاكلة، وذكر في التحقيقات حصول عدد محدود من الصحفيين على تعاملات فوق الاستثنائية!
مشهد خامس: تحمر عينا الصحفية المشاغبة رشان أوشي بالزميلة (الوطن) تفتح باب جرئ للتحقيق الصحفي: ما هي علاقة بعض الصحفيين بتجاوزات مكتب الوالي؟! رشان تسأل عبد الباقي الظافر عن قطعة أرض )الراقي( الاستثنائية؟! الرجل يتلعثم ويتحدث حديثاً مبهماً عن استحقاقه التعويض، نسبة لغيابه خارج السودان في فترة توزيع الخطة الإسكانية للعاملين بجامعة الخرطوم..! أمس يقول الظافر إنه تحصل على القطعة بـ (حر ماله) ويدعي بأنها في منطقة غير مأهولة! فلاش باك: منتصف التسعينيات. الظافر بجامعة الخرطوم يرتدي الزي العسكري ينادي ويستنفر للجهاد وهو (مشرف على استثمارات طلابية خاصة بوحدة الشهداء بالجامعة). وحينما تدق ساعة الفعل، التحرك لمسارح العمليات، يتلفت المجاهدون يمنة ويسرى فلا يجدون الظافر بينهم..! يختفي الرجل بين أرقام وحسابات عوائد الأكشاك والمطاعم، ولهذه قصة أخرى سنرويها قريباً..! رسائل على بريد الظافر: 1- اتحداك أن تخرج أوراق قطعة (الراقي) إلى العلن لتؤكد بها صحة ما تزعم. 2- اتحداك أن تثبت عليّ واقعة واحدة طوال فترة عملي كصحفي محترف تلقيت فيها أي تسهيلات أو رشاوي بأي شكل (ظرف أو أرض) من أي (ود مقنعة) وزير أو مسؤول في الحكومة السودانية! مشهد أخير: انتخابات 2010 الظافر ينافس دكتورغازي صلاح الدين على دائرة الصافية وما جاورها، صور الظافر على حوائط المباني، الرجل يختار شعاراً مكتوباً عليه: (انتخبوا مرشحكم، الظافر أبداً)!
نواصل.
|
|
|
|
|
|