|
الطيور ترحل في الفجر /صلاح يوسف
|
على المحك صلاح يوسف [email protected] الطيور ترحل في الفجر وصلتني عن طريق الأستاذ الصديق بشرى النور - الباحث النشط في الشئون الأمدرمانية - نسخة من المجموعة القصصية التي أصدرها الصديق الأستاذ عبد الله علقم بعنوان (الطيور ترحل في الفجر) والتي نشرت بالمملكة العربية السعودية. تضم المجموعة إحدى عشرة قصة قدم لها الدكتور عبد الواحد عبد الله يوسف المغترب بدولة البحرين، وهو شاعر معروف وله إسهامات أدبية ودراسات متنوعة، مشيداً بقدرات المؤلف السردية وقائلاً إنه (أديب مطبوع وقاص ذو أسلوب متفرد غارق في الرقة ودقة الوصف) ثم أضاف في متن حديثة بأنه: (ينتقل بالقارئ من فضاء الرومانسية الحالم إلى فضاء الواقعية دون عناء. كتاباته تحمل الريح الطيب الآتي من مدينة القضارف التي حباها الله بجمال الطبيعة وسماحة الطبع لدى أهلها ريفاً كانوا أم حضراً، وهي تعد، بحق، نموذجاً للمجتمع السوداني الذي يحلم به الجميع ممن يبحثون الآن عن معنى لشعار: (الوحدة في التنوع). وقد جاء في غلاف المجموعة رأياً للصحفي المخضرم عصمت يوسف المقيم بالسعودية يقول فيه: (لفت نظري في هذا الابداع ميل الكاتب إلى التراجيديا في ختام القصة. وهذا ينتج دائماً من الإحساس الإنساني في داخل المؤلف وكأنه يوقظ في المجتمع الشعور بحقوق الآخرين). ولم أشأ أن أبرح المقام دون الإدلاء برأي وإن كان انطباعياً لا يحمل أدوات النقد والتشريح التي تتوفر عادة لدى المتخصصين في القصة والمتابعين لمدارس نقدها وفنيات وفضاء كتابتها خاصة وإننا نلحظ تطوراً وإقبالاً على هذا الضرب من الإبداع. لقد كنا معا لفترة طويلة بالمملكة العربية السعودية قبل أن يعود الصديق بشرى النور وألحق به أنا للوطن بينما ظل عبد الله علقم هناك - حتى الآن - يكابد مصاعب الغربة ومشاغلها دون أن يمنع ذلك تكوين جنين البوح في داخله أو يجف مداد قلمه عن الكتابة في الصحف ومواقع الشبكة العنكبوتية بصفة راتبة في مواضع تنم عن متابعة يومية لما يدور بالوطن. ولقد فوجئت حقيقة لأنني لم أكن أعلم أن الأستاذ عبد الله علقم يمتلك ناصية القص الأدبي رغم متابعتي الدقيقة لكتاباته التي تدور أغلبها في فلك القضايا السياسية عرضاً وتحليلاً دون مهابة في الدفع برأيه الجريء، إضافة إلى بعض المقالات التي تتناول أحياناً بعض المواقف الاجتماعية والإنسانية المنتقاة بعين فاحصة، والتي ربما كانت هي المدخل الذي مكنه من فتح نوافذ القص لتحويل حصيلته من الرصد والتخزين ووضعها في القالب الأدبي. وعندما قرأت قصص المجموعة ازددت معرفة بإمكاناته الدفينة التي أفصح عنها مؤخراً فأعاد لي ما مضى من ذكريات عشتها معه، علماً بأن ما نشره من قصص سبق أن اطلع عليها الدكتور إبراهيم القرشي الذي راجعها وحث المؤلف على نشرها قبل عدة أعوام. ولذلك حين تحقق النشر، ورد بالغلاف تعليقاً منسوباً إليه وخلاصته: (العيب الوحيد في هذه القصص هو تأخر صدورها كثيراً جداً) لا أدري ما إذا كانت هذه المجموعة القصصية متوفرة بالسودان أم أن توزيعها ظل قاصراً على مكان نشرها بالخارج أسوة بكثير من الكتب التي نشرها كتاب سودانيون في مجال الرواية والقصة القصيرة ومنهم على سبيل المثال جمال محجوب وليلى أبو العلاء وأمير تاج السر ومروان هاشم الرشيد خاصة وأن بعضهم نافسوا على الجوائز العالمية ووجدت أعمالهم تقديرا. ولا اعتقد أن هناك ما يحول دون استجلاب ما ينشره الكتاب المقيمين بالخارج على حسابهم، بقليل من التنسيق مع دور النشر والتوزيع السودانية حتى يتحقق قدر من التواصل بين القارئ المحلي والمؤلف المقيم بالخارج، وفيما اعتقد أن منشورات بعض هؤلاء الكتاب عرفت طريقها للوصول ووجدت قبولاً حسناً جعلنا نقف على طبيعة التأثير المكتسب وكيفية اندياحه مقروناً بالموروث والخلفية الراسخة في ذهن المؤلف. شكرا للأستاذ عبد الله علقم على أنه أطل علينا من نافذة جديدة عبّر من خلالها عن مكنوناته ودلق بعض خواطره بوسيلة القص.
|
|
|
|
|
|