|
الطريقة البهنسية في الابداع ا ياسر التوم المصباح
|
لم تعرف الاوساط الثقافية السودانية في سنين التسعينيات ومطلع الالفية الحالية ,ظاهرة ابداعية تكاد تعرف بشمولية الابداع وافتراع مسالك وضروب شتى من التعبير البصري والموسيقي والكتابي مثلما عرفته عند محمدحسين بهنس *والبهنس حسب عون الشريف قاسم في قاموس اللهجة العامية السوداني هو التبختر* ,والمعروف ان سيرته الذاتية تكاد ان تلقول انه من مواليد مطلع السبعينيات التحق بمشاعب المراحل التعليمية حتى وصل الى الجامعة الاهلية وحسب افادة احد المجايلين فان مدرجات الجامعة في قسم الترجمة لم تحتمل البهنس فقد كان موسيقيا يعزف وشاعرا اعتزل الجامعة لمهارب الطبيعة الى البطانة مرتع انواقه وموا شيه لتعرف الجامعة ذات الطابع الحداثي التعليم شعرا ضاجا بمفردات البطانه ., لم تنتج عبقرية بهنس من فراغ انما حكى لي في مواضي ايامه بالخرطوم ان والده من رجالات التربية والتعليم وانه قد تطرق لامهات الكتب من من مكتبته التي وجدها وهي بلا شك قد اودعت فيه بذرة الابداع بجانب مؤثرات اخرى ,منها شخصيته القلقة في ابتداع وسائط بصرية وتشكيلية حيث اقتبس من فكرة النور الالهي معرضا للضوء سارت به الركبان شاهدا على طاقات متفجرة ,كان قبلها كاتبا لرواية* راحيل* وهو من أوائل و قلائل ابناء جيله قد فض عذرية الكتابة الروائية ,الا ان معاول النقاد في الخرطوم قد ضاقت ذرعا بالرواية ولم يحتف بها بل وبقيت مودعة في ارفف مكتبة الشريف وكأني به قد نسي امرها وطوى صفحة مهمة في الهاماته وتلميحاته الى ضرب اخر هو التشكيل اذ لمحته ذات مرة بمعهد جوته بالخرطوم ينجز عملا ابداعيا "بورتريه" لـ الشاعر الالماني جوته . لم يكن بهنس بعيدا عن التصوف فقد كان متحورا ذا طريقة خاصة ملما بفلسفته وفي لحظات صفوه تجد عنده ينبوعا دافقا من الاحاسيس والمشاعر تجاه دنياه التي صال وجال فيها باسلوبه الخاص *اسلوب الرفض والتمرد على الواقع المعاش* وهو لا شك سيكون في مصاف التجاني يوسف بشير ومعاوية نور واغيارهم ,يختلف بهنس عنهم ان طاقاته الابداعية قد توزعت في ميادين شتى ولم يتسن لها ان توظف في ضرب واحد كشأن انداده من الذين سطروا اسمائهم في خارطة الابداع ,كما انه عانى الأمرين في حياة ضاجة لا تعرف جملات الاعراب الابداعي الصارمة واني ادعو كل ذوي شان بالتحليل الثقافي ان يطرحوا مقتنياته الابداعية لعامة البشر فهو علامة ثقافية لاتتخطاها الاعين. طب يابهنس رائد الطريقة البهنسية في الابداع, حيا او ميتا فقد تجاهلناك ونسيناك فقد كنت فينا مرجوا وكنت مظلوما من بني جلدتك واقرانك ومت بقاهرة المعز التي لا تعرف اقدارك وكذلك الخرطوم . ياسر
|
|
|
|
|
|