على الغرب ان يفيق من وهم التفوق العرقي والحضاري الذي لا يورثه غير العداء والخراب.
يبرز فيما بات يعرف بالعمليات الإرهابية، مقاومة ووعي العرب الذين استطاعوا عبر الدين كسب دعم المسلمين المطلق، بمصالحهم التي مستعدين لبذل أغلى ما لديهم في سبيل حمايتها من تغول الغرب وجشعه المرضى المعروف عبر التاريخ، وينعكس ذلك في التفجيرات الانتحارية واستهداف المصالح الغربية عبر العالم. فيما ظل الافارقة منقسمين على انفسهم إلى أسس دينية وجغرافية تاركين مصالحهم نهبا للغرب والعرب بلا مقابل.
ويعتبر ضياع الحضارة النوبية التي سيطر عليها بقايا الغزاة في مصر وعلى امتداد حوض النيل خير دليل على جهل السودانيين بمصالحهم؛ الجهل الذي فتح باب السلب على مصراعيه للانتهازين في مصر لانتهاك سيادة السودان بالتغول على اراضيه وادعاء ملكية حضارة لا يمتون إليها بصلة، عمرها الاف القرون.
تغيرت سياسة الدول الاستعمارية عما كان عليه في السابق قبل الاستقلال التي تعتمد التدخل المباشر للسيطرة على موارد المستعمرات ونهبها. فاستعاضت عنها بترويض انظمة الدول التي قسمها المستعمر إلى فرانكفونية وانجلوفونية، هذه الأنظمة لاتعدو ان تكون مجرد دمى يحركها الغرب وفقا لمصالحه الاقتصادية والسياسية وقت وكيف ما تشاء.
برغم التأييد الشعبي العربي للعنف وسيلة مقدسة للتصدي لما يرونه اعتداءات المشركين والكفار على اعراض ومصالح المسلمين إلا ان الغرب ولاسيما الولايات المتحدة الأميركية مازالت منذ عقود، تحتفظ بعلاقات وثيقة مع المملكة العربية السعودية ومصر والأردن التي تربطها علاقات وطيدة مع إسرائيل حليفة الولايات المتحدة وابنها المدلل في الشرق الأوسط، باستثناء مملكة آل سعود.
حجة الرئيس الأميركي ترمب ضعيفة في دحر بعض مواطني دول إسلامية دخول بلاده بسبب عدم تعاون حكومات الدول التي ينتمي لها المحظورين في مكافحة الإرهاب الذي لم يحرم مواطني المملكة العربية السعودية ومصر اللتان انجبتا الراحل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة وخلفه أيمن الظواهري من دخول الولايات المتحدة الأميركية.
الاستناد على تعاون الأنظمة والحكومات في افريقيا والشرق الأوسط في مكافحة الإرهاب لايضمن بالضرورة عدم تورط رعاياها في اي عمل إرهابي محتمل يستهدف المصالح الغربية كما تزعم إدارة ترامب؛ السودانيين المقيمين في الولايات المتحدة الأميركية، والذين شملهم الحظر الجائر على سبيل المثال سجلهم ناصع من اي عمل تخريبي منذ بدأت هجرتهم إلى أميركا قبل عدة عقود.
الحقيقة الغائبة عن إدارة ترامب هو ان الأنظمة في الشرق الأوسط يمكنها ان تحول دون استهداف من تصفهم بالارهابين مصالح الغرب ولكن من المستحيل ان تنزع هذه الأنظمة الفكر المتطرف من عقول الجهادين الغاضبين من تدخل الغرب في شؤون بلادهم ومحاولة فرض قيمه التي تتعارض مع مبادئ الشريعة الإسلامية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة