إسرائيل الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط التي برزت في مجال التقدم العلمي لم تتأثر بمقاطعة الدول العربية والإسلامية بقدرما تأثر العرب والمسلمين من مقاطعتهم لها. فبعد مرور أقل من قرن على قيامها استطاعت إسرائيل ان تحتل مكانة مرموقة بين الدول المتطورة فيما بقي العرب والمسلمين يجادلون حول جواز قيادة المرأة للسيارة في وقت تنافس فيه نظيرتها في الغرب على قيادة الدولة.
ولم يبن السودان الذي يرفض التطبيع منذ استقلاله عن بريطانيا مع الدولة العبرية قراره على المصالح الاستراتيجية بل ظلت الأنظمة التي تعتنق المنهج العربي الإسلامي فيه تعادي اليهود الى اليوم بلا مبرر.
ما الذي يدفع الرئيس السوداني الذي اصبح عتلة خادم الحرمين الشريفين في الشرق الأوسط ان يضع بلاده وشعبه تحت تصرف الأخير غير الريال والدولار؟؟
تقف وراء العلاقات الاجتماعية والدولية دائما أسباب تتعلق بالمصالح ومهما اختلفت التبريرات فهي كذلك لا تخلو من مصلحة الفرد او الجماعة او الدولة.
إيران التي تتفوق على نظيرتها مملكة آل سعود في البحث العلمي رفضت ان تكون لها أداة طيعة. لأن إيران تدرك مصالحها ومسؤوليتها الوطنية تجاه شعبها جيدا ولم تسقط ضحية للتضليل والإرهاب الإسلامي الذي برعت إيران في استخدامه لمصالحها. فمتى يدرك البشير مصلحته ومصلحة شعبه وبلاده ليتفرغ للبناء بدلا من القتل والتدمير؟؟
ويرفض البشير الذي يحكم بالشريعة الإسلامية منذ اختطافه السلطة في بلاده قبل ٣ عقود التطبيع مع ايران لإظهار ولائه مدفوع الأجر للملك سلمان وليس لأن إيران التي كانت تعاني أزمة اقتصادية طاحنة بسبب العقوبات المفروض عليها بشأن البرنامج النووي أعلنت خروجها من الملة.
وتبرز الخلافات المذهبية بين السنة والشيعة حجم الصراع التاريخي بين الفرس والعرب الذين يدينون بالإسلام ويعبدون الإله ذاته غير ان المصالح أجبرت دول عربية واسلامية عدة للتطبيع مع إسرائيل.
ويكيل المجتمع الدولي بمكيالين في تعاطيه مع القضايا والأزمات لاسيما في إفريقيا والشرق الأوسط حيث تدخل في ليبيا الغنية بالبترول لدواعي انسانية في حين يرفض حماية المدنيين السودانيين الذين يتعرضون للابادة بواسطة نظام الخرطوم في مقابل تعاونه معه في الحرب على الإرهاب.
ولكن في ظل تزايد الهجمات الإرهابية في الغرب وتنامي المخاوف بشأن إمكانية انحسار بترول الخليج وجفافه في المستقبل أي مصلحة يمكن ان تبقي العلاقات بين الغرب والعرب دائمة.
على الصعيد الشخصي؛ إذا أردت ان تكون محايدا ومنحازا للحقيقة، عش وحيدا ولا تصادق احد سوى نفسك. فالصداقة غالبا ماتكون مرهونة بالمصالح، وتزول بزوالها ربما إلى الأبد.. فهل ينسحب ذلك على الجماعة والدولة؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة