الأزمة السودانية تراوح مكانها والدواء هو الداء، قبلنة الثورة واختزالها في جهة أدى إلى إطالة أمد الصراع واستمرار معاناة المدنيين ولا حل يلوح في الأفق المسدود إلى أجل غير مسمى.
تستخدم الحركة والجيش الشعبي لتحرير السودان شعارات رنانة لجذب وخداع المظلومين فهي لا تختلف عن النظام الحاكم إلا من الإسم ويتجلى ذلك في الفوضى التي ضربت باطنابه جنوب السودان بعد تولي الحركة الشعبية لتحرير السودان زمام الأمور غداة الاستقلال في يوليو 2011ف وأخيراً تقديم الرفيق عبدالعزيز آدم الحلو استقالته بسبب التمييز القبلي وانفراد بعض الأشخاص بالقرار داخل الحركة.
يؤكد التمييز القبلي بين المضطهدين في السودان الذين ينحدرون من اصل إفريقي واحد استحالة وحدة الحركات المسلحة والتي تعتبر العمود الفقري لعملية التغيير وضرورة تقتضيه شروط ومبادئ التحرير الذي لن يتحقق في ظل تكريس الظلم والاستعلاء القبلي.
وأخيراً أصيبت الحركة والجيش الشعبي لتحرير السودان بعدوى الشقاق والانفلاق التي ضربت الحركات المسلحة في إقليم دارفور في مقتل، بسبب تولي الانتهازية وأصحاب المآرب والأهداف الشخصية زمام الأمور.
لم يكن الانشقاق امر طارئ في صفوف الحركة والجيش الشعبي لتحرير السودان فقد سبق وأعلن كثير من قيادات الحركة انضمامهم إلى المؤتمر الوطني، ولكن ذهاب قامة من قامات النضال في وزن الرفيق عبدالعزيز آدم الحلو وترجله عن ركب الثورة، يبرز حجم الفوضى والمحسوبية التي طالت الحركة والجيش الشعبي لتحرير السودان بعد وفاة مؤسسها الرفيق جون غرنغ ديميبيور عام 2005ف عقب تحطم الطائرة التي كانت تقله في ظروف غامضة.
ويتمظهر عدم المؤسسية والفساد داخل اروقة الحركة والجيش الشعبي لتحرير السودان في الارتباك الذي بدا واضحا في البيانات الصادرة عن الناطق باسم ملف السلام بالحركة التي تضم مجموعة من المتخصصين في شتى ضروب العلوم والمعرفة من المفترض ان تصيغ خطابها بشكل يتسق وحجم الحركة الشعبية لتحرير السودان وتجربتها النضالية الطويلة، وذلك بتوخي الدقة والحرص على تجنب الأخطاء الإملائية والنحوية الفاضحة.
سيطرة فئة تجمعها مصالح شخصية على القرار والمناصب السيادية بالحركة التي أصبحت دمية في أيديهم الملطخة بالفساد يحركونها كما تشتهي أنفسهم المريضة اضرت بسمعة الحركة وستدفع بالكثيرين للتنحي جانبا إذا لم يتم تدارك الموقف بشكل جاد وعاجل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة