إن إنعدام الشفافية والعدالة في النظام والمعارضة يؤكد حقيقة لاجدال عليها؛ الجلابي عقلية وفكر انتهازي - اقصائي - عنصري وليس صفة لمجموعة عرقية محددة كما يعتقد بعض السودانيين، التهميش لايتجزأ ولذلك يجب علينا محاربته بكل الوسائل من أجل المصلحة الوطنية.
ويتجلى ذلك في مشاركة الأغلبية المضطهدة من السودانيين النظام في قمعه للمطالبين بحقوقهم، اما بالصمت المطبق، او التدليس، او التورط بشكل مباشر في عمليات القتل والتنكيل ضد المدنيين لإخماد اي مقاومة او معارضة لسياسة النظام في مناطق الصراع.
وفشل السودانيون منذ أغسطس 1955ف وإلى اليوم، في الثورة ضد الاضطهاد وإنهاء الظلم بسبب التنوع الثقافي الذي أتاح الفرصة للنظام استخدام سياسة التفرقة لبذر الفتنة واضعاف المعارضة. ولكن مازالت الفرصة مواتية للنظام بمراجعة سياسته المتهورة واجراء إصلاحات جذرية تحفز عملية السلام.
أجبرت سياسات النظام الاقتصادية الخاطئة التي تعتمد فرض ضرائب بهاهظة وتجاهل الخدمات الأساسية واحتياجات المواطنين الضرورية معظم السودانيين إلى ترك السوق وامتهان الثورة ولذلك تفرخت الحركات المسلحة بشكل اميبي تفاوض من اجل وظائف وتحقيق اهداف شخصية.
وستظل المشكلة قائمة مالم يخاطب النظام بصدق وإخلاص، جذور الأزمة التي أفرزت هذا الواقع المزري الذي يحياه السودانيين اليوم بسبب الظلم الإجتماعي والحقد الطبقي الناتج عن سوء الإدارة وانعدام الرؤية لكل الأنظمة المتعاقبة على السلطة منذ جلاء القوات البريطانية عام 1956ف.
وأصبحت الحركات التجارية المسلحة أقصر وأسهل الطرق لإيجاد وظائف بمرتبات مجزية وهي سياسة مستفزة يعتمدها النظام لاذكاء التنافس بين الحركات، ولترويض الانتهازية، يفترض ان تثير حفيظة جيوش الخريجين العاطلين عن العمل وتحفيزهم على الأقل للاحتجاج والمطالبة بالتغيير ولكن التعليم في السودان تم تصميمه لإعادة صياغة الطالب في ثقافة طاعة أولي الأمر التي تحض على قبول والتكيف مع الظلم.
حقنا للدماء وتجنب توريط الابرياء في معاناة وحروبات عبثية، على السودانيين استحداث وسائل تغييير بديلة أكثر فعالية تعتمد العمل السلمي الجاد من الداخل والصدق والمثابرة بدلا عن ترديد شعارات جوفاء خاوية الغرض منها التضليل وليس التحرير كما يبدو في سياسات مايسمى الحركات الثورية المسلحة التي تتاجر بقضايا المظلومين والتي اضحت سلعة كاسدة لم تعد تصلح للترويج والمتاجرة بها بذريعة الثورة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة