|
الصبي الصغير لم يسرق الانسولين أحمد الملك
|
حين تواصل طائرات الانتينوف قتل النساء والأطفال في جبال النوبة ، وتقوم فرقة من الجيش بعملية اغتصاب جماعي وترويع للسكان في قرية تابت في دارفور فعلى النظام أن يستعد للقادم، فالمظالم فاقت كل الحدود، والنظام لم يعد يخفي أن دم الانسان السوداني وعرضه في كل مكان في بلادنا لا يساوي عنده أية شيء.
النظام لم يعد لديه حتى الرغبة في انكار جرائمه، أفعاله اليومية العادية. الأنظمة في كل مكان تعمل من أجل الشعوب التي انتخبتها، بينما نظام البشير لا هم له سوى قتل شعبه وإسكات كل صوت حر يدعو للحرية والعدالة. يصادر الصحف ويكمم الأفواه ويعتقل الناشطين حتى في قلب العاصمة. ثم يواصل رأسه المعتوه الرقص وكأن شيئا لم يحدث! وكأن قتل الناس وترويعهم هو قمة الفروسية التي تتطلب إعلانا للنصر وإغاظة الأعداء بالرقص!
لا يكلف نفسه ولا حتى بتكوين لجنة تحقيق شكلية نتيجتها معروفة سلفا، وهي تحميل الضحايا أو جهات مجهولة وزر ما حدث( ان اعترف النظام بحدوث شيء) يمنع قوات اليوناميد من الوصول الى مكان الجريمة، أليس ذلك اعتراف بحدوث انتهاكات خطيرة؟
حينما ينتحر الأطفال بسبب الفقر ويقوم جهاز ما يسمى بصندوق دعم الطلاب بطرد الطالبات الى الشارع يوم العيد، حين يقدم صبي صغير على سرقة عبوات الانسولين لإنقاذ حياة والده المريض، ويموت الناس بسبب سوء التغذية وانعدام الرعاية الصحية حتى في قلب الخرطوم، فعلى النظام المجرم أن يتحسس خطاه فالنهاية تقترب.
ولن يكون اطلاق النار داخل القصر سوى ضربة البداية فالمظالم فاقت كل حدود الظلم والاستبداد فاق كل حدود الطغيان، وصبر الناس على الظلم والاجرام والاستهتار فاق كل حدود الصبر.
الصبي الصغير لم يسرق الانسولين، النظام هو الذي سرق عمره وعمر اقرانه في كل مكان في وطننا حين سحب منهم رعاية الدولة، الدولة التي يجب ان تكون ظهيرا للمواطن الضعيف، فإذا بها تكون له خصما وحكما.
أوضاع مقلوبة من يظن أنها يمكن أن تدوم الى الأبد مخطئ ولا يعرف شيئا عما يدور في العالم من حوله. حجم الظلم الواقع على المواطن في بلادنا لم يحدث له مثيل في التاريخ. أقلية من كلاب السلطة استحوذت على كل شيء وبقية أهل بلادنا لا حقوق لهم، يرزحون في العدم.
الصبي الصغير لم يسرق الانسولين، سرق النظام حقوقه وعمره، واسهمنا نحن في ذلك حين سمحنا لمجموعة من القتلة و اللصوص شذاذ الافاق بالسيطرة على وطننا، وايراده مورد الهلاك.
الحريق وصلت اولى شراراته الى القصر، لن يفيد في شيء ادعاء أن من أطلق النار هو فاقد لعقله، نفس التهمة الكلاسيكية التي تلصق في كل من يقول رأيه في النظام سوى بالقلم أو بالحذاء أو البندقية. إنه حق الملوك الالهي، لا يتمرد عليه الا المعاتيه الذين يتمردون على العناية الالهية.
الجنون بعينه أن ترى كل هذا الذي يحدث في وطننا ولا تفقد عقلك وتتجه الى القصر، تمتشق حتى سيف عشر بعد أن نفد سلاح الصبر.
http://http://www.sudantoday.orgwww.sudantoday.org
|
|
|
|
|
|