|
الصادق عبد الوهاب/المفاجاءة المنتظرة
|
فى اواخر مايو 2011 وعلى صفحات سودانيز اون لاين كتبت مقالا-مدفوعا بالحال التى آلت اليها البلاد انئذ-- واشفقنا عليها، وكتبنا ماكتبناه لعل فيه مخرجاً امناً حتى ولو كان بائساً. ولم يجد يومها اذن صاغية-لان كل الاطراف كانت تتوهم انها قريبة من اقصاء الطرف الاخر--معارضة وحكومة--والان وقد بلغ السيل الزبى-- وهزلت الدولة من ادناها إلى اقصاها، واشتعلت حروبها-- فى الاطراف التي تزحف بمعدل سريع نحو الوسط- ويتردد الآن أن الرئيس البشير سيفاجى الامة بمفاجأة من النوع الثقيل- وتطلعت وشرأبت الاعناق تتكهن وتنتظر--لعل وعسى- ان يكون فى ما يأتى حل لمعضلة الحكم-والمصير- خاصة بعد اقصاء الرموز الانقاذية التى حملت الانقاذ وهنا على وهنا ربع قرن من الزمان-- اتسمت كلها بالاخفاق- واضرت بالبلد وقسمتها ودمرت زراعتها وصناعتها-ومواردها----واجد انه ملائم تماما ان اعيد مرتكزات مقالى ذاك قبل ثلاثة اعوام-- وما لم يأتِ جزء منه- فى المفاجأة ان كانت هناك مفاجأة حقا-فان الوطن الى المجهول-- قلت واعتقد ان الوقت لم يتأخر لطرح ذات المرتكزات--ابتغاء انقاذ بلادنا. قلت: - على الرئيس أن يكون رئيساً لكل السودانيين، ويتحلل من الانتماء للمؤتمر الوطنى تماما-- - أن يعلن عن تكوين حكومة كل السودانيين - أن يعلن عن تكوين لجنة قومية لكتابة دستور دائم للسودان - أن يعلن عن حل المجلس الوطنى والمجالس الولائية، وتجميد الحكم الاقليمى؛ لأنه لايتناسب مع أحوال الدولة الاقتصادية. - أن يسعى جاداً لتقليص الصرف الحكومى وتقليل عدد وزراء المركز ووزراء الدولة لتخفيض النفقات. وقلت كذلك : - عليهم القيام بتكوين لجنة لكتابة قانون الانتخابات بمشاركة كل الاحزاب السياسية. - عليهم القيام بالاانتخابات بمجرد انتهاء من واجازة الدستور، والقيام بانتخابات الرئاسة بدون مشاركة الرئيس البشير. - تقديمه لمحاكم سودانية محلية بمشاركة من هيئة اتهام محكمة لاهاى للتخلص من عقدة المحاكمة وفتح ابواب رفع الحصار عن السودان.
وبدون ذلك لا يمكن ان تتعامل القوى الخارجية والمؤسسات الدولية مع الحال السودانى وما زلنا نرى ان الحلول ممكنه-- والاتفاق عليها ممكن ولابد للجميع بما فيهم الرئيس البشير من التضحية لانقاذ الوطن بدل التضحية بالوطن واعتقد انه سيقدم خدمة لبلاده سيذكرها التاريخ وفيها تكفير لكثير من الاخطاء التى ارتكبت فى حق البلاد والعباد نأمل ان تأتى المبادرة المفاجأة مفرحة للامة فقد وصلت بلادنا الى آخر عتبة فى شفير الهاوية--- حالة لا تنفع معها إلا جراحة عاجلة، ولنا فى دول الربيع العربى عظة وعبرة- خاصة وان بلادنا هشة ا فى تركيبتها ومن شأن أقل درجة من العنف ان تسارع بتفتيتها. الله نسال أن يهدى من بيده الامر الى الرشاد والله من وراء القصد واليه الملجا والمتكل الصادق عبد الوهاب
|
|
|
|
|
|