الصادق المهدي بين الكديسة و الكوديسا بقلم أبوبكر صديق محمد صالح

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 03:14 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-04-2014, 04:28 PM

أبوبكر صديق محمد صالح
<aأبوبكر صديق محمد صالح
تاريخ التسجيل: 04-21-2014
مجموع المشاركات: 4

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الصادق المهدي بين الكديسة و الكوديسا بقلم أبوبكر صديق محمد صالح

    لا شك ان السيد الصادق المهدي رجل صاحب تجربة سياسية طويلة ان لم تكن الاطوال وسط القيادات السياسة السودانية على الإطلاق. ففى هذا العام يكمل السيد الصادق المهدي نصف قرن من الزمان و هو على مقعد رئاسة حزب الامة. فقد أنتخب أول مرة الى رئاسة حزب الامة فى العام 1964 و منذ ذلك الحين ظل يعض عليها النواجز حتى يوم الناس هذا. قبل ان يتنسم رئاسة حزب الامة كان قد شارك كممثل لحزب الامة ضمن تحالف القوي السياسية المناهض لحكم الرئيس اٍبراهيم عبود. مثل هذه التجربة السياسية يتوقّع منها أن تورث صاحبها بصيرة و خبرة ثرة فى تدبير مواقفه السياسية لكن الناظر لمواقف المهدى الحالية يصعب عليه أن يلتمس أثر هذه التجربة الطويلة.

    فى الايام القليلة الماضية قام السيد الصادق المهدي بأقالة الامين العام لحزبه الدكتور ابراهيم الامين. و تم اٍستبداله بالسيدة سارة نقد الله. اٍقالة الامين العام ليس اٍقالة لفرد واحد اٍنما هى تصدى لتيار عريض داخل حزب الامة ذو موقف سياسي مختلف من موقف السيد الصادق المهدي و المتحلقين من حوله. هذا تيار رافض للتقارب مع المؤتمر الوطني مقابل تيار المهدي و نائبه صديق اٍسماعيل المتسربعين للتواصل مع المؤتمر الوطني و جر كل الحزب الى موقف سياسي مبهم، هو منزلة بين المنزلتين لا هو حكومة ولا هو معارضة. وجدير بالذكر ان الامين العام المُقال جاء الى هذا الموقع على أثر ضغوط جماهيرية كبيرة ضد الامين العام الاسبق صديق اٍسماعيل. رضخ المهدي للضغوط المطالبة باستبعاد صديق اٍسماعيل من موقع الامين العام لكن أعاد تدويره من خلال تعينه فى موقع نائب الرئيس. و من ثم لبد فى الظلام لخلفه الذى جاء محمولا على أكتاف الثائرين، حتى تمكّن من اٍستبعاده مؤخراً.

    المهدي رغم تجربته السياسية الطويلة يضع حزبه فى موقف سياسي باهت و متردد و هو فى خدمة الحكومة أكثر من أنه فى صف الشعب. من خلال هذا الموقف الرمادي ما ينفك السيد الصادق المهدي يطرح خيار المصالحة الوطنية على غرار ما جري فى “اٍتفاقية التحول الديمقراطي فى جنوب أفريقيا” المعروفة اٍختصاراً بالكوديسا فى مقدمة خياراته السياسيه. و للامانة ليس المهدي وحده من يقترح هذا فقوى الاجماع أيضا لا تستبعد من أفقها السياسي تجربة المصالحة و الحقيقة على غرار ما جري فى جنوب أفريقيا و غيرها من بقاع العالم. لكن الإختلاف بين المهدي بقية قوى المعارضة هو الموقع السياسي الذى تطرح منه هذا الخيار. ففي الوقت الذى تعمل فيه قوى الإجماع فى اٍتجاه تعبئة الشارع لتغيير النظام و تبعد نفسها تماماً عن منتدياته الهلامية نجد موقف السيد الصادق و حزبه فى تقارب مستمر مع النظام. المهدى يصرح فى أكثر من موقعه انه لا يرغب فى اٍسقاط النظام انما يريد تغييره فقط. و هذا ليس مجرد تلاعب بالالفاظ، فاسقط النظام يفضى الى تغييره بالضرورة لكن المهدى يقصر طموحه السياسي على ابقاء النظام الحالي مع الامل فى تغيير بعض ملامحه.

    عزيزي الصادق المهدي عندما تتخلى صراحة عن مشروع اٍسقاط النظام و تذهب الى عمر البشير و أنت عاري اليدين لترتمى عند قدميه و تردد الكوديسا الكوديسا فلن تحصل على ما تريد، لا اٍسقاط و لا تغيير. سوف ينظر اليك البشير شذراً و يسألك بجلافه و فظاظة عرفت عنه: يا زول الكديسة شنو؟ و سوف تحتاج الى عام حتى تُفهم البشير اٍنك لا تتحدث عن كديسة اٍنما كوديسا. و بعد هذى وسوف تحتاج الى أعوام أخرى لتشرح له ما جري فى جنوب أفريقيا من تسوية سياسية و اٍنه بالامكان الاهتداء بها لمعالجة الشأن السوداني الشائك.

    لا ضير ان نستفيد من تجارب الشعوب الاخري فالحكمة ضالة الانسان انّ وجدها فهو أولى بها. لكن التجارب السياسية لا تستورد من الخارج مثل ما نستورد القمح و الارز الملبوسات الجاهزة. هذا غير ممكن، فالتجربة السياسية المعينة لا تنمو بعيداً عن المناخ السياسي الذى أفرزها. تجربة الكوديسا فى جنوب أفريقيا لم تخرج من هواء القاعات المكيّفة و لقاءات طق الحنك السياسي. هى تجربة أنجبها صراع سياسي حاد و مقاومة عنيفة لنظام الابارتيد. كانت الجماهير فى الداخل ثائرة عن بكرة أبيها فى وجهه العصابة العنصرية و التى كانت تحصدهم بالمئات. كانت تقتلهم نعم، لكنها بمثل ما تقتلهم كانت تغرق رويداً رويداً فى بحر الدم المسفوح. من الخارج كان كل العالم الحر يحاصر النظام و يقاطعه فى أي تعاملات اٍقتصادية. حتى الدول التى كانت لها علاقات مع نظام الفصل العنصري كانت تعيش اٍحراج سياسي رهيب.

    تلك هى الظروف التى أجبرت النظام العنصري على المساومة السياسية التى أفضت الى التحول الديمقراطي فى جنوب أفريقيا فأين موقف الصادق المهدي و حزبه من مثل العمل؟ أبعد ما يكون. فأنت يا عزيزي المهدي قمعت و تقمع كل يوم و بقوة كل الاصوات الثورية داخل حزب الامة، رغم اٍنها الاصوات التى ان لم تصلك بك -بالتضامن مع بقية القوى السياسية- الى الإنتفاضة الكاملة فهى الاقل سوف تصل بك الى منتصف الطريق حيث الكوديسا المنشودة (كوديسا اليد العليا و ليست كوديسا مستجداة). فقد تعرض الطلاب و الشباب الذين هتفوا باسقاط النظام فى ندوة مسجد الخليفة (يونيو 2013) للقمع و الضرب من قبل حاشيتك و الحواريين بقيادة اٍبنك بشرى الصادق. و قلت لهم أنت من فوق المنصة الما عجبوا موقفنا الباب يفوت الجمل! و ها أنت الان تطرد الامين العام لحزبك لانه لم يطاوعك على التقارب من النظام. و على صعيد أخر أنت تهتبل فرص اللقاءات مع أعمدة النظام الفاشي و ابناءك يخدمون فى قصور الكيزان و أجهزة أمنهم فما الذى يجبرهم على كوديسا معك و كل شئ على ما يرام؟

    Department of Meteorology, Stockholm University.
    Stockholm, Sweden. Email: [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de