في بيان اتسمت مفرداته بالغضب وتمت صياغته بطريقة تذكر بادبيات الحرب الباردة والمواجهة بين الكتلة الشرقية والغربية وحول تطورات الوضع السياسي الراهن في السودان, شن الحزب الشيوعي السوداني في بيان اصدره المكتب السياسي اول امس هجوم غير مسبوق علي ماوصفه بمحاولات التدخل الخارجي ومحاولات فرض الوصاية الاجنبية عبر صياغة مستقبل البلاد السياسي وفق اجندة بعض القوي الدولية, وذلك بالتزامن مع زيارة مسؤول امريكي رفيع الي البلاد في تحذير مبطن من التقارب الامريكي مع نظام الخرطوم وان لم يتحدث البيان المذكور عن ذلك صراحة ولكن طريقة صياغة البيان تبدو واضحة تماما عن من قصدهم الحزب الشيوعي في بيانه المتداول في الاوساط السودانية وعلي موقع صحيفة الميدان المنبر الاعلامي والصحيفة التي ظلت تعبر عن الحزب الشيوعي السوداني اثناء العمل العلني وفي فترات الحظر والعمل السري, وقد جاء العنوان الرئيسي لصحيفة الحزب الشيوعي علي شكل دعوة الي حوار بين القوي السياسية السودانية بعيدا عن ماوصفته الصحيفة بالمخططات الامبريالية في اشارة الي الصفقات ومشاريع التسويات المقترحة من الولايات المتحدة الامريكية للقضية السودانية . وجاء في احد فقرات البيان المذكور ان المؤتمر السادس للحزب قد شدد علي ضرورة الرد وبحسم علي ما وصفها بمخططات الامبريالية الدولية واعوانها داخل السودان واستنهاض الشارع السوداني وحركته الجماهيرية وتمليكها الحقائق عن طبيعة مايجري عن اندماج بعض القوي المحلية في تلك المؤامرات. ومضي بيان الحزب الشيوعي في هذا الصدد وتوجه بالنداء للقوي السياسية والحركة الجماهيرية في السودان بالقيام بحملات تعبئة وندوات سياسية تكشف ابعاد المخطط المذكور الذي يهدف الي تصفية روح المقاومة للنظام القائم في السودان كما توجه الحزب الشيوعي السوداني في بيانه الي من وصفهم بالرفاق في الحركة الشيوعية الدولية والقوي التقدمية المناصرة للشعوب في كل انحاء العالم بتعزيز ودعم موقفهم في مواجهة النظام السوداني. ورسم الحزب الشيوعي السوداني في بيانه صورة ماسوية للاوضاع المعيشية والخدمية في البلاد كما توجه الحزب بالنداء لروافده وفروعة في مختلف اقاليم السودان بالمشاركة بالتحضير للثورة والانتفاضة الشعبية والعصيان المدني والاضراب السياسي. وياتي هذا الموقف المتشدد من الحزب الشيوعي السوداني في اعقاب اتصالات وصفقات غير معلنة بين حكومة الخرطوم وبعض الدوائر الاوربية والامريكية حول امور لها صلة بتوطين اللاجئيين السوريين والعراقيين وملفات اخري خاصة بقضايا الحرب علي الارهاب والموقف المنهار في جنوب السودان. علي صعيد اخر واستنادا للكثير من الشواهد من غير المتوقع تحقيق اي اختراق خارجي او نجاح لمشروع تسوية سياسية في السودان الراهن ومن المتوقع في احسن الحالات التوصل الي اتفاقات مع افراد ومجموعات بطريقة لاتختلف عن تلك الطريقة التي ظل يتبعها النظام القائم في الخرطوم في تسكين المواقف والازمات وحرق المراحل وتخدير الرأي العام وذلك في ظل مخاوف حقيقية من حدوث تطورات قد تفضي الي حالة من الفوضي لايعلم الا الله مداها. sudandailypress.net
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة