اعادت الطريقة التي تم بها تجميد نشاط القيادي في الحزب الشيوعي السوداني الدكتور الشفيع خضر الي الاذهان فصول وصفحات قديمة من تاريخ الحزب العقائدي العريق حفلت بالمرارات والابعاد والانقسامات والفصل من العضوية في فترات مختلفة من تاريخ الحزب الشيوعي في الحياة السياسية السودانية في مرحلة مابعد الاستقلال. وهناك من صعب عليه الامر فوضع حدا لحياته منتحرا وهناك من لفهم النسيان وابتعدوا عن الحياة العامة وبعضهم داهمه الذهول والمرض النفسي فصمت ولم ينطق بكلمة حتي غادر الحياة. الانقسام الاكبر في تاريخ الحزب الشيوعي السوداني حدث بعد فك الارتباط الغير معلن بين الحزب وحكومة مايو في اعقاب ابعاد بعض اعضاء مجلس ثورة مايو المحسوبين علي الحزب الشيوعي فترة السبعينات وبداية المضايقات وملاحقة الشيوعيين ومنهم من اختار البقاء في النظام والعمل في مؤسساته السياسية والامنية علي عكس خط الحزب واذاد عدد المنقسمين بعد اجهاض الانقلاب المضاد الذي قام به الجناح العسكري للحزب الشيوعي في 19 يوليو 1971 في اعقاب تدخلات دولية واقليمية مباشرة واختطاف طائرة المقدم بابكر النور والرائد فاروق حمدالله واخرون التي كانت في طريقها من العاصمة البريطانية الي الخرطوم في عمل منسق بين اكثر من دولة علي الاصعدة الدولية والاقليمية اضافة الي اسقاط طائرة قادمة من العراق في طريقها الي الخرطوم علي متنها شخصية سودانية قيادية في حزب البعث كانت مهمتها تقييم الموقف وتقدير حجم ونوعية الدعم العراقي للوضع الجديد في الخرطوم وتوالت النتائج الكارثية بعد ذلك بالتصفية والاعدامات التي طالت رموز وقيادات الحزب الشيوعي المدنية والعسكرية بعد 22 يوليو 1971. واصل الحزب الشيوعي موقفه المناهض لحكم الرئيس السوداني الاسبق جعفر نميري منذ تلك الفترة وحتي نهايته في ابريل 1985. ثم عاد الحزب الشيوعي ضمن من عادوا الي الحياة السياسية في الفترة الحزبية القصيرة الاجل التي انتهت بانقلاب الجبهة القومية السودانية في يونيو 1989. امام عملية "اخونة" الدولة السودانية في ظل القمع والتعذيب والاعدامات المتعجلة التي طالت العسكريين وبعض المدنيين مطلع التسعينات غادرت اعداد كبيرة من النخب السياسية والاعلامية والمهنية البلاد صوب الجارة الشقيقة مصر التي شهدت بدايات العمل المعارض الذي كان اشبه بالنحت في الصخر في بداياته ثم اتسع وتطور في ظل متغيرات اقليمية وصارت له منابر اعلامية ممثلة في صحف يومية كانت تصدر في القاهرة اضافة الي منظمات المجتمع المدني المختلفة التي تواصلت مع العالم الخارجي وقامت بالتعريف بتطورات الاوضاع في السودان وطبيعة النظام الحاكم في الخرطوم. وقد لعب الشيوعيين في ذلك الوقت دورا كبيرا في بناء مؤسسات العمل المعارض والمساهمة في عزل النظام ومن بين رموزهم المعروفة في ذلك الوقت كان الدكتور الشفيع خضر الشخصية الحركية والدبلوماسية التي تتمتع بقدرات عالية وحضور سياسي واعلامي اثناء حراك العمل المعارض في ذلك الوقت. بعد اكثر من اسبوع علي قرار تجميد نشاطه في الحزب الشيوعي ترافع بالامس الدكتور الشفيع خضر حول ذلك القرار من خلال تصريح صحفي مطول استهله بابداء الاسف والاعتذار باعتبار ان الامر يتعلق بقضية تنظيمية وحزبية وليست قضية عامة ذات صلة بتطورات الاوضاع في البلاد التي تعاني ما تعاني من انهيارات وشظف العيش والقمع والملاحقة للمعارضين علي حد تعبيره. كشف الدكتور الشفيع خضر عن الخطوط العريضة لحيثيات قرار فصله من الحزب الشيوعي واتهامه باتباع خط انقسامي والتشكيك في مواقف بعض قيادات الحزب واتهامها بالتقارب مع اجهزة النظام الحاكم في الخرطوم واختتم مرافعته التي لم تنتهي بعد قائلا: "لن أنصرف إلى معارك طواحين الهواء والبلاد تحترق وتتآكل، ولن أنحني إلا لأحضن موطني، وسأواصل العمل، من أي موقع، مع الآخرين من شرفاء الوطن، في أي موقع هم، من أجل: وقف الحرب الأهلية، ودحر نظام الفساد والاستبداد، وتحقيق التحول الديمقراطي والتنمية المتوازنة والعدالة الإجتماعية، ورفع التهميش وصون حقوق الإنسان وبناء دولة القانون والمؤسسات" . sudandailypress.net https://www.youtube.com/watch؟v=YsshVyUW9R0https://www.youtube.com/watch؟v=YsshVyUW9R0 رابط له صله بالموضوع وشريط يحتوي علي مشاهد متعددة حول ما الت اليه اوضاع الحزب الشيوعي السوداني في مرحلة مابعد 22 يوليو 1971 علي خلفية اغنية ثورية يبدو من خلال اللهجة انها لاحد الشيوعيين العرب الذي يعدد ماثر الحزب الشيوعي السوداني وسكرتيره العام عبد الخالق محجوب القيادي المعروف الذي يتمتع باحترام وتقدير الشيوعيين والاشتراكيين علي الاصعدة الدولية والاقليمية ومشاهد تصور الظهور العلني الاخير له في احد قاعات معسكر سلاح المدرعات بمنطقة الشجره في العاصمة السودانية وهو يدافع عن نفسه امام محكمة عسكرية انعقدت لمحاكمته ويتهم رئيسها بالتحيز كونه عضوا في احد منظمات القوميين العرب في السودان انذاك.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة