|
الشيخ موسى هلال و القدر المجهول
|
موسى هلال شيخ قبيلة عرب المحاميد، رجل نحيف طويل القامة، عريض الابتسامة، يرتدي ملابس بيضاء وقصيرة، وللوهلة الاولى يوحي لناظره بانه امام رجل هادئ ووقور الا انه في الحقيقة يحمل في دواخله شخصية اخرى مختلفة تماما، وهو رجل ماكر ومتضطرب ومتناقض الاقوال والافعال، ويرمي نفسه في المخاطر من دون ان يبالي، ثم يحاول ان يتملص منها بطريقة غريبه لاتخلو من الجبن و الغباوة، اول ظهوره كرجل ادارة قوية كانت في بداية التسعينيات حيث استطاع ان يمزج بين الادارة الاهلية كجهاز مدني والمؤسسة العسكرية، وبالرغم من انه كان دائما يرتدي الزي المدني الا انه يحب ان يظهر بمظهر الجنرالات وذلك من خلال موكبه الاستعراضي المثير او من خلال الكم الهائل من البطاقات العسكرية التي يحملها بلا معنى، فسلوكه هذا جلب له الكثير من المشاكل خصوصا مع القادة العسكريين في حاميتي كتم و الف! اشر، ويبدو ان القادة كانو لا يستطيعون ان يفهمون هذا التناقض الذي يحمله الشيخ الجنرال موسى هلال، والطريف ان هلال هو المنتصر دائما باتصال من المركز، استقل الشيخ هلال هذا المناخ الملوث لاثارة الفتن بين القبائل العربية والافريقية التي يسميه بالزرقة.
فاضطر الفريق ابراهيم سليمان والي شمال دارفور السابق بان ينفبه الي بورتسودان وسجن هناك وفي داخل السجن ذكر في لقاء صحفي بان الحكومة هي التي طلبت منه اشغال الاقليم بالفتن وقام بذلك واعتذر للزرقه على افعاله من دون ان يستحي، ففي فترة غيابه شهد الاقيلم هدوءاّ نسبياّ، وبظهور الحركات المسلحة في دارفور اطلقت الحكومة صراح الشيخ هلال وعاد الي دارفور بشهية مفتوحة وبمجرد وصوله اشيع بان الشيخ هلال قد قتل في خلاف مع احد القادة العسكريين واشيع ايضا بانه جرح في تبادل اطلاق النار بينه وبين احد القاده الشماليين ونقل الي الاردن.
المهم الروايتان تشيران الي ان هلال قد اختفى من مسرح الاحداث في الاقليم،غير ان اعماله الشنيعة قد بدات تظهر في الافق وعرفه القاصي قبل الداني.
فاجأ هلال العالم مرة اخرى بظهور اسمه في قائمتي كولن باول وزير خارجية امريكا وكوفي عنان الامين العام للامم المتحدة والورقتان يتهمان هلال بأنه مجرم متهم بارتكاب جرائم التطهير العرقي ويجب ان يعتقل ويقدم للعدالة.
ويبدو ان الشيخ قد عرف في هذه المرة بان الفاس قد وقع في الرأس فظهر علنا ليصرح بان الحكومة هي التي طلبت منه بحشد انصاره ضد التمرد واضافة قائلا : " أنا لم اقاتل ولم اذهب الي الحرب". واقبح من ذلك اعتذر علنا للزرقة للمرة الثانية، ويبدو ان شيخ العرب قد نسي اوتناسى عن قول الرسول الكريم :"لا يلدغ المؤمن من الجحر مرتين".
وفي اللقاء الاخير مع القائم بالاعمال الامريكي في الخرطوم في داخل مبنى السفارة الامريكية ظهر هلال مرتبكا ومتناقضا عندما سأله القنصل عن علاقته بالجنجويد قال بان الدولة هي التي طلبت منه بذلك، وعندما سأله القنصل عن الأشخاص الذين طلبوا منه ارتبك وقال ان الجنجويد ليسوا قبائل سودانيه.
والمضحك ان الشيخ هلال اعتبر هذا اللقاء مكسبا سياسيا له ولكن في الحقيقة هو ادانة حقيقية له، ويبدوان الشيخ قد يجهل طريقة الامريكيين في التعامل مع مثل هذه الأحداث وهي طريقة تبدو باردة وهادئة ثم تتحول فجأة الي مشهد دراماتيكي.
المهم اللقاء اثبت لدىالأمريكيين اولا ولدى العالم ثانيا بان الشيخ موسى هلال شيخ عرب المحاميد ما زال حيا يرزق وانه قام بحشد انصاره الجنجويد بطلب من المسؤليين الحكوميين ضد الزرقة وارتكب أكبر جريمة في العصر الحديث وهو التطهير العرقي.
يا ترى ما هو القدر الذي ينتظر الشيخ هلال؟ هل يتعرض للتصفية الجسدية من قبل النظام الحاكم ويتهم الحركات المسلحة؟ ام يقبض عليه ويقدم للعدالة؟ّّْْْ.
شاكر عبدالرسول
كنتاكي الولايات المتحدة الامريكية
|
|
|
|
|
|