|
Re: الشعبي و البحث عن الذات خارج دائرة التحال� (Re: زين العابدين صالح عبد الرحمن)
|
الأخ الفاضل / زين العابدين صالح التحيات للجميع تعالوا لنبتر الهوامش المهيبة المخيفة التي تلازم الأحوال .. ونحذف المساحات الكثيرة التي تمثل العوائق نحو الأفضل .. وهي العوائق التي تبعدنا عن نقاط الالتقاء .. نحدد مواقع الداء ثم نوجد الدواء .. وتلك العيوب في مواقف الناس هي التي تمثل الطامة الكبرى التي تعيق تقدم البلاد .. وفي الشعب السوداني تكمن تلك الصفات الغربية المهلكة .. فالسودانيون لديهم خصلة عجيبة ،، فكل جهة أو فئة من الناس تحكم على الأحوال من منطلقات المنافع الذاتية الشخصية ،، اليوم المتعاطفون مع الإنقاذ وجماعة المؤتمر الوطني يرون أن أفضل عصر وأفضل مرحلة حكم تمر على السودان هي مرحلة حكم الإنقاذ للبلاد لأكثر من ثانية وعشرين عاما ،، وهم يرددون تلك المقولة وكأنهم لا يرون السلبيات بجانب الايجابيات ,, وكأنهم لا يشعرون بفداحة العيوب والمفاسد ،، ولا يرون مدى التردي والانهيار الذي وصلت إليه البلاد !! ،، ويتجاهلون تعمداً مقدار الأوجاع والمعاناة التي يلاقيها السواد الأعظم من الشعب السوداني ,, ويصدق عليهم المثل الذي يقول ( إن الذي يده في الماء ليس كالذي يده في النار ) ،، ونراهم في حالة غيبوبة تامة من نشوة مصطنعة يعيشون في أجواءها ،، ولا يبالون كثيراً بأحوال الأمة السودانية التي تعاني من الشقاء والغلاء والأسقام ،، فأهل النظام ونخبه يعيشون أروع ألوان الحياة بمعية الحكم القائم الظالم ،، ذلك النظام الذي لا يعرف العدالة والإنصاف والمساواة بين أفراد الشعب السوداني من منطلق أن الكل يتساوى في المعاملات والحقوق والواجبات كأسنان المشط .
وهنالك آخرون من فئات الشعب السوداني الذين دائما وأبداً يمدحون أيام حكم الأحزاب في السودان حيث تجارب الديمقراطية ،، ويمدحون رموز الأحزاب وكأنهم من الأنبياء ،، وكم وكم من أفراد الشعب الذين يقدسون ويمدحون سيرة الصادق المهدي أو غيره من الرموز ,, ويمجدون مراحل حكم الصادق للبلاد ،، ولا يرون في الرجل أي عيب من العيوب ،، وذلك رغم إخفاقاته العديدة في ماضي التجارب ,, وهو ذلك الرجل الذي كان محظوظاً وكان له نصيب الأسد في كل مراحل الحكم المدني في البلاد ،، ولكن الذي ينقب في أسرار هؤلاء المدافعين عن الأحزاب وعن رموزها يجد أن أكثر المادحين هم هؤلاء الأتباع الذين كانوا يتمتعون بالمنافع الشخصية ،، حيث التمتع بخيرات البلاد دون السواد الأعظم من الشعب ،، وهؤلاء لا تهمهم كثيرا تقدم دولة السودان كدولة حديثة ناشئة في طريقها للتطور والبناء والإرساء بقدر ما تهمهم أحوال الأحزاب التي ينتمون إليها وأحوال الزعماء الذين يقدسونهم .
وفئات أخرى من أفراد الشعب السوداني لا ترى ولا تعرف إلا الولاء المتطرف للطائفة الختمية بقيادة الأسياد وأبناء الأسياد ,, ولا يرون سودانا بالمعنى الذي يؤكد دولة ذات سيادة خالصة لكل أفراد الشعب السوداني ،، فمتى ما كانت السعادة لأهل البيت فإن الشعب هو مجرد عدة تمثل الولاء .
وآخرون من فئات الشعب السوداني نجدهم يصرون ويتمسكون بالقول أن أفضل حكم مر على السودان كان في أيام حكم الرئيس جعفر النميري ،، وما زالوا يرددون نفس العبارة كلما ترد سيرة الرجل ،، وهؤلاء بالتأكيد هم تلك الفئات التي كانت منتفعة بذلك القدر الكبير بمعية جعفر النميري في الوقت الذي كان فيه الآخرون يعانون من الديكتاتورية والكبت والقهر .
وفئات أخرى من الشعب السوداني لا ترى الخلاص من حالة التأخر والتردي إلا بإتباع المناهج العلمانية أو المناهج الشيوعية أو الاشتراكية ،، تلك الأفكار التي أفلت شموسها في بلاد العالم ،، وخاصة في عقر ديارها .
وتلك الصفات في الشعب السوداني تفقده المصداقية حين يحكم على الأحوال من تلك الزوايا الضيقة ،، وقد حان الأوان أن يلتقي أبناء الشعب السوداني حول نظرية تؤكد أن السودان كوطن يجمع الكل هو الهدف الأسمى في الأول والأخير ،، وطن يعطي كل مواطن حقه دون إسراف أو تسويف أو تجريح أو إجحاف .. وعلى الشعب السوداني أن لا يتعصب في اتجاهاته تلك المتناقضة ,, فلكل تجربة من التجارب السياسية لها إيجابياتها ولها سلبياتها ,, ولا يجوز التمسك بتجربة من التجارب بذلك التعصب الأعمى ,, ذلك التعصب الذي أضاع السودان كثيراً منذ يوم الاستقلال ،، والسودان يتراجع عن ركب الدول المتقدمة منذ أن رفرف علم البلاد فوق سارية الحرية .
| |
|
|
|
|