*رحم الله الأستاذ / الشريف عبود الذى مضى الى رحاب ربه راضياً مرضيا بعد حياة حافلة قضاها فى خدمة الناس الذين كانوا دوماً محور حياته بالبحث والتدقيق فالرجل احد اهم خبراء التأمين فى هذا البلد ، وقد عرفته فى مطلع العام 1980عبر شقيقه الفنان التشكيلي الكبير أستاذي خلف الله عبود الشريف ، فعرفت رجلاً سمحاً طيباً سهلاً ، على سمته وقار العلماء وتواضعهم ، كان كريماً بالسجية ، عندما تدخل عليه يشعرك بأنك أهم من يجالسه فى تلك اللحظة ، ويترك كل شؤونه وهو مدير عام المؤسسة العامة للتأمين ليتفرغ لنا يسال عن اركان النقاش ومايجري فيها وكأنه مسؤول عن تطورنا السياسي ، وعندما نغادره كان ينزل من الطابق الثاني وحتى نخرج للشارع ليودعنا بابتسامته الوضيئة طالباً ان لانغيب عنه طويلاً ، هكذا كان الشريف عبود ، الانسان المتفرد.و القيمة العالية الحياة.
*وظل الراحل العزيز مهموماً بقضايا التأمين ودراساته وبحوثه ، كما راهب فى صومعة معارف التأمين ، فلقد خط قوانين التأمين الصحي وكان المرجعية الكبرى لطلاب وباحثي التأمين ، لم يمنعه الخلاف السياسي من ان يقدم عصارة ذهنه ومعارفه فى مجال التأمين ، وعندما كنا نتناول مايجري فى الجهاز الاستثماري للضمان الاجتماعي ، وحول المفارقات والمفاسد التى تجري فى ذلك الصندوق الاسود ، كان الشريف يحمل رؤيته وتراكم خبراته وطلب حضورنا اليه ، لكن حالت بيننا وتحقيق هذا اللقاء حالتنا الصحية التى حرمتنا من الذهاب اليه . وفى لقائنا الاخير به فى مناسبة زواج ابن اخيه الدكتور/ محمود خلف الله عبود وكان الراحل العزيز وكيلاً للعريس ، فكان الرجل بذات الحيوية والحميمية برغم تقلبات الزمن الا ان الراحل العزيز كان يبعث الدفء فى كل من التقاه ..
*فقيدنا العزيز الشريف عبود لم نر له تقطيبة وجه ولا كلمة نابية كان كما الزهرة يضوع عطراً ، سمته وسلوكه صورة تنطق بالجمال والجلال وعتبات الكمال ، وهو يغادر دنيانا لرحاب رب رحيم يبقى عندنا الشريف الشريف منارة درب ومدد برزخ وفقدٌ عظيم فى ليلة ظلماء كان يمثل لنا فيها البدر المنير ، نسأل الله ان يمدنا بمدده ، وينفعنا بجاهه ويجعل البركة فى ذريته واهله ووطنه ، وان يجعله الله مع ومن المتقين ، استاذى خلف الله وجواهر وعبود ومحمود والاسرة الكبيرة والعزيزة ، كيف أعزيكم وأنا أحوجكم للعزاء ، رحم الشريف عبود الفارس الذى ترجل رحمة واسعة ، وسلام ياااااااوطن..
سلام يا انتهى كل شئ، قالتها وهى تنظر من علٍ الى السابلة من حولها ، كانت نظراتها توحي بالغضب الذي يعتمل فى دواخلها، صرخت يا..انتم ، أن الثورة الان فرض عين ، لافرض كفاية ، قوموا الى فرض عينكم يرحمكم الله..وسلام يا .. (الجريدة) الجمعة ٢٥/٨/٢٠١٧
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة