|
الشرطة.. مشهد غير حميد/حافظ أنقابو
|
اتفق مع الكثيرين في جهاز الشرطة، يمثل واجهة أمامية لأي دولة، فالشرطي هو منفذ إشارة المرور الذي يجده الزائر في الموانئ سواء كانت جوية أو برية، ومن خلال تعامله يقوم بتمليك الزائر "صورة ذهنية" أو انطباعا أول عن الدولة أو المنطقة التي يدخلها. ومن خلال شعار "الشرطة في خدمة الشعب" يعلم الجميع أن الشرطة، يجب أن تكون جهازا خدميا صرفا، ينفذ ما يقوله القانون الذي تضعه المؤسسة التشريعية إلى أن يوصل أصحاب المشكلة إلى القضاء إذا ما استدعى الأمر ذلك. الأسبوع الماضي، وفي أحد أحياء جنوب الخرطوم، وفي هذا الشهر الكريم، لفت انتباهي رجل شرطة كان يرتدي زيه الرسمي، ويحمل في يده "عصا بطول 120سم على الأقل" بالإضافة لكونه "مسلح" .. كانت الساعة تشير إلى حوالي العاشرة مساء .. دلف ضابط الشرطة إلى مساحة خالية تطل على شارع رئيسي يرتادها المواطنون إلى شرب القهوة والشاي .. وبدأ في مداهمة "كوانين ستات الشاي" وقام بإغراقها بماء "الكفتيرة" .. ليست إمرأة واحدة أو اثنين .. بل مجموعة كبيرة تفوق العشرة .. بالإضافة إلى أكثر من مئة مواطن يجلسون في المكان في انتظار احتساء شاي أو قهوة. وقف جميع المارة وهم يشهدون المنظر غير الحميد لضابط الشرطة الذي كان واجبه أن يحافظ على أمن هؤلاء المواطنين وليس ترويعهم بهذا الأسلوب الذي أثار استغراب الجميع. ليس هناك قانون يمنع "شرب الشاي" ليقوم هذا الشرطي أو غيره بتنفيذه بهذا الأسلوب الذي استفز جموع المواطنين الذين شهدوا الحادثة، يقيني أن هذا الرجل قطع هذا التصرف من غروره بـ"النجمتين" ومرجعية سلطته وحصانته التي لا يفهم أنها ملك للمواطنين الذين قام بترويعهم. قد لا يعلم هذا الشرطي أن "الكفتيرة" التي قام بدفقها في النار تعيش أسرة وتعفف أطفالا قد يكونوا أيتاما .. في تلك اللحظة تذكرت حملة "الكفتيرة تمسك عيلة" التي أطلقها نشطاء وإعلاميون قبل أشهر لنصرة "ست الشاي" والتي وجدت تجاوباً من كبيراً في بلد ترفع فيه معاناة المواطن في كل شيء. المسؤولية ليست مسؤولية الضابط صاحب السلوك أعلاه، فهو حديث الالتحاق بهذه المؤسسة، المسؤولية على عاتق قادته الذين قاموا بمنحه سلطة لا يعرف قيمتها ولا يعرف مالكها الحقيقي. وبالمقابل يجب على الحكومات الولائية ومحلياتها تقنين مهنة بيع الشاي في الطريق العام بدلاً عن الحملات الفوضوية التي نشهدها كل يوم في سلوك لا يمت للإنسانية بصلة، لتقينا شر الحديث عن المتكرر عن هذا السلوك. كلمة حق حافظ أنقابو [email protected] صحيفة السوداني
|
|
|
|
|
|