|
السودان ما بين التقسيم إلى دويلات أو البقاء علي الوحده الضنكه بقلم صديق منصور الناير
|
09:20 PM May, 13 2015 سودانيز اون لاين صديق منصور الناير- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
4/6/2004م صراع الحضارات وتداعيات النظام العالمي الجديد الإنعاكاسات السالبة وإختلال الموازين
يتحدثون عن الحضارات، تطور الحضارات ، صراع الحضارت، الحوار بين الحضارت وما أدراك ما الحضارات فما معني هذه الكلمة التي شغلت العالم ومازالت تشغلها حتي الآن ؟ يقول الكاتب صمويل هتنتون أن كلمة الحضارة كلمة كبيرة في معناه العام وتعني سلوك الناس بصفة عامة في ممارسة الحياة إبتداء من العادات والتقاليد ، اللغات والأديان ، الموروثات وأنماط الحياة المختلفة كل هذه الأشياء تعبر عن ثقافة مجموعة معينة من البشرية قبيلة كانت أم مجموعة عرقية في مستواه الصغير وتكبر إلى أن تصل إلى مستوي الإقليم أو الدولة فنقول الثقافة السودانيه أو المصرية أو الإنجليزية وعندما نخرج من هذا الإطار ألى مستوي الأمم أو الشعوب بالمعني الكبير كالأمم الإفريقية أوالأوربية ترتقي التسمية من ثقافة إلي حضارة فنقول الحضارة الأوربية أو الإفريقة أو الحضارة الإسلامية ..الصينية وووإلى ذلك . و أذكر أن أحد الوزرا الإيطاليين صرح ذات مره بأن الحضارة الأوربية أفضل وأرقي من الحضاره الشرقية والتي وصفها بالتخلف والإنحطاط وكان لهذا التصريح ردود أفعال عنيفة من الشعوب الشرقية وبخاصة من العالم الإسلامي وذلك طبعا لأن راس السوط قد لحق بهم وعلي هذا الأساس شُنت حملات صحفيه عنيفه علي أثره أجبر هذا الوزير على الإعتذار ومن ثم قامت الحكومة الإيطالية باقالتة ومنها تحول الأمر إلى حوار الحضارات ظاهرياً ، منذ ذلك الوقت شغلني موضوع الحضارات هذه كثيراً لأني لم أكن أفهم الفحوي الحقيقي لها ، وسألت نفسي كثيراً عن مفهموم الحضارات وأبعاد الصراع الحضاري. و الرقي أوالتقدم من ناحية والتخلف والإنحطاط من الناحية الأخري خاصة بعد إقالة الوزير الإيطالي هذا وكنت أبحث عن هذا الموضوع إلي أن عثرت علي الإجابة الناجعة في كتاب صراع الحضارات والنظام العامي الجديد للكاتب صمويل هتنتون والذي أوضح لي الكثير، ومنها فهمت أن الحروبات التي تدور أساسه قبلي ، ديني، عرقي تراثي وثقافي بالمعني المحلي كما يحدث الآن في السودان والصومال ، رواندا والهند ووو...الخ وعندما يتحول إلى المستوي الكبير نسميه بالصراع الحضاري كما يحدث الآن بين أمريكيا وأوربا في إطار الشعوب الغربية من تنافس سياسي وإقتصادي وإستراتيجي أحيانا ، وبين الدول المكونة للحضارة الغربية من ناحية وشعوب العالم الأخرى كاليابان ، الصين وربما الهند و كورية والتنافس الذي يحدث بين الشعوب الآسيوية فيما بينها سواء كان إقتصادي أو سياسي أو عسكري في بعض الأحيان وما نشاهده الآن في العالم من صراعات دمويه في مختلف أرجاء العالم والتي وصفت بالإرهاب خاصة بعد أحداث 11سبتمبر في الولايات المتحده الأمريكية وإعلانها للحرب ضد الإرهاب ، حقيقة هذه التفاعلات دفعني بل شجعني لتناول هذا الموضوع ومقارنته بما يحدث في السودان لإجاد العلاقة بينها وما يدور في هذا العالم من صراعات وإقتتال ، تحديات ومنافسات سواء كانت سياسية أو إقتصادية أو عسكرية بين أمريكيا واوربا أوبين الدول الغربية والشرق الأقصي (الصين واليابان وكوريا ) أو بين أوربا والعالم الإسلامي (تركيا والدول العربية وإيران) أو بين دول شرق آسيا فيما بينها، وبالتالي أين موقع السودان من كل هذا خاصة بعد نهاية أرقي الحضارات الأفريقية ونعني الحضارات النوبية في وادي النيل إبتداء من كوش ونبتة ماكوريا وسنار وكيف تدهور الأمور إلى أن سيطرت فئه معينه صغيره تمرست بدعم العالم العربي والاسلامي لترتكب الفظائع والجرائم الوحشية التي تنافي الإنسانية والبشرية بإسم العروبة والدين لتحكم وتتمدد علي حساب الثقافات الأخري في السودان ، سقت هذه المقدمة للدخول في صراع الحضارات والنظام العالمي الجديد خاصة بعد إنهيار المعسكر الشرقي وأثر ذلك علي الدول الصغيرة مثل السودان فالي هناك . في صيف 1993م تناول الكاتب صمويل هتنتون مقالاً بعنوان صراع الحضارات والنظام العالمي الجديد وقيل في ذلك الوقت بأن هذا المقال كان قد أثار جدلاً كبيراً بين أفضل الصحفيين وكبار السياسيين في العالم إذ لم يحدث مثلة من قبل في العالم إلا في الأربعينات عندما كتب الصحفي جورج كينان مقالاً بعنوان X وكان قد تناول فيها الأحداث والصراعات والكوارث التي شغلت تلك الفترة أي الأربعينات (الحرب العالمية الثانية وتوابعها. في هذا المقال أي صراع الحضارات تسائل الكاتب عن الهيمنة التي ستحدث للصراع بين الحضارت علي مستقبل السياسة العالمية بدلاً من الحرب البارده ووضح بأن الصراع بين الحضارات سيهدد السلام العالمي بلا شك ، ولكنة ذكر بأنه هناك إمكانية لأن تكون للنظام العالمي الجديد والمبني على الحضارات والثقافات دور كبير في تحقيق السلام العالمي إذا إرتقي قادات العالم وسياسييها وتفهموا خطورة الموقف وتمكنوا من تحويل هذه الصراعات إلى صراعات إيجابية خاصة بعد ظهور الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل )الاسلحة الجرثومية والكيميائية) وإنتشارها مما سيهدد البشرية كلها في حالة إستخدامها بحيث لن يكون هناك منتصر أو مهزوم لأن الفناء سيكون للعالم كله، و كان هنري كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحده الأمريكيه الاسبق قد علق علي هذا الكتاب قائلا بأنه من أفضل الكتب التي ظهرت بعد الحرب الباردة . والحقيقة التي وجدتها في هذا الكتاب هي أن الأحداث والصراعات التي هيمنت علي مسرح الصراع في العالم إنعكس صورتها السالبة في شكل حروبات وإقتتال بين شعوب العالم في كل مكان وهذا ما توقعه الكاتب صمويل هتنتون . وفي إعتقادي أن ما يدور في السودان الآن لا يخرج من هذا الإطار . أي صراع ثقافي لذلك سنتناول هذا الموضوع مستنداً علي آراء الكاتب صمويل بتحليل ما يدور في السوان والعالم من حوله ومدي قدرة الساسة القادة والعلماء للخروج بالسودان من هذه البؤرة (هذا طبعا إذا كان هناك ساسة حقيقييين وعلماء وقادة يدركون خطورة ما يحدث من غير الغوغائيين الذين يحتلون مقاليد الأمور في الوقت الحاضر ) ونعتقد بأن ما يدور في السودان من حروبات وإقتتال يرجع جذوره إلى الوراء كثيرا خاصة إذا تتبعنا تاريخ الحضارات العالمية التي طفحت الآن وحلت محل الحرب الباردة بعد إنهيار المعسكر الشرقي، تلك الحضارات والتي يجهلها بل يرفضها السياسيون في السودان تمتد بجذورها التاريخيه إلى العصور القديمة والوسطي قبل نزول الديانات السماوية ، وبعدها بدأت الشعوب تتسابق في نشرها عبر ثقافاتها ، لغاتها ، تراثها ، أعراقها ، قبائلها وشعوبها وتحول اليوم إلى الصراع الحضاري بالمفهوم الكبير لهذه الكلمة . لقد كان التواصل بين الحضارات في أغلب فترات الحياة البشريه متقطعة أو غير موجوده بالصورة التي هي عليها الآن ولكن منذ بداية العهد الجديد تقريبا في 1500م أخذت السياسة العالمية بعدين . الأول إستمر لأكثر من اُربعمائة سنة تشكلت خلالها الدول الغربية والتي تكونت من بريطانيا ، فرنسا ، إسبانيا ، النمسا ، روسيا ، المانيا ، الولايات المتحدة وباقي الدول الغربية ، هذه الدول كونت نظم جديده متعددة الأقطاب في داخل الحضاره الغربية وقد تداخلت بعضها البعض بل تنافست وخاضت حروبات وتشكلت بعيد عصر النهضة الأوربية ومن ثم تمددت بثقافاتها إلى الخارج ، هزمت وإستعمرت العالم الخارجي لتؤثر بصوره مباشرة على تكوين الدول والثقافات الموجودة في العالم الحاضر. البعد الثاني كان أثناء الحرب الباردة حيث تشكلت السياسة العالمية وتكونت من قطبين فقط وإنقسم العالم علي أثر ذلك إلى ثلاثة مجموعات متجانسة المجموعة الأولي وهي مجموعة الدول الغنية في الغالب وشكلتها المجتمعات الديمقراطية وتقودها الولايات المتحده الامريكيه والتي دخلت في تفاعل سياسي ، اقتصادي ، فكري وأحيانا تنافست عسكرياً مع المجموعات الإشتراكية الشيوعية الفقيرة . المجموعة الثانية وهي مجموعة الدول الإشتراكية الفقيرة بعض الشيء والتي إتحدت مع بعضها البعض بقيادة الإتحاد السوفيتي وأغلب الصراعات التي ظهرت في تلك الفترة كانت خارج هذين المعسكرين ( في المجموعة الثالثة) المجموعة الثالثة وهي في الغالب مكونة من الدول الفقيرة والتي نالت إستقلالها حديثاً وتفتقر علي الإستقرار السياسي ووصفت بدول العالم الثالث . وفي نهاية الثمانينات من القرن الحالي إنهار المعسكر الشرقي . وأصبح نظام الحرب الباردة تاريخا . وبانهيار الاتحاد السوفيتي تغيرت الصلة بين الشعوب من الحرب الباردة حيث كان الصراع مبني علي النواحي الفكرية والسياسة الإقتصادية والعسكرية والسعي للهيمنه علي المنافذ الرئيسية والبحار للسيطرة علي العالم وتحول إلى التنافس علي الأساس الثقافي وجاء سؤال جديد تتناسب مع المرحلة وهذا التحول وهو من نكون نحن؟ وكانت الإجابة علي هذا السؤال تقليديا بالرجوع إلى تكوين المؤسسات الإجتماعية والقبلية والمجموعات العرقية المتقاربة وإلى الأشياء التي تعني الكثير للناس وهي الأصول مما يعني الرجوع إلى الأسلاف والأديان واللغات ، التاريخ ، القيم ، العادات والمؤسسات الإجتماعية أو بالرجوع إلى المجموعات الثقافية القبائل ، المجموعات العرقية وإلى المجموعات الكبيرة الأمم وتسمي حضارات في هذه الحالة بالمفهوم الواسع . وهنا إستخدم السياسة بجانب التعبير عن رغبات الناس في التطور والإستحداث ، أستخدم أيضا للتعبير عن الهويات والحضارات والثقافات . عند ذلك ظهرت مقولات تعيد الناس إلى الجذور ومنها (إننا لا ندرك من نحن إلاعندما لاندري من نكون ، وأحيانا ندري من نكون فقط عندما ندرك أعدائنا أو نتعرف عليهم ) وعندها نبحث عن صلات الرحم والأقارب للدفاع عن أنفسنا ، وكياننا ، تراثنا وثقافتنا. والنظام العالمي الجديد كما ذكره هنري كيسنجر سيشتمل على ست قوي كبري علي الأقل ، وهي الولايات المتحدة الأمريكية و أوربا ، الصين ، اليابان ، روسيا وربما الهند . والقوي الكبري التي ذكرها كيسنجر تنتمي الي خمس حضارات مختلفة بالاضافة الي الحضارة الاسلامية لموقعها الإستراتيجي والتعداد السكاني الكبير والموارد البترولية كل هذه العوامل أدت إلى اظهار دورها وتاثيرها القوِي في الشئون والسياسات العالمية ، وكانت هذه التحولات التي حدثت في السياسات العالمية منذ الفترة قبل الحرب البارده والتي تكونت فيها الحضارة الغربية وتمددها في التاثير علي شكل العالم وظهور ما سميت بالحرب البارده وأثر ذلك في تغيير السياسة العالمية مرة أخري خاصة بعد الحرب العالمية الثانية من النظره الإستعلائية الإستعمارية الأوربية إلى صراع فكري وآيديولوجي وتوازن القوي بين المعسكرين وتحرر شعوب العالم الثالث من الإستعمار الأوربي المباشر مع الإبقاء علي العلاقات التي قيلت أنها تعاونية لكنها في الواقع إستعمارية فيها التبعية السياسية في الأساس ( التعاون بين دول العالم الثالث والدول الاوربية) كل هذه التحولات في تشكيل السياسة العالمية أصيب العالم بعدها بصدمة كبيرة لم تكن متوقعة وهي إنهيار المعسكر الشرقي ، هذا الإنهيار خلق فراغ وفجوه كبيره في توازن القوي العالمية وحتى في نوعية الصراع الذي يحدث في العالم بل حدثت تحولات كبيره في نوعية التحالفات التي كانت في الفترة ما قبل الحرب الباردة وأثناءها فقد ظهرت تحالفات أخري وقامت بإزاحة تحالفات الحرب الباردة و أصبحت تشكل خطورة كبيرة علي الإستقرار العالمي بمستوياتها المختلفة الدولية والإقليمية والمحلية مما يعني نهاية الحرب الباردة والتي أصبحت تاريخاً للدراسة والتحليل . بعدها بدأت دول العالم في أثارة الصراعات القديمة مع البحث في الوقت ذاته عن المجموعت المتقاربه والشبيهه ثقافيا ، دينيا ، عرقيا وحضاريا . وعلية يمكن ملاحظة أن أوربا شهدت تقلبات أثرت علي العالم كثيرا ففي شمال أوربا نجد أن دول البلطيق وهي النمسا وفنلندا والسويد كانت محايده أثناء الحرب الباردة وهناك اأيضا الدول التي تدين الكاثوليكية والبروتستانت الموالية لحلف وارسو أثناء الحرب الباردة مثل بولندا والمجر وجمهورية الشيك تحركت لنيل عضويتها في الإتحاد الاوربي وحلف الناتو ودول البلطيق من خلفهم وكل ذلك لأنهم إخوه في الثقافة، من الناحية الاخري فقد أوضحت القوي الأوربية بجلاء بأنها لا تريد دولة إسلامية في الإتحاد الأوربي )بوسنيا) ولن تكون سعيدة بوجود دولة إسلامية أخري في القاره الأوربية )تركيا) وفي جنوب شرق آسيا يلاحظ أن تركيا واليونان كانتا مع حلف ناتو وبلغاريا ورومانيا مع وارسو ويوغسلافيا لم تكن متحالفة إما البانيا فقد كانت معزولة في كثيرمن الأحيان ومجتمعه أحيانا مع الصين الإشتراكية . وفي حروب البلقان كان لخطاب رئيس وزراء اليونان الأثر الكبير في إعادة التحافلات الدينية خاصة لمجموعة الأرثودوكس بين اليونان ورومانيا وبلغاريا لمقاومة الزحف الأسلامي القادم من جنوب شرق أسيا ، وفي الإتجاه الشمالي تحالفت رومانيا والصرب الأرثودوكسيان في مشاكلهما مع المجر الكاثوليكية . وبالطبع في غياب التهديد الروسي أصبح التحالف الغير طبيعي بين تركيا واليونان بلا معني خاصة مع زيادة الخلافات بينهما حول بحر إيجه وجزيرة قبرص ودورهما في حلف الناتو والأتحاد الاوربي التي تستبعد تركيا الإسلامية حتي الأن بالإضافة لعلاقاتهما مع الولايات المتحدة الأمريكية . تركيا من جانبها أقحمت نفسها لحماية دول البلقان المسلمة وبدأت في تقديم المساعدات والدعم لبوسنيا في يوغسلافيا السابقة وروسيا من جانبها تدعم الصرب الأرثودوكسي والمانيا تعمل لترقية كرواتيا الكاثوليكية ، ومن الجانب الآخر نجد أن الدول الإسلامية تتسابق لمساعدة حكومة بوسنيا الإسلامية ، والصرب تقاتل كرواتيا وبوسنيا والبانيا التي تمثل الجمهوريات الإسلامية . عموما نجد أن منطقة البلقان أصبحت تغلي في ظل التحالفات الدينية وظهر علي إثر ذلك تباينان الأول في ثوب الأرثودوكس الغربي والثاني في ثوب الإسلام الشرق الأوسطي . والمسلمون في جمهوريات لإتحاد السوفيتي السابق قامت بتكوين تحالفات وجمعيات أقتصاديه وسياسية وتوسيع روابطهم لتمتد إلى العالم الإسلامي من حولهم ، وفي الوقت ذاته نجد أن تركيا والسعودية وإيران، كلٍ يكرس جهده لخلق العلاقات والروابط مع هذه الدول الجديدة علي الأساس الديني . وفي شبة القاره الهندية يشتد الصراع بين الهند وباكستان حول كشمير ، وفي داخل الهند يتصاعد النزاع بين المسلمين من جانب والأصوليين الهندوز من الجانب الآخر ، الكوريتان تتجهان بتردد الي الوحدة والتي تعني لهما الكثير في ظل هذه التحالفات، والعلاقات في دول جنوب شرق آسيا تزداد توتراً بين المسلمين من جانب و الصينيين والمسيحيين من الجانب الآخر . وفي أمريكيا اللاتينية ظهرت الجمعيات الإقتصادية (ميركوتو) في المكسيك وفنزويلا وكولمبيا وهي تمثل دول ذات ثقافة واحد ورغم ذلك نجد أن كندا والولايات المتحدة الأمركية تسعيان لإستقطاب المكسيك إلى منطقة التجارة الحرة شمالاً . كل هذه التفاعلات والصراعات التي تحدث في العالم بعد الحرب الباردة أساسة ثقافي أو ديني أو اقتصادي وسياسات المصالح والمنفعة والولاء هي التي تحدد هذ التوجهات ، لذلك أصبحت الدول والكيانات تبحث عن أخواتها أو قريناتها ثقافياً ، دينياً ، عرقياً وحضارياً علإ المستوي الكبير . اذن أين موقع السودان في كل هذه الصراعات ؟ وهل يمكن تحويل الصراعات الموجوده في السودان إلى صراع إيجابي ليحتل موقعه في صدارة الدول الافريقية أم سيتحول السودان إلى دولة بلا حكمومة أو نظام يحكمة كما هو الحال في الصومال . في عام 1956م عندما خرج الإنجليز من السودان كان نسبة المسلمين يشكل 69% من سكان السودان والنسبة الباقية تشكلها الديانات الأخري من مسيحية إلى المعتقدات الكريمة وأخري . وفي الوقت نفسة كانت نسبة العرب أو الذين يدعون العروبه 39% والنسبة الباقية تشكلها الكيانات الأفريقية . ولكن رغم ذلك أصبح السودان دوله عربية والاسلام النقي والطاهر تحول الي اسلام زائف تتبع للثقافة العربية . وهنا نتسائل لماذا يتم ربط الإسلام بالعروبة في السودان دون غيرها من الدول الأسلامية ؟ هل بالضروره أن أكون عربيا لكي نكون مسلما ؟ لأن ما حدث في جبال النوبة والنيل الأزرق وجنوب السودان كان بإسم العروبة والاسلام وما يحدث في دارفور الآن أصبح صراحة باسم العروبة فنسبة الإسلام في دارفور قرابة المائة في المائة إن لم تكن كاملة (دار المسلمين) وبالتالي تنتفي معها برامج أسلمة دارفور أو الجهاد فيها لذلك علي العالم ان يدرك بأن ما يحدث في السودان بعيد كل البعد عن الإسلام . لهذ نري إما أن يستقيم السياسيون في السودان لكي يسعنا هذا الماعون الكبير ونقتسم الكعكة الموجودة بالتساوي أو أن يعلم السودانيون بأن ما يدور هو فرض كيان عربي علي الشعوب الافريقية الموجودة في السودان . وقبل التعليق علي هذا هناك سؤال مهم وهو هل يوجد عرب حقيقيين في السودان ؟ وهل كل من يتحدث العربية بالضرورة أن يكون عربيا ؟ لا أعتقد ذلك ، وإلا لاصبح كل غرب افريقيا فرنسيين لانهم يتحدثون الفرنسية وشرق أفريقيا بريطانيين !! وما يجب أن نؤمن علية هو ان الثقافة العربية واللغة العربية اصبحت لغة غالبية اهل السودان بسبب السياسات السابقة التي فرضت علي كل أهل السودان ولكن هذا لا يعني أن كل السودانيون عرب بل نحن سودانيون شعب متميز ونكرر ذلك مرات ومرات ونؤكد بأن السودان لن يكون عربياً أو إسلاميا ألا بقدر ما يستحق أن يكون وإلا سالت الدماء أنهاراً، كما قال أخي وصديقي الهواري في تعليقه ورسالته عبر الإنترنت لاحدي مقالاتي عن مهددات السلام في السودان ولأصبح العالم الإسلامي كله عرباً في ماليزيا وباكستان وأفغانستان وإيران وتركيا ونيجيريا وو...الخ ، وعلينا أن ننظر للإمور من هذه الزاوية ونبني السودان علي هذا الأساس ومن الناحية الأخري فان الدين الإسلامي يجب أن يكون لله والوطن أي السودان لنا كلنا إذا أردنا التعايش السلمي لأن الدين الإسلامي لا يحتاج لأن ينشر عبر فوهات البنادق والمشي علي الهياكل والجماجم البشر، الإسلام لديه قوة دفع ذاتية من الخالق مثله مثل الديانات الاخري ويتمدد دون قوة السلاح إلى أوربا وأسيا ، وأمريكيا وأستراليا وأدغال أفريقيا ، و يجب علي العروبوإسلاميين في السودان أن يأخدوا العبره من الإيرانيين الذين رفضوا التعريب وسياسة الهيمنه العربية علي ثقافاتهم وإكتفوا بالإسلام الصادق ليس هذا فحسب بل يرون ان الكعبة الشريفه يجب أن يحرسها لجنه من العالم الإسلامي لانهم لا يامنوا السعوديين علي حراستها وهناك الأتراك الذين رفضوا ما يسمي بالخلافه في الإسلام وتم إلغائها بواسطة كمال أتاتورك في 1924م لأنها إرتبطت بالعروبة مما يعني الإحتكار والإستعمار السياسي والثقافي العربي لتركيا ووضع علي هذا الأساس الجيش التركي لحراسة السلطة من تغول العرب عليها باسم الدين كما يحدث الان في السودان، والأتراك كالإيرانيون لا يثقون في الإسلاميين العرب خاصة في حماية الممتلكات الإسلامية لذلك إحتفظوا بجبة الرسول (ص) وسيفه الموجودين حتي الآن في تركيا والمولي عز وجل وصف العرب في محكم تنزيله بالكفر والنفاق (إن الأعراب أشد كفراً ونفاقاً ) لذلك أنزل القران الكريم لإنتشالهم من كفرهم ونفاقهم هذا ولكنهم للأسف الشديد يزدادون كفراً ونفاقاً خاصة الذين يدعون العروبة في السودان و ما يحدث الآن في دارفور دليل علي ان هذا النظام لا علاقة له بالإسلام وكانوا سببا في تشويه الإسلام ، وصفوا الغرب بالصليبية والكفر والواقع المعاش هو أن الغرب الصليبي هو الذي يغيث الملهوفين وينجد ويسعف المستغيثين في دالرفور وكل مواقع الكوارث في العالم إين الاسلام الحقيقي وأين العالم الإسلامي من كل هذا ، والواقع أيضاً هو أن نظام الخرطوم يريد القضاء علي العنصر الأفريقي وإحلالها بالعنصر العربي وإلا لماذا يتم الهجوم بالمروحيات و المليشيات العربية (الجانجويد) للقضاء حتي علي اللاجئين العزل في معسكرات اللاجئين ؟ ولماذا لا يهاجموا الجناح العسكري لمقاتلي حركتي تحرير السودان وحركة العدل والمساواة ؟ لقد حاول هذا النظام نفس البرنامج في جبال النوبة والجنوب وجنوب النيل الأزرق واأيي لكنة فشل . علي العصبة الحاكمة في الخرطوم أن تدرك أبعاد افعاله والنتائج التي ستترتب عليها إذا تمادت هي ومليشياتها المستعربة التي تستخدم في غرب السودان وعليها أن تدرك أيضا أن التمادي سيسهم بطريقة أو بأخري في تقسيم السودان ليس إلي الشمل والجنوب فحسب بل ربما إلى دويلات وسيذهب كل جزء بأمراضه ( الاجزاء تذهب بأمراض الكل ) لأن إرادة الشعوب لا تقهر مهما طال الزمن أو قصر . مما يعني أن الإنقسام إذا ما تم سيكون السبب فيه العصبة الشمالية وسيستمر الصراع حتي في الشمال المنقسم من السودان ، لأن سياسة الهيمنة والسيطرة ستستمر، وهناك الدناقلة ، المحس والحلفاويين أي أن نوبة الشمال سيثورون وهم علي ما أعتقد متاهبين لإسترداد موطنهم الأصلي بجانب جبال النوبة والنيل الأزرق والبجه ودارفور , وفي الجنوب فإن الصراع بالتاكيد سيحتدم بين القبائل الكبيرة علي الأساس الثقافي والإثني والهيمنة فياتري إلى أين نحن سائرون ؟ هل سيتوحد الهامش فعلياً لإنقاذ الموقف أم سينهار صرح السودان الكبير؟ ، نأمل أن يتجه العقلاء والساسة وكل المهتمين بشئون السودان أن يتجهوا بنظره فاحصة ودقيقة ودون تعصب إلى الحركة الشعبية وبرامجها التي يقوم علي أساس إحترام التعدد الموجود في السودان والتساوي في تقسيم كل موارد الموجوده والسلطات حتي نحافظ علي كيان هذا البلد .
ونواصل .............................. أحدث المقالات
- النكبة وأركانها الأربعة بقلم د. فايز أبو شمالة 05-13-15, 09:15 PM, فايز أبو شمالة
- مسادير الغربة بقلم سهيل احمد الارباب 05-13-15, 09:14 PM, سهيل احمد الارباب
- صفاً واحداً لإسقاط حكم الفرد المطلق. الذّم بما يشبه المدح. بقلم أمين محمّد إبراهيم 05-13-15, 09:12 PM, أمين محمد إبراهيم
- لحماية فلذات أكبادنا وحسن رعايتهم بقلم نورالدين مدني 05-13-15, 09:11 PM, نور الدين مدني
- على الحركات الدارفورية أن تخرج من دائرة بيانات الشجب والإستنكار على جرائم النظام في دارفور 05-13-15, 09:07 PM, عبدالغني بريش فيوف
- صفاً واحداً لإسقاط حكم الفرد المطلق. بقلم أمين محمّد إبراهيم 05-13-15, 08:52 PM, أمين محمد إبراهيم
- نعش الصحة وسرادق العزاء بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات 05-13-15, 08:50 PM, سيد عبد القادر قنات
- زرقة.. عرب ..هامش .. مركز ، وبالعكس (الدافوري) علي المسرح الدارفوري ..!!!. بقلم صلاح سليمان جاموس 05-13-15, 08:48 PM, صلاح سليمان جاموس
- من بغداد الي الخرطوم خصخصة الجيوش وصناعة المقابر الجماعية بقلم محمد فضل علي..ادمنتون كندا 05-13-15, 08:45 PM, محمد فضل علي
- إبداع الوظيفة بقلم عماد البليك 05-13-15, 08:43 PM, عماد البليك
- شوق بخيت الذي لايمل حتى الموت بقلم نورالدين مدني 05-12-15, 10:53 PM, نور الدين مدني
- الميرف بقلم شوقي بدرى 05-12-15, 10:26 PM, شوقي بدرى
- إن إزاري مُرَعْبل! بقلم محمد رفعت الدومي 05-12-15, 10:22 PM, محمد رفعت الدومي
- ورحل شاهر خماش بقلم: سري القدوة 05-12-15, 10:19 PM, سري القدوة
- تنصيب البشير.. والإستقواء بالخارج! بقلم هاشم كرار 05-12-15, 10:16 PM, هاشم كرار
- حبيبي غاب في قهوة النشاط بلاقي! بقلم عثمان محمد حسن 05-12-15, 10:13 PM, عثمان محمد حسن
- حاجتنا إلى قافلة الفقهاء : ( 2 ) بقلم عمر حيمري 05-12-15, 10:11 PM, عمر حيمري
|
|
|
|
|
|