ها نحن نبلغ يومنا الخامس والأخير.. في هذه المرحلة بالطبع.. لنبشر بضرورة استقرار العلاقة بين السودان وجنوبه.. بل ونطالب بضرورة أن يلعب السودان دوره المحوري في كل قضايا الجنوب.. وأن ننظر في مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.. وبقدر ما حرك ما نشرته الصحافة السودانية خلال هذا الأسبوع من مساهمات متنوعة في هذا الملف.. ملف العلاقة بين السودان وجنوب السودان.. من اهتمام إيجابي.. لجهة تأييد الجميع لعلاقة صحية بين الدولتين.. تحفظ البعض.. في المقابل.. على ما طرح لأسباب متنوعة.. منها الموضوعي وغير الموضوعي.. البعض يعيب علينا مثلا الرهان على تعبان دينق.. بحسبان أنه ليس الفاعل الرئيس في المشهد الجنوب الآن.. وهذه مسألة جدلية يمكن الاختلاف معها أو الاتفاق.. ولكن يفوت على هؤلاء أن آخرين في قامة دينق ألور ونيال دينق لم تختلف رؤيتهم ولغتهم حول العلاقة بين البلدين.. عن رؤية تعبان.. ثم يدفع بعض هذا البعض بأن تعبان إنما يبحث عن مجد شخصي وإنجاز خاص.. بينما الوقائع تكذب مثل هذا الزعم.. فالشاهد أن تعبان لم يطلب شيئا لنفسه.. ولا يحقق له وجود السودان في المشهد الجنوبي أي سند على المستوى الشخصي.. لأن تعبان لم يكن يوما حليفاً للخرطوم.. ولكن الذي يحسب لتعبان.. ويجب أن يعترف به الجميع.. أنه استشعر أين ستكون مصلحة البلدين وكيف ستكون الفائدة لصالح الشعبين فتبناها..! خبير عسكري ذو صلة وثيقة بما يجري علق على ما يعتور ملف العلاقات بين البلدين تعليقا بدا لي غريبا.. وإن كان صادقا وصادما في ذات الوقت.. قال الرجل.. (نحن ما زلنا مستمرين في فصل جنوب السودان.. فصلناه في عام 55 عندما تصرفت النخب بانتهازية ومصادرة لرغبة الجنوبيين وفِي مارس 83 عندما ألغينا اتفاق أديس أبابا وقسمت الحكومة الإقليم الجنوبي لثلاثة أقاليم وفي 2005 حين قبلنا تقسيم البلاد على أساس ديني.. وفِي 2011.. وحتى الآن نجتهد في دفع الجنوب بعيدا عنا.. وهذه رؤيته على أي حال.. وسواء أصاب أو أخطأ تبقى الحقيقة أن جنوب السودان صار دولة مستقلة.. وأن أمام البلدين خيارين إما التعاون وحسن الجوار.. أو العداء والقطيعة.. وأن الخيار الأول ما يزال في حاجة لجهد إضافي حتى يغدو واقعا يمشي بين الناس..! إن النتيجة التي يمكن أن نخلص إليها.. بعد كل هذا هي أن ثمة فرصة تاريخية للسودان ليتقدم ويلعب دوره المنتظر.. في الإسهام في تحديد مستقبل جنوب السودان.. ليس من باب التطفل بالطبع.. بل من باب الرغبة الجادة لدى الطرف الآخر بأهمية أن يكون للسودان دوره.. دور أكبر من ذلك الذي يحاول أن يخنقه فيه بعض بنيه.. بل أكبر من ذلك الذي يحاول أن يلعبه بعض منافسيه في المنطقة.. والسودان مؤهل لهذا الدور.. بحكم الجغرافيا والتاريخ المشترك.. والمصالح المشتركة.. وعند المصالح المشتركة هذه نتوقف قليلا.. فالحديث عن المصالح يعني الاقتصاد.. والاقتصاد أصبح لغة العالم.. وصاحب الحاكمية فيه.. وموجه السياسة.. وليس العكس.. الدول أصبحت تحركها وتقودها مصالحها.. والاقتصاد مقدم على ما عداه.. الحدود التي لم تكن موجودة أصلا.. ولم تكن وليست مغلقة أصلا.. يمكن تجاوزها بإقرار الدولتين برغبتيهما في التعاون الاقتصادي.. والكفة يومها ترجح لصالح السودان لا العكس.. وإغلاق الحدود الذي لم يمنع عبور النفط.. بل ولم يمنع وصول البضائع السودانية إلى أسواق الجنوب.. يمكن تجاوزه بقرار سياسي واحد.. شريطة أن يكون قابلا للتنفيذ..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد لطيف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست